كيفية تأثير سحر تعطيل الزواج و سحر التفريق بين الزوجين على المسحور
يظن معظم الناس أن تأثير السحر يكون مباشراً على الأشخاص فى حالة سحر تعطيل الزواج أو سحر التفريق بين الزوجين، أو حتى بعض أنواع المس التى تسبب نفس النتيجة (مثل المس العاشق) و لكن علينا أن ندرك جيداً و نفهم أن التأثيرات كلها تأثيرات وساوس و لكنها عالية بدرجة كبيرة بحيث تؤثر فى الواقع، لأن الوساوس هى منشأ الظنون، و الظنون تؤثر فى شخصية الإنسان و سلوكياته و قراراته.
على سبيل المثال، سحر تعطيل الزواج، فى العادة هذا النوع من السحر تظن المصابات به أن مجرد العلاج منه يكفيها و أنها بعد العلاج ستتزوج من أفضل الرجال، و هذا خطأ فادح، فقد يذهب السحر و يبقى تأثيره على الإنسان، فالمصابة بسحر تعطيل الزواج يتسلط عليها الشيطان بشكل حاد (الشيطان بطبيعته يوسوس للإنسان الطبيعى و لكن عند المسحور تشتد وتيرة الوسوسة حتى تصير مؤثرة بشكل حقيقى) و حينما يتسلط عليها الشيطان يجعلها تتصرف تصرفات على أرض الواقع تتسبب فى تاخير زواجها، فتجد المسحورة يأتيها الخطاب ثم لا تتم الأمور كما ينبغى.
بالتتبع لمعظم الحالات، نجد أن المصابة بسحر التعطيل تتغير طبيعتها الشخصية، فتميل لإظهار قوة شخصيتها و إعتماديتها على نفسها بشكل مبالغ فيه يتسبب فى نفور الرجال منها، فتجدها مثلاً عالية الصوت، تعتز بعملها و تراه هاماً حتى لا يتحكم فيها زوجها و تعيب على ربات البيوت أنهن لا يعملن، و قد يصل الأمر بها إلى الإسترجال فى مظهرها بشكل أو أخر، فتفقد جاذبيتها للرجال الراغبين فى الزواج، هذا من جهة، الجهة الأخرى التدقيق و الوسوسة حينما يأتيها خاطب، فتجدها تدقق فى تفاصيل مستفزة، و تفحص فى العيوب بشكل غير طبيعى و هو ما قد يتسبب أيضاً فى نفور الخاطب أو رفضها هى للخاطب، بالإضافة لوجود عوامل مساعدة مثل أن تحكى لصديقاتها أسباب رفضها (غالباً أسباب لا وجود لها أو غير مؤثرة على صلاحية الخاطب للزواج) فتجد من صديقاتها تشجيعاً لها على رفضها، على غرار قول : أيوه طبعاً أنتى صح دى الواحدة مش هتتجوز إلا مرة واحدة و لازم تدقق ،،، فكل هذه العوامل تجتمع سوياً لينجح مفعول السحر.
أيضاً فى سحر التفريق بين الأزواج، لا يوجد سحر تفريق يترتب عليه التفريق بدون سب، و لكن يزرع الشيطان الشك فى قلب كل طرف تجاه الأخر، فتتبدد الثقة بينهما و يحل محلها الشك و الريبة، حتى فى الكلمات العادية يبدأ كل طرف فى إساءة فهمها على أسوأ محمل حتى تحصل البغضاء بين الزوجين و يتنافران و يضيع الود و تتلاشى الرحمة فلا يبقى للخروج من هذا الجحيم حل إلا الطلاق و الفرقة!
إن علاج سحر تعطيل الزواج و سحر التفريق بين الزوجين (إذا ثبتت الإصابة بالقرائن و الأدلة) لا يكون بالرقية الشرعية و البرامج العلاجية فقط، فهذه تعالج أصل المشكلة، و لكن أثر المشكلة لا يزال تأثيره واضحاً على المصابين، لذلك فإن علاج هذه الأنواع من السحر يحتاج إلى تأهيل نفسي للمصاب حتى يتعافى داخلياً و خارجياً، و هذا يحتاج من المصاب إلى مجاهدة نفس، و إلا سيظل يعانى من أثر السحر الذى تم إبطاله!
مثال لذلك، من يصاب بجلطة فى المخ مثلاً تسببت فى إصابته بشلل نصفى، يتم علاج الجلطة و يعود المخ لطبيعته و يسرى الدم فى العروق و لكن يبقى معه الشلل و ضعف الأعضاء المصابة بالشلل، فهنا لابد للمريض أن يعالج الشلل الذى قد شُفى من أسبابه و أن يلتزم ببرنامج العلاج الطبيعى و يتحمل ألم العلاج الطبيعى و يجاهد نفسه حتى يحصل على النتيجة المرجوة، أما إن ظن المريض أن العلاج يكون فقط فى إذابة الجلطة و حل مشكلة شرايين المخ فهذا من الوهم و سيظل يعانى من أثر الجلطة ما بقى من حياته.

إذن، فالراقى الذى يُوهم المصاب أنه بمجرد ذهاب السحر و إبطاله أنه سيتعافى هو راقى كاذب و يريد أن يطيل أمد فترة العلاج إلى سنوات حتى يبتز المصاب مالياً، و قد رأيت بعضهم يعلم أن المصاب قد تم شفاءه و أنه لا يحتاج إلا لتأهيل نفسي فقط حتى يظهر عليه أثر الشفاء و لكنه لا يصارحه حتى لا يغلق عن نفسه باب رزقه كما يدعون، و هذا من أعظم الحرام لأن الرزق الذى يأتى بالتدليس هو رزق محرم، و لكن على الراقى أن يلتزم تقوى الله عز و جل و يصارح المريض بحالته، و إن كان بإستطاعته أن يؤهله نفسياً فليصارحه بأن الإصابة قد شُفيت و أنه سيساعد المصاب فى التأهيل النفسي و للمصاب الحق فى قبوله من عدمه، و لكن على المصاب إن رفض أن يؤهله الراقى نفسياً لأى سبب أن يلجأ لبعض أهل الطب النفسي الملتزمين دينياً و أن يقبل على تعلم العلم الشرعى حتى يضبط سلوكياته و يحصل له ما يتمنى من تمام الشفاء و المعافاة.

بارك الله فيك

حياكم الله

بارك الله فيك ، طرح مميز
اول مرة أقرأ عن هذا الجانب من العلاج رغم أنني قرأت الكثير عن الأمراض الروحية
الله يزيدكم علم و نور