دراسة سعودية حديثة تناولت 23 كتابا من مناهج التعليم الإسرائيلية

نور الاسلام _صرح مسؤول سعودي لوكالة أنباء الإمارات في 12/ جمادى الأولى 1427 هـ الموافق 8 حزيران 2006 ، إنه تم الانتهاء من دراسة بحثية تناولت كتبا تدرس في مدارس دولة الاحتلال الإسرائيلي، بينت أن تلك المناهج تعبئ الرأي العام الإسرائيلي ضد العرب والمسلمين وتصورهم في أبشع الصور.
و قال وكيل وزارة التربية لشؤون الدراسات والأبحاث، أن الدراسة تناولت بالتحليل عينة من 23 كتابا تدرس في إسرائيل، قامت بتحليل هذه الكتب من حيث خطابها والمعلومات الواردة فيها.، متناولة لخمسة محاور هي "البعد الإسلامي" و "البعد القومي" و "البعد الصهيوني" و "البعد السياسي" و "النتائج والتوصيات". في الوقت الذي تتعرض فيه المناهج الدراسية السعودية لهجوم من قبل مؤسسات أمريكية متعددة. وتناول محور "البعد الإسلامي" أن هذه الكتب ربطت بين الإسلام والعنف، مدعية أن انتشاره كان بقوة السيف. و أطلقت الكتب الإسرائيلية الدراسية على الفتوحات الإسلامية التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، بأنها "الحملات الحربية الإسلامية"، و تحدثت هذه الكتب عن تلك الفتوحات بأنها "عمليات احتلال إسلامي .. كانت تمثل أكبر الحملات الحربية في تاريخ البشرية، فلم يشهد مثلها العالم منذ عهد الإسكندر المقدوني في القرن الرابع قبل الميلاد". و ذهبت بعض المناهج الدراسية التي تم تحليلها لاعتبارها أن الدين الإسلامي "ليس من عند الله ولكنه مفروض على قبائل شبه الجزيرة العربية من قبل الرسول محمد وأن مجيء الإسلام قد سبب مشاكل كثيرة للمسلمين".و أن الرسول طلب من المؤمنين به الانطلاق بحملات احتلال في العالم من أجل نشر الإسلام في العالم بأسره. أما معجزة الإسراء والمعراج، فتقدمها المناهج اليهودية على أنها "أسطورة خرافية ابتدعها الإسلام ورسوله ويؤمن بها المسلمون لأن الرسول قصها على أهله وأصحابه".وتقدم بعض الكتب الدراسية وصفاً للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ينطوي على خصال سلبية، وتصفه بالغارق في أحلام اليقظة، والمحارب، والمبتدع للدين الإسلامي، وتعرض صورته بمظهر يبتعد عن حياة التقشف والتواضع والتسامح التي تعرف عنه وعن بقية الأنبياء.
أما القرآن الكريم، بحسب تلك الكتب، فهو من نسج خيال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويستمد جزء كبير من تعاليمه و قصصه مما ورد في الكتب الدينية اليهودية. وتستخدم بعض الكتب الدراسية في إسرائيل المفردات الدينية اليهودية للتعبير عن المكونات والمفردات الإسلامية؛ فالقرآن يقدم على أنه توراة محمد، ويقدم الحديث النبوي والسنة الشريفة على أنها التوراة الشفهية التي تكمل القرآن.
وخلطت تلك الكتب الدراسية بين مفهوم الجهاد في الإسلام ومفهوم الارهاب، بل حاولت في بعض الأحيان تقديم الجهاد على أنه صورة من صور العنف والاحتلال. و تضمنت هذه المناهج، نصوصا عن الفتوحات الإسلامية تعرضها على أنها تعبير عن روح العداء والعنف لدى العرب.

أما فيما يختص بالبعد القومي في مناهج التعليم اليهودية، فإن الدراسة رأت أن هذه المناهج سعت سعيا حثيثا نحو البحث عن أطر إقليمية بديلة عن الإطار العربي، وتحدثت المناهج عن إقليم "البحر الأبيض المتوسط أو إقليم "الشرق الأوسط" لكي تتمكن دولة الاحتلال من إيجاد موطئ قدم لها فيه.
و ركزت المناهج الإسرائيلية التي تدرس مادة الجغرافيا، على مصطلح "الشرق الأوسط"، لتكون إطارا يمكن أن يضم إسرائيل جنباً إلى جنب مع الدول العربية. ولاحظت الدراسة أنه لم تنسب هذه الدول إلى مسمياتها الإقليمية القومية وفقاً لما هو متعارف عليه عالمياً كالوطن العربي ودول آسيا العربية ودول إفريقيا العربية والمغرب العربي وما إلى ذلك، بل استبدلت أسماء غير متفق عليها جغرافياً وإقليمياً بأسمائها الإقليمية الدولية.

