العودة   شبكة و منتديات بيت المقدس للرقية الشرعية > المنتديات الاسلاميـــــــة > المنتدى الاسلامي العام > قسم منتدى الرافضة {الشيعة }والرد عليهم

قسم منتدى الرافضة {الشيعة }والرد عليهم قسم يختص في اظهار عقيدة الشيعة {الرافضة }وشدة خطرها على الاسلام والمسلمين والرد عليهم بمنهج اهل السنة والجماعة

الإهداءات

أدوات الموضوع
10-18-2011   #1
مراقبة سابقة متميزة
 
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: في أرض الله الواسعة
المشاركات: 1,245
معدل تقييم المستوى: 7
Icon19 حوار هادئ مع الشيعة!

حوار هادئ مع الشيعة

ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ مقدمة
هذه الصفحة لحقائق و براهين تستحق منك وقفة لتأملها و إدراك أبعادها.
لدينا حقائق ربما تنشر لأول مرة ، ولدينا صور و وثائق و صوتيات و مشاهد سمعية تؤكد ما نذهب إليه.
نحن نطالب المسلمين بالوحدة، و نسعى لها لكن الوحدة تكون على كتاب الله و سنة رسوله. لا على حساب كتاب الله و سنة رسوله. و لهذا اخترنا الحوار طريقة لحل الخلاف و منهجاً لبيان الحقيقة.

حوار مع أهل السنة الذين يعترضون على هذا الموقع

وفي الحوار الهادئ مع الشيعة سنعرض الآتي:
مناظرات مع الشيعة
حوار منطقي هادئ مع الشيعة
مـناظرة بـيـن علماء الــسنة و علماء الــشيعة
مناظرة بين ســـلـفـي و شــيـعـي
مناظرة بين الإمام جعفر الصادق و أحد الرافضة
حوار بين الشـيخ إحسـان إلــهي و علماء الشيعة
أجيبوا على هذا أيها الشيعة إن استطعتم
لماذا يغير المرء عقيدته؟
مناظرة بين خميس و الفيروزي (موقع خارجي)
مناظرات أخرى (موقع خارجي)
الرد على ادعاءات الشيعة
شـهادة أئمة الشـيعة ضد الشـيعة
أهل البيت يلتزمون بمبدأ الشورى و ينقضون مبدأ الإمامة: متوفر أيضاً بصيغة أدوبي أكروبات للأستاذ الشيعي أحمد الكاتب
اطروحة الشيعة لمسألة إغضاب سيدتنا فاطمة
فدك: بين أبو بكر الصديق و السيدة فاطمة
طقوس عاشوراء عند الشيعة
قصة مقتل الحســين
من هم أهل البيت؟
آية التطهير و حديث كساء
لِمَ اختار المسلمون أبا بكر بدلاً من علي؟
ما لا يصح في فضائل علي وأهل بيته
ما ورد في الحديث عن أهل البيت
هل تصدق الإمام علي بخاتمه؟
تسمية أهل البيت لأولادهم بأسماء الخلفاء الراشدين
الشيعة مقارنة مع أهل السنة و الجماعة
حقيقة الخلاف بين علماء الشيعة و جمهور علماء المسلمين
الحكم الإسلامي على ساب أمهات المؤمنين الطاهرات
آية الله الـذي اهـتـدى للإســلام
الإمام أحمد الكسروي (الشيعي سابقاً)
قصة شيعي اهتدى للإسلام
إحصائيات عن الشـيعة (7.58% من المسلمين شيعة و الباقي سنة)
الدفاع عن خير البرية
قـصّــة الـغـار
فضل الصحابة في القرآن و السنة
اعـتـقـاد أهـل السـنة في الصـحابة
الحكم الإسلامي على ساب أمهات المؤمنين
فضل معاوية بن أبي سفيان خال المؤمنين
تبرئة ابن تيمية من فرية اتهامه بالنصب
تبرئة هند بنت عتبة من دم أسـد الله حمزة
العداء الإيراني الفارسي للإسلام
هذا ما يحصل للسنة في ايران
قصة التعاون الإسرائيلي الإيراني
وثائق عن التعاون الإيراني الصهيوني
الإمـام الـخمينـي فضح الله سـره
الحقد القومي الفارسي على الإسلام
النزعة الفارسية-الشعوبية عند الشيعة
التحالف اليهودي الفارسي منذ قدم التاريخ
معتقدات الشيعة
كبار علماء الشيعة الإمامية يقولون بتحريف القرآن
السـور المفتراة في قرآن الشيعة المزعوم
سلسلة تعارض عقائد الشيعة مع الإسلام (كتاب كامل)
المتعة الشيعية و الدليل على تحريمها
اســـــتـعـارة الفروج عند الشيعة
عــقـيــــدة الــشـيعة باختصار
الشــيعة ينسبون لله ما ينزهون عنه أنفسهم
نظام الإمامة عند الشيعة
الدليل على أن مهدي الشيعة المنتظر هو نفسه الأعور الدجال ملك اليهود المخلص
إثبات الإمامة عند الشيعة بالخرافات
نصوص قرآنية تنقض عقيدة الإمامة بعد الرسول
الخليفة الراشد المهدي محمد بن عبد الله
الخلفاء الراشدين المهديين الإثني عشر
هل ذكر أئمة الشيعة في التوراة!
مذاهب الشيعة
الـدروز
الـبـهـائـيـة
الإسـماعـيـلـيـة
تاريخ فرق الشيعة و مذاهبهمٍ
تاريخ مذاهب الشيعة الإمامية
تاريخ الشيعةابن سبأ اليهودي و تأسيس فرقة الشيعةابن ســبأ: حـقـيـقـة أم خيالأحداث الفتنة و مقتل عثمانالـعـبـيـديـون و تأسيسهم للدولة الفاطميةالـقـرامـطـة و الـبـاطـنـيــةتحالف الشـيعة مع المنغول لإسقاط الخلافة الإسلامية في بغداد"حزب الله" --- هل هو إسلامي؟بعد عشرون عاما من الثورة، يظل الحقد الفارسي
مقابلة مع أول رئيس إيراني.

متقبس من الموقع:
http://islamicweb.com/arabic/shia/

وسيتم الطرح تباعا بإذن الله تعالى
__________________
= 350) this.width = 350; return false;"/>



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
http://www.facebook.com/pages/%D8%A8...69366923110207

التعديل الأخير تم بواسطة عاتكة ; 10-18-2011 الساعة 07:44 PM
 
10-18-2011   #2
مراقبة سابقة متميزة
 
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: في أرض الله الواسعة
المشاركات: 1,245
معدل تقييم المستوى: 7
رد: حوار هادئ مع الشيعة!

أولا: مناظرات مع الشيعة"
1-حوار هادئ منطقي مع الشيعة

هل تستطيعون أيها الشيعة أن تجيبون على هذه الأسئلة؟

لقد تنازل الحسين بن علي لمعاوية وسالمه ، في وقت كان يجتمع عنده من الأنصار والجيوش ما يمكنه من مواصلة القتال. وخرج الحسين بن علي في قلة من أصحابه في وقت كان يمكنه فيه الموادعة والمسالمة ولا يخل أن يكون أحدهما على حق. والآخر على على باطل لأنه إن كان تنازل الحسن مع تمكنه من الحرب (حقا) كان خروج الحسين مجردا من القوة مع تمكنه من المسالمة (باطلا) وإن كان خروج الحسين مع ضعفه (حقا) كانت تنازل الحسن مع قوته (باطلا) و هذا يضعكم في موقف لا تحسدون عليه. لأنكم إن قلتم أنهما جميعا على حق جمعتم بين النقيضين وهذا القول يهدم أصولكم.
وإن قلتم ببطلان فعل الحسن لزمكم أن تقولوا ببطلان إمامته و بطلان إمامته يبطل إمامة أبيه و عصمته لأنه أوصى إليه و الإمام المعصوم لا يوصي إلا إلى إمام معصوم مثله. و إن قلتم ببطلان فعل الحسين لزمكم أن تقولوا ببطلان إمامته و عصمته و بطلان إمامته و عصمته يبطل إمامة و عصمة جميع أبنائه و ذريته لأنه أصل إمامتهم وعن طريقه تسلسلت الإمامة. و إذا بطل الأصل بطل ما يتفرع عنه.
و نقول أيضاً إلى كل شيعي:
يا سيد. لو أجبت فجوابك غير مقنع. لسبب:
أنت ترضى لعلي ما لا يرضاه أجلاف العرب فكيف أذا كان من آل البيت؟! و أرد عليكم السؤال، اذا كانت مساوئ عمر هكذا مثلما تقولون، فكيف يقبل به علي زوجاً لأبنته؟ فهل الشيعه يضعون علي في مرتبه أقل من أجلاف العرب؟ وهل الحسين يقبل بهذا؟ وهل الحسن يقبل بهذا؟
أذا كانو يقبلون أذن هم حسب تفسيركم أقل شأنا من أجلاف العرب! وهذا لايجوز عندنا. إذن القضية أنكم تفترون على عمر بن الخطاب بالشتائم. وتريدني أن أقبل بتفسير وتبرير أقبح من ذنب. وعذركم التقية، وللتقية زوج عمر من ابنته لعمر؟ كل المساوئ في عمر وضعتوها و تشتمونه و تفترون عليه، و بعد هذا تريدون من علي أن يكون جباناً أيضاً؟ فهذا لا يجوز لا على عمر و لا على علي.
فبدلأ من أن يحارب علي الكفار و يناديهم للنزال ، لماذا لا يتخذ التقية و ينهي الأمر؟ ثم و ما دام عمر بنظركم كافرا و مرتدا و تزعمون أن علي يعلم هذا، و زوجه أبنته!
فالعمليه ليست منطقيه على الاطلاق. ما دامو مرتدين ويخضع لهم ماكان من الأول لماذا النزال أصلا ولديه التقيه. كيف يخضع الامام لمن أرتد يأخذ من السبي زمن أبو بكر (وهو بنظركم أي أبو بكر حكمه جائر وظالم) أم محمد بن الحنفية؟ فهذا أصلا أهانه للامام نفسه من قبلكم. إذا كانت تلك دار حرب، فحتما أن هذه دار حرب. هناك كان يحارب الكفار ويطلب منازلتهم. و هنا كما تدعون دار حرب تعتبرون الخلفاء الراشدون كفار مثل يزيد بل أكثر ....ألا تعتبروهم مرتدين؟ إذن ماهي مهمه علي يجامل هذا ويطاطئ لذاك؟!
وأذا قارنت علي بعمار، فموقع علي أعلى من موقع عمار. بما أنه له مكانه هارون من موسى أليس هذا كلامكم؟ فلا تقارن هذا بذاك. و مع هذا هي رخصة للضروره بالنسبه لعمار. و لكن بالنسبه لكم دين وعقيده. احتراف وليست هواية. أليس من أقوالكم "التقيه ديني ودين أبائي وأجدادي"؟ أذن هي دين و ليست رخصة. هي عقيدة وأصل وليست استثناء. فهل يخضع علي لمرتدين؟ وهل يزوج علي أبنته لمرتدين؟ وهل يقبل علي ما لايقبله أجلاف العرب لنفسه؟ وهل بعد الخضوع للمرتدين أهانه! وهل أكثر من تزويج أبنته لفاسق ضرب زوجته فاطمه وأسقط جنينها ذلة ومسكنة! ألا تعتبره أنت حرب؟ وهل كما تدعون أن عمر يشرب الخمر؟ وأكثر من هذه الشتائم والنواقص التي وضعتوها في عمر. وبعد هذا يخضع علي!
اذن اساساً لماذا كان يحارب إذا كان سيخضع؟ ولمن للظالمين المرتدين؟ وتقول عمار رخصه الرسول؟ عمار لم تنزل به آيات الولايه مثلما تدعون. و لن يكون الامام بأي حال من الأحوال عندكم. وليست عليه مسؤليه مثل مسؤليه علي حسب أقوالكم. فهو يقاد ولا يقود . وعلي يقود ولايقاد امام لامأموم. و خضع مرة لأبو بكر، و مرة لعمر، و مرة لعثمان! وهم حسب تفسيركم مرتدين ! والتقيه مطاطه تصغر هنا وتكبر هناك! تفصلها لعمار تحت العذاب رخصه يعني استثناء و لمره واحده، و علي حر طليق و بطل مغوار، استعملت تبريرا لخضوعه لأبو بكر. استعملت تبريرا لخضوعه لعمر. استعملت تبريرا لخضوعه لعثمان. استعملت تبريرا لتزويجه أبنته أم كلثوم لعمر. استعملت لأخذه أم محمد بن الحنفيه و سبي الحاكم الجائر عندكم. لا يجوز هذا مطلقاً. فهذا اعتراف منه بحكم أبو بكر. اذن ماهيه مهمته أصلا اذا لم يحارب الجور والظلم؟ هذا اذا صدق مقالكم.
مراجع شيعية:
1. تارخ اليعقوبي ج2 ص149.150
2. الفروع من الكافي في كتاب النكاح, باب تزويج أم كلثوم ج5 ص346 روايتان في هذا الباب. وفي كتاب الطلاق ، باب المتوفى عنها زوجها ج 6 ص 115, 116
3. "تهذيب الأحكام" كتاب الميراث , باب ميراث الغرقى والمهدوم ، ج9 ص 262
4. الشافي للسيد مرتضى علم الهدى ص 116 وفي كتابه تنزيه الأنبياء ص 141طبعة طهران
5. إبن شهر آشوب في كتابه مناقب آل أبي طالب ج3 ص 162 طبعة بمبئ الهند
6. إبن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج3 ص
124
2-مـناظرة بـيـن علماء الــسنة و علماء الــشيعة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الحوار دار بين أحد علماء السنة وأحد علماء الشيعة . و قد ورد في هذين الكتابين:
  1. الــخطـــــوط العــــريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الإثناعشرية ( للشيخ / محب الدين الخطيب)
  2. وقد أورد هذا الحوار علامة العراق / السيد عبد الله بن الحسين السويدي العباسي ( مولود 1104 هـ : والمتوفي 1174 هـ ) في مذكراته عن مؤتمر النجف الذي إنتهى بخضوع مجتهدي الشيعة لإمامة أبي بكر و عمر رضي الله عنهما.
وقد أُعلن ذلك على منبر الكوفة في خطبة الجمعة يوم 26 / شوال / 1156هـ وقد حضرها نادر شاه ( و هو أحد ملوك الشيعة و معروف عنه البطش و التقتيل ) و علماء السنة و الشيعة.
والعالم السُني هو الشيخ / عبد الله بن الحسين العباسي. و العالم الشيعي هو الملا باشا علي أكبر أحد أكبر علماء الشيعة الذين حضروا المؤتمر.
نبذة مختصرة عن المؤتمر:
أولاً: المكان:
تحت المسقَّف الذي وراء ضريح الإمام علي رضي الله عنه.
ثانياً: الزمان:
الأربعاء ، الخميس ، الجمعة ، 24-25-26 من شوال ( 1156 )
ثالثاً: أطراف المؤتمر:
أ - نحو سبعين عالماً من علماء الشيعة بإيران لم يكن معهم سوى سني واحد، من أبرزهم و أشهرهم:
1- الملا باشي : علي أكبر 12- ميرزا أسد الله ، المفتي بتبريز
2- مفتي ركاب : أقا حسين 13- الملا طالب ، المفتي بمازندران
3- الملا محمد ، إمام لاهجان 14- الملا محمد مهدي ، نائب الصدارة بمشهد الرضا
4- أقا شريف ، مفتي مشهد رضا 15- الملا محمد صادق ، المفتي بخلخال
5- ميرزا برهان ، قاضي شروان 16- محمد مؤمن ، المفتي بأستر أباد
6- الشيخ حسين ، المفتي بأرومية 17- السيد محمد تقي ، المفتي بقزوين
7- ميرزا أبو الفضل ، المفتي بقم 18- الملا محمد حسين ، المفتي بسبزوار
8- الحاج صادق ، المفتي بجام 19- السيد بهاء الدين ، المفتي بكرمان
9- السيد محمد المهدي ، إمام أصفهان
10- الحاج محمد زكي ، مفتي كرمنشاه
11- الحاج محمد الشمامي ، المفتي بشيراز
…وغيرهم من العلماء

ب - السيد عبدالله بن الحسين السويدي العباسي المولود سنة1104 هـ و المتوفى سنة 1174 هـ و كان رحمه الله علامة العراق و عماد هذا المؤتمر و رئيسه.
ج - علماء الأفغان:
1- الشيخ الفاضل الملا حمزة القلجاني الحنفي مفتي الأفغان
2- الملا أمين الأفغاني القلجاني ، ابن الملا سليمان ، قاضي الأفغان
3- الملا طه الأفغاني المدرس بنادر آباد الحنفي
4- الملا دنيا الحنفي
5- الملا نور محمد الأفغاني القلجاني الحنفي
6- الملا عبدالرزاق الأفغاني القلجاني الحنفي
7- الملا إدريس الأفغاني الابدالي الحنفي

د- علماء ما وراء النهر:
1- العلامة الهادي خوجة ( الملقب ببحر العلم ) ابن علاء الدين البخاري القاضي ببخارى الحنفي
2- مير عبدالله صدور البخاري الحنفي
3- ملا أميد صدور البخاري الحنفي
4- قلندر خوجة البخاري الحنفي
5- باد شاه مير خوجة البخاري الحنفي
6- ميرزا خوجة البخاري الحنفي
7- الملا إبراهيم البخاري الحنفي

رابعاً: النتائـج:
1- خضوع علماء إيران و مجتهديها من الشيعة لإمامة أبي بكر و عمر رضي الله عنهما و اعترافهم و إقرارهم بصحة و أحقية توليهم الخلافة قبل علي رضوان الله عليهم جميعاً.
2- رفع سب الشيخين.
3- إقرارهم بأن الصحابة كلهم عدول رضي الله عنهم.
4- تحريمهم المتعة إذ لا يقبلها إلا السفهاء منهم.
5- عدم تفضيله علياً على أبي بكر أو القول بأنه الخليفة الحق بعد النبي صلى الله عليه و سلم و اعترافهم بأن أفضل الخلق بعد النبي صلى الله عليه وسلم: أبو بكر بن أبي قحافة ، فعمر بن الخطاب ، فعثمان بن عفان ، فعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً و أن خلافتهم على هذا الترتيب الذي ذكروه في تفضيلهم.
6- قبولهم شروط عدم تحليلهم حراماً معلوماً من الدين بالضرورة و حرمته مجمع عليها، و عدم تحريمهم حلالاً مجمعاً عليه معلوماً حله.
7- التوقيع من قبلهم على صحيفة أعدت لهذا الشأن.

