العودة   شبكة و منتديات بيت المقدس للرقية الشرعية > المنتديات العامــــــــة > المنتدى العــام > منتدى قسم المشكلات الاجتماعية و النفسية

منتدى قسم المشكلات الاجتماعية و النفسية

علاج وطرح الحلول للمشكلات الاجتماعية والنفسية والمساعدة على تجاوزها


الإهداءات

 
أدوات الموضوع
03-31-2015   #1
نائب المدير العام في منتديات بيت المقدس للرقية الشرعية
 
الصورة الرمزية بهراوي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 12,551
معدل تقييم المستوى: 10
Icon27 كيفَ تؤثّر المشكلات العائليّة في صحّة الأطفال النفسيّة؟

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفَ تؤثّر المشكلات العائليّة في صحّة الأطفال النفسيّة؟

يؤثّر سلوك الوالدين الخاطئ سَلباً في الطفل وشخصيّته، حيث أظهرت الدراسات أنّ الخلافات العائليّة
تنتج منها مشكلات كثيرة تُصيب الأطفال، فتعوق نموّهم النفسي والجسدي.


أثبتت الدراسات والأبحاث الاجتماعيّة والنفسيّة أنّ الطفل يتأثّر كثيراً بالجَوّ المنزلي وبطبيعة العلاقة التي تجمع والديه. فإذا كان شاهداً على خلافات عائليّة، تظهر لديه قلّة شهيّة وبطء في عملية الهضم ينتُجان من شعوره بالحزن، إضافةً إلى ظهور بعض المشكلات النفسيّة.

وبيّنت الأبحاث أيضاً أنّ «نزاعات الوالدين يُمكن أن تؤدّي إلى تباطؤ عمليّة شفاء الطفل من الأمراض، إذ يتأثّر جهازه الدفاعي بالمشاحنات العائلية». في المقابل، أثبتت دراسات نفسيّة أُخرى أنّ «الأطفال الذين تربّوا في أُسَر مستقرّة على الصعيد النفسي، والتي يُعامِل فيها أفراد الأسرة بعضهم باحترام ومحبّة، ينعمون باستقرار صحّي ونفسي».

العائلة ليست كروموزومات فقط

تُعرَف العائلة تقليديّاً بأنّها «مجموعة أشخاص يتشاركون المنزل ذاته وبعض الصفات الوراثية». لكنّ هذا التعريف لم يَعُد كافياً «فالعائلة أكثر من مجرّد مشاركة بيت وكروموزومات، إذ إنّها المصدر الأساس للحبّ والدعم والتشجيع في نظر أبنائها. وليس هناك أروَع من التمتّع بالدفء الأُسَري الذي يخلق استقراراً نفسيّاً عند الطفل ويُساعده في بناء شخصيّة متوازنة.

وفي هذا السياق، لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ الاختلاف في وجهات النظر بين أفراد الأسرة الواحدة أمر طبيعيّ، خصوصاً أنّ لكلّ فرد تكوينه النفسي الخاصّ المختلف عن غيره. لكن على الاختلاف ألّا يبلغ حدّاً جوهرياً ويؤدّي إلى خلاف حادّ».

إستشعار الخلافات

نُلاحظ أيضاً، في بعض الأحيان، ظهور مشكلات أساسيّة في العائلة، تحدث بمعظمها بين الزوجَين، وهذا ما يستشعره الأبناء مباشرةً، فيفقدون شعورهم بالامان. ومن نتائج الخلافات العائليّة المترتّبة على الأطفال، نذكر الانطوائيّة والعزلة، فضلاً عَن بعض المشكلات العلائقيّة مع الآخرين التي تتجلّى عدوانيّةً في التعامل مع الرفاق في المدرسة على سبيل المثال.

وفي هذا السياق، أُجرِيَت دراسة دقيقة على عدد من العائلات لتحديد أثر التفاعُل الأُسَري الإيجابي بين الأفراد. وقد عملت هذه الدراسة على خمسة محاور أساسيّة لتقييم هذا الأثر، هي: استجابة المستمع، الثقة بالنفس، السُلوك الاجتماعي الإيجابي، التواصُل الفعّال، والدفء.

فوَجدت أنّ «الأسر التي يتواصل فيها أبناؤها ويتقاسمون فيها المهمّات، تُحقّق أعلى الدرجات في المحاور الخمسة المذكورة، وأنّ أبناء هذه الأسَر يبحثون عن الصفات الإيجابيّة نفسها في شريك حياتهم عند تكوينهم أسرة جديدة». وهذا ما يُثبت بالتالي أنّ الدفء الأسريّ، واحتواء الأبناء، والاستماع إلى مشكلاتهم، عوامل تُساهم في تكوين عائلات مستقرّة مستقبَلياً.