وفيما يخص البعد الصهيوني في مناهج التعليم الإسرائيلية، فقد امتلأت الكتب الدراسية بخرائط مختلفة "حاولت إثبات يهودية الزمان والمكان" بحسب ما رأته الدراسة السعودية، التي أشارت إلى أن الكتب الإسرائيلية أبرزت المدن والقرى العربية الفلسطينية بأسماء يهودية توراتية، مع التأكيد على أهمية استبعاد الإنسان العربي من تاريخ فلسطين. وفي أطر القيم الصهيونية تتضمن الكتب الدراسية نصوصاً تحرّض على قتل الآخر، وتربط ذلك بالنصوص الدينية، والأمثلة التاريخية، وفتاوى الحاخامات؛ حتى تحول القتل إلى عبادة، لبناء جيل عسكري يؤمن باليهود وخصوصيتهم، وأنهم "شعب الله المختار" ويؤمن "بأرض الميعاد" و "بناء الهيكل" . و لاحظت الدراسة، أن تلك المناهج تقدم الحرب "على أنها ضرورة حتمية للمحافظة على اليهودية واليهود"، كما لاحظت أن تلك المناهج "تغفل في كثير من المواطن القيم الإنسانية الشاملة، ولغة الخير والحوار والمحبة .. فالفلسطينيون في نظر الطفل اليهودي أشرار متعطشون للدماء، يفضلون أن يموت أطفال اليهود بالإيدز، وهم يحرقون الغابات ويجرحون الأطفال بالحجارة".
و حددت الدراسة الرسمية السعودية أهم القيم الصهيونية التي تدرس في مناهج التعليم العبرية، و هي وحدة الجماعات اليهودية، و التأكيد على أحقية اليهود فيما يسمى "أرض إسرائيل"، و الارتباط العقائدي بهذه الأرض، إضافة إلى يهودية مدينة القدس العربية المحتلة. و التركيز على خصوصية اليهود وتفردهم"، و الإحساس اليهودي بالتفوق والتميز.
و بحثت الدراسة كذلك، في البعد السياسي في تلك المناهج، حيث تتحدث الكتب المدرسية عن أهمية القدس والهيكل بالنسبة لليهود.أيضا تورد تلك المناهج أن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان شيّد قبة الصخرة المشرفة لتكون مركزا للمسلمين بديلا عن مكة، التي كانت تحت سيطرة معارضيه في القرن السابع الميلادي. و رأت الدراسة كذلك، على أن تلك المناهج التربوية، سعت بوضوح إلى تشويه الشخصية العربية، من خلال ربط العرب بأعمال القتل والشغب وقالت الدراسة إن هذه المناهج "تصفهم (العرب) بالمشاغبين الذين يقتلون الحكام والمسئولين ممن لهم الفضل في إدارة الدولة الإسلامية كاليهود

و بعد الاستعراض التحليلي الطويل للكتب المدرسية الإسرائيلية من قبل الباحثين السعوديين، أوصى فريق البحث بضرورة ممارسة العرب في فلسطين المحتلة (عرب 48) دورا و محاولة تعديل المحتويات والمضامين في هذه الكتب المتحيزة ضد الإسلام والمسلمين. كما أوصى فريق البحث بأن يتم عقد ندوات عالمية تحت مظلة اليونسكو لمناقشة الآثار المستقبلية لما تقدمه الكتب الدراسية المذكورة من صور غير صحيحة عن العرب والمسلمين لها أثرها في وجدان الناشئة في إسرائيل ضد الدول العربية المجاورة لهم. كما طالبت التوصيات بعرض نتائج هذه الدراسة في وسائل الإعلام الغربية المختلفة بهدف إيصال رسالة محددة، وهي أن العرب والمسلمين ينشدون السلام والتعايش والتسامح مع الآخر، ولكن ما يرد في الكتب الدراسية من صورة نمطية مغلوطة عن العرب والمسلمين لا يحقق هذه الأهداف.

بارك الله فيك مشرفتنا الفاضلة

المؤرخة

فقد اضفت مداخلة طيبة ومفيدة للموضوع

وبارك الله في مراقبتنا العامة

دارينا

لمرورها الطيب والمبارك