بعض تفاصيل المؤتمر:
طبعاً تفاصيل القصة طويلة وكيف بدأ المؤتمر و لمن أراد التفاصيل فليرجع إلى مذكرات الشيخ أو كتاب الخطوط ( العريضة لمذهب الشيعة الإمامية الإثنى عشرية ) للشيخ الجليل / محب الدين الخطيب رحمه الله. و لكن المؤتمر كان بسبب أن نادر شاه أرسل إلى أحد علماء السنة لمناظرة علماء الشيعة في مذهب الإثنى عشر فجاء عبد الله بن الحسين لهذا الأمر.
عندما سمع الملا باشا ( عالم الشيعة ) أن قاضي بخارى ( عالم سني ) يُقال له بحر العلم قال:--
كيف يسوغ له أن يُلقب ببحر العلم وهو لا يعرف من العلم شيئاً ، فوالله لو سألته عن دليلين في خلافة علي ( رضي الله عنه ) لما إستطاع أن يُجيب عنهما ، بل ولا الفحول من أهل السنة - وكرر الكلام ثلاث مرات - .
فقلت له ( أي عبد الله بن الحسين وكان موجوداً في المجلس ) :--
وما هذان الدليلان اللذان لا جواب عنهما ؟
قال ( الملا باشا = م) :--
قبل تحرير البحث أسألك هل قوله صلى الله عليه وسلم لعلي (( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي )) ثابت عندكم ؟
قلت ( عبد الله = ع ) :--
نعم إنه حديث مشهور .
فقال ( م ) :-- هذا الحديث بمنطوقه ومفهومه يدل دلالة صريحة على أن الخليفة بالحق بعد النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب .
قلت (ع) :-- ما وجه الدليل من ذلك ؟
قال(م) :-- حيث أثبت النبي لعلي جميع منازل هارون ولم يستثن إلا النبوة - والإستثناء معيار المعلوم - فثبتت الخلافة لعلي لأنها من جملة منازل هارون ، فإنه لو عاش لكان خليفة عن موسى .
فقلت(ع) :-- صريح كلامك يدل على أن هذه القضية موجبة كلية ، فما صور هذا الإيجاب الكلي ؟
قال(م) :-- الإضافة التي في الإستغراق بقرينة الإستثناء .
فقلت(ع) :-- أولاً إن هذا الحديث غير نص جلي ، وذلك لإختلاف المُحدثين فيه ، فمن قائل إنه صحيح ، ومن قائل إنه حسن ، ومن قائل إنه ضعيف ، حتى بالغ ابن الجوزي فادعى أنه موضوع .
فكيف تثبتون به الخلافة وأنتم تشترطون النص الجلي ؟!
فقال(م) :-- نعم نقول بموجب ما ذكرت ، وإن دليلنا ليس هذا ، وإنما قوله صلى الله عليه وسلم (( سلموا على علي بإمرة المؤمنين )) ، وحديث الطائر ، ولأنكم تدعون أنهما موضوعان فكلامي في هذا الحديث (أي حديث موسى وهارون عليهما السلام) معكم لما لم تثبتوا أنتم الخلافة لعلي به ؟
قلت(ع) :-- هذا الحديث لا يصلح أن يكون دليلاً من وجوه :-
منها أن الإستغراق ممنوع ، إذ من جملة منازل هارون كونه نبياً مع موسى ، وعلي ليس بنبي بإتفاق منا ومنكم ، لا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا بعده ، فلو كانت المنازل الثابتة لهارون - ما عدا النبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم - ثابتة لعلي لإقتضى أن يكون علي نبياً مع النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبوة معه لم تُستثن وهي من منازل هارون كونه أخاً شقيقاً لموسى ، وعلي ليس بأخ ، والعام إذا تخصص بغير الإستثناء صارت دلالته ظنية ، فليحمل الكلام على منزلة واحدة كما هو ظاهر التاء التي للوحدة ، فتكون الإضافة للعهد وهو الأصل فيها ، و(( إلا )) في الحديث بمعنى (( لكن )) كقولهم : فلان جواد إلا أنه جبان ، أي لكنه.
فرجعت القضية مهملة يراد منها بعض غير معين فيها وإنما نعينه من خارج ، والمعين هو المنزلة المعهودة حين إستخلف موسى هارون على بني إسرائيل ، والدال على ذلك قوله تعالى (( اخلفني في قومي )) ومنزلة علي هي إستخلافه على المدينة في غزوة تبوك.
فقال (م) :-- والإستخلاف يدل على أنه أفضل وأنه الخليفة بعد .
فقلت (ع) :-- لو دل هذا على ما ذكرت لإقتضى أن ابن أم مكتوم خليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه استخلفه على المدينة ، واستخلف غيره ، فلما خصصتم علياً بذلك دون غيره مع إشتراك الكل في الإستخلاف؟ و أيضاً لو كان هذا من باب الفضائل لما وجد علي ( رضي الله منه ) في نفسه وقال: ( أتجعلني مع النساء والأطفال والضعفة ) . فقال النبي صلى الله عليه وسلم تطييباً لنفسه (( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)).
فقال(م) :-- قد ذُكر في أصولكم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
قلت(ع) :-- إني لم أجعل خصوص السبب دليلاً ، وإنما هو قرينة تعيين ذلك البعض المهم .
فانقطع ....
ثم قال(م) :-- عندي دليل آخر لا يقبل التأويل ، وهو قوله تعالى (( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين )) .
قلت(ع) له :-- ما وجه الدلالة من هذه الآية ؟
فقال (م):-- أنه لما أتى نصارى نجران للمباهلة إحتضن النبي صلى الله عليه وسلم الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة ( رضي الله عنها ) من ورائهم وعلي ( رضي الله عنه ) خلفها ، ولم يقدم إلى الدعاء إلا الأفضل .
قلت (ع) :-- هذا من باب المناقب لا من باب الفضائل وكل صحابي اختص بمنقبة لا توجد في غيره ، كما لا يخفى على من تتبع كتب السير.
وأيضاً إن القرآن نزل على أسلوب كلام العرب ، وطرز محاوراتهم ، ولو فرض أن كبيرين من عشيرتين وقع بينهما حرب وجدال ، يقول أحدهما للآخر : ابرز أنت وخاصة عشيرتك وأبرز أنا وخاصة عشيرتي فنتقابل و لا يكون معنا من الأجانب أحد ، فهذا لا يدل على أنه لم يوجد مع الكبيرين أشجع من خاصتهما. و أيضاً الدعاء بحضور الأقارب يقتضي الخشوع المقتضي لسرعة الإجابة.
فقال(م):-- ولا ينشأ الخشوع إذ ذاك إلا من كثرة المحبة .
فقلت(ع):-- هذه محبة مرجعها إلى الجبلة والطبيعة ، كمحبة الإنسان نفسه وولده أكثر ممن هو أفضل منه ومن ولده بطبقات فلا يقتضي وزراً ولا أجراً إنما المحبة المحدودة التي تقتضي أحد الأمرين المتقدمين إنما هي المحبة الإختيارية .
فقال(م):-- وفيها وجه آخر يقتضي الأفضلية ، وهو حيث جعل نفسه صلى الله عليه وسلم نفس علي ، إذ في قوله (( أبناءنا )) يراد الحسن والحسين وفي (( نساءنا )) يراد فاطمة ، وفي (( أنفسنا )) لم يبق إلا علي والنبي صيى الله عليه وسلم .
فقلت(ع):-- الله أعلم أنك لم تعرف الأصول ، بل و لا اللغة العربية.
كيف وقد عبر بأنفسنا والأنفس جمع قلة مضافاً إلى (( نا )) الدالة على الجمع ومقابلة الجمع بالجمع تقتضي تقسيم الآحاد ، كما في قولنا ( ركب القوم دوابهم ) أي ركب كل واحد دابته.
وهذه مسألة مصرحة في الأصول ، غاية الأمر أنه أطلق الجمع على ما فوق الواحد وهو مسموع كقوله تعالى ((أولئك مبرؤن مما يقولون )) أي عائشة و صفوان ( رضي الله عنهما ) ، و قوله تعالى (( فقد صفت قلوبكما )) ولم يكن لهما إلا قلبان.
على أن أهل الميزان ( أي علم المنطق ) يطلقون الجمع في التعاريف على ما فوق الواحد ، وكذلك أطلق الأبناء على الحسن والحسين ، والنساء على فاطمة فقط مجازاً.
نعم لو كان بدل أنفسنا بـ ( نفسي ) لربما كان له وجه ما بحسب الظاهر.
وأيضاً لو كانت الآية دالة على على خلافة علي لدلت على خلافة الحسن والحسين وفاطمة ( رضي الله عنهم ) مع أنه بطريق الإشتراك ، ولا قائل بذلك لأن الحسن والحسين إذ ذاك صغيران ، وفاطمة مفطومة كسائر النساء عن الولايات ، فلم تكن الآية دالة على الخلافة .
فانقطع ......
ثم قال(م) :-- عندي دليل آخر وهو قوله تعالى (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) أجمع أهل التفسير على أنها نزلت في علي حين تصدق بخاتمه على السائل وهو في الصلاة و (( إنما )) للحصر ، و (( الولي )) بمعنى ( الأولى منكم بالتصرف ).
فقلت(ع) :-- لهذه الآية عندي أجوبة كثيرة .
وقبل أن أشرع في الأجوبة قال بعض الحاضرين من الشيعة باللغة الفارسية يخاطب الملا باشي بشيء معناه: إترك المباحثة مع هذا فإنه شيطان مجسم و كلما زدت في الدلائل و أجابك عنها إنحطت منزلتك.
فنظر إلي وتبسم وقال (م) :-- إنك رجل فاضل تجيب عن هذه وعن غيرها ، ولكن كلامي مع بحر العلم ( وهو القاضي / هادي خوجة قاضي بخارى ) فإنه لا يستطيع أن يجيب.
فقلت(ع) :-- الذي كان في صدر كلامك أن فحول أهل السنة لا يستطيعون الجواب ، فهذا الذي دعاني إلى المعارضة والمحاورة .
فقال(م) :-- أنا رجل أعجمي ولا أتقن العربية فربما صدر مني لفظ غير مقصود لي ....
فقلت(ع) له:-- أريد أن أسألك عن مسألتين لا تستطيع أهل الشيعة الجواب عنهما.
فقال(م) :-- وما هما ؟
قلت (ع):-- الأولى :
كيف حكم الصحابة عند الشيعة ؟
فقال(م):-- إرتدوا حيث لم يبايعوا علي على الخلافة ( إلا خمسة : علياً و المقداد و أبا ذر وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر)
قلت(ع) :-- إن كان الأمر كذلك فكيف زوج علي ( رضي الله عنه ) بنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) .
فقال(م) :-- إنه مكره !
قلت( ع):-- والله إنكم إعتقدتم في علي منقصة لا يرضى بها أدنى العرب فضلاً عن بني هاشم الذين هم سادات العرب وأكرمها أرومة وأفضلها جرثومة وأعلاها نسباً وأعظمها مروءة وحمية وأكثرها نعوتاً سنِيَّة. و إن أدنى العرب يبذل نفسه دون عرضه و يُقتل دون حرمه و لا تعز نفسه على حرمه و أهله. فكيف تثبتون لعلي وهو الشجاع الصنديد ليث بني غالب أسد الله في المشارق و المغارب مثل هذه المنقصة التي لا يرضى بها أجلاف العرب ؟! بل كم رأينا من قاتل دون عياله فقُتل!
فقال(م):-- يحتمل أن تكون زُفت إليه جنية ( أي شيطانة ) تصورت بصورة أم كلثوم ؟
قلت(ع):-- هذا أشنع من الأول فكيف يُعقل مثل هذا ؟! و لو فتحنا هذا الباب لانسدت جميع أبواب الشريعة حتى لو أن الرجل جاء إلى زوجته لاحتمل أن تقول : أنت جني تصورت بصورة زوجي فتمنعه من الإتيان إليها. فإن بشاهدين عدلين على أنه فلان لاحتمل أن يقال فيهما إنهما جنيان تصورا بصورة هذين العدلين وهلم جرا ..... و يحتمل أن جنياً تصور بصورة جعفر الصادق - الذي تزعمون أن عبادتكم موافقة لمذهبه - جنياً تصور بصورته و ألقى إليكم هذه الأحكام الثابتة.
ثم قلت(ع) له :-- ما حكم أفعال الخليفة الجائر ؟ هل هي نافذة عند الشيعة ؟
فقال(م):-- لا تصح ولا تنفذ.
فقلت (ع) :-- أنشدك الله من أي عشيرة أم محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب ؟
فقال(م) :-- من بني حنيفة .
فقلت(ع):-- من سبى بني حنيفة ؟
فقال(م) :--لا أدري ( وهو كاذب )
فقال بعض الحاضرين من علمائهم :-- سباهم أبو بكر الصديق ( رضي الله تعالى عنه )
فقلت(ع) :-- كيف ساغ لعلي أن يأخذ جارية من السبي ويتولدها ، والإمام - على زعمكم - لا تنفذ أحكامه لجوره ، والإحتياط في الفروج أمر مقرر !
فقال(م):-- لعله إستوهبها من أهلها ، يعني زوجوه بها .
قلت(ع):-- يحتاج هذا إلى دليل .
فانقطع ....... والحمد لله
ثم قلت(ع):-- إنما لم آتيك بحديث أو آية لأني مهما بالغت في صحة الحديث أقول رواه أهل الكتب الستة و غيرهم، فتقول أنا لا أقول بصحتها. و لو أتيتك بأية و قلت أجمع أهل التفسير لا يكون حجة علي و تذكر تأويلاً بعيداً و تقول الدليل إذا تطرقه الإحتمال بطل به الإستدلال. فهذا الذي دعاني إلى ترك الإستدلال بالآية أو الحديث.
ثم إن الشاه أُخبر بهذه المباحثة طبق ما وقع ، فأمر أن يُجمع علماء إيران وعلماء الأفغان ويرفعوا المكفرات وأكون ناظراً عليهم ووكيلاً عن الشاه وشاهداً على الفرق الثلاث بما يتفقوا عليه. فخرجنا نشق الخيام والأفغان والأزبك والعجم يشيرون إلي بالأصابع وكان يوماً مشهوداً.
إنتهى كلامه رحمه الله .
نهاية المناظرة:
و قد انتهت المناظرة بالتالي:
قال العالم السُني هادي خوجة لعالم الشيعة الملا باشا :
أنتم تكفرون بسبكم الشيخين ( أي أبو بكر وعمر )
قال الملا باشا :
رفعنا سب الشيخين
قال هادي خوجة :
وتكفرون بتضليلكم الصحابة وتكفيركم إياهم
قال الملا باشا :
الصحابة كلهم عدول رضي الله عنهم ورضوا عنه
قال هادي خوجة :
وتقولون بحل المتعة
قال الملا باشا :
هي حرام لا يقبلها إلا السفهاء منا
قال هادي خوجة:
وتفضلون علياً على أبي بكر وتقولون إنه الخليفة الحق بعد النبي صلى الله عليه وسلم
قال الملا باشا :
أفضل الخلق بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر بن أبي قحافة فعمر بن الخطاب فعثمان بن عفان فعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً ، وإن خلافتهم على هذا الترتيب الذي ذكرناه في تفضيلهم
و كل ذلك غيض من فيض مما دار في تلك المناظرة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .



3-مناظرة بين ســلفي و رافضي

في إحدى زيارات الشيخ سلمان العودة - سلمه الله - لأمريكا قابله مجموعة من الشيعة - من البحرين والقطيف - ممن يحملون معتقد أسيادهم فقابلهم بهدوءه المعتاد بعيداً عن الانفعال من الطرفين .
فقال الشيخ : ما رأيكم في الإمام الخميني ؟
قال الرافضي : نعتقد أنه إمام وفقيه وعالمٌ من علماء الشيعة وممن نفتخر به .
قال الشيخ : وما رأيكم في حركته الإصلاحية ؟
قال الرافضي : هي حركة تستحق أن يقف التاريخ عندها .
قال الشيخ : وبمن استعان الخميني في حركته الإصلاحية ؟ وما صفات أولئك الرجال الذين اختارهم ؟
قال الرافضي : استعان الإمام الخميني بخيار رجالات الشيعة وبالرجال الأتقياء والذين يعتمد عليهم .
قال الشيخ : ألم يكن من بين من اختار الخميني رجالٌ من أهل السنة أو طوائف أخرى ؟
قال الرافضي : حاشاه ذلك !!! بل كلهم من علماء الشيعة الأطهار !!!!!
قال الشيخ : وهل من بين من اختار رجال ليسو مؤهلين علمياً وخلقياً ؟ وهل منهم أناسٌ غير ملتزمين بدينهم ورسالتهم؟
قال الرافضي : أبداً !! فقد اختار صفوة الرجال فكان ذلك سبباً قوياً لنجاح تلك الحركة !
قال الشيخ : لا شك أن الخميني جعل أبرز معاونيه هم أفضل أولئك الأخيار الذين ذكرت من الشيعة ، وممن يعتمد عليهم كثيراً في حركته ورسالته !!
قال الرافضي : لا شك في هذا ! ولذلك نجحت الحركة .
قال الشيخ : دعني أسألك الآن : من أفضل وأذكى وأزكى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم الخميني ؟
قال الرافضي : لا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأفضل .
قال الشيخ : فكيف يوفق الخميني لاختيار أفضل معاونين وأخلصهم وأصدقهم !! ويخفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ إذ أنه جعل أقرب معاونيه أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - !! وهو المؤيد بالوحي من رب العالمين !! .
قال الرافضي : ولكنهما بدلا ونكثا العهود بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .
قال الشيخ : وهل فعلهما هذا خاف على الله جل وعلا فلم يطلع عليه نبيه صلى الله عليه وسلم ليحذر منهما ؟؟؟
فلم يجب الرافضي !!!
قال الشيخ : بينما نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أحداثاً كثيرة ستقع بعده في أمور أقل أهمية من خلافته من بعده !! وعدد له الشيخ الكثير من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم لوقائع تحدث من بعده !!
ثم قال الشيخ : أيها الرجل اتق الله واعلم أنكم على ضلال كبير فإن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - وتقريبه لهما كان سبباً لحفظ هذه الأمة ونصرتها وانتشار الإسلام من بعده .
ثم انتقل الشيخ مع الرافضي إلى مواضيع أخرى من الحوار لكنه أبى الاستمرار كعادتهم عندما يلقمون حجرا .

.
.
.

.

يتبع...






__________________
= 350) this.width = 350; return false;"/>



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
http://www.facebook.com/pages/%D8%A8...69366923110207
 
10-19-2011   #3
مراقبة سابقة متميزة
 
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: في أرض الله الواسعة
المشاركات: 1,245
معدل تقييم المستوى: 7
رد: حوار هادئ مع الشيعة!

4-مناظرة بين الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه و أحد الرافضة

هذه مناظرة بين الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه مع أحد الرافضة وتوجد منها نسختان: النسخة الأولى نسخة تركيا في خزانة شهيد علي باشا باستنبول ضمن مجموع رقمه 2764 حوى عدة رسائل في العقيدة والحديث هذه الرسالة الحادية عشرة منه. النسخة الثانية نسخة الظاهرية وقد وقعت ضمن مجاميعها في المجموع رقم 111 وهي الرسالة التاسعة عشر منه. محقق الكتاب : علي بن عبدالعزيز العلي آل شبل. الناشر : دار الوطن - السعودية - الرياض هاتف 4644659-4626124.

نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
رب اعن
حدثنا الشيخ الفقيه أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن سعيد الأنصاري البخاري - قراءة عليه بمكة حرسها الله سنة خمس وثلاثين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن مسافر قال أخبرنا أبو بكر بن خلف بن عمر بن خلف الهمذاني قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أزمة قال: حدثنا أبو الحسن بن علي الطنافسي قال : حدثنا خلف بن محمد القطواني قال : حدثنا علي بن صالح قال : جاء رجل من الرافضة إلى جعفر بن محمد الصادق كرم الله وجهه ، فقال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه السلام فقال الرجل :
1- يابن رسول الله من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقال جعفر الصادق رحمة الله عليه : أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
2- قال : وما الحجة في ذلك ؟
قال : قوله عز وجل (( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن 'ن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها )){التوبة 40} فمن يكون أفضل من اثنين الله ثالثهما ؟ وهل يكون أحد أفضل من أبي بكر إلا النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
3- قال له الرافضي : فإن علي بن أبي طالب عليه السلام بات على فراش النبي صلى الله عليه وسلم غير جزع ولا فزع .
فقال له جعفر : وكذلك أبو بكر كان مع النبي صلى الله عليه وسلم غير جزع ولا فزع .
4- قال له الرحل : فإن الله تعالى يقول بخلاف ما تقول !.
قال له جعفر : وما قال ؟
قال : قال الله تعالى (( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )) فلم يكن ذلك الجزع خوفاً ؟ (في نسخة الظاهرية " أفلم يكن.."
قال له جعفر : لا ! لأن الحزن غير الجزع والفزع ، كان حزن أبي بكر أن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يدان بدين الله فكان حزن على دين الله وعلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن حزنه على نفسه كيف وقد ألسعته أكثر من مئة حريش فما قال : حس ولا ناف!
5- قال الرافضي : فإن الله تعالى قال (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )){المائدة 55} نزل في علي بن أبي طالب حين تصدق بخاتمه وهو راكع فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((الحمد لله الذي جعلها في وفي أهل بيتي ))
فقال له جعفر : الآية التي قبلها في السورة أعظم منها ، قال الله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )){المائدة 54} وكان الارتداد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ارتدت العرب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واجتمعت الكفار بنهاوند وقالوا : الرجل الذين كانوا يتنصرون به - يعنون النبي - قد مات ، حتى قال عمر رضي الله عنه: اقبل منهم الصلاة ، ودع لهم الزكاة ، فقال : لو منعوني عقالا مما كانوا يؤدون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه ولو اجتمع علي عدد الحجر والمدر والشوك والشجر والجن ولإنس لقاتلتهم وحدي . وكانت هذه الآية أفضل لأبي بكر.
6- قال له الرافضي : فإن الله تعالى قال : (( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية)) نزلت في علي عليه السلام كان معه أربعة دنانير فأنفق ديناراً بالليل وديناراً بالنهار وديناراً سراً وديناراً علانية فنزلت فيه هذه الآية .
فقال له جعفر عليه السلام : لأبي بكر رضي الله عنه أفضل من هذه في القرآن ، قال الله تعالى (( والليل إذا يغشى )) قسم الله ، ((والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى فأما من أعطى وأتقى وصدق بالحسنى )) أبو بكر (( فسنيسره لليسرى)) أبو بكر (( وسيجنبها الأتقى )) أبو بكر (( الذي يؤتي ماله يتزكى )) أبو بكر ((وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى )) أبو بكر ، أنفق ماله على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين ألفاً حتى تجلل بالعباء ، فهبط جبريل عليه السلام فقال الله العلي الأعلى يقرئك السلام ، ويقول : اقرأ على أبي بكر مني السلام ، وقل له أراض أنت عني في فقرك هذا ، أم ساخط ؟ فقال : أسخط على ربي عز وجل ؟! أنا عن ربي راض ، أنا عن ربي راض ، أنا عن ربي راض . ووعده الله أن يرضيه.
7- قال الرافضي : فإن الله تعالى يقول (( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله )) { التوبة 19} نزلت في علي عليه السلام .
فقال له جعفر عليه السلام : لأبي بكر مثلها في القرآن ، قال الله تعالى (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى )){ الحديد 10}
وكان أبو بكر أول من أنفق ماله على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأول من قاتل ، وأول من جاهد . وقد جاء المشركون فضربوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى دمي ، وبلغ أبي بكر الخبر فأقبل يعدو في طرق مكة يقول : ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ، وقد جاءكم بالبينات من ربكم ؟ فتركوا النبي صلى الله عليه وسلم وأخذوا أبا بكر فضربوه ، حتى ما تبين أنفه من وجهه.
وكان أول من جاهد في الله ، وأول من قاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول من أنفق ماله ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما نفعني مال كمال أبي بكر )).
8- قال الرافضي فإن علياً لم يشرك بالله طرفة عين .
قال له جعفر : فإن الله أثنى على أبي بكر ثناءً يغني عن كل شئ ،قال الله تعالى (( والذي جاء بالصدق )) محمد صلى الله عليه وسلم ، ((وصدق به )){الزمر33} أبو بكر .
وكلهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم كذبت وقال أبو بكر : صدقت ، فنزلت فيه هذه الآية : آية التصديق خاصة ، فهو التقي النقي المرضي الرضي ، العدل المعدل الوفي .
9- قال الرافضي : فإن حب علي فرض في كتاب الله ؛ قال الله تعالى (( قل لا أسألكم عليه إلا المودة في القربى ))
قال جعفر : لأبي بكر مثلها ، قال الله تعالى (( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا انك غفور رحيم )){الحشر10}
فأبو بكر هو السابق بالإيمان ، فالاستغفار له واجب ومحبته فرض وبغضه كفر .
10- قال الرافضي : فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما ))
قال له جعفر : لأبي بكر عند الله أفضل من ذلك ؛ حدثني أب عن جدي عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وليس عنده غيري ، إذ طلع أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة وشبابهما -في الظاهرية شبابهم- فيما مضى من سالف الدهر في الأولين وما بقي في غابره من الآخرين ، إلا النبيين والمرسلين .لا تخبرهما يا علي ما داما حيين)) فما أخبرت به أحداً حتى ماتا.
11- قال الرافضي : فأيهما أفضل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أم عائشة بنت أبي بكر ؟
فقال جعفر : بسم الله الرحمن الرحيم ((يس والقرآن الحكيم )) ، (( حم والكتاب المبين ))،
فقال : أسألك أيهما أفضل فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم أم عائشة بنت أبي بكر ، تقرأ القرآن ؟!
فقال له جعفر : عائشة بنت أبي بكر زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في الجنة ، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء أهل الجنة .
الطاعن على زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعنه الله ، والباغض لابنة رسول الله خذله الله .
12- فقال الرافضي : عائشة قاتلت علياً ، وهي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال به جعفر : نعم ، ويلك قال الله تعالى (( وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله )) {الأحزاب 53}
13- قال له الرافضي : توجد خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي في القرآن ؟
قال نعم ، وفي التوراة والإنجيل .قال الله تعالى ((وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات )) {الأنعام165}
وقال تعالى (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض )){النمل62}
وقال تعالى ((ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم)){النور55}
14- قال الرافضي : يابن رسول الله ، فأين خلافتهم في التوراة والإنجيل ؟
قال له جعفر : ((محمد رسول الله والذين معه )) أبو بكر ، ((أشداء على الكفار )) عمر بن الخطاب ، (( رحماء بينهم )) عثمان بن عفان ، ((تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً )) علي بن أبي طالب (( سيماهم في وجوههم من أثر السجود )) أصحاب محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم ، (( ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل )).
قال : ما معنى في التوراة والإنجيل ؟ قال : محمد رسول الله والخلفاء من بعده أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، ثم لكزه في صدره ! ، قال : ويلك ! قال الله تعالى (( كزرع أخرج شطأه فآزره )) أبو بكر (( فأستغلظ )) عمر ((فاستوى على سوقه)) عثمان ((يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار )) علي بن أبي طالب ((وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً )) أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم ، ويلك !، حدثني أبي عن جدي عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أنا أول من تنشق الأرض عنه ولا فخر ، ويعطيني الله من الكرامة ما لم يعط نبي قبلي ، ثم ينادي قرّب الخلفاء من بعدك فأقول : يا رب ومن الخلفاء ؟ فيقول : عبد الله بن عثمان أبو بكر الصديق ، فأول من ينشق عنه الأرض بعدي أبو بكر ، فيوقف بين يدي الله ، فيحاسب حساباً يسيراً ، فيكسى حلتين خضراوتين ثم يوقف أمام العرش .
ثم ينادي منادٍ أين عمر بن الخطاب ؟ فيجئ عمر وأوداجه تشخب دماً فيقول من فعل بك هذا ؟ فيقول : عبد المغيرة بن شعبة ، فيوقف بين يدي الله ويحاسب حساباً يسيراً ويكسى حلتين خضراوتين ، ويوقف أمام العرش .
ثم يؤتى عثمان بن عفان وأوداجه تشخب دماً فيقال من فعل بك هذا ؟ فيقول : فلان بن فلان ، فيوقف بين يدي الله فيحاسب حساباً يسيراً ويكسى حلتين خضراوتين ، ثم يوقف أمام العرش .
ثم يدعى علي بن أبي طالب فيأتي وأوداجه تشخب دماً فيقال من فعل بك هذا ؟ فيقول : عبدالرحمن بن ملجم ، فيوقف بين يدي الله ويحاسب حساباً يسيراً ويكسى حلتين خضراوتين ، ويوقف أمام العرش.
قال الرجل : يابن رسول الله ، هذا في القرآن ؟ قال نعم قال الله تعالى (( وجئ بالنبيين والشهداء)) أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ((وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ))
فقال الرافضي : يابن رسول الله ، أيقبل الله توبتي مما كنت عليه من التفريق بين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ؟
قال : نعم ، باب التوبة مفتوح فأكثر من الاستغفار لهم .أما انك لو مت وأنت مخالفهم مت على غير فطرة الإسلام وكانت حسناتك مثل أعمال الكفار هباءً منثوراً .
فتاب الرجل ورجع عن مقالته وأناب .
تم بحمد الله وصلواته على محمد وآله وأصحابه وأزواجه وسلامه ، على يد العبد المذنب الراجي عفو الله الخائف من عقاب الله يوسف بن محمد بن يوسف الهكاري في شهر الله الأحد رجب من سنة تسع وستين وستمائة . رحم الله من ترحم عليه وعلى والديه وعلى جميع المسلمين .
***ملاحظة / : بذل محقق الكتاب درجة عظيمة في التعليق على الكتاب مما يتعذر الإتيان به هنا .