نتائج النزاعات العائليّة

ذكرنا سابقاً أنّ الخلافات الأُسريّة تولّد عدداً من النتائج السلبيّة، وسنُفصّل في ما يلي أبرز نتائجها:

1- عدم الثقة بالنفس: وهي تتجلّى من خلال خوف دائم من المستقبل. وفي هذه الحال، يخشى الطفل ممّا يُخبِّئه له المستقبل ومِن مجرى الأحداث، إذ يُسقط مشاعره وأحاسيسه على المشكلات التي يراها أمامه في البيت. ويتحوّل عالمه، الذي كان مفترَضاً أن يكون مليئاً بالحبّ والانسجام العائلي، إلى عالم بغيض تشوبه المشاحنات والمخالفات، فيفقد ثقته بنفسه.

2- الخوف والذعر: تؤدّي الخلافات بين الوالدين أيضاً إلى تحطيم معنويّات الأولاد، فتَتّسم في نفوسهم حالات الخوف والهلع والقلق والاضطراب في العواطف. وقد يلوم الطفل نفسه، لاعتقاده أنّه سبب خلافات والديه ومشكلاتهما.

3- الخلل في الانضباط: يُبدي الولد نوعاً من الخلل في الانضباط السلوكي والنفسي، جرّاء عدم التوازن في الأسرة، يتجلّيان عبر بعض المشكلات التي يثيرها في المدرسة أو مع أصدقائه وإخوته. وقد يبلغ الخلل في الانضباط غير المُعالَج حَدّ الانحراف الاجتماعي، لذلك على الأهل محاولة إيجاد حلّ لخلافاتهم أوّلاً ولسلوك أبنائهم ثانياً.

4- إنعدام الأمان: إلى ذلك، تؤدّي الخلافات الأسَريّة والمشكلات الزوجيّة إلى فقدان الطفل شعوره بالأمان، فيكوّن نظرة تشاؤمية للحياة، قد تصل حَدّ الاكتئاب.

5- ردود فعل جسديّة ومدرسيّة: لا يُمكننا إغفال ردود الفعل الجسديّة التي تُصيب الأطفال الذين يتربّون في عائلات تشوبها الخلافات، كاصفرار البشرة مثلاً نتيجة التوقّف عن تناول الطعام. أمّا في ما يخصّ النتائج المدرسيّة، فهي تتأثّر بدورها بالجَوّ الأسري، فيقلّ تركيز الطفل وقدرته الاستيعابيّة، ويُصبح أكثر عرضةً للأمراض النفسيّة.

وتظهر لدى الأولاد الصغار الذين تُراوح أعمارهم بين السنتين والثلاث سنوات، عوارض أخرى تتجلّى إجمالاً تأخُّراً في النطق والمشي والنموّ.

نصائح وتعليمات

من الضروري أن يعلم الأب والأم أنّ أولادهما يتأثّرون مباشرةً بالجَوّ المنزلي العام، وبكلّ كلمة ينطقان بها، أو أيّ تصرّف يقومان به، لذلك تقع عليهما مسؤوليّة إيجاد الحلول المناسبة لتجاوز خلافاتهما وتحييد آثارها السلبيّة عن أبنائهما وضمان نموّهم السليم.

وتقع على الأب مسؤولية غرس القيَم السَويّة والمبادئ الاجتماعيّة في شخصية طفله، ليُصبح فرداً صالحاً في المجتمع ويكون قدوةً لغيره، فيما تكون الأم مسؤولة عن الحفاظ على هدوء المنزل وتربية الطفل بنحوٍ إيجابي، ما يجعل منه شخصاً واثقاً يتصدّى للمشكلات التي تعترضه.

من هنا، على الوالدين تأمين مناخ ودّي يضمن استقرار الأطفال النفسي عن طريق بعض الخطوات، أبرزها:

1- إظهار الحبّ للأبناء: فمهمّة الوالدين لا تقتصر على تأمين المواد الأساسيّة كالطعام والشراب، بل عليهما الاستماع جدّياً لمطالب أولادهما، ومنحهم وقتاً كافياً للاستماع إلى مشكلاتهم اليوميّة ومحاولة حَلّها.

2- كونا قدوةً لأولادكما: فأنتما مثالهما الأعلى، وعليكما أن تكونا قدوةً جيّدة لهم، واحرصا على ألّا تخذلاهم أبداً.

3- إجعلا أطفالكم ينعمون بالأمان في المنزل.

4- القواعد: من أهم المبادئ التي على الوالدين تطبيقها، هي وضع قواعد يلتزم بها الطفل داخل المنزل وخارجه، ليتعلّم الانضباط.

5- السعي إلى الهدوء: فكلّما كان المنزل هادئاً، استفادَ أفراده من الاستقرار لضمان توازنهم النفسي.

6- لا تتشاجرا أو تظهرا توتّركما لأطفالكم، وتذكّرا أنّكما لستُما بمفردكما في المنزل، بل هناك أطفال يسمعون صراخكما، يفهمون تصرُّفاتكما ويُحلّلونها


منقول
__________________
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2018, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لشبكة ومنتديات بيت المقدس للرقية الشرعية
MGC Chatbox Evo -تعريب العيسائي