********
5-حوار بين الشـيخ إحسـان إلــهي و علماء الرافضة

بسم الله الرحمن الرحيم

قال رحمه الله :

(وسنة -لعلها سقطت في- لقيني في الحج بمكة المكرمة بعض العلماء الكبار من الـــشيعـــة وتكلموا حول كتابي وقالوا: لا ينبغي كتابة مثل هذا الكتاب في مثل هذه الظروف والآونة

فقلت لهم : نعم ، ولكم حق، ولكن هل لكم أن تخبروني أن في الكتاب غير ماهو موجود في كتبكم أنتم ؟

فقالوا نعم ، كل مافيه من كتبنا نحن ولكن لاينبغي إثارة المسائل كهذه.

فقلت : ماذا ترون؟

قالوا: وهم يطيرون فرحاً وسروراً من استماعي و إصغائي لهم: صادر هذا الكتاب وأحرقه و لا تطبعه ثانية

قلت :موافق، ولكن بشرط؟

أجـــــــابوا وهم لايصدقون قولي من شدة الفرح : بشروط ومقبولة قبل أن تذكرها.

فقلت: ولابد من الذكر ، وشرط واحد؟

هـــــــات وما هو؟

قلت: أن تصادروا جميع تلك الكتب التي نقلت عنها هذه الخرافات والخزعبلات، وإحراقها حتى لايبقى بعد ذلك خلاف قطعاً وأبدا، ولاينقل عنها أحد غيري و بعدي ، فنستأصل الجذر حتى لاتطلع منها شجرة.

فرجعوا إلى أنفسهم وقالوا: إنك تعرف أن هذه الأشياء كانت مبعثرة، منتشرة في أوراق الكتب وصفحاتها ، ولم يكن في متناول كل أحد ، ولكنك ألفت وجمعت كلها في كتاب، وأردت أن تفرق بها كلمة المسلمين؟

نعم جمعت وألفت وجعلت هذه العقائد في متناول الجميع بعد أن كانت معروفة لدى قوم واحد ، والآخرون كانوا في غفلة منها وعدم العلم ، ألفت حتى يكون كلا الطرفين على بينة ومعرفة لا يخدع واحد دون أحد. حتى يكون التقارب ، الحقيقي ، ومن جانبين ، لا من جانب واحد كما قال الفضل ابن عباس:

لا تطمعوا أن تهـيـنونا و نكـرمكـم *** وأن نكـف الأذى عنكـم و تـؤذونـا
الله يـعـلـم أنـا لا نـحـبـكــم *** و لا نـلـومـكـم إن لا تـحـبـونـا


وأما أن يكون بأن نكرمكم ونكرم أكابركم وأعيانكم وأنتم تبغضونا و تبغضون أسلاف هذه الأمة و مسنيها، وبانى مجدها ، و رافعي شمخها، و معلني كلمتها، الفاتحين الغزاة ،المجاهدين الكماة ونصدق لكم في القول ونظهر مافي قلوبنا ونفوسنا وتستعملون التقية وتبطنون خلاف ما تعلنون فلا يكون ولن يكــــــــــــــــــــون.

نعم إن وجد في كتابي ملا يوجد في كتبكم ، ونسبت إليكم شيئاً لم يكن فيكم فأنا مدين، وهل فيكم وفي غيركم أحد يستطيع أن يثبت شيئاً من هذا. )


********

6-أجيبوا أيها الروافض إن استطعتم

مما ابتليت به امة الإسلام كثرة الوضاعين الذين يضعون الأحاديث على لسان النبي (ص) أو على لسان احد من اصحابه. كما انها قد ابتليت بوجود الغالين ووجود المفرطين. ولكن الله قيض لأمته أهل السنة اهل الوسطية الذين يردون عن دين الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين و تأويل الجاهلين فلله الحمد والمنة. ومما تسرب اليه التحريف والكذب تاريخ الإسلام سواء عصره الأول أو الأخير. ومن الشخصيات التي ظلمت أيما ظلم من طائفتين (الشيعة...والنواصب ) شخصية الصحابي الجليل العظيم الحيدر أمير المؤمنين (علي بن ابي طالب).

وعلي ابن ابي طالب (ع) قد جير لحساب بعض الفرق المتضادة: كلا تدعي وصلا بليلى ...وليلى لا تقر لهم وصالا

فعلي وقع بين مفرطين ومفرطين . فالشيعة قد رسمت شخصية مكذوبة وقالت انها هي شخصية ( علي ) وهو منها براء . والنواصب فعلت كما فعلت الشيعة. ويبقى علي هو على عند أهل السنة أنصار علي (ع). وعند احاديث الحوض نريد ان نحاكم الشخصية التي قد زورها كلا من الشيعة والنواصب (باسم علي -ع-) ونضع النقاط على الحروف.
أحاديث الحوض


مقومات الشخصية التي أختلقها الشيعة باسم علي:
- هو الاما المفترض الطاعة
- لم يأخذ بحقه في اليوم الذي توفي فيه الرسول (ص)
- هوجمت فاطمة (ع) ولم يفعل شيء
- توفر له من الأنصار والأعوان والمحبين الكثير. ومع ذلك لم ينصر الحق الإلهي المنصوص عليه من قبل الرسول (ص) وترك الأمر للظلمة
- استباح أخذ الأعطيات والهبات من الظلمة
- كان من المعاونين للظلمة...يقول الشيعة على لسان عمر ( لولا علي لهلك عمر )
- كان من الستشارين عند الكفرة المنتهكي حق فاطمة بنت الرسول (ص) (ع)!!!!
- نزل على حكم الشجرة الملعونة في القرآن
- استأنس بقرب الظلمة فزوج أحدهم ابنته
- يثني على الظلمة (انظر نهج البلاغة)
- يشتم ويسب شيعة آل البيت.
وغيرها من الصفات التي ألصقها به الشيعة ظلما وزورا وبهتانا!!!!!!!!!!!


أما مقومات الشخصية التي رسمها النواصب (لعلي) أفتراء وزورا وبهتانا ...فهي :
- شارك في قتل الخليفة عثمان (ع)
- أجج الناس ضد الخلفاء طمعا في الخلافة
- ارتد وكفر حينما حكم الرجال
- ذهبت كل فضائله ومناقبه بعد كفره وارتداده
- كل من شارك في التحكيم فهو كافر : علي وأخوه ابن عمه عبد الله بن العباس وعمار ومعاوية وابن العاص ومن معهم



وبنئا على هتين الطائفتين وآرائهما التي رسمت الشخصية المكذوبة ...على الصحابي الجليل (علي)..نبدء المحاكمة لهذه الشخصية ونطبق عليها أحاديث الحوض....ونقول وبالله العون والسداد:
بناءا على ما استشهد به اخواننا الأفاضل الشيعة من الأحاديث التي تتحدث عن الحوض نصل الى


(1) قول النبي (ص) : (إنك لا علم لك بما احدثوا بعدك. إنهم ارتدوا على ادبارهم القهقرى...)
يدل على عدم علم النبي (ص) بما احدثوا من بعده . وهذا ما جعله لا يقول فيهم احاديث تذمهم أو تحذر منهم بل قد مات النبي (ص) و هو لا يعلم حالهم. بل قد يكون قد قال فيهم احاديث تمدحهم و تعلي من شأنهم . وذلك راجع لحكم النبي (ص) على ظاهرهم. والنبي لا يعلم الغيب . ويدل هذا الحديث على ان بعض الصحابة قد فعلوا فعلة شنعاء. كترك أصل من أصول الدين . أو التخلي عن الدفاع عن بنت الرسول (ص) أو السكوت عن الحق. و هذا لم يكن يخطر في بال النبي (ص) (إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ...)


(2) قول النبي (ص) ( فأقول يا رب مني و من أمتي فيقال أما شعرت ما عملوا بعدك . و الله مابرحوا بعدك يرجعون على أعقابهم)
وهذا الحديث (خطير جدا) يدل على ان هذا الشخص قريب جدا من النبي (ص) حيث لم يكتفي الرسول (ص) بقوله من أمتي !!!، بل سبقها بقوله يارب مني ‍‍!! و هذا يدل على ان هذا الشخص من الرسول و الرسول منه !!!! (أنت مني وانا منك). و يدل هذا الحديث ايضا بقوله (ما برحوا) على ان هذا الشخص قد عطل فورا بعد وفاة النبي (ص) أصلا من أصول الدين.


(3) قوله (ص) ( أمراء يكونون من بعدي فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم و أعانهم على ظلمهم فليس مني و لست منه)
هذا يدل على ان هذا الشخص ممن يغشى مجالس الظلمه ويستأنس بهم ويأخذ أعطياتهم و يشاورهم في أمورهم . فلولاه لهلكوا. ثم يتوعده النبي (ص) بسحب الصلاحية و المنزلة المعطاة له بقوله ( فليس مني ولست منه ). لأن النبي (ص) ما كان يعلم بما سيحدثه من بعده من الركون للظلمة و حب الدنيا و الأعطيات و الإمتيازت . ويترك أصل الدين معطلا. و النبي لا يعلم الغيب.


(4) و قوله (ص) ( أصيحابي ...أصيحابي )
يقول أبو الزهراء - حفظه الله - ( ولفظة التصغير تدل على القرب و ليس على البعد أي أن هؤلاء الصحابة من القريبين و القريبين جدا من النبي )


(5) و قوله (ص) قال رجل يا رسول الله أنا فلان بن فلان و قال أخوه أنا فلان بن فلان ...قال لهم ( اما النسب فقد عرفته و لكنكم أحدثتم بعدي و ارتددتم القهقري)
و هذا حديث (خطير) حيث يدل و يشير بقوله ( أنا فلان بن فلان ) لا لتعريف النبي بهم . لأن النبي كما يقول الحديث يعرفهم اذا رآهم!!! بل الحديث يكشف لنا سرا!!!! ماهو؟؟؟ أن هذا الرجل يريد ان يذكر النبي (ص) بقربه منه و أنه ابن فلان . الذي رباه و نصره و آواه و كفله و ذب عنه كيد قريش. وانه فلان أخوه و زوج بنته!!!! اما الذي قال: (انا فلان بن فلان) الرجل الثاني. فهو أيضا يريد كسب عطف النبي (ص) لكونه ابن فلان عم النبي (ص). و لكن النبي (ص) يرد عليهما قائلا ( اما النسب فقد عرفته ) و كأن النبي (ص) يقول لا تنفع القرابة يوم القيامة بل الأعمال. و كما قال (ص): يا بني هاشم لا يأتيني الناس بالأعمال الصالحة و تأتون أنتم بالقرابة و النسب!!!! و قد تحقق وعد النبي (ص)!!!!! و لكن النتيجة ( و لكنكم أحدثتم بعدي ) و هذا ما حصل يوم تركتم النص الإلهي و نبذتماه وراء ظهوركما . زتركتم أصل الدين و حكمتم الشجرة الملعونة في القرآن!!!!!!! أما حديث عمار فهو مرفوض - على رأي الخوارج -لأنه ممن حكم الرجال في كتاب الله.


وعندما نريد أن نطبق هذه الأحاديث على أحد . فإنها تنطبق كليا على (الشخصية التي أخترعها الشيعة للصحابي الجليل العظيم - أمير المؤمنين و رابع الخلفاء المهديين - كذبا وبهتانا). و علي (ع) بريء منها و منهم براءة الذئب من ابن يعقوب. أما علي (ع) عند أهل السنة فهو لا نص عليه و قد بايع الخلفاء عن كل اقتناع و لم يترك فاطمة هملا تحرق في لبيت لأن هذه القصة مما وضعته الشيعة كذبا على علي (ع). و لم يهادن و يجامل الظلمة، بل هم صديقين و أبرار و أخيار و صالحين و خلفاء حق.

وأخيرا : من الذي يحب علي (ع) و يدافع عنه؟ و من يكذب على علي (ع) و يشوه صورته بالخزعبلات ؟!
و الحق أبلج
**********


7-لماذا يغير المرء عقيدته ؟

بقلم: الدكتور أمير حداد

بينما كنت منهمكنا في اعداد احدى المحاضرات إذا باحدى الطالبات تستأذن في الدخول .. وما أن اذنت لها حتى دخلت ومعها صويحباتها . ولم يترك لي المجال لأسألها عن حاجتها فقد ابتدرتني قائله:

اريد أن اسألك سؤالا واحدا وارجو أن تجيبني بصراحة؟ ما الذي يجعل الأنسأن يغير عقيدته ؟

لم اكن اتوقع منها هذا السؤال ولكني لم اظهر اي علامة استنكار في اجابتي ..فظنت أنني أنتظر توضيحا فقالت:

لكي اوضح لك السؤال , لم يتنكر الأنسأن لعقيدة آبائه واجداده التي تربي عليها؟ وهل هناك شيء في الدنيا يستحق أن يغير الأنسأن عقيدته من اجله ..

اجبتها على الفور ..

أن سؤالا عاما كهذا لا يمكن اجابته الا بصورة عامة .. فهلا خصصت سؤالك ووضحت مأربك ؟

قالت: لماذا غيرت عقيدتك أنت ؟

ولم اشأ أن اسألها عن مصدر علمها أني غيرت عقيدتي ولم اكن افكر في يوم من الايام أني غيرت عقيدتي .. واجبتها..

لقد بحثت عن الحق في بطون الكتب وفي نقاشات السادة والعلماء ومن الأشرطة حتى شرح الله صدري لما أنا عليه الآن .

وهو الذي ارجو أن يكون ما كأن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والذي ارجو أن يتوفاني عليه ..

قالت: ولكن الا تظن أن اصدقاءك وزوجتك هو الذين اثروا عليك؟

لم اشأ أن اجيب على هذا التساؤل فطرحت سؤالا آخر ..

هل تريدين أن تصلي الى الحق؟ تعالي نناقش بعض ما أنت عليه من عقائد .. أنت تعتقدين أن الصحابة جميعا ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم الا ثلاثة او خمسة اليس كذلك ؟

قالت: لنفترض أن ما قلته صحيح ..

قلت: كيف يتزوج رسولك بابنة رجل منافق يكفر بعد وفاته صلى الله عليه وسلم؟

أن احدنا نحن الرجال اذا سمع أن هناك سيء الأخلاق والسمعة - لا منافق ولا كافر فإنه لا يفكر بالاقتران بإبنته فكيف ترضين ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. بل ومع اثنين من زوجاته رضوان الله عليهم أجمعين ؟!

ثم كيف يصف تبارك وتعالى ابوبكر بالصحبة في قوله .. اذا يقول لصاحبه لا تحزن .. وتقولين أنه منافق .. أن إنكار صحبة ابي بكر رضي الله عنه كفر لأنه أنكار لشيء من القرآن.

قالت بثقة: ولكن كلمة صاحب لا تعني صحبة الالفة والمحبة دائما بل قد تكون صحبة مكان كما قال تعالى في قصة يوسف: يا صاحبي السجن.. فهل اصحاب سجن يوسف كانوا صحابة له.. اجبتها: وهل حقا تظنين أن الصحبة التي ذكرت في حق ابي بكر كتلك الني ذكرت لاصحاب يوسف .. وهل كان مخيرا في أن يدخل السجن او لا يدخل ليصاحب اولئك صحبة مكأن .

ثم كيف يقترن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم برجل يرتد بعد موته .. ام أنه كان يجهل كل هذه المساوئ في ابي بكر وعمر رضي الله عنهما .. وعلمهما غيره من البشر ..

ومن المعلوم في العقيدة أن زوجة الرجل في الدنيا هي زوجته في الآخرة أن دخلا الجنة .

قاطعتني قائلة: لم ارد أن أناقشك في الصحابة ولكن سؤالي كان عن سبب تغيير عقيدتك ؟ فقلت: بل هذا الأمر من صلب العقيدة .. فمن نقل لنا القرآن . ومن نقل لنا السنة .. إننا إن قلنا أن الصحابة كفروا أو ارتدوا فإننا نطعن في صحة القرآن الذي بين أيدينا . وقد طعن كثيرون في صحته في امهات الكتب المعتمدة عندهم. فكل ما نعتقده باطل لأن الكافر ليس اهلا بنقل شيء من الاخبار.

قالت: وهل تنكر أنت الإمامة؟ قلت: أن كنت تعنين الإمامة بمعنى الصلاح والتفضيل بالتقوى والإيمان فأني اثبتها لابي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين وزين العابدين والصادق رضوان الله عليهم اجمعين .. أما أن كنت تردين بالإمامة تلك المنزلة التي تؤهل الامام أن يتصرف في الكون كيف يشاء ويعلم الغيب ويبلغ مراتب الرسل والملائكة المقربين .. فأني لا اثبت هذا الأمر .. وسيد الأئمة وهو محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن له تصريف شيء في هذا الكون .. ولم يكن يعلم الغيب لقوله تعالى: ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء . فأي امامة تردين؟

قالت: لنرجع الى موضوع العقيدة؟

قلت: ابدئي من حيث شئت . تردين أن نبدأ بقضية الايمان بالله تعالى واسمائه وصفاته ام الإيمأن بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ام الإيمأن بالقرآن . قالت: ظننت أننا متفقون في قضايا الإيمان بالله والرسول والقرآن؟

قلت: هذا مجرد ظن .

فالعقيدة المسطرة في امهات الكتب التي تعتبرينها مراجع صحيحة تناقض العقيدة المسطرة في الكتب التي اعتبرها أنا مراجع صحيحة ولهذا الإختلاف في المراجع ارتأيت أن نبني نقاشنا على شيء نتفق عليه .. فأن كنت تؤمنين بأن كتاب الله مرجع .. فإني سأثبت لك أن تلك المراجع المعتمدة تخالف ما في القرآن .. وأن كنت نعتقدين أن القرآن الذي بين ايدينا محرف .. فإني سأثبت لك بالعقل أن ما أنت عليه لا يتفق والفطرة السليمة. قالت مقاطعة: ولكني اعتقد أن هذا القرآن غير محرف وصحيح ولا غبار عليه بع هذه عقيدة كل مسلم.

قلت: فإن اخترت لك حديثا صحيحا صريحا في احد مراجعك يقول أن هذا القرآن محرف .. ترددت قليلا ثم قالت: لعلك لم تفهم معنى الحديث كما ينبغي .

قلت: بل سألحق الحديث بشرح صاحب الكتاب واخذ شرحه هو لا شرحي أنا .

قالت: في اي كتاب هذا؟

قلت: هذه مشكلتك ومشكلة الكثيرين .. أنهم لا يعرفون اصول دينهم وما تحويه مراجعهم المعتمدة عند علمائهم .. اقرئي حديث كذا في صفحة كذا من كتاب كذا .. للعالم كذا. واقرئي ما سطر في كتابه صفحة كذا.. وعندما تتيقنين أن ما اقول لك موجود .. عندئذ نستطيع أن نكمل النقاش

------------------------------

المصدر: كلمات في العقيدة - تأليف الدكتور: أمير حداد ، ص، 158

***********


__________________
= 350) this.width = 350; return false;"/>



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
http://www.facebook.com/pages/%D8%A8...69366923110207
 
10-20-2011   #4
مراقبة سابقة متميزة
 
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: في أرض الله الواسعة
المشاركات: 1,245
معدل تقييم المستوى: 7
رد: حوار هادئ مع الشيعة!

الرد على إدعاءات الشيعة
8-شــهادة أئمة الشــيعة ضد الشــيعة


حكم الإمام علي كرم الله وجهه على الشيعة

علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين خذله الشيعة و لم ينصروه في عده معارك، بعدما بايعوه و حلفوا على طاعته و الولاء له و تستروا وراء اسمه، و لكن كلما دعاهم إلى المناصرة بدأوا يتسللون منها ملتمسين الأعذار و بدون التماسها أحياناً حتى قال مخاطبا إياهم:


(( أما بعد، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجُنَّتُهُ الوثيقة فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء ودُيِّثَ بالصغار والقَمَاءة، وضرب على قلبه بالأسداد وأديل الحق منه بتضييع الجهاد وسيم الخسف، ومنع النصف. ألا وإني قد دعوتكم لقتال هؤلاء القوم ليلاً ونهاراً، وسراً وإعلاناً وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا، فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت عليكم الغارات وملكت عليكم الأوطان. فيا عجباً! عجباً والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم فقبحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضاً يُرمى يُغار عليكم ولا تغيرون وتُغْزَوْن ولا تَغْزون، ويُعصى الله وترضون، فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم هذه حَماَرَّةُ القيْظ (شدة الحر) أمهلنا يسبخ عنا الحر وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم هذه صَباَرَّةُ القُرِّ أمهلنا ينسلخ عنا البرد كل هذا فراراً من الحر والقر تفرون فأنتم والله من السيف أفر(!!)


ياأشباه الرجال ولا رجال (!!) حلوم الأطفال عقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم و لم أعرفكم معرفة، و الله جرت ندماً و أعقبت سدماً.... قاتلكم الله. لقد ملأتم قلبي قيْحاً، وشحنتم صدري غيظاً وجرعتموني نُغب التَّهام أنفاساً، وأفسدتم على رأيي بالعصيان والخذلان حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع و لكن لاعلم له بالحرب. و لكن لا رأي لمن لايطاع))


نهج البلاغة ص 88 ـ 91 مكتبة الألفين. أيضاً نهج البلاغة ـ ص 70،71 طبعة بيروت.


و يقول في موضع آخر في كتاب ( نهج البلاغة ) و هو عندهم من أصدق الكتب يصف جهاد شيعته:

(( أيها الناس المجتمعة أبدانهم المتفرقة أهواؤهم! ما عزت دعوة من دعاكم و لا استراح قلب من قاساكم، كلامكم يُوهي الصُّمَّ الصِّلاب و فعلكم يطمع فيكم عدوكم، فإذا دعوتكم إلى المسير أبطأتم و تثاقلتم و قلتم كيت و كيت أعاليل بأضاليل. سألتموني التأخير دفاع ذي الدين المطول، فإذا جاء القتال قلتم حِيْدِي حَيَادِ (كلمة يقولها الهارب!). لا يمنع الضيم الذليل، و لا يدرك الحق إلا بالجد والصدق، فأي دار بعد داركم تمنعون؟ و مع أي إمام بعدي تقاتلون؟ المغرور و الله من غررتموه! و من فاز بكم فاز بالسهم الأخيب، ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل. أصبحت و الله لا أصدق قولكم و لا أطمع في نصركم و لا أوعد العدو بكم! فرق الله بيني و بينكم، و أعقبني بكم من هو خير لي منكم، و أعقبكم مني من هو شر لكم مني! أما إنكم ستلقون بعدي ثلاثا:
ذلاً شاملاً، و سيفاً قاطعاً، و أثرة قبيحة يتخذها فيكم الظالمون سنة، فـتـبـكـي لذلك أعينكم و يدخل الفقر بيوتكم، و ستذكرون عند تلك المواطن فتودون أنكم رأيتموني و هرقتم دماءكم دوني، فلا يبعد الله إلا من ظلم. و الله! لوددت لو أني أقدر أن أصرفكم صرف الدينار بالدراهم عشرة منكم برجل من أهل الشام! فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين! أنا و إياك كما قال الأعشى:

عَلِقتُها عرَضَاً و عَلِقَت رجُلاً غيري و عَلِق أخرى غيرها الرجُلُ


و أنت أيها الرجل علقنا بحبك و علقت أنت بأهل الشام و علق أهل الشام بمعاوية.)) راجع نهج البلاغة ص (94 ـ 96).

ويقول في موضع آخر يصفهم (( أف لكم! لقد سئمت عتابكم، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضاً؟ وبالذل من العز خلفاً (هؤلاء الذين أتى الله بهم يجاهدون خلفاً لأبي بكر وعمر والصحابة المرتدين! فكيف بالقائم وأصحابه؟!) إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم كأنكم من الموت في غمرة، ومن الذهول في سكرة يرتج عليكم حواري فتعمهون، فكأن قلوبكم مأْلُوسة فأنتم لا تعقلون….. ما أنتم إلا كإبل ضل رعاتها فكلما جمعت من جانب انتشرت من آخـر، لبئس لعمـر الله سعر نار الحرب أنتم تكادون ولا تكيدون وتنتفض أطرافكم فلا تمتعضون لا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهـون)) نهج البلاغة ص (104 ـ 105) .


يقول في موضع آخر:


(( الذليل والله من نصرتموه، ومن رمى بكم فقد رُمي بأفق ناصل، وإنكم والله لكثير في الباحات، قليل تحت الرايات…..أضرع الله خدودكم(أي أذل الله وجوهكم) وأتعس جُدُودكم لا تعرفون الحق كمعرفتكم الباطل، ولا تبطلون الباطل كإبطالكم الحق )) نهج البلاغة ص (143 ـ 144).


و يقول في موضع آخر بعد أن خذلوه في معركة صفين: (( استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سراً وجهراً فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا.....ثم يقول: لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلاً منهم ))!!!؟ المصدر السابق ص (224). نهج البلاغة.


حكم باقي الأئمة على الشيعة


شهادة الحسن بن علي رضي الله عنه ضد الشيعة

و يدعون حبه و أنه حجه

و قال الحسن بن علي رضي الله عنه واصفاً شيعته الأفذاذ! بعد أن طعنوه (( أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي، والله لئن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي واومن به في أهلي، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي))!؟
الإحتجاج للطبرسي جـ2 ص (290).



شهادة الحسين بن علي رضي الله عنه


ضد شيعته الذين يدعون حبه
ويقولون أنه حجه ويتباكون عليه
وسميت الحسينيات نسبه لأسمه

هذا الحسين رضي الله عنه يوجه كلامه إلى أبطال الشيعة فيقول (( تبّاً لكم أيتها الجماعة وترحاً وبؤساً لكم حين استصرختمونا ولهين، فأصرخناكم موجفين، فشحذتم علينا سيفاً كان في أيدينا، وحمشتم علينا ناراً أضرمناها على عدوّكم وعدوّنا، فأصبحتم إلباً على أوليائكم، ويداً على أعدائكم من غير عدلً أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم، ولا ذنب كان منا إليكم، فهلا لكم الويلات إذ كرهتمونا والسيف مشيم، والجأش طامـن…)) المصدر السابق جـ2 ص (300).الاحتجاج ـالطبرسي


شهادة الباقر ضد شيعته

الذين يدعون محبته
وهو نفسه لايحبهم

هـذا محمـد الباقـر خـامس الأئمـة الاثـني عشر يصف شيعـته بقولـه (( لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكاً والربع الآخر أحمق )) !! رجال الكشي ص (179).


وهذا موسي بن جعفر
الذي ينتمي له أي سيد يدعي أنه الموسوي نسبه له
يشهد على شيعته

وأما بالنسبة للإمام موسىبن جعفر سابع الأئمة فيكشف عن أهل الردة الحقيقيون فيقول (( لو ميزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين (!!!!) و لو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد (!؟) و لو غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلا ماكان لي انهم طالما اتكوا علـى الأرائك، فقالوا : نحن شيعة علي. إنما شيعة علي من صدق قوله فعله))

الروضة من الكافي جـ8 ص (191) تحت ( إنما شيعة علي من صدق قوله فعله ) رقم (290).


فإذا كانت هذه صفات شيعة علي و أولاده فلست أدري و الله كيف سيكون حال شيعة القائم آخر الأئمة و الذي لم يبلغ الحلم؟

و بعدما يوبخ علي أصحابه كل هذا التوبيخ لا ينسى أن يأتي لهم بنموذج محتذى لكي يتأسوا به فيتعظوا فلا يجد إلا الصحابة (المرتدين بزعم الشيعة) فيقول :

(( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فما أرى أحداً يشبههم منكم (!!) لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً و قد باتوا سجداً و قياماً، يراوحون بين جباههم و خدودهم، و يقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، و مادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب و رجاءً للثواب)) (هؤلاء الذين يقول عنهم التيجاني والقمي مرتدون)
نهج البلاغة ص (225).

ثم يصف قتاله مع الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:

(( و لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نقتل آباءنا و أبناءنا و إخواننا و أعمامنا، ما يزدنا ذلك إلا إيماناً و تسليماً و مضينا على اللَّقَم، و صبراً على مضض الألم وجِدّاً في جهاد العدِّو، و لقد كان الرجل منا و الآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون فمرة لنا من عدونا، و مرة لعدونا منا فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت و أنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام ملقيا جرانه و متبوِّئاً أوطانه و لعمري لو كنا نأتي ما أتيتم (يقصد شيعته)، ما قام للدين عمود و لا اخضرَّ للايمان عود (!!) و أيم الله لتحتلبنها دماً و لتتبعنها ندماً)) نهج البلاغة ص (129 ـ 130).

فهؤلاء هم أصحاب علي و أولاده رضي الله عنهم و أولئك هم صحابة النبي صلى الله عليه و سلم في نظر علي أيضاً و من حبر كتبكم ، و لكن يأبى التيجاني و القمي و أشياعهما إلا مخالفة المعقول و الرضى بما تحار منه العقول، فلا أستطيع وصفهم إلا كما وصفهم علي بن أبي طالب رضي اللـه عنه بقوله ((لا تعرفون الحق كمعرفتكم الباطل و لا تبطلون الباطل كإبطالكم الحق))!


*الشورى نظرية أهل البيت


كانت الأمة الإسلامية في عهد الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وبعد وفاته وخلال العقود الأولى من تاريخ الإسلام تؤمن بنظام الشورى وحق الأمة في اختيار ولاتها ، وكان أهل البيت في طليعة المدافعين عن هذا الإيمان والعاملين به ، وعندما أُصيبت الأمة بتداول السلطة بالوراثة وإلغاء نظام الشورى ، تأثر بعض الشيعة بما حدث فقالوا رداً على ذلك: بأحقية أهل البيت بالخلافة من الأمويين وضرورة تداولها في أعقابهم ، ولكن هذه النظرية لم تكن نظرية أهل البيت أنفسهم ولا نظرية الشيعة في القرن الأول الهجري.

وبالرغم مما يذكره الإماميون من نصوص حول تعيين النبي صلوات الله وسلامه عليه للإمام علي بن أبي طالب كخليفة من بعده ، إلا أنّ تراثهم حافل بنصوص أخرى تؤكد التزام الرسول الكريم وأهل بيته بمبدأ الشورى وحق الأمة في انتخاب أئمتها.

تقول رواية يذكرها الشريف المرتضى وهو من أبرز علماء الشيعة في القرن الخامس الهجري إنّ العباس بن عبد المطلب خاطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في مرض النبي عليه الصلاة والسلام أن يسأله عن القائم بالأمر بعده ، فإن كان لنا بينه وإن كان لغيرنا وصى بنا ، وإنّ أمير المؤمنين قال: ( دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين ثقل ، فقلنا: يا رسول الله استخلف علينا ، فقال: لا ، إني أخاف أن تتفرقوا عنه كما تفرقت بنو اسرائيل عن هارون ، ولكن إن يعلم الله في قلوبكم خيراً اختار لكم.(23)

ويروي الكليني في الكافي نقلاً عن الإمام جعفر الصادق : أنه لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب وأمير المؤمنين فقال للعباس ( يا عم محمد تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته ؟ فرد عليه فقال : ( يا رسول الله بأبي أنت وأمي إني شيخ كبير كثير العيال قليل المال من يطيقك وأنت تباري الريح ، قال: فأطرق هنيهة ثم قال: ( يا عباس أتأخذ تراث محمد وتنجز عداته وتقضي دينه؟ فقال كرد كلامه قال: ( أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها ، ثم قال: ( يا علي يا أخا محمد أتنجز عدات محمد وتقضي دينه وتقبض تراثه؟ فقال: ( نعم بأبي أنت وأمي ذاك عليّ ولي.(23)

وهذه الوصية كما هو ملاحظ وصية عادية شخصية آنية ، لا علاقة لها بالسياسة والإمامة والخلافة الدينية ، وقد عرضها الرسول في البداية على العباس بن عبد المطلب فأشفق منها وتحملها أمير المؤمنين طواعية ، ولو كان فيها إشارة ولو من بعيد إلى الإمامة لما عُرضت أصلاً على العباس قبل علي بن أبي طالب.

وهناك وصية أُخرى ينقلها المفيد في بعض كتبه عن الإمام علي ويقول أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أوصى بها إليه قبل وفاته ، وهي أيضاً وصية أخلاقية روحية عامة ، وتتعلق بالنظر في الوقوف والصدقات.(72)

وإذا ألقينا بنظرة على هذه الروايات التي يذكرها أقطاب الشيعة الإمامية كالكليني والمفيد والمرتضى ، فإننا نرى أنها تكشف عن عدم وصية رسول الله للإمام علي بالخلافة والإمامة ، وترك الأمر شورى ، وهو ما يفسر إحجام الإمام علي عن المبادرة إلى أخذ البيعة لنفسه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالرغم من إلحاح العباس بن عبد المطلب عليه بذلك ، حيث قال له: ( امدد يدك أبايعك ، وآتيك بهذا الشيخ من قريش يعني أبا سفيان فيُقال: ( إنّ عم رسول الله بايع ابن عمه ) فلا يختلف عليك من قريش أحد ، والناس تبع لقريش ) فرفض الإمام علي ذلك.(34)


*شعور بالأحقية بالخلافة لا أكثر


ويجمع المؤرخون الشيعة على أنّ الإمام علي بن أبي طالب امتعض من انتخاب أبي بكر الصدّيق في البداية ، وأمسك يده عن البيعة وجلس في داره لفترة من الزمن ، وأنه عقّب على احتجاج قريش في ( سقيفة بني ساعدة ) بأنهم شجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالقول: ( إنهم احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة )(32)

ويذكر الشريف الرضي في ( نهج البلاغة ) أنّ الإمام اشتكى من قريش ذات مرة فقال: ( اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم فإنهم قد قطعوا رحمي وأكفؤوا انائي ، وأجمعوا على منازعتي حقاً كنت أولى به من غيري(76) )(29)

وبالرغم من شعور الإمام علي بالأحقية والأولوية في الخلافة كما شهدت بذلك النصوص السابقة إلا أنه عاد ليبايع أبا بكر وليضع كفه على كف أبي بكر وذلك عندما أرسل إلى أبي بكر أن يأتيه ، فأتاه أبو بكر فقال له: ( والله ما نفسنا عليك ما ساق الله إليك من فضل وخير ، ولكا كنا نظن إنّ لنا في هذا الأمر نصيباً استبد به علينا ) وخاطب المسلمين قائلاً : ( إنه لم يحبسني عن بيعة أبي بكر إلا أن أكون عارفاً بحقه ، ولكنا نرى أنّ لنا في هذا الأمر نصيباً استبد به علينا ) ثم بايع أبا بكر ، فقال المسلمون: أصبت وأحسنت.(34)

أما الخطبة الشقشقية فإن صحت فهي لا تخرج مقدار أنملة عما ذهبت إليه النصوص السابقة ، فإنّ اقرار الإمام علي كان مع إحساس داخلي في نفسه يراوده بأنه أحق بالخلافة من غيره لقرابته من رسول الله لا أكثر ، ولذا كان يعبر عما في خاطره قائلاً ( أما والله لقد تقمصها فلان وأنه ليعلم : إنّ محلي منها محل القطب من الرحى ، بنحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير )(29)

وفي هذه الخطبة وغيرها يشير الإمام علي إلى أولويته بالخلافة وأحقيته بها وأنّ أهل البيت هم الثمرة إذا كانت قريش هي شجرة رسول الله ، ولا يشير إلى مسألة النص عليه من رسول الله أو تعيينه خليفة من بعده من قريب او بعيد ، وينقل الكليني رواية عن الإمام محمد الباقر فيها: إنّ الإمام علي لم يدع إلى نفسه وأنه أقر القوم على ما صنعوا وكتم أمره.(48)

وإذا كان حديث الغدير يعتبر أوضح وأقوى نص من النبي في حق أمير المؤمنين علي فإنّ كبار علماء الشيعة الإمامية الأقدمين كالشريف المرتضى يعتبره نصاً خفياً غير واضح بالخلافة ، حيث يقول في الشافي: ( إنّا لا ندّعي علم الضرورة في النص ، لا لأنفسنا ولا على مخالفينا ، وما نعرف أحداّ من أصحابنا صرح بادعاء ذلك )(23)

ولذلك فإنّ الصحابة لم يجدوا أنفسهم أمام نص يلزمهم باختيار الإمام علي دون غيره من الصحابة ولذلك اختاروا الشورى ، وبايعوا أبا بكر كخليفة من بعد الرسول عليه الصلاة والسلام.


*الإمام علي والشورى

ومما يؤكد كون نظام الشورى دستوراً كان يلتزم به الإمام علي وعدم معرفته بنظام الوراثة الملكية العمودية في أهل البيت ، هو دخوله في عملية الشورى التي أعقبت وفاة الخليفة عمر بن الخطاب ، ومحاجته لأهل الشورى بفضائله ودوره في خدمة الإسلام وعدم إشارته مع ذلك إلى موضوع النص عليه أو تعيينه خليفة من بعد رسول الله ، ولو كان حديث الغدير يحمل هذا المعنى لأشار إلى ذلك ولحاججهم بما هو أقوى من ذكر الفضائل.
لقد كان الإمام علي يؤمن بنظام الشورى ، وأنّ حق الشورى بالدرجة الأولى هو من اختصاص المهاجرين والأنصار ، ولذلك فقد رفض بعد مقتل عثمان الاستجابة للثوار الذين دعوه إلى تولي السلطة وقال لهم: ليس هذا إليكم هذا للمهاجرين والأنصار من أمرّه أولئك كان أميراً.
وعندما جاءه المهاجرون والأنصار فقالوا: امدد يدك نبايعك(38) . دفعهم ، فعاودوه ودفعهم ثم عاودوه فقال: ( دعوني والتمسوا غيري واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم وإن تركتموني فأنا كأحدكم ، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً ) ، ومشى إلى طلحة والزبير فعرضها عليهما فقال: من شاء منكما بايعته ، فقالا: لا الناس بك أرضى ، وأخيراً قال لهم: ( فإن أبيتم فإنّ بيعتي لا تكون سراً ، ولا تكون إلا عن رضا المسلمين ولكن اخرج إلى المسجد فمن شاء أن يبايعني فليبايعني )(67)
ولو كانت نظرية النص والتعيين ثابتة ومعروفة لدى المسلمين ، لم يكن يجوز للإمام أن يدفع الثوار وينتظر كلمة المهاجرين والأنصار متخلياً عن فرض من فروض الله ، كما لا يجوز له أن يقول: ( أنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً ).
وهناك رواية في كتاب ( سليم بن قيس الهلالي )(19) تكشف عن إيمان الإمام علي بنظرية الشورى وحق الأمة في اختيار الإمام ، حيث يقول في رسالة له: ( الواجب في حكم الله وحكم الإسلام على المسلمين بعدما يموت إمامهم أو يُقتل أن لا يعملوا عملاً ولا يحدثوا حدثاً ولا يُقدموا يداً ولا رجلاً ولا يبدءوا بشيء قبل أن يختاروا لأنفسهم إماماً عفيفاً عالماً ورعاً عارفاً بالقضاء والسنة ).(87)
وعندما خرج عليه طلحة والزبير احتج عليهما بالبيعة وقال لهما: ( بايعتماني ثم نكثتما بيعتي ) ولم يشر إلى موضوع النص عليه من رسول الله ، وكل ما قاله للزبير بعد ذلك فتراجع عن قتاله هو أن ذكره بحديث رسول الله ( لتقاتلنه وأنت له ظالم ).
وقال الإمام علي لمعاوية الذي رفض مبايعته : ( أما بعد فإنّ بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام لأنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان ، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار إذا اجتمعوا على رجل فسموه إماماً كان ذلك لله رضا ، فإن خرج منهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى ).(29)
إذن فقد كانت الشورى هي أساس الحكم في نظر الإمام علي ، وذلك في غياب نظرية ( النص والتعيين ) التي لم يشر إليها الإمام في أي موقف.
والإمام علي يثير حقائق حول الشورى جديرة بالاهتمام حيث يجعل:
أولاً: الشورى بين المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبيدهم الحل والعقد.
ثانياً: اتفاقهم على شخص سبب لمرضات الله وعلامة لموافقته سبحانه وتعالى إياهم.
ثالثاً: لا تنعقد الإمامة في زمانهم دونهم ، وبغير اختيارهم
رابعاً: لا يرد قولهم ولا يخرج من حكمهم إلا المبتدع الباغي المتبع غير سبيل المؤمنين.
ويتجلى إيمان الإمام علي بالشورى دستوراً للمسلمين بصورة واضحة ، في عملية خلافة الإمام الحسن ، حيث دخل عليه المسلمون ، بعدما ضربه عبد الرحمن بن ملجم ، وطلبوا منه أن يستخلف ابنه الحسن ، فقال: ( لا ، إنا دخلنا على رسول الله فقلنا: استخلف ، فقال: لا ، أخاف أن تفرقوا عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون ، ولكن إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يختر لكم ) وسألوا علياً أن يشير عليهم بأحد ، فما فعل ، فقالوا له: إن فقدناك فلا نفقد أن نبايع الحسن ، فقال: لا آمركم ولا أنهاكم ، أنتم أبصر )(45)
وقد ذكر الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب ( مقتل الإمام أمير المؤمنين ) عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه قال: قلت : يا أمير المؤمنين ، إن فقدناك ولا نفقدك نبايع الحسن؟ فقال: ما آمركم ولا أنهاكم ، فعدت فقلت مثلها فردّ علي مثلها.(39)
وذكر الشيخ حسن بن سليمان في ( مختصر بصائر الدرجات ) عن سليم بن قيس الهلالي ، قال: سمعت علياً يقول وهو بين ابنيه وبين عبد الله بن جعفر وخاصة شيعته: ( دعوا الناس وما رضوا لأنفسهم وألزموا أنفسكم السكوت )(32)
وقد كان الإمام علي ينظر إلى نفسه كإنسان عادي غير معصوم ، ويطالب الشيعة والمسلمين أن ينظروا إليه كذلك ، ويحتفظ لنا التاريخ برائعة من روائعه التي ينقلها الكليني في (الكافي) والتي يقول فيها: ( إني لست في نفسي فوق أن أُخطئ ولا آمن ذلك من فعلي ، إلا أنّ يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني ).(23)
وقد قام الإمام أمير المؤمنين بالوصية إلى الإمام الحسن وسائر أبنائه ولكنه لم يتحدث عن الإمامة والخلافة ، وقد كانت وصيته روحية أخلاقية وشخصية ، أو كما يقول المفيد في الإرشاد : إنّ الوصية كانت للحسن على أهله وولده وأصحابه ، و وقوفه وصدقاته.(23)
وتلك الوصية كالتالي: ( هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب : أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمداً عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، ثم إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، بذلك أمرت وأنا من المسلمين ، ثم إني أوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي: أن تتقوا الله ربكم ( ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) فإني سمعت رسول الله يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصيام والصلاة ، وإنّ المعرّة حالقة الدين فساد ذات البين ، ولا قوة إلا بالله ، انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون عليكم الحساب ، والله الله في الأيتام فلا تغبّبون أفواهم ، ولا يضيعون بحضرتكم ، والله الله في جيرانكم ، فإنهم وصية رسول الله ما زال يوصينا بهم حتى ظننا أنه يوّرثهم ، والله الله في القرآن أن يسبقكم في العمل به غيركم ، والله الله في بيت ربكم ، لا يخلونّ ما بقيتم ، فإنه إن خلا لم تناظروا ، والله الله في رمضان فإنّ صيامه جنة من النار لكم ، والله الله في الجهاد في سبيل الله بأيديكم وأموالكم وألسنتكم ، والله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب الرب ، والله الله في ذمة نبيكم ، فلا يُظلمنّ بين أظهركم ، والله الله فيما ملكت أيمانكم ، انظروا فلا تخافوا في الله لومة لائم ، يكفكم من أرادكم وبغى عليكم ( وقولوا للناس حسناً ) كما أمركم الله ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولّي عليكم شراركم ثم يدعوا خياركم فلا يُستجاب لهم.
عليكم يا بني بالتواصل والتباذل ، وإياكم والتقاطع والتكاثر والتفرق ( وتعاونا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب ) حفظكم الله من أهل بيت ، وحفظ نبيكم فيكم ، استودعكم الله ، أقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته).(23)
ولذلك لم تلعب هذه الوصية القيّمة الروحية والأخلاقية أي دور في ترشيح الإمام الحسن للخلافة ، لأنها كانت تخلو من الإشارة إليها ، ولم تكن تُشكل بديلاً عن نظام الشورى الذي كان أهل البيت يلتزمون به كدستور للمسلمين.
*مبايعة الإمام علي لأبي بكر وعمر حجة دامغة

ولقد علل مشايخ الشيعة بيعة علي لأبي بكر وعمر بتعليلات أهمها:
التعليل الأول: أنّ بيعته كانت خوفاً على الإسلام من الضياع ومما يُبطل هذا التعليل أنّ عصر الإسلام في عهد عمر وعثمان كان عصراً ذهبياً امتدت فيه الخلافة من الشرق حتى بخارى حتى شمال أفريقيا ، بل لو كانت المبايعة خوفاً على الإسلام فلماذا حارب الإمام علي معاوية في وقت عصفت به الفتن بالأمة الإسلامية وكانت أحوج ما يكون إلى السلم والمهادنة ، لو كانت المسألة هكذا لسلّم معاوية الحكم وتنازل هو عنه لا من أجل أحد بل خوفاً على الإسلام من الضياع.
التعليل الثاني: أنه بايعهم تقية ، أي أظهر لهم الموافقة ظاهراً وأسر في قلبه عدم الرضى عن خلافتهم وبيعتهم ، وهذا التعليل أقبح من الذي قبله ، إذ يجعل من شخصية الإمام علي شخصية مزدوجة خائفة جبانة مضطربة تتظاهر بخلاف ما تُبطن ، وهذا ما لا يُعهد عنه لم يعرف شجاعته الفائقة ، وقوته في الحق ولمن يطّلع على الروايات التي تثبت شجاعته وإقدامه في غير موقف ، فهو القائل ( وإني من قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم ) (23) ويقول: ( فوالله لو أُعطيت الأقاليم السبعة وما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ، ما فعلت. وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها ).(67)
وإذا قلنا أنّ بيعته لهم كانت تقية فماذا نقول في بقائه لهم وزيراً طيلة فترة خمس وعشرين سنة من خلافتهم؟!! إنه من الصعب الاعتقاد أنه كان يستخدم التقية طول تلك الفترة.
وهل كان تزويجه ابنته أم كلثوم من عمر تقيّة أيضاً؟!! وهل كانت تسميته أولاده بأسماء الخلفاء الثلاثة تقية أيضاً؟!!(39)
*الإمام الحسن والشورى


وقد ذكر المسعودي في مروج الذهب وابن أبي الحديد في ( شرح نهج البلاغة ) أنه ( لما توفي علي خرج عبد الله بن العباس بن عبد المطلب إلى الناس فقال: إنّ أمير المؤمنين توفي ، وقد ترك خلفاً ، فإن أحببتم خرج إليكم ، وإن كرهتم فلا أحد على أحد ، فبكى الناس وقالوا: بل يخرج إلينا(23)

وكما هو ملاحظ فإنّ الإمام الحسن لم يعتمد في دعوة الناس لبيعته على ذكر أي نص حوله من الرسول أو من أبيه الإمام علي ، وقد أشار ابن عباس إلى منزلة الإمام الحسن عندما ذكّر المسلمين بأنه ابن بنت النبي ، وقد ذكر: أنه خلف أمير المؤمنين ولكنه لم يبين أنّ مستند الدعوة للبيعة هو النص أو الوصية بالإمامة من الله بل أوكل الأمر للناس إن شاؤوا قبلوا وإن شاؤوا أعرضوا عن البيعة.

وهذا ما يكشف عن إيمان الإمام الحسن بنظام الشورى وحق الأمة في انتخاب إمامها ، وقد تجلى هذا الإيمان مرة أخرى عند تنازله عن الخلافة إلى معاوية واشتراطه عليه العودة بعد وفاته إلى نظام الشورى حيث قال في شروط الصلح: ( على أنه ليس لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده وأن يكون الأمر شورى بين المسلمين ).(45)

ولو كانت الخلافة بالنص من الله والتعيين من الرسول كما تقول النظرية الإمامية ، لم يكن يجوز للإمام الحسن أن يتنازل عنها لأي ظرف من الظروف ، ولم يكن يجوز له بعد ذلك أن يبايع معاوية أو أن يدعو أصحابه وشيعته لبيعته ، ولم يكن يجوز له أن يهمل الإمام الحسن ولأشار إلى ضرورة تعيينه من بعده ولكن الإمام الحسن لم يفعل أي شيء من ذلك وسلك مسلكاً يوحي بالتزامه بحق المسلمين في انتخاب خليفتهم عبر نظام الشورى.


*الإمام الحسين والشورى

وقد ظل الإمام الحسين ملتزماً ببيعة معاوية إلى آخر يوم من حياة معاوية ، ورفض عرضاً من شيعة الكوفة بعد وفاة الإمام الحسن بالثورة على معاوية ، وذكر أنّ بينه وبين معاوية عهداً وعقداً لا يجوز له أن ينقضه ، ولم يدع إلى نفسه إلا بعد وفاة معاوية الذي خالف اتفاقية الصلح وعهد إلى ابنه يزيد بالخلافة بعده ، حيث رفض الإمام الحسين البيعة له ، وأصرّ على الخروج إلى العراق حيث استشهد في كربلاء عام 61 للهجرة.(56)
ولا توجد أية آثار لنظرية النص في قصة كربلاء ، سواء في رسائل شيعة الكوفة إلى الإمام الحسين ودعوته للقدوم عليهم أو في رسائل الإمام الحسين لهم ، حيث يقول المفيد: إنّ الشيعة اجتمعت بالكوفة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي فذكر هلاك معاوية . فحمدوا الله وأثنوا عليه ، فقال سليمان بن صرد: إنّ معاوية قد هلك وإنّ حسيناً قد تقبض على القوم ببيعة ، وقد خرج إلى مكة وأنتم شيعته وشيعة أبيه ، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدوا عدوه وتُقتل أنفسنا دونه فاكتبوا إليه واعلموه ، وإن خفتم الفشل والوهن فلا تغروا الرجل في نفسه ، قالوا: لا بل نقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه ، قال: فاكتبوا إليه ، فكتبوا إليه: للحسين بن علي ، من سليمان بن صرد والمسيب بن نجية ورفاعة بن شداد البجلي وحبيب بن مظاهر وشيعته المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة : سلام عليك فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد: فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها وغصبها فيئها وتأمر عليها بغير رضى منها ثم قتل خيارها واستبقى شرارها وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها فبعدا له كما بعدت ثمود. إنه ليس علينا إمام ، فاقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق ، والنعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلى عيد ، ولو قد بلغنا أنك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله.
فكتب إليهم ( من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين أما بعد فإنّ هانياً وسعيداً قدما علي بكتبكم ، وكان آخر من قدم علي من رسلكم ، وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم ومقالة جلكم: ( أنه ليس علينا إمام فأقبل لهل الله أن يجمعنا بك على الحق والهدى ) وإني باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ، فإن كتب إلي أنّ قد اجتمع رأي ملأكم وذوي الحجى والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم ، وقرأت في كتبكم فإني أقدم إليكم وشيكاً إن شاء الله ، فلعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب ، القائم بالقسط ، الداين بدين الحق ، الحابس نفسه على ذات الله ، والسلام.(37)
إذن فإنّ مفهوم ( الإمام ) عند الإمام الحسين لم يكن إلا ( الحاكم بالكتاب القائم بالقسط الداين بدين الحق الحابس نفسه على ذات الله ) ولم يكن يقدم أية نظرية حول ( الإمام المعصوم المعين من قبل الله ) ولم يكن يطالب بالخلافة كحق شخصي له لأنه ابن الإمام علي أو أنه معيّن من قبل الله ، ولذلك فإنه لم يفكر بنقل ( الإمامة ) إلى أحد من ولده ، ولم يوص إلى ابنه الوحيد الذي ظل على قيد الحياة (علي بن زين العابدين) ، وإنما أوصى إلى أخته زينب أو ابنته فاطمة ، وكانت وصيته عادية جداً تتعلق بأموره الخاصة ، ولا تتحدث أبداً عن موضوع الإمامة والخلافة.(45)
*اعتزال الإمام زين العابدين

وقد بايع الإمام علي بن الحسين يزيد بن معاوية بعد واقعة الحرة ورفض قيادة الشيعة الذين كانوا يطالبون بالثأر لمقتل أبيه الإمام الحسين ، ويعدون للثورة ، ولم يدّع الإمامة ، ولم يتصدى لها ، ولم ينازع عمه فيها ، وكما يقول الصدوق : ( فإنه انقبض عن الناس فلم يلق أحداً ولا كان يلقاه إلا خواص أصحابه ، وكان في نهاية العبادة ولم يخرج عنه من العلم إلا يسيراً..(25)
لقد كان أئمة أهل البيت يعتقدون بحق الأمة الإسلامية في اختيار ولاتها وبضرورة ممارسة الشورى ، وإدانة الاستيلاء على السلطة بالقوة ، ولعلنا نجد في الحديث الذي يرويه الصدوق في ( عيون أخبار الرضا ) عن الإمام الرضا عن أبيه الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن أبيه عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله والذي يقول فيه : ( من جاءكم يريد أن يفرق الجماعة ويغصب الأمة أمرها ويتولى من غير مشورة فاقتلوه ، فإنّ الله عز وجل قد أذن ذلك )(76) لعلنا نجد في هذا الحديث أفضل تعبير عن إيمان أهل البيت بالشورى والتزامهم بها ، وإذا كانوا يدعون الناس إلى اتباعهم والانقياد إليهم فإنما كانوا يفعلون ذلك إيماناً بأفضليتهم وأولويتهم بالخلافة في مقابل ( الخلفاء ) الذين كانوا لا يحكمون بالكتاب ولا يقيمون القسط ولا يدينون بالحق.
ومن هنا وتبعاً لمفهوم ( الأولوية ) قال أجيال من الشيعة الأوائل ، وخاصة في القرن الأول الهجري: ( إنّ علياً كان أولى الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفضله وسابقته وعلمه ، وهو أفضل الناس كلهم بعده وأشجعهم وأسخاهم وأورعهم وأزهدهم ، وأجازوا مع ذلك إمامة أبي بكر وعمر وعدوهما أهلاً لذلك المكان والمقام ، وذكروا أنّ علياً سلّم لهما الأمر ورضي بذلك وبايعهما طائعاً غير مكره وترك حقه لهما ، فنحن راضون كما رضي المسلمون له ، ولمن بايع ، لا يحل لنا غير ذلك ولا يسع منا أحداً إلا ذلك ، وأنّ ولاية أبي بكر صارت رشداً وهدى لتسليم علي ورضاه ).(78)
بينما قالت فرقة أخرى من الشيعة: ( إنّ علياً أفضل الناس لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله ولسابقته وعلمه ولكن كان جائزاً للناس أن يولوا عليهم غيره إذا كان الوالي الذي يولونه مجزئاً ، أحبّ ذلك أو كرهه ، فولاية الوالي الذي ولوا على أنفسهم برضى منهم رشد وهدى وطاعة لله عز وجل ، وطاعته واجبة من الله عز وجل ).(67)
وقال قسم آخر منهم : ( إنّ إمامة علي بن أبي طالب ثابتة في الوقت الذي دعا الناس وأظهر أمره ).(39)
وقد قيل للحسن بن الحسن بن علي الذي كان كبير الطالبين في عهده وكان وصي أبيه وولي صدقة جده: ألم يقل رسول الله : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ؟ فقال: بلى ولكن والله لم يعن رسول الله بذلك الإمامة والسلطان ، ولو أراد ذلك لأفصح لهم به.(23)
وكان ابنه عبد الله يقول : ( ليس لنا في هذا الأمر ما ليس لغيرنا ، وليس في أحد من أهل البيت غمام مفترض الطاعة من الله ) وكان ينفي أن تكون إمامة أمير المؤمنين من الله(38)
مما يعني أنّ نظرية النص وتوارث السلطة في أهل البيت فقط لم يكن لها رصيد لدى الجيل الأول من الشيعة ، ومن هنا فقد كانت نظرتهم إلى الشيخين أبي بكر وعمر نظرة إيجابية ، إذ لم يكونوا يعتبرونها ( غاصبين ) للخلافة التي تركها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شورى بين المسلمين ولم ينص على أحد بالخصوص ، وهذا يفسر أمر الإمام الصادق لشيعته بتوليهما.
*من الشورى إلى الحكم الوراثي

يسجل المؤرخون الشيعة الأوائل: ( الأشعري القمي والكشي والنوبختي ) أول تطور ظهر في صفوف الشيعة في عهد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) على يدي المدعو (عبد الله بن سبأ) الذي يقولون: إنه كان يهودياً وأسلم ، والذي يقول النوبختي عنه: إنه أول من أشهر القول بفرض إمامة علي ، وكان يقول في يهوديته بيوشع بن نون وصياً لموسى ، فقال كذلك في إسلامه في علي بعد رسول الله ، وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وأظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة.(34)
وسواء كان عبد الله بن سبأ شخصية حقيقية أو إسطورية فإنّ المؤرخين الشيعة يسجلون بوادر ظهور أول تطور في الفكر السياسي الشيعي اعتماداً على موضوع (الوصية) الروحية والشخصية ، الثابتة من الرسول الأكرم إلى الإمام علي ، وإضفاء المعنى السياسي عليها ، وذلك قياساً على موضوع (الوصية) من النبي موسى (ع) إلى يوشع بن نون وتوارث الكهانة في أبناء يوشع.
ومع أنّ هذا القول كان ضعيفاً ومحصوراً في جماعة قليلة بقيادة عبد الله بن سبأ تُدعى ( السبئية ) ، إلا أنّ ذلك التيار وجد في تولية معاوية بن أبي سفيان لابنه يزيد من بعده أرضاً خصبة للنمو والانتشار ، ولكن المشكلة الرئيسية التي واجههته هو عدم تبني الإمامين الحسن والحسين له واعتزال الإمام علي بن الحسين عن السياسة ، مما دفع القائلين به إلى الالتفات حول محمد بن الحنفية باعتباره وصي أمير المؤمنين أيضاً ، خاصة بعد تصديه لقيادة الشيعة في أعقاب مقتل الإمام الحسين ، وقد اندس السبئية في الحركة الكيسانية التي انطلقت للثأر من مقتل الإمام الحسين بقيادة المختار بن عبيدة الثقفي.
وقد ادعى المختار الذي كان يقود الشيعة في الكوفة: أنّ محمد بن الحنفية قد أمره بالثأر وقتل قتلة الحسين ، وأنه الإمام بعد أبيه. ولم يكن المختار يكفّر من تقدم علياً من الخلفاء كأبي بكر وعمر وعثمان ، ولكنه كان يكفّر أهل صفين وأهل الجمل.(45)
ويذكر الأشعري القمي: أنّ صاحب شرطة المختار (كيسان) الذي حمله على الطلب بدم الحسين ودلّ على قتلته ، وصاحب سره ومؤامراته والغالب على أمره ، كان أشدّ منه إفراطاً في القول والفعل والقتل ، وأنه كان يقول: أنّ المختار وصي محمد بن الحنفية وعامله ، ويكفّر من تقدم علياً كما يكفّ{ أهل صفين وأهل الجمل.(87)
وبالرغم من سقوط دولة المختار بعد فترة قصيرة ، إلا أنّ الحركة الكيسانية التي التفت حول قائدها الروحي محمد بن الحنفية أخذت تقول: ( أنّ الإمامة في ابن الحنفية وذريته ).(67)
ولما حضرت الوفاة محمد بن الحنفية ولّى ابنه عبد الله ( أبا هاشم ) من بعده ، وأمره بطلب الخلافة إن وجد إلى ذلك سبيلاً ، وأعلم الشيعة بتوليته إياهم ، فأقام عبد الله بن محمد بن علي وهو أمير الشيعة.(56)
وقد أصبح أبو هاشم قائد الشيعة بصورة عامة في غياب أي منافس له في نهاية القرن الأول الهجري ، وقد تشرذمت الحركة الكيسانية من بعده إلى عدة فرق يدّعي كل منها أنه أوصى إليه ، فقد ادعى العباسيون: أنّ أبا هاشم أوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله ابن عباس ، وقال له: إليك الأمر والطلب للخلافة بعدي ، فولاّه وأشهد له من الشيعة رجالاً .. ثم مات ، فأقام محمد بن علي ودعوة الشيعة له حتى مات فلما حضرته الوفاة ولّى ابنه ابراهيم الأمر ، فأقام وهو أمير الشيعة وصاحب الدعوة بعد أبيه.(56)
وادعى ( الجناحيون ): أنه أوصى إلى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الذي ظهر في الكوفة سنة 128 وأقام دولة امتدت إلى فارس ، في أواخر أيام الدولة الأموية. وادعى ( الحسنيون ) أنه أوصى إلى زعيمهم ( محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، ذي النفس الزكية ).
وعلى أي حال فقد تطور القول بالوصية من وصية النبي الأكرم العادية والشخصية إلى الإمام علي ، إلى القول بالوصية السياسية منه إلى ابنه محمد بن الحنفية ، ومن بعده إلى ابنه أبي هاشم عبد الله ، وهو ما أدى إلى اختلاف الفصائل الشيعية المتعددة فيما بينها وادعاء كل منها الوصية إليه وحصر الشرعية فيه.
مأخوذ من كتاب تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه. بقلم : أحمد الكاتب (شيعي)


(23) الشافي في الإمامة ج4 ص149 و ج3 ص295

(23) الكافي ج1 ص236 عن محمد بن الحسين وعلي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد ، الصيرفي عن ابان بن عثمان عن أبي عبد الله

(72) آمالي المفيد ص220 المجلس 21 والإرشاد للمفيد ص188

(34) الشافي في الإمامة ج3 ص237 و 252 ، ج2 ص149

(32) نهج البلاغة ص98

(76) لو كانت الإمامة من الله لقال الإمام علي ( وأجمعوا على منازعتي حقاً لي ) أو أشار إلى أنّ هذا الحق له من الله دون سواه ، لكنه ذكر هنا الأولوية لقرابته من النبي عليه الصلاة والسلام

(29) نهج البلاغة ص336 خطبة رقم 217

(34) الشافي في الإمامة ج3 ص242

(29) نهج البلاغة ص48 خطبة 3

(48) الكافي 8/246

(23) الشافي ج2 ص128

(38) لو كان في قلب المهاجرين والأنصار تجاه أهل البيت ولو كان مبغضين لعلي ومرتدون على أعقابهم كما تصورهم كتب الشيعة ، فلماذا يأتونه للمبايعة بعد عثمان وعندهم ابن عباس وغيره من كبار الصحابة!!!

(67) الطبري ج3 ص450

(19) هناك خلاف بين علماء الشيعة حول موثوقية هذا الكتاب وصحة نسبته إلى سليم بن قيس ، ولا مانع من ذكر هذه الرواية استناداً إلى قول من يرى بصحته ، خصوصاً وأن الرواية

(87) كتاب سليم بن قيس الهلالي ص182 وبحار الأنوار للمجلسي ج8 ص555 الطبعة الحجرية

(29) نهج البلاغة ج3 ص7 تحقيق محمد عبده وص367 تحقيق صبحي

(45) الشافي ج3 ص295 وتثبيت دلائل النبوة ج1 ص212

(39) مقتل الإمام أمير المؤمنين ص43

(32) بحار الأنوار ج7 باب أحاديث تُنسب إلى سليم غير موجودة في كتابه

(23) الكافي 8/292-293 وبحار الأنوار ج74 ص309

(23) الإرشاد ص187

(23) مقتل الإمام أمير المؤمنين ص41-42 ، تحقيق مصطفى مرتضى القزويني ( طباعة مركز الدراسات والبحوث العلمية ، بيروت )

(23) نهج البلاغة ص159

(67) نهج البلاغة ج2 ص218

(39) سيأتي مزيد بيان لحقيقة موقف أهل البيت من الصحابة

(23) مروج الذهب ج2 ص44 وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج4 ص8 وج16 ص22

(45) بحار الأنوار ج44 ص65 باب كيفية المصالحة من تاريخ الإمام الحسن المجتبى

(56) الإرشاد للمفيد ص199

(37) الإرشاد للمفيد ص204

(45) الإمامة والتبصرة من الحيرة للصدوق ص198 وبصائر الدرجات للصفار ص148 وص198

(25) إكمال الدين ص91

(76) عيون أخبار الرضا ج2 ص62

(78) فرق الشيعة للنوبختي ص22 والمقالات والفرق للقمي ص18

(67) فرق الشيعة للنوبختي ص21 والمقالات والفرق للقمي ص18

(39) فرق الشيعة للنوبختي ص54

(23) التهذيب لابن عساكر ج4 ص162

(38) بصائر الدرجات للصفار ص153وص156

(34) فرق الشيعة للنوبختي ص22 والمقالات والفرق للأشعري القمي ص19 ورجال الكشي والشيعة في التاريخ لمحمد حسن الزين ص172

(45) المقالات والفرق ص21-22

(87) المصدر السابق

(67) الفصول المختارة للمفيد ص240

(56) الإمامة والسياسة ج2 ص130

(56) المقالات والفرق ص65 وتاريخ اليعقوبي ج3 ص40 ومقاتل الطالبيين ص126 والتنبيه والاشراف للمسعودي ص292


متوفر أيضاً بصيغة أدوبي أكروبات للأستاذ الشيعي أحمد الكتاب.


9-أطروحة الشيعة لمسألة إغضاب سيدتنا فاطمة

كثيرا ما يثير الرافضة مسألة اغضاب سيدتنا فاطمة رضوان الله عليها و هذا حق لا نجادل فيه لكن قصة احراق البيت و اسقاط الجنين مكذوبة بل فيها اهانة للإمام علي نفسه لأنه رجل شهم فكيف ينظر الى امرأته يحدث لها هذا و لا يتحرك؟! أما قصة فدك فقد طرحناها من قبل و بينا أن أبو بكر استشهد بحديث صحيح عند السنة و الشيعة ( صححه المجلسي في مرآة العقول و صححه الخميني و استشهد به على ولاية الفقيه ) و بقي ان نقول إن كتب الشيعة تبين أن الإمام علي نفسه اغضب فاطمة فهل يرضى الشيعة أن يطبقو المبدأ على الإمام علي ، أم إن المسألة عندهم مزاجية؟!

دخل الحسن بن علي على جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتعثر بذيله فأسرّ إلى النبي عليه الصلاة والسلام سراً فرأيته وقد تغير لونه ثم قام النبي عليه الصلاة والسلام حتى أتى منزل فاطمة … ثم جاء علي فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده ثم هزها إليه هزاً خفيفاً ثم قال: يا أبا الحسن إياك وغضب فاطمة فإنّ الملائكة تغضب لغضبها وترضى لرضاها) بحار الأنوار 43/42

وعن أبي عبد الله ( جعفر ) عليه السلام أنه سُئل: هل تشيع الجنازة بنار ويُمشى معها بمجمرة أو قنديل أو غير ذلك مما يُضاد به؟ قال: فتغير لون أبي عبد الله عليه السلام من ذلك واستوى جالساً ثم قال: إنه جاء شقي من الأشقياء إلى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لها: أما علمت أنّ علياً قد خطب بنت أبي جهل فقالت: حقاً ما تقول؟ فقال: حقاً ما أقول ثلاث مرات ، فدخلها من الغيرة ما لا تملك نفسها ، وذلك أنّ الله تبارك وتعالى كتب على النساء غيرة وكتب على الرجال جهاداّ وجعل للمحتسبة الصابرة منهن من الأجر ما جعل للمرابط المهاجر في سبيل الله ، قال: فاشتد غم فاطمة من ذلك وبقيت متفكرة هي حتى أمست وجاء الليل حملت الحسن على عاتقها الأيمن والحسين على عاتقها الأيسر وأخذت بيد أم كلثوم اليسرى بيدها اليمنى ، ثم تحولت إلى حجرة أبيها فجاء علي فدخل حجرته فلم ير فاطمة فاشتد لذلك غمه وعظم عليه ولم يعلم القصة ما هي ، فاستحيي أن يدعوها من منزل أبيها فخرج إلى المسجد يصلي فيه ما شاء الله ، ثم جمع شيئاً من كثيب المسجد واتكأ عليه ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما بفاطمة من الحزن أفاض عليه الماء ثم لبس ثوبه ودخل المسجد فلم يزل يصلي بين راكع وساجد ، وكلما صلى ركعتين دعا الله أن يُذهب ما بفاطمة من الحزن والغم ، وذلك أن لا يهنيها النوم وليس لها قرار ، قال لها: قومي يا بنية فقامت ، فحمل النبي عليه الصلاة والسلام الحسن وحملت فاطمة الحسين وأخذت بيد أم كلثوم فانتهى إلى علي عليه السلام وهو نائم فوضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجله على رجل علّي فغمزه وقال: قم يا أبا تراب! فكم ساكن أزعجته، ادع لي أبا بكر من داره ، وعمر من مجلسه ، وطلحة ، فخرج علي فاستخرجهما من منزلهما واجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي ! أما علمت أنّ فاطمة بضعة مني وأنا منها ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذاها بعد موتي كان كمن آذاها في حياتي ، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي. علل الشرائع للقمي ص185-186

و الغريب هنا أنّ هذه المقولة قيلت بناء على إغضاب علي لفاطمة و هو تحذير نبوي لعلي زوج فاطمة و لباقي الصحابة من إغضاب فاطمة إلا أنّ الشيعة لا يستدلون بهذا الحديث إلا على أبي بكر ، و لو كان إغضاب فاطمة رضوان الله عليها أو رضاها سبباً في إيمان أو كفر لَلَحِقَ الوعيد علي بن أبي طالب قبل أبي بكر و قبل أي رجل أو امرأة اختلفت مع فاطمة. نحن نقول بأنه لا علي بن أبي طالب و لا أبي بكر كفرا أو فسقا بسبب إغضابهما فاطمة ، و النبي عليه الصلاة و السلام إنما قال تلك الكلمات في حق من يغضب فاطمة تعظيماً لأمرها و هي بلا شك أهل لذلك ، و تحذيراً من إغضاب ابنته التي لها من المكانة عنده ما لها ، رضوان الله عليها أن يُقاس من خلال القرآن و السنة فإن كان غضبها لأجلهما كان إغضابها . و غضب فاطمة لا بد إغضاباً لله و الرسول أما إذا كان غضبها لخلاف شخصي أو لوجهة نظر لها كالذي يحصل للناس عادة ، فهذا ما لا يقتضي إدانة أحد لأنّ الله عز وجل و دين الإسلام لا يتماشى مع آراء البشر و لو كانوا من صلحاءهم و مصلحيهم.
10-فدك: بين أبو بكر الصديق و السيدة فاطمة (رضي الله عنهما)

أرض فدك ، قرية في الحجاز كان يسكنها طائفة من اليهود، و لمّا فرغ الرسول عليه الصلاة والسلام من خيبر، قذف الله عز وجل في قلوبهم الرعب ، فصالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على فدك ، فكانت ملكاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها مما لم يُوجف عليها بخيل و لا ركاب.

و رغم أنّّ خلاف الخليفة أبو بكر مع السيدة فاطمة رضوان الله عليهما كان خلافاً سائغاً بين طرفين يملك كل منهما أدلة على رأيه إلا أنّ حساسية البعض من شخصية أبو بكر تجعله ينظر إلى الأمور بغير منظارها فتنقلب الحبة إلى قبة. و لو أننا استبدلنا شخصيات القصة ( أبو بكر و فاطمة ) بفقيهين من الشيعة مثلاً أو مرجعين من مراجعهم لكان لكل طرف منهما مكانته وقدره دون التشنيع عليه وإتهام نيته ، ولكانت النظرة إلى رأي الطرفين نظرة احترام وتقدير على اعتبار وجود نصوص وأدلة يستند إليها الطرفين في دعواهما وإن كان الأرجح قول أحدهما. لكن أمام ( ابو بكر ) و ( فاطمة ) الأمر يختلف ، فأبو بكر عدو للشيعة وما دام عدواً فكل الشر فيه وكل الخطأ في رأيه ، هكذا توزن الأمور!!! توزن بميزان العاطفة التي لا تصلح للقضاء بين متنازعين فكيف بدراسة أحداث تاريخية ودراسة تأصيلها الشرعي!!!

لكن المنصف الذي لا ينقاد إلى عاطفته بل إلى الحق حيث كان ، يقف وقفة تأمل لذاك الخلاف ليضع النقاط على الحروف فأرض فدك هذه لا تخلو من أمرين: إما أنها إرث من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة رضوان الله عليها أو هي هبة وهبها رسول الله لها يوم خيبر.

فأما كونها إرثاً فبيان ذلك ما رواه البخاري و مسلم و غيرهما من أنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم جاءت فاطمة رضوان الله عليها لأبي بكر الصدّيق تطلب منه إرثها من النبي عليه الصلاة والسلام في فدك وسهم النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر وغيرهما. فقال أبو بكر الصدّيق: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ( إنّا لا نورّث ، ما تركناه صدقة ) وفي رواية عند أحمد ( إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث )، فوجدت فاطمة على أبي بكر بينما استدلت رضوان الله عليها بعموم قوله تعالى {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين}.

و لنكن حياديين ها هنا ولننسى أنّ المطالب بالإرث امرأة نحبها ونجلها لأنها بنت نبينا وأنّ لها من المكانة في نفوسنا وعند الله عز وجل ما لها ، لنقول : كلام محمد عليه الصلاة والسلام فوق كلام كل أحد ، فإذ صح حديث كهذا عن رسول الله فلا بد ان نقبله ونرفض ما سواه ، فإذا كان الأمر كذلك فلماذا نلوم أبو بكر على التزامه بحديث رسول الله وتطبيقه إياه بحذافيره ؟!!

لقد صح حديث ( إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث ) عند الفريقين السنة والشيعة ، فلماذا يُستنكر على أبي بكر استشهاده بحديث صحيح ويُتهم بالمقابل باختلاقه الحديث لكي يغصب فاطمة حقها في فدك؟!! أما صحته عند أهل السنة فهو أظهر من أن تحتاج إلى بيان ، وأما صحته عند الشيعة فإليك بيانه:
روى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( … وإنّ العلماء ورثة الأنبياء ، إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورّثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر ) قال عنه المجلسي في مرآة العقول 1/111 ( الحديث الأول ( أي الذي بين يدينا ) له سندان الأول مجهول والثاني حسن أو موثق لا يقصران عن الصحيح ) فالحديث إذاً موثق في أحد أسانيده ويُحتج به ، فلماذا يتغاضى عنه علماء الشيعة رغم شهرته عندهم!!

والعجيب أن يبلغ الحديث مقدار الصحة عند الشيعة حتى يستشهد به الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية على جواز ولاية الفقيه فيقول تحت عنوان (صحيحة القداح ) : ( روى علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن القداح ( عبد الله بن ميمون ) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً ، سلك الله به طريقاً إلى الجنة … وإنّ العلماء ورثة الأنبياء ، إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ، ولكن ورّثوا العلم ، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر) ويعلق على الحديث بقوله ( رجال الحديث كلهم ثقات ، حتى أنّ والد علي بن إبراهيم ( إبراهيم بن هاشم ) من كبار الثقات ( المعتمدين في نقل الحديث ) فضلاً عن كونه ثقة ) ثم يشير الخميني بعد هذا إلى حديث آخر بنفس المعنى ورد في الكافي بسند ضعيف فيقول ( وهذه الرواية قد نقلت باختلاف يسير في المضمون بسند آخر ضعيف ، أي أنّ السند إلى أبي البختري صحيح ، لكن نفس أبي البختري ضعيف والرواية هي: عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن أبي البختري عن أبي عبد اله عليه السلام قال: ( إنّ العلماء ورثة الأنبياء ، وذاك أنّ الأنبياء لم يورّثوا درهماً ولا ديناراً ، وإنما ورّثوا أحاديث من أحاديثهم … ))

إذاً حديث (إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً و لا درهماً و لكن ورّثوا العلم) صحيح كما بيّن ذلك الخميني والمجلسي من قبله ، فلماذا لا يؤخذ بحديث صحيح النسبة إلى رسول الله مع أننا مجمعين على أنه لا اجتهاد مع نص؟!! ولماذا يُستخدم الحديث في ولاية الفقيه ويُهمل في قضية فدك؟!! فهل المسألة يحكمها المزاج؟!!

إنّ الاستدلال بقول الله تبارك وتعالى عن زكريا عليه السلام { فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب } على جواز توريث الأنبياء لأبنائهم استدلال غريب يفتقد إلى المنطق في جميع حيثياته ، وذلك لعدة أمور هي:
أولاً: لا يليق برجل صالح أن يسأل الله تبارك وتعالى ولداّ لكي يرث ماله فكيف نرضى أن ننسب ذلك لنبي كريم كزكريا عليه السلام في أن يسأل الله ولداً لكي يرث ماله ، إنما أراد زكريا عليه السلام من الله عز وجل أن يهب له ولداً يحمل راية النبوة من بعده ، ويرث مجد آل يعقوب العريق في النبوة.
ثانياً: المشهور أنّ زكريا عليه السلام كان فقيراً يعمل نجاراً ، فأي مال كان عنده حتى يطلب من الله تبارك وتعالى أن يرزقه وارثاً ، بل الأصل في أنبياء الله تبارك وتعالى أنهم لا يدخرون من المال فوق حاجتهم بل يتصدقون به في وجوه الخير.
ثالثاً: إنّ لفظ ( الإرث ) ليس محصور الاستخدام في المال فحسب بل يستخدم في العلم والنبوة والملك وغير ذلك كما يقول الله تعالى { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا } وقوله تعالى { أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون } فلا دلالة في الآية السابقة على وراثة المال.
رابعاً: حديث (إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً و لا درهماً و لكن ورّثوا العلم) الذي ذكرناه آنفاً يتضمن نفي صريح لجواز وراثة أموال الأنبياء ، وهذا كاف بحد ذاته.

و كذلك الحال في قوله تعالى { وورث سليمان داود } فإنّ سليمان عليه السلام لم يرث من داود عليه السلام المال وإنما ورث النبوة والحكمة والعلم لأمرين إثنين:
الأول: أنّ داود عليه السلام قد اشتُهر أنّ له مائة زوجة وله ثلاثمائة سريّة أي أمة ، وله كثير من الأولاد فكيف لا يرثه إلا سليمان عليه السلام؟!! فتخصيص سليمان عليه السلام حينئذ بالذكر وحده ليس بسديد.
الثاني: لو كان الأمر إرثاً مالياً لما كان لذكره فائدة في كتاب الله تبارك و تعالى، إذ أنّه من الطبيعي أنّ يرث الولد والده ، والوراثة المالية ليست صفة مدح أصلاً لا لداود ولا لسليمان عليهما السلام فإنّ اليهودي أو النصراني يرث ابنه ماله فأي اختصاص لسليمان عليه السلام في وراثة مال أبيه!! ، والآية سيقت في بيان المدح لسليمان عليه السلام وما خصه الله به من الفضل ، وإرث المال هو من الأمور العادية المشتركة بين الناس كالأكل والشرب ودفن الميت ، ومثل هذا لا يُقص عن الأنبياء ، إذ لا فائدة فيه ، وإنما يُقص ما فيه عبرة وفائدة تُستفاد وإلا فقول القائل ( مات فلان وورث فلان ابنه ماله ) مثل قوله عن الميت ( ودفنوه ) ومثل قوله ( أكلوا وشربوا وناموا ) ونحو ذلك مما لا يحسن أن يُجعل من قصص القرآن.

وأعجب من هذا كله حقيقة تخفى على الكثيرين وهي أنّ المرأة لا ترث في مذهب الشيعة الإمامية من العقار و الأرض شيئاً ، فكيف يستجيز الشيعة الإمامية وراثة السيدة فاطمة رضوان الله عليها لفدك وهم لا يُورّثون المرأة العقار ولا الأرض في مذهبهم؟!!

فقد بوّب الكليني باباً مستقلاً في الكافي بعنوان ( إنّ النساء لا يرثن من العقار شيئاً ) روى فيه عن أبي جعفر قوله: ( النساء لا يرثن من الأرض ولا من العقار شيئاً ) و روى الطوسي في التهذيب والمجلسي في بحار الأنوار عن ميسر قوله (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن النساء ما لهن من الميراث ، فقال: لهن قيمة الطوب والبناء والخشب والقصب فأما الأرض والعقار فلا ميراث لهن فيهما) و عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: (النساء لا يرثن من الأرض و لا من العقار شيئاً) و عن عبد الملك بن أعين عن أحدهما عليهما السلام قال: (ليس للنساء من الدور والعقار شيئاً)

كما أنّ فدك لو كانت إرثاً من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكان لنساء النبي و منهن عائشة بنت أبي بكر وزينب وأم كلثوم بنات النبي حصة منها ، لكن أبا بكر لم يعط ابنته عائشة ولا أحد من نساء النبي ولا بناته شيئاً استناداً للحديث ، فلماذا لا يُذكر هؤلاء كطرف في قضية فدك بينما يتم التركيز على السيدة فاطمة وحدها؟!!

هذا على فرض أنّ فدك كانت إرثاً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أما إذا كانت فدك هبة وهدية من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة رضوان الله عليها كما يروي ذلك الكاشاني في تفسيره الصافي 3/186 فالأمر يحتاج إلى وقفة أخرى أيضاً. فعلى فرض صحة الرواية والتي تناقضها مع روايات السنة والشيعة حول مطالبة السيدة فاطمة رضوان الله عليها لفدك كأرث لا كهبة من أبيها ، فإننا لا يمكن أن نقبلها لاعتبار آخر وهو نظرية العدل بين الأبناء التي نص عليها الإسلام. إنّ بشير بن سعد لمّا جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ، إني قد وهبت ابني حديقة واريد أن أُشهدك ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أكُلّ أولادك أعطيت؟ قال: لا ، فقال النبي صلوات الله وسلامه عليه ( اذهب فإني لا أشهد على جور )
فسمّى النبي صلى الله ليه وآله وسلم تفضيل الرجل بعض أولاده على بعض بشيء من العطاء جوراً ، فكيف يُظن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كنبي معصوم لا يشهد على جور أن يفعل الجور ( عياذاً بالله )؟!! هل يُظن به وهو أمين من في السماء أو يجور في أمانة أرضية دنيوية بأن يهب السيدة فاطمة فدك دون غيرها من بناته؟!! فكلنا يعرف أنّ خيبر كانت في السنة السابعة من الهجرة بينما توفيت زينب بنت رسول الله في الثامنة من الهجرة ، وتوفيت أم كلثوم في التاسعة من الهجرة ، فكيف يُتصور أن يُعطي رسول الله فاطمة رضوان الله عليها ويدع أم كلثوم وزينباً؟!! و الثبات من الروايات أنّ فاطمة رضوان الله عليها لمّا طالبت أبو بكر بفدك كان طلبها ذاك على اعتبار وراثتها لفدك لا على أنها هبة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ولذا فإنّ فدك لم تكن لا إرثاً ولا هبة ، وهذا ما كان يراه الإمام علي نفسه إذ أنه لمّا استُخلف على المسلمين لم يعط فدك لأولاده بعد وفاة أمهم فاطمة بحيث يكون له الربع لوجود الفرع الوارث ، وللحسن والحسين وزينب وأم كلثوم الباقي { للذكر مثل حظ الأنثيين } وهذا معلوم في التاريخ ، فلماذا يُشنع على أبي بكر في شيء فعله علي بن أبي طالب نفسه ؟!! بل يروي السيد مرتضى ( الملقب بعلم الهدى ) في كتابه الشافي في الإمامة عن الإمام علي ما نصه ( إنّ الأمر لمّا وصل إلى علي بن أبي طالب عليه السلام كُلّم في رد فدك ، فقال: إني لأستحيي من الله أن أرد شيئاً منع منه أبو بكر وأمضاه عمر )

وما كدت أشرف على إغلاق ملف قضية فدك ومناقشة أدلتها حتى وقعت على رواية طريفة تُعبر بالفعل عن المأساة الحقيقة التي يعيشها من يريدون القدح بأبي بكر بأي طريقة كانت ( شرعية وغير شرعية )!!
روى الكليني في الكافي عن أبي الحسن قوله ( … وردّ على المهدي ، ورآه يردّ المظالم ، فقال: يا أمير المؤمنين! ما بال مظلمتنا لا تُرد؟ فقال له: وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: إنّ الله تبارك وتعالى لمّا فتح على نبيه صلى الله عليه وآله فدك … ، فقال له المهدي: يا أبا الحسن! حدّها لي ، فقال: حد منها جبل أحد ، وحد منها عريش مصر ، وحد منها سيف البحر ، وحد منها دومة الجندل ). فأين أرض في خيبر من مساحة كهذه ؟!! ألهذا الحد يُستخف بعقول الناس؟!!


__________________
= 350) this.width = 350; return false;"/>



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
http://www.facebook.com/pages/%D8%A8...69366923110207

التعديل الأخير تم بواسطة عاتكة ; 10-21-2011 الساعة 02:32 PM
 
10-21-2011   #5
مراقبة سابقة متميزة
 
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: في أرض الله الواسعة
المشاركات: 1,245
معدل تقييم المستوى: 7
رد: حوار هادئ مع الشيعة!

11-طقوس عاشوراء عند الرافضة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حققت وكالـة رويترز للأنباء خبطة صحفية لا تقدر بثمن عندمــا حصـل مندوبها في النبطية بلبنان على الصورة التي يشج فيها لبناني شيعي رأس ابنه بالسيف في الاحتفالات التي جـرت بذكـرى عاشوراء. وهكذا يقدم بعض أصحاب الفرق المنحرفة الدليل بعد الآخر على ادعاءات أعداء الإســلام. الصــورة تلقفتها وسائـل الإعـلام الإقليميـة والدولية وأفــردت لها صفحـات الجرائد والمجلات وشاشات الفضائيات لتثبت دموية المسلمين وهمجية طقوسهم وبعدها عن الفطرة. إحدى شركات الأفلام الغربية انتجت فيلماً تسجيلياً بعنوان:"سيف الإسـلام" ادعـت فيه حب المسلمين للعنف وولعهم لسفك الدماء ولم تجد أفضل من احتفالات عاشـوراء لـدى الشيعـة التـي يسيلـون خلالها دمائهـم لإثبات صحة اتهام المسلمين بالدموية. إن ما تراه من إجرام في حق هذا الطفل البريء هو عبادة في (دين) الرافضة! ذلك هو ما يسمونه بـ ( التطبير ).
و من طقوسهم أيضاً تقديسهم لكربلاء و تفضيلم لها على مكة المكرمة. و محاولاتهم للنيل من الكعبة و التطاول على قدسيتها:

قال جعفر (( إن أرض الكعبة قالت من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل فج عميق وجعلت حرم الله وأمنه . فأوحى الله إليها أن كفي وقري مافضل ما فضلت به فيما أعطيت كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر ولولا تربة كربلاء ما فضلتك و لولا من تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك و لا خلقت البيت الذي به افتخرت فقري و استقري و كوني ذنباً متواضعاً ذليلاَ مهيناً غير مستنكف و لا مستكبر لأرض كربلاء و إلا سخت بك و هويت بك في نار جهنم )) كامل الزيارات ص 270 بحار الأنوار ج101ص109.

ضرب القامات و الصدور

ان ضرب القامات و شق الصدور و النحيب احدى خرافات القوم التي يدعي القوم انها احد وسائل التقرب لله بها …و كأنهم اضافوا على الله عبادة لم يشرعها و قد يكون الرسول نساها فقاموا بها هم .

وصف الضرب

يقوم القوم في مناسباتهم الدينية التي تختلف عن السنة من مقتل الامام علي "رض" و مقتل الحسين و غيرها من قصص اختلقها القوم لهذه العبادة و لكي يبينوا حزنهم على آل البيت ، و هذه العبادة تستعمل في كل ارض بها شيعية و لكنها تتضح بوضوح اكبر في اجزاء من باكستان و ايران و الهند و النبطية في لبنان و هم يختلفون بالوسائل التي يستعملونها في هذه العبادة ففي الخليج يضربون الصدور و القامات باليد المجردة من باب انهم واعين ومتحضرين و في باكستان و لبنان يضربون القامات باستعمال السيوف و الخناجر لسكب الدماء و جرح الجسم و في مناطق اخرى بالسلاسل مما صاحب ذلك من قصائد الحزن و كلمات الرثاء لآل البيت و سب آل امية و سب الصحابة لكي يرضوا الله بذلك و لا ننسى البكاء و العويل و النحيب رجالا و نساء و هم ينسبون الى الائمة قولهم " من بكى او تباكى على الحسين و جبت له الجنة " و الكل يريد الجنة و يسعى لها و لذلك كل يسعى لزيادة البكاء و اظهار الحزن .

تاريخ ضرب المقامات

اول ما بدأت هذه العبادة كانت بصورة حزن كبير سيطر على الذين بايعوا عليا ثم هربوا عن اللقاء تاريكنه و حيدا امام الجيوش حتى مل عليا ممن معه ومن نفاقهم فخاطبهم و وصفهم بأبشع الصفات من كذب و حقارة و قلت دين وعقل فقال عنهم (( استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سراً وجهراً فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا)) الى قوله (( لوددت والله أن معاوية صارفي بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلاً منهم )) نهج البلاغة ص (224).

وزاد الحزن عليهم عندما كاتبوا الحسين ببيعته و نصرته و عندما اقدم تركوه وحيدا فريدا يلاقي حتفه كما تركوا ابن عمه من قبل مسلم و هربوا من حوله و تركوه ليقتل و حيدا فزاد الهم عليهم و أحسوا بتأنيب الضمير فبدأ بعقاب انفسهم بضرب صدورهم و لطم الخدود من باب عقاب انفسهم عما بدر منهم و عقاب على خيانتهم للحسين و من قبله مسلم وعلي ، و كلما زاد الاحساس بالجرم زاد الفرد منهم الضرب و اللطم و النحيب و شق الصدور و رفع النواح و استمر كل جيل يعاقب نفسه عما فعله اجداده من خيانة للعهد و خيانة للرب ، ومع مرور الزمن و موت اوائل القوم الذين خانوا العهد وعاقبوا انفسهم جاء جيل لا يعلم السبب الرئيس لهذه العبادة فظن كل منهم كما كان ينشر علماء الدين ان هذه العبادة حزنا على الحسين وآل البيت فقط وليست لخيانتهم للعهد والبيعة و استمر الاجيال تظن ذلك و ان هذه العبادة تقرب لله بحب الحسين و نسوا انها أصلا عقاب من أنفسهم لأنفسهم لخيانتهم البيعة التي برقابهم للحسين و انها عقاب الدنيا و عند الله عقاب اشد بإذنه تعالى ، فسبحان الله كيف غير العقاب الى تقرب و عبادة .
و يأكد هذا القول و صف زينب بنت علي رضي الله عنهما للشيعة و هي تقول :"يا اهل الكوفة يا اهل الختر و الخذل فلا رفأت القبرة ، و لا هدأت الرقة ، انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا ، تتخذون ايمانكم دخلا بينكم . ألا هل فيكم الا الصلف و الشنف و خلق الدماء و غمز الاعداء ، وهل انتم الا كمرعى على دمنه ، او كفضة على ملحودة ؟
ألا ساء ما قدمت انفسكم ، أن سخط الله عليكم و في العذاب انتم خالدون... أتبكون؟ …أي والله فبكوا. إنكم والله احرياء بالبكاء ، فابكوا كثيرا و اضحكوا قليلا فقد فزتم بمعارها و شنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها ابدا
……"

و هذه الحقيقة التي يحاول الشيعة تغيرها بحجة البكاء على الحسين وهم قاتلوه .

توسع وانتشار ضرب القامات

هذه العبادة اخذت بالتوسع في العهد الاول بين الشيعة والتشيع و عندما اراد الشيعة البحث عن عبادات يخالفون بها بني امية و أرادوا من خلالها اظهار اختلاف عقيدتهم عن باقي المسلمين و لذلك سعوا الى التهويل و التشديد من ضرورة هذه العبادة و ضرورة الاخذ بها فجعلوا لها لباس يميزها وهو السواد بحجة الحداد على الحسين و آل البيت و عندما جاء زمن البويهيين الذين حكموا ايران والعراق باسم حماية الخلافة العباسية قاموا بتنمية الاحتفالات بهذه المناسبة و اصبحت جزءا من الكيان الشيعي و زاد في الامر الشاه اسماعيل الصفوي في تحديعه للدولة العثمانية المجاورة له فقام بإعلان الحداد الكامل في العشر الاول من محرم و الحداد يشمل كل البلاط الصفوي في كل عام بل و يستقبل الشاه المعزين و المتباكين في عاشوراء و كانت هناك احتفالات خاصة لهذا الغرض تجتمع به الجماهير و يحضره الشاه بنفسه ، كما ان الشاه عباس الاول الصفوي و الذي استمر حكمه خمسين عاما كان يلبس السواد يوم عاشوراء و يلطخ جبينه بالوحل و يتقدم المواكب التي تسير بالشوارع و هي تنشد اناشيد الرثاء للحسين و اللعن لبني امية .
كربلاء لا زلت كربا وبـلا كربلاء بعدك سال الدمـا
كم على تربك لما صرعوا من دم سال و من قتل جرى


دور السفارات البريطانية

ولا احد يستطيع الدور البارز الذي لعبته السفارات البريطانية في هذا المجال فعندما علمت جهل القوم و سذاجتهم قامت السفارات البريطانية في الهند بتمويل هذه المسيرات في الشوارع و صرف الكثير من الاموال لتهويل هذه المسيرات و بثها على وسائل الاعلام و ذلك من باب تشويه الاسلام امام الغرب ، و لذلك قامت هذه السفارات بتعليم الشيعة ضرب القامات على الرؤوس و استعمال السلاسل و السيوف و منها انتقل الامر الى ايران و العراق و لبنان و كانت السفارات البريطانية تتكفل بجميع المبالغ التي تتكلفها هذه المسيرات في كل من الهند وايران والعراق و كانت بريطانيا و للعهد القريب تحتج بهذه المسيرات و هذه الصور البشعة من الجهل لترد على من يطالبها بالانسحاب من مستعمرتها في الهند و غيرها من الدول و لا يزال التاريخ يذكر عندما زار ياسين الهاشمي رئيس الوزراء العراقي لندن للتفاوض مع الانجليز لانهاء الانتداب و قد قيل له " نحن في العراق لمساعدة الشعب العراقي كي ينهض من الهمجية والتخلف و الوحشية التي يعيشها " وهم يرونه صور للآلاف الناس في المواكب يضربون انفسهم بالسيوف كما اروه فلم لمواكب الحسينية في شوارع النجف و كربلاء و الكاظمية فأنكس الرأس و صمت وهو رئيس الوزراء ، و لا يزال التاريخ يذكر عندما اعلن احد علماء الشيعة وهو السيد محسن الامين العاملي تحريم هذه الامور في 1352 هـ كاد ان يقتل من رجال الدين انفسهم ، فسبحان الله أي عقل للقوم و أي دين له ينتسبون .


دور ايران في ضرب المقامات

اخذت ايران منذ اعلانها جمهورية اسلامية على حث الناس لإحياء هذه الامور و هذه العبادة بل و تمول الشيعة في كل مكان لكي يقيمون احتفالات كبيرة جدا لهذه العبادة و الغريب ان بعض هؤلاء الشيعة لا يجدون قوت يومهم و مع ذلك ايران تمول هذه الاحتفالات و تنساهم بحجة الدين و التشيع ، و كل سنة في نهاية هذه الاحتفالات تشاهد هذه الصور المخجلة و الصور المقرفة من دماء و ضرب للرؤوس و الصدور تبث على جميع وسائل الاعلام و يكتب تحتها اعياد المسلمين ، فأي تشويه يبحث عنه اليهود على الاسلام اشد من ضرب المقامات في الديانة الشيعية.


الاختلاط في ضرب المقامات

ان القوم في الخليج او في بعض دول الخليج يقومون بهذه العبادة بفصل الرجال عن النساء كما في قطر و المملكة و بعض مناطق البحرين اما باقي الدول كما في ايران و الامارات و الكويت و ان اظهروا الفصل فالخلط بين الجنسين تام بكل صورة في مقولة لهم انه كما ان هناك اختلاط في مكة و الامر جليل بحيث لا يلتفت الرجال للنساء فهنا الموقف اجل و اعظم و لذلك لا يلتفت الجنسين لبعضهما البعض و لا ندري بأي عقل يتحدثون بهذا المنطق .
و هناك من يقول ان أي شاب تعرف على فتاة في ضرب المقامات و تزوجا كان من افضل الزيجات و باركها الله بحب الحسين و هناك الكثير مما يحدث داخل هذه الاماكن خاصة و ان القوم يبيحون المتعة و اللواط و غيرها من وسائل الجنس الشيطانية و هذه الدعوى احدى وسائل زيادة عدد الشيعة بالتناسل و لا يهم القوم بعدها هل هذا الارتباط محرم او لا فالاهم زيادة العدد و لذلك ترى الشباب يحرص على مداومة الحضور في هذه المناسبات في خير و سيلة للقاء الجنس الآخر بصورة محمية من رجال الدين ، فمن يفرط بهذه الفرصة .


النهاية

هذه عقيدة القوم وهذه عقولهم فهم يبكون على الحسين و لا ندري ما يبكيهم ، فهل يبكون الحسين لأنه دخل الجنة ، ام هل يبكون الحسين لأنه من شباب الجنة ، ام هل يبكون لأن الحسين عند ربه راضا مرضيا ، ام انهم يبكون لأنه لقي ربه في الفردوس الأعلى إن شاء الله.
و الحقيقة انهم لا يبكون الحسين ابدا بل يبكون مصيرهم ومصير اجدادهم الخونة الذين خانوا الله و رسوله و الصحابة وعلي و الحسين أن يبكون مصيرهم القادم بإذن الله جهنم و باس المصير ، يبكون عقابهم في الدنيا فزادهم الله عقابا قبل الآخرة و جهلا فوق جهلهم . إنه القادر على ذلك.
قال الله تعالى: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً) فاحمدو الله أيها المسلمون على أن جعلكم على الهدى و لم يجعلكم مثلهم على الضلال.
12-قصة مقتل الحسين

كثر الكلام حول مقتل الشهيد السعيد السيد السبط الحسين بن علي واختلفت القصص في ذلك ، ونورد في هذه الرسالة القصة الحقيقية لمقتل الحسين - رضي الله عنه – ، ولكن قبل ذلك نذكر توطئة مهمة لا بد من معرفتها.

توطئة :

قال الحافظ ابن كثير : فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه قتل الحسين رضي الله عنه، فانه من سادات المسلمين، وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله التي هي أفضل بناته، وقد كان عابداً وسخياً، ولكن لا يحسن ما يفعله الناس من إظهار الجزع والحزن الذي لعل أكثره تصنع ورياء، وقد كان أبوه أفضل منه فقتل، وهم لا يتخذون مقتله مأتماً كيوم مقتل الحسين، فان أباه قتل يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان سنة أربعين، وكذلك عثمان كان أفضل من علي عند أهل السنة والجماعة، وقد قتل وهو محصور في داره في أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ست وثلاثين، وقد ذبح من الوريد إلى الوريد، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً، وكذلك عمر بن الخطاب وهو أفضل من عثمان وعلي، قتل وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر ويقرأ القرآن، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً، وكذلك الصديق كان أفضل منه ولم يتخذ الناس يوم وفاته مأتماً، ورسول الله سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة، وقد قبضه الله إليه كما مات الأنبياء قبله، ولم يتخذ أحدٌ يوم موتهم مأتماً، ولا ذكر أحد أنه ظهر يوم موتهم وقبلهم شيء مما ادعاه هؤلاء يوم مقتل الحسين من الأمور المتقدمة، مثل كسوف الشمس والحمرة التي تطلع في السماء وغير ذلك
.
مقتل الحسين :

بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع يزيد بن معاوية وذلك سنة 60هـ فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة، وذلك أنهم لا يريدون يزيد ولا أباه ولا عثمان ولا عمر ولا أبا بكر ، انهم لا يريدون إلا عليا وأولاده ، وبلغت الكتب التي وصلت إلى الحسين أكثر من خمسمائة كتاب.
عند ذلك أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويتعرف على حقيقة البيعة وجليتها، فلما وصل مسلم إلى الكوفة تيقن أن الناس يريدون الحسين ، فبايعه الناس على بيعة الحسين وذلك في دار هانئ بن عروة ، ولما بلغ الأمر يزيد بن معاوية في الشام أرسل إلى عبيد الله بن زياد والي البصرة ليعالج هذه القضية ، ويمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين ولم يأمره بقتل الحسين ، فدخل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة ، وأخذ يتحرى الأمر ويسأل حتى علم أن دار هانئ بن عروة هي مقر مسلم بن عقيل وفيها تتم المبايعة .
فخرج مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وحاصر قصره بأربعة آلاف من مؤيديه ، وذلك في الظهيرة . فقام فيهم عبيد الله بن زياد وخوفهم بجيش الشام ورغبهم ورهبهم فصاروا ينصرفون عنه حتى لم يبق معه إلا ثلاثون رجلاً فقط . وما غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده ليس معه أحد. فقبض عليه وأمر عبيد الله بن زياد بقتله فطلب منه مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين فأذن له عبيد الله ،وهذا نص رسالته : ارجع بأهلك ولا يغرنّك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي.
ثم أمر عبيد الله بقتل مسلم بن عقيل وذلك في يوم عرفة ، وكان مسلم بن عقيل قبل ذلك قد أرسل إلى الحسين أن اقدم ، فخرج الحسين من مكة يوم التروية وحاول منعه كثير من الصحابة ونصحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم. وهذا ابن عمر يقول للحسين : ( إني محدثك حديثا : إن جبريل أتى النبي فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وإنك بضعة منه ، والله لا يليها أحد منكم أبداً وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم ، فأبى أن يرجع ، فاعتنقه وبكى وقال : استودعك الله من قتيل) ، وروى سفيان بسند صحيح عن ابن عباس أنه قال للحسين في ذلك : ( لولا أن يزري -يعيبني ويعيرني- بي وبك الناس لشبثت يدي من رأسك، فلم أتركك تذهب ) .وقال عبد الله بن الزبير له : ( أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟) وقال عبد الله بن عمرو بن العاص : (عجّل الحسين قدره، والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني). (رواه يحيى بن معين بسند صحيح) .
وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الذي أرسله مسلم ، فانطلق الحسين يسير نحو طريق الشام نحو يزيد، فلقيته الخيول بكربلاء بقيادة عمرو بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وحصين بن تميم فنزل يناشدهم الله والإسلام أن يختاروا إحدى ثلاث : أن يسيِّروه إلى أمير المؤمنين (يزيد) فيضع يده في يده (لأنه يعلم أنه لا يحب قتله) أو أن ينصرف من حيث جاء (إلى المدينة) أو يلحق بثغر من ثغور المسلمين حتى يتوفاه الله. (رواه ابن جرير من طريق حسن) . فقالوا: لا، إلا على حكم عبيد الله بن زياد. فلما سمع الحر بن يزيد ذلك (وهو أحد قادة ابن زياد) قال : ألا تقبلوا من هؤلاء ما يعرضون عليكم ؟والله لو سألكم هذا الترك والديلم ما حلَّ لكم أن تردوه. فأبوا إلا على حكم ابن زياد. فصرف الحر وجه فرسه، وانطلق إلى الحسين وأصحابه، فظنوا أنه إنما جاء ليقاتلهم، فلما دنا منهم قلب ترسه وسلّم عليهم، ثم كرّ على أصحاب ابن زياد فقاتلهم، فقتل منهم رجلين ثم قتل رحمة الله عليه (ابن جرير بسند حسن) .
ولا شك أن المعركة كانت غير متكافئة من حيث العدد، فقتل أصحاب الحسين (رضي الله عنه وعنهم) كلهم بين يديه يدافعون عنه حتى بقي وحده وكان كالأسد، ولكنها الكثرة ،وكان كل واحد من جيش الكوفة يتمنىَّ لو غيره كفاه قتل الحسين حتى لا يبتلي بدمه (رضي الله عنه)، حتى قام رجل خبيث يقال له شمر بن ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضاً فاجتمعوا عليه وقتلوه شهيداً سعيداً . ويقال أن شمر بن ذي الجوشن هو الذي اجتز رأس الحسين وقيل سنان بن أنس النخعي والله أعلم.
وأما قصة منع الماء وأنه مات عطشاناً وغير ذلك من الزيادات التي إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء. وما ثبت يغني . ولا شك أنها قصة محزنة مؤلمة، وخاب وخسر من شارك في قتل الحسين ومن معه وباء بغضب من ربه . وللشهيد السعيد ومن معه الرحمة والرضوان من الله ومنا الدعاء و الترضي.

من قتل مع الحسين في كربلاء:

من أولاد علي بن أبي طالب : أبو بكر – محمد – عثمان – جعفر – العباس.
من أولاد الحسين : أبو بكر – عمر – عثمان – علي الأكبر – عبد الله.
من أولاد الحسن : أبو بكر – عمر – عبد الله – القاسم.
من أولاد عقيل : جعفر – عبد الله – عبد الرحمن – عبد الله بن مسلم بن عقيل.
من أولاد عبد الله بن جعفر : عون – محمد
وأضف إليهم الحسين ومسلم بن عقيل (رضي الله عنهم أجمعين)

و أما ما روي من أن السماء صارت تمطر دما، أو أن الجدر كان يكون عليها الدم ، أو ما يرفع حجر إلا و يوجد تحته دم ، أو ما يذبحون جزوراً إلا صار كله دماً فهذه كلها أكاذيب تذكر لإثارة العواطف ليس لها أسانيد صحيحة.
يقول ابن كثير عن ذلك: ((( وذكروا أيضا في مقتل الحسين رضي الله عنه أنه ما قلب حجر يومئذ إلا وجد تحته دم عبيط وأنه كسفت الشمس واحمر الأفق وسقطت حجارة وفي كل من ذلك نظر والظاهر أنه من سخف الشيعة وكذبهم ليعظموا الأمر ولا شك أنه عظيم ولكن لم يقع هذا الذي اختلقوه وكذبوه وقد وقع ما هو أعظم من قتل الحسين رضي الله عنه ولم يقع شيء مما ذكروه فإنه قد قتل أبوه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أفضل منه بالإجماع ولم يقع شيء من ذلك وعثمان بن عفان رضي الله عنه قتل محصورا مظلوما ولم يكن شيء من ذلك وعمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل في المحراب في صلاة الصبح وكأن المسلمين لم تطرقهم مصيبة قبل ذلك ولم يكن شيء من ذلك وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد البشر في الدنيا والآخرة يوم مات لم يكن شيء مما ذكروه ويوم مات إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم خسفت الشمس فقال الناس خسفت لموت إبراهيم فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف وخطبهم وبين لهم أن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته. )))

حكم خروج الحسين :

لم يكن في خروج الحسين رضي الله عنه مصلحة ولذلك نهاه كثير من الصحابة وحاولوا منعه ولكنه لم يرجع ، و بهذا الخروج نال أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله حتى قتلوه مظلوماً شهيداً. وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده ، ولكنه أمر الله تبارك وتعالى وما قدره الله كان ولو لم يشأ الناس. وقتل الحسين ليس هو بأعظم من قتل الأنبياء وقد قُدّم رأس يحيى عليه السلام مهراً لبغي وقتل زكريا عليه السلام، وكثير من الأنبياء قتلوا كما قال تعالى : "قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين" آل عمران 183 . وكذلك قتل عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين.

كيف نتعامل مع هذا الحدث :

لا يجوز لمن يخاف الله إذا تذكر قتل الحسين ومن معه رضي الله عنهم أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك، فقد ثبت عن النبي (ص) أنه قال : ( ليس منا من لطم الخدود و شق الجيوب) (أخرجه البخاري) وقال : (أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة). أخرجه مسلم . والصالقة هي التي تصيح بصوت مرتفع . وقال : ( إن النائحة إذا لم تتب فإنها تلبس يوم القيامة درعاً من جرب و سربالاً من قطران) أخرجه مسلم. و قال ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب و الطعن في الأنساب و الاستسقاء بالنجوم و النياحة). و قال ( اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب و النياحة على الميت) رواه مسلم. و قال ( النياحة من أمر الجاهلية و إن النائحة إذا ماتت و لم تتب قطع الله لها ثيابا من قطران و درعاً من لهب النار) رواه ابن ماجة.
و الواجب على المسلم العاقل إذا تذكر مثل هذه المصائب أن يقول كما أمر الله "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون". و ما علم أن علي بن الحسين أو ابنه محمداً أو ابنه جعفراً أو موسى بن جعفر رضي الله عنهم ما عرف عنهم ولا عن غيرهم من أئمة الهدى أنهم لطموا أو شقوا أو صاحوا فهؤلاء هم قدوتنا. فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح.
إنّ النياحة واللطم وما أشبهها من أمور ليست عبادة وشعائر يتقرب بها العبد إلى الله ، وما يُذكر عن فضل البكاء في عاشوراء غير صحيح ، إنما النياحة واللطم أمر من أمور الجاهلية التي نهى النبي عليه الصلاة والسلام عنها وأمر باجتنابها ، وليس هذا منطق أموي حتى يقف الشيعة منه موقف العداء بل هو منطق أهل البيت رضوان الله عليهم وهو مروي عنهم عند الشيعة كما هو مروي عنهم أيضاً عند أهل السنة.
فقد روى ابن بابويه القمي في ( من لا يحضره الفقيه )(39) أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( النياحة من عمل الجاهلية ) وفي رواية للمجلسي في بحار الأنوار 82/103 ( النياحة عمل الجاهلية ) ومن هذا المنطلق اجتنب أهل السنة النياحة في أي مصيبة مهما عظمت، امتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل بالمقابل هم يصومون يوم عاشوراء ، ذلك اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من الغرق ، وهم يرون أنّ دعوة مخلصة للحسين من قلب مؤمن صائم خير من رجل يتعبد الله بعمل أهل الجاهلية ( النياحة واللطم ) ، ففي الصائم يحصل له الخيرين ، خير صيام يوم فضيل وخير دعاء المرء وهو صائم والذي يمكن أن يجعل جزءاً منه أو كله إن أراد للإمام الحسين.
ومما ورد من روايات في فضل صيام هذا اليوم من روايات الشيعة ما رواه الطوسي في الاستبصار 2/134 والحر العاملي في وسائل الشيعة 7/337 عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه أنّ علياً عليهما السلام قال: ( صوموا العاشوراء ، التاسع والعاشر ، فإنّه يكفّر الذنوب سنة ).
وعن أبي الحسن عليه السلام قال: ( صام رسول الله صلى الله عليه وآله يوم عاشوراء ) ، وعن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: ( صيام عاشوراء كفّارة سنة ).
فما يفعله الشيعة اليوم من إقامة حسينيات أو مآتم أو لطم ونياحة وبكاء في حقيقتها إضافات لا تمت لمنهج أهل البيت ولا لعقيدة الإسلام بأي صلة ، وإذا كان الشيعة يرددون عبارة ( حلال محمد حلال إلى يوم القيامة ، وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة ) فأين هذه العبارة من التطبيق حين يجعلون أموراً من الجاهلية التي نهى محمد عليه الصلاة والسلام عنها شعائراً لدين الإسلام ولأهل البيت!! والطامة الكبرى أن تجد كثيراً من مشايخ الشيعة بل من مراجعهم الكبار يستدلون بقوله تعالى { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } على ما يُفعل في عاشوراء من نياحة ولطم وسب وشتم لخلق الله ولصحابة رسول الله ويعتبرون هذا من شعائر الله التي ينبغي أن تُعظم ومن شعائر الله التي تزداد بها التقوى !!!
وما لا أكاد أفهمه تجاهل علماء الشيعة للروايات الواضحة في بيان فضل صيام عاشوراء بل وبالمقابل اتهام أهل السنة مراراً وتكراراً بأنهم حزب بني أمية وأنهم استحدثوا صيام هذا اليوم احتفالاً بمقتل الحسين - عياذاً بالله من ذلك - مع اتفاق أحاديث السنة والشيعة على فضل صيام هذا اليوم وأنّ نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم صامه !!! بل قل لي بربك : ألذي يصوم يوم عاشوراء ويحييه بالذكر والقرآن والعبادة في نظرك يحتفل ويفرح بمقتل الحسين أم من يوزع اللحم والطعام والشراب على الناس في هذا اليوم ويحيي الليل بإنشاد القصائد؟!! أليس هذا تناقضاً في حد ذاته؟ ألا ترى في اتهام أهل السنة بالفرح بموت الحسين والادعاء بأنّ صيامهم ليوم عاشوراء نكاية بالحسين وبأهل البيت ليس إلا دعاية مذهبية للتنفير منهم ومن مذهبهم وإبرازهم كعدو لأهل البيت دون وجه حق؟!!

موقف يزيد من قتل الحسين:

لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين ولا نقول هذا دفاعاً عن يزيد ولكن دفاعاً عن الحق. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك، وظهر البكاء في داره ولم يسب لهم حريماً بل أكرم بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، وأما الروايات التي تقول إنه أهين نساء آل بيت رسول لله وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأُهِنّ هناك هذا كلام باطل بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف من فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر، وأمر الحجاج أن يعتزلها، وأن يطلقها فهم كانوا يعظمون بني هاشم ولم تسب هاشمية قط."
بل ابن زياد نفسه عندما جيء بنساء الحسين إليه وأهله، وكان أحسن شيء صنعه أن أمر لهن بمنزل من مكان معتزل، وأجرى عليهن رزقاً وأمر لهن بنفقة وكسوة. (رواه ابن جرير بسند حسن) . و قال عزت دروزة المؤرخ "ليس هناك ما يبرر نسبة قتل الحسين إلى يزيد، فهو لم يأمر بقتاله، فضلاً عن قتله، وكل ما أمر به أن يحاط به ولا يقاتل إلا إذا قاتل". و قال ابن كثير: (والذي يكاد يغلب على الظن أن يزيد لو قدر عليه قبل أن يُقتل لعفا عنه كما أوصاه بذلك أبوه، وكما صرح هو به مخبراً عن نفسه بذلك).

من قتل الحسين؟

نعم هنا يطرح السؤال المهم : من قتلة الحسين : أهم أهل السنة ؟ أم معاوية ؟ أم يزيد بن معاوية ؟ أم من ؟
إن الحقيقة المفاجئة أننا نجد العديد من كتب الشيعة تقرر وتؤكد أن شيعة الحسين هم الذين قتلوا الحسين . فقد قال السيد محسن الأمين " بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق ، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه " { أعيان الشيعة 34:1 }.
وكانو تعساً الحسين يناديهم قبل أن يقتلوه : " ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار ، و أنما تقدم على جند مجندة؟ تباً لكم أيها الجماعة حين على استصرختمونا والهين ، فشحذتم علينا سيفاً كان بأيدينا ، وحششتم ناراً أضرمناها على عدوكم وعدونا ، فأصبحتم ألباً أوليائكم و سحقاً ، و يداً على أعدائكم . استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الذباب ، و تهافتم إلينا كتهافت الفراش ثم نقضتموها سفهاً ، بعداً لطواغيت هذه الأمة " { الاحتجاج للطبرسي }.
ثم ناداهم الحر بن يزيد ، أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم " أدعوتم هذا العبد الصالح ، حتى إذا جاءكم أسلمتموه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم ؟ لا سقاكم الله يوم الظمأ "{ الإرشاد للمفيد 234 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 242}.
وهنا دعا الحسين على شيعته قائلاً : " اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ( أي شيعاً وأحزاباً ) واجعلهم طرائق قددا ، و لا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا " { الإرشاد للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة 18:2و38 } .
ويذكر المؤرخ الشيعي اليعقوبي في تاريخه أنه لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نساءها يبكين ويصرخن فقال : " هؤلاء يبكين علينا فمن قتلنا ؟ " أي من قتلنا غيرهم { تاريخ اليعقوبي 235:1 } .
ولما تنازل الحسن لمعاوية وصالحه ، نادى شيعة الحسين الذين قتلوا الحسين وغدروا به قائلاً :" ياأهل الكوفة : ذهلت نفسي عنكم لثلاث : مقتلكم لأبي ، وسلبكم ثقلي ، وطعنكم في بطني و إني قد بايعت معاوية فاسمعوا و أطيعوا ، فطعنه رجل من بني أسد في فخذه فشقه حتى بلغ العظم { كشف الغمة540، الإرشاد للمفيد190، الفصول المهمة 162، مروج الذهب للمسعودي 431:1} .
فهذه كتب الشيعة بأرقام صفحاتها تبين بجلاء أن الذين زعموا تشييع الحسين ونصرته هم أنفسهم الذين قتلوه ثم ذرفوا عليه الدموع ، وتظاهروا بالبكاء ، ولايزالون يمشون في جنازة من قتلوه إلى يومنا هذا ، ولو كان هذا البكاء يعكس شدة المحبة لأهل البيت فلماذا لايكون البكاء من باب أولى على حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الفظاعة التي قتل بها لا تقل عن الطريقة التي ارتكبت في حق الحسين رضي الله عنه حيث بقر بطن حمزة واستؤصلت كبده ، فلماذا لايقيمون لموته مأتماً سنوياً يلطمون فيه وجوههم ويمزقون ثيابهم ، ويضربون أنفسهم بالسيوف والخناجر ؟ أليس هذا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ بل لماذا لايكون هذا البكاء على موت النبي صلى الله عليه وسلم ؟! فإن المصيبة بموته تفوق كل شيء ؟ أم أن الحسين أفضل من جده لأنه تزوج ابنة كسرى الفارسية؟
رأس الحسين :

لم يثبت أن رأس الحسين أرسل إلى يزيد بالشام بل الصحيح أن الحسين قتل في كربلاء ورأسه أخذ إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة فذهب برأسه الشريف إلى عبيد الله بن زياد، فجعل في طست ، فجعل ينكت عليه، وقال في حسنه شيئاً فقال أنس : " إنه كان أشبههم برسول الله" . رواه البخاري. وفي رواية قال: (إرفع قضيبك فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثم حيث تضع قضيبك فانقبض) رواه البزار والطبراني. الفتح(7/96) ، ولا يعلم قبر الحسين ولا يعلم مكان رأسه.

الجزاء من جنس العمل :

لما قُتل عبيد الله بن زياد على يد الأشتر النخعي ، جيء برأسه. فنصب في المسجد، فإذا حية قد جاءت تخلل حتى دخلت في منخر ابن زياد وخرجت من فمه، ودخلت في فمه وخرجت من منخره ثلاثاً (رواه الترمذي ويعقوب بن سفيان).
والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
= 350) this.width = 350; return false;"/>



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
http://www.facebook.com/pages/%D8%A8...69366923110207
 
10-22-2011   #6
مراقبة سابقة متميزة
 
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: في أرض الله الواسعة
المشاركات: 1,245
معدل تقييم المستوى: 7
رد: حوار هادئ مع الشيعة!

12-من هم أهل الـبـيـت؟

قال الله تعالى { يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا {32} وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا {33} وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا {34} }
وعن أم المؤمنين عائشة قالت: خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: {
إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً }.
التعليق:
1- آية التطهير إنما نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قال الله تبارك وتعالى
{
يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إنّ الله كان لطيفاً خبيراً} فالذي يراعي سياق هذه الآيات يوقن أنها في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة ، بل من يدقق في الآيات سيجد بنفسه أنّ قوله تعالى { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً } آية واحدة والخطاب فيها كما هو واضح موجه لنساء النبي.
و لعل هذا يدعونا إلى التساؤل: إذا كان الأمر كذلك فلم لم يعبّر عنهن بنون النسوة بدلاً من (ميم) الجماعة؟ غير أنّ ما يمكن أن يقوله المرء هنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو رأس أهل بيته وهو داخل بلا شك في الآية مع نساءه كما قال تعالى في إبراهيم عليه السلام { أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ } مع أنّ الخطاب لإمرأة إبراهيم عليه السلام ولكنه لما دخل إبراهيم عليه السلام وزوجته في مسمى أهل البيت عبّر عنهم جميعاً بـ ( ميم ) الجماعة في قوله تعالى { رحمة الله وبركاته عليكم } تغليباً ، بل إنّ إطلاق تسمية ( أهل ) على الزوجة وارد في قوله تعالى عن موسى عليه السلام { فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله } مع أنه لم يكن مع موسى عليه سوى زوجته ، فما العجب في أن تعني الآية نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتستخدم في حقهن (ميم ) الجماعة؟!!
2- مما يؤكد أنّ الآية لم تنزل في أصحاب الكساء رضوان الله تعالى عليهم بل في نساء النبي خاصة حديث الكساء نفسه ، ذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث الكساء دعا لأصحاب الكساء بأن يذهب الله عنهم الرجس بقوله ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس ) فإذا كانت الآية نزلت فيهم وقد أخبر الله فيها بإذهاب الرجس فما الداعي لدعاء كهذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!! وإنما أراد رسول الله من دعاءه هذا أن يضم الله عز وجل أصحاب الكساء وهم من أهل بيته بلا ريب إلى نساءه اللاتي نزلت فيهن الآية في المعنى الذي تضمنته الآية وهو إرادة التطهير ورفع الرجس.
إنّ أهل السنة يقولون بأنّ الله عز وجل أذهب الرجس عن أصحاب الكساء لحديث الكساء لا لورود آية التطهير التي إن جاز الاستدلال بها على أحد فعلى أمهات المؤمنين اللاتي هن نساء النبي صلوات الله عليه وأهل بيته.
3- معنى أهل البيت يتعدى نساء النبي صلوات الله عليه ويتعدى الإمام علي والسيدة فاطمة وإلامامين الحسن والحسين إلى غيرهم كما في حديث زيد بن الأرقم الذي سئل فيه ( نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته الذين حُرموا الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس ) فمفهوم أهل البيت يتضمن أيضاً آل عباس وابن عبد المطلب وآل عقيل بن أبي طالب وآل جعفر بن أبي طالب بدليل حديث زيد بن الأرقم، ويدخل في مسمى أهل البيت أيضاً آل الحارث بن عبد المطلب لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب ( إنّ الصدقة لا تنبغي لآل محمد ، إنما هي أوساخ الناس )
4- الاستدلال بالآية على عصمة أصحاب الكساء لا يخلو من العجب لأمر بديهي يعرفه كل أحد وهو أنّ حديث الكساء يذكر السيدة فاطمة رضوان الله عليها كأحد الأطراف الذين نزلت فيهم الآية ، والإمامية يقولون بأنّ الله عز وجل أضفى على الأئمة صفة العصمة لاحتياج المهمة المناطة بهم لذلك وهي إمامة الناس وتحكيم شرع الله ، والسؤال : إذا كان الأمر كذلك فهل السيدة فاطمة نبية أو من الأئمة لكي تُضفى عليها صفة العصمة؟!! وما الغاية التي لأجلها أُضفيت عليه العصمة؟ هل كل من يحبه الله أو كل من له مقام عنده الله يُعطى العصمة ؟!!
إنّ الله عز وجل لمّا أضفى صفة العصمة على الأنبياء أضفاها عليهم لأنهم مبلغو الوحي وأمن الرسالة السماوية، و لو أننا قبلنا عصمة الأئمة دون أن نناقشها، فإنّ ما لا يمكن تقبله لا عقلاً ولا شرعاً أن يتصف بالعصمة من ليس بنبي و لا حتى إمام!!
5- لمّا كانت الآية نازلة في نساء النبي ( أمهات المؤمنين ) و في إرادة تطهيرهن، جمع النبي عليه الصلاة أصحاب الكساء وهم من خواص أهل البيت ، ليدعو لهم بأن ينالهم التطهير الذي نال أمهات المؤمنين قائلاً (اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً) طالباً من الله عز وجل أن ينالهم هذا الفضل وهو بلا شك أهل له ، فحرصت أم سلمة بعد أن رأت رسول الله قد جمع علياً وفاطمة والحسن والحسين أن تكون معهم وتنال بركة دعاء النبي عليه الصلاة والسلام وكان ذلك قبل أن يدعو النبي عليه الصلاة وأن يقرأ الآية موضحاً سبب طلبه لهم ، فقالت أم سلمة ( وأنا معهم يا رسول الله ) ، قال : ( إنك على خير ) و في رواية أخرى قال ( إنك الى خير أنت من أزواج النبي ) إذ لا حاجة لأم سلمة في أن يدعو لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن يُذهب الله عنها الرجس طالما أن الآية نزلت فيها وفي باقي نساء النبي عليه الصلاة والسلام ، وهذا من أبرز الدلائل على كون الآية نازلة فيها لا في أصحاب الكساء الذي حرص النبي عليه الصلاة والسلام على الدعاء لهم ولو كانت الآية نازلة فيهم لما جمعهم الرسول عليه الصلاة والسلام وقال ما قال. نذكر أن الآية لم تنزل في بيت ام سلمة بل نزلت في بيت عائشة (انظر الى الرواية المروية عن عائشة في مسلم وهي التي يستدل بها الشيعة)، ثم بعد نزولها و في فترة لاحقة جاء الرسول الى بيت ام سلمة ثم دعا علي و فاطمة و الحسن و الحسين و غطاهم بالكساء و دعا لهم.
6- قوله تعالى{ ويطهركم تطهيراً } ليس فيه إخبار بذهاب الرجس بل فيه أمر لمن نزلت فيهم الآية بالتزام طاعته لكي يحصل لهن التطهير ، لأنّ الله عز وجل يريد تطهيرهن ، وسياق الكلام الموجه لنساء النبي صلوات الله وسلامه عليه كان يتضمن توجيهاً إلهياً إليهن بفعل أمور واجتناب أخرى وبين الله عز وجل أنه يريد منهن التزام هذه التوجيهات ليذهب عنهم الرجس بمقتضى أمره لهم ، وبامتثالهم لأمر الله وحفظه لوصاياه يحصل التطهير ، وهذا النمط من الخطاب استخدم الله عز وجل في آخرين كما في قوله تعالى للمؤمنين { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم } وقوله تعالى { يريد الله ليبين لكم ويهديكم } وقوله تعالى { يريد الله أن يخفف عنكم } فالإرادة هنا متضمنة للأمر والمحبة والرضا لا أنها حصلت فعلاً ، ولو كان الأمر كذلك لتطهر كل من أراد الله طهارته ، وأبسط مثال يوضح ذلك هو أنّ الله عز وجل يريد على سبيل المثال للبشر كلهم أن يدخلوا الجنة وهذه الإرادة هي إرادة محبة ، وهناك إرادة له سبحانه كونية قدرية في هذا الشأن وهي أنه سيكون من البشر مؤمن وكافر وأنّ ما كل البشر سيدخل الجنة ، لأنّ الله سبحانه وتعالى العادل أعطى البشر الحرية في عمل الخير والشر لكي يحصل العدل بمجازاته ، ولو كان الإنسان مجبوراً على الخير فقط لما كان من العدل مجازاته أصلاً لأنه لو أراد الشر ما وجد إلى ذلك سبيلاً، فإرادة الله إدخال البشر كلهم إرادة محبة ولكنه ما من الواجب تحققها لأنّ الله نفسه لم يوجب حدوثها.
7- إنّ مضمون حديث الكساء أنّ النبي صلى الله عليه وآله دعا لهم بأن يُذهب الله عنهم الرجس ويطهرهم تطهيراً ، وغاية ذلك أنّ يكون دعا لهم بأن يكونوا من المتقين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم ، واجتناب الرجس واجب على المؤمنين ، فإنّ الله عز وجل يريد تطهير كل المؤمنين وليس أهل البيت فقط ، وإن كان أهل البيت هم أولى الناس وأحقهم بالتطهير.
يقول الله تعالى {
ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم } ويقول { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } وقال تعالى { إنّ الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } ، فكما أخبر الله عز وجل بأنه يريد تطهير أهل البيت أخبر كذلك بأنه يريد تطهير المؤمنين كذلك ، فإن كان في إرادة التطهير وقوع للعصمة لحصل هذا للمؤمنين الذين نصت الآيات على إرادة الله عز وجل تطهيرهم.
8- التطهير الوارد في الآية لا يعني العصمة بل التنزه عن الفواحش وهو استخدام شائع في القرآن الكريم كما قال تعالى { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها } وما من أحد يقول بأنها قصدت بالتطهير هنا العصمة بل التنزه من الفواحش ، وكذلك في قوله تعالى { و ثيابك فطهّر} وغيرها من الآيات ، وبالجملة لفظ ( الرجس ) أصله ( القذر )، يُطلق و يُراد به الشرك كما في قوله تعالى { فاجتنبوا الرجس من الأوثان } ، ويُطلق ويُراد به الخبائث المحرّمة كالمطعومات والمشروبات كقوله تعالى { قل لا أجد فيما أُوحي إليّ محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسق } وقوله { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان } ولم يثبت أن استخدم القرآن لفظ ( الرجس ) بمعنى مطلق الذنب بحيث يكون في إذهاب الرجس عن أحد إثبات لعصمته.
9- مما يؤكد أنّ الآية لا تنص على وقوع التطهير بل على إرادة التطهير وأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرص على أن يلحق أصحاب الكساء ما لحق زوجاته أمهات المؤمنين اللاتي نزلت فيهن الآية وفي إرادة تطهيرهن ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أنه كان إذا خرج إلى الصلاة يمر بباب علي وفاطمة ويقول: الصلاة يا أهل البيت { إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيراً } مذكّراً إياهم بالآية وحاضاً علياً على الخروج لصلاة الجماعة ، إذ بالمحافظة على الفرائض وبطاعة الله يحصل التطهير.
10- على فرض أنّ الآية نزلت في أصحاب الكساء لا في نساء النبي عليه الصلاة والسلام ، فإنّ التطهير الذي جاءت به الآية واقع لغيرهم أيضاً بنص القرآن كما قال تعالى عن المؤمنين { ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم } وغيرها من الآيات ، ولو كان في معنى إرادة التطهير معنى العصمة لوجب القول بعصمة جميع المؤمنين لنص الآية على إرادة الله تطهيرهم ، وهذا ما لا يقوله لا السنة والشيعة ، فكيف تطبق نظرية التطهير على أناس دون آخرين؟!! أليس في المسألة نوع من المزاجية وليس المنهجية العلمية.
و العجيب في علماء الشيعة أنهم يتمسكون بالآية ويصرفونها إلى أصحاب الكساء ثم يصرفون معناها من إرادة التطهير إلى إثبات عصمة أصحاب الكساء ثم يتناسون في الوقت نفسه آيات أخرى نزلت في إرادة الله عز وجل لتطهير الصحابة بل هم بالمقابل يقدحون فيهم ويقولون بانقلابهم على أعقابهم مع أنّ الله عز وجل نص على إرادة تطهريهم بنص الآية ، مفارقات عجيبة يُحار فيها العقل ولا تجد لها إلا إجابة واحدة ، إنه التعصب وما يفعله في أصحابه.
11- إذهاب الرجس لا يدل على معنى الإمامة ، ونحن بصدد البحث عن دليل على الإمامة ، فإن قيل بأنّ من مستلزمات الإمامة العصمة وأنّ من كان معصوماً وجبت إمامته ، قيل : وماذا تقول في السيدة فاطمة الزهراء التي هي أحد أصحاب الكساء؟ أتستطيع تطبيق نفس المبدأ عليها وبالتالي القول بأنها أحد الأئمة؟!! فإن قال: لا، قيل: قال الله تعالى { أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض } فإما أن تطبق ما تدّعية مائة بالمائة أو تقر ببطلانه ، لكن التشبت بالدليل بما يوافق الهوى و طرح ما يخالفه ما هو في الحقيقة إلا تلاعب بالقرآن الكريم ، و ما أرى من يسلك هذا الطريق يطلب الحق و هو يدّعي ما يدّعيه و يجره التعصب إلى الإصرار على الخطأ في فهم كتاب الله.
**المزيد عن آية التطهير و حديث الكساء

بسم الله الرحمن الرحيم. لقد دأب أهل الضلال عندما يعجزون عن إيجاد أدلة تؤيد باطلهم و ضلالتهم على التشويش على المسلمين واستخدام أسلوب الذين في قلوبهم مرض بأتباع المتشابه من الآيات والأحاديث واقتطاع ما يناسب ظلالتهم أو تفسيرها بما يتناسب مع أهوائهم ، وقد قال الله تعالى فيمن هذا حاله ( فأما الذين في قلوبهم مرض فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا). ولمّا عجز أهل الضلال عن الأتيان بدليلٍ يثبت اقتصار لفظ أهل البيت على ( علي وفاطمة والحسن والحسين ) وإخراج زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من هذا اللفظ عمدوا إلى أخذ دليلٍ صحيح يذكر (( أن النبي صلى الله عليه وسلم جللَ علي وفاطمة والحسن والحسين بكساء ، وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فقالت أم سلمه وأنا قال انت على مكانك أنت على خير )) وما ورد عن عائشة أنها قالت بحديث نحو ذلك عند مسلم. و لا شك أن الله يعمي عن الحق أقوامًا و يهدي إليه أخرين ولأن الدين والأحكام لا يؤخذ منها جزء ويترك جزء كما فعل الرافضة بالاستدلال بهذا الدليل و رفض غيره مما هو أصرح وأوضح وتفسير الأيات تفسيرا لايتناسب مع سياقها، وجب ايضاح الحق لأن الحق اذا اتضح يمحو الباطل و قد قال الله تعالى : ( كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )
وأما الأدلة على أن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم منهم أزواجه:
أولاً: قال الله تعالى : ( يا نساء النبي لستن كأحد من الناس إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفا ، وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وأتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ، فبالله عليكم لمن الخطاب في هذه الآية لأمي وأمك لأختي وأختك أم للحسن والحسين إن الخطاب في هذه الآيات لنساء النبي صلى الله عليه وسلم ، ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وضح بالأدلة التي من السنة أن عليًا وفاطمة والحسن والحسين هم أيضا من أهل بيته حرصا منه على ان يشملهم هذا الفضل العظيم فأدخلهم مع أهل بيته لاقتصر المقصود بلفظ أهل البيت في الأيه على نسائه فقط لكن الأدله أثبتت دخول غيرهم معهم ،
وقد يقول قائل أن قوله تعالي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) نزل مستقلا عن الأيه فالجواب عنه من وجوه :
  • أولاً: أن الكثير من الأيات وبعض أجزاء الأيات على هذا النحو تنزل في أوقات مختلفة ويأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بوضعها في المكان المناسب ليكون قرأنا يتلى الى يوم القيامه ويفهم على ماأثبته الله ورسوله فيه في النهايه والرسول صلى الله عليه وسلم اثبت هذه الأيه على هذا النحو ولا شك أن الرسول أعلم بكتاب ربه ولوكان المعني على غير المراد الذي يفهمه من يقرا القرأن لجعله في موضع مستقل منعا للإلتباس وكان وضعه في موضع يجعل فيه لبسا خطأ (يبراء الله ورسوله منه ) وإنما قال بهذا أهل الضلال وحجتهم في ذلك ينكرها حتى العقلاء منهم و لو أخذنا الأيات مجزاءه لما استقام في كتاب الله معنى.
  • ثانيا : ان قوله تعالى(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ليس أيه مستقله بل جزء من أيه والأيه كامله هي (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وأتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (33) سورة الأحزاب
  • ثالثا : من أراد أن يفصل معنى الأيه ويجعل جزأها لخطاب قوم والجزء الأخر لخطاب آخرين ويناقظ المعنى الواضح ويفسر الأيه بغير مراد الله منها يحتاج الى دليل وهذا مالا يوجد عليه دليل بل الدليل خلافه لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد نزول الأيه دعا عليًا وفاطمة والحسن والحسين وجللهم بالكساء ودعا لهم حرصا منه على ان يشملهم هذا الفضل العظيم وليبين أن الأيه تشملهم أيضا لأن المتبادر للذهن منها أنها لنساءه خاصه و لو(و لو ألغينا عقولنا) و قلنا أن الأيه يقصد بها علي و فاطمه والحسن والحسين فقط لما كان لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي فائده لتوضيح أمر واضح و أصبح فعله من العبث
قال ابن كثير عن الأيه :
نص في دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في أهل البيت ههنا لأنهن سبب نزول هذه الآية وسبب النزول داخل فيه قولا واحدا إما وحده على قول أو مع غيره على الصحيح وروى ابن جرير عن عكرمة أنه كان ينادي في السوق إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وهكذا روى ابن أبي حاتم قال حدثنا علي بن حرب الموصلي حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنها في قوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة
وقال عكرمة من شاء باهلته أنها نزلت في شأن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فإن كان المراد أنهن كن سبب النزول دون غيرهن فصحيح وإن أريد أنهن المراد فقط دون غيرهن ففي هذا نظر فإنه قد وردت أحاديث تدل على أن المراد أعم من ذلك
(( تأمل كيف ينتصر أهل السنه للحق وبيان أن الأيه لاتقتصر على نساء النبي فقط وإنما تشملهم وغيرهم))
وقال القرطبي بعد أن ذكر الأيه : قال الزجاج : قيل يراد به نساء النبي صلى الله عليه وسلم وقيل : يراد به نساؤه وأهله الذين هم أهل بيته على مايأتي بيانه بعد

ثم قال : فيه ثلاث مسائل :
الأولى قوله تعالى : واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة هذه الألفاظ تعطي أن أهل البيت نساؤه وقد أختلف أهل العلم في أهل البيت من هم فقال عطاء وعكرمة وابن عباس : هم زوجاته خاصة لا رجل معهن وذهبوا إلى أن البيت أريد به مساكن النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : واذكرن ما يتلى في بيوتكن وقالت فرقة منهم الكلبي : هم علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة وفي هذا أحاديث عن النبي عليه السلام واحتجوا بقوله تعالى : ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم بالميم ولو كان للنساء خاصة لكان عنكن ويطهركن إلا أنه على الصحيح خرج على لفظ الأهل كما يقول الرجل لصاحبه : كيف أهلك أي امرأتك ونساؤك فيقول : هم بخير قال الله تعالى : أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت والذي يظهر من الآية أنها عامة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم وإنما قال : ويطهركم لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليا وحسنا وحسينا كان فيهم وإذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر فاقتضت الآية أن الزوجات من أهل البيت لأن الآية فيهن والمخاطبة لهن يدل عليه سياق الكلام والله أعلم أما أن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فدخل معهم تحت كساء خيبري وقال : هؤلاء أهل بيتي وقرأ الآية وقال : اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله قال : أنت على مكانك وأنت على خير أخرجه الترمذي وغيره وقال : هذا حديث غريب وقال القشيري : وقالت أم سلمة أدخلت رأسي في الكساء وقلت : أنا منهم يا رسول الله قال : نعم
وقال الثعلبي : هم بنو هاشم فهذا يدل على أن البيت يراد به بيت النسب فيكون العباس وأعمامه وبنو أعمامه منهم وروي نحوه عن زيد بن أرقم رضي الله عنهم أجمعين وعلى قول الكلبي يكون قوله : واذكرن ابتداء مخاطبة الله تعالى أي مخاطبة أمر الله عز وجل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم على جهة الموعظة وتعديد النعمة بذكر مايتلى في بيوتهن من آيات الله تعالى والحكمة قال أهل العلم بالتأويل : آيات الله القرآن والحكمة السنة والصحيح أن قوله : واذكرن منسوق على ماقبله وقال عنكم لقوله أهل فالأهل مذكر فسماهن وإن كن إناثا باسم التذكير فلذلك صار عنكم ولا اعتبار بقول الكلبي وأشباهه فإنه توجد له أشياء في هذا التفسير ما لو كان في زمن السلف الصالح لمنعوه من ذلك وحجروا عليه فالآيات كلها من قوله : يا أيها النبي قل لأزواجك إلى قوله إن الله كان لطيفا خبيرا منسوق بعضها على بعض فكيف صار في الوسط كلاما منفصلا لغيرهن ! وإنما هذا شيء جرى في الأخبار أن النبي عليه السلام لما نزلت عليه هذه الآية دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين فعمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى كساء فلفها عليهم ثم ألوى بيده إلى السماء فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فهذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم لهم بعد نزول الآية أحب أن يدخلهم في الآية التي خوطب بها الأزواج فذهب الكلبي ومن وافقه فصيرها لهم خاصة وهي دعوة لهم خارجة من التنزيل
ولأن أهل السنة والجماعة لا يأخذون ببعض الأدلة دون بعض فقط احتجوا بحديث أم سلمة وحديث عائشة على أن عليًا وفاطمة والحسن والحسين هم أيضًا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كما أزواجه وردوا قول من قال أن المقصود بأهل بيت النبي هم أزواجه فقط ، خاصة أن لفظة أهل البيت تعني من يعولهم رب البيت ممن هم فيه ،(((وتأملو اخوتي الفرق بين أهل السنه وأهل البدعة وكيف ينتصر أهل السنه للحق في اظهار أن أهل البيت يشمل أيضا عليا وفاطمة والحسن والحسين وأن الايه وان ذكرت النساء فقط فقد أبانت السنه شمولها لغيرهم وكيف أن أهل الضلال يسعون جاهدين لطمس الحق الواضح في الأيات الكريمة فيخرجون المخاطب بالأيات وهم نساء النبي ويقصرون الأيه على منلم يخاطب بها )))
ثانياً: يقول الله تعالى على لسان الملائكه عن إبراهيم وزوجته : ( قالوا اتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) فهل أهل بيت إبراهيم هم أولاده الذين لم يأتوا بعد أو زوج ابنته أم أن الله سبحانه وجه الخطاب لزوجة إبراهيم فعلم أن من أهل البيت زوجة إبراهيم ،
ثالثاً: لا شك أن القرآن عربيٌ فصيح ، وأنزل على قومٍ عرب يفهمون عباراته وحينما قال الله أهل البيت علموا أن أهل البيت هم أزواجه صلى الله عليه وسلم لأن كلمة أهل البيت في اللغة العربية تطلق ويراد بها من يعولهم رب البيت ممن هم فيه ،و لم يفهم أحد من الصحابه أن الأيه يقصد بها غير نساء النبي ولذلك روى ابن جرير عن عكرمة أنه كان ينادي في السوق إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وهكذا روى ابن أبي حاتم قال حدثنا علي بن حرب الموصلي حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنها في قوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة
وقال عكرمة من شاء باهلته أنها نزلت في شأن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وأما حديث أم سلمة فهو دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم حرص وأراد أن يبين أن علياً وفاطمة والحسن والحسين من أهل بيته لئلا يُفهم أن الآية تقتصر على زوجاته فقط وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على أن يشمل الفضل العظيم الذي خص الله به نسائه أن يشمل عليا وفاطمة وابنيها الحسن والحسين لمكانتهم من النبي
قال القرطبي بعد أن ذكر الحديث :
فهذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم لهم بعد نزول الآية أحب أن يدخلهم في الآية التي خوطب بها الأزواج فذهب الكلبي ومن وافقه فصيرها لهم خاصة وهي دعوة لهم خارجة من التنزيل
ولذلك لما قالت أم سلمة وأنا يارسول الله قال انك الى خير اي قد ذكرك الله في الأيه صريحة فأنت الى خير.
ثم ان الروايات الاخرى للحديث تفسر معناه ففي روايه أخرى - لم يذكرها الرافضة -( انك الى خير أنت من أزواج النبي ) فلا يحتاج الأمر الى ايضاح لأن الأية صريحة في بيان أن أزواج النبي من أهل البيت
ونص الروايه ( قال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا الحسن بن عطية حدثنا فضيل بن مرزق عن عطية عن أبي سعيد عن أم سلمة رضي الله عنها قالت إن هذه الآية نزلت في بيتي إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قالت وأنا جالسة في باب البيت فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت فقال صلى الله عليه وسلم إنك إلى خير أنت من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت وفي البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم )
وفي روايه قال أنت على مكانك أنت على خير
ونص الروايه ( ان أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فدخل معهم تحت كساء خيبري وقال : هؤلاء أهل بيتي وقرأ الآية وقال : اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله قال : أنت على مكانك وأنت على خير ) فأخبرها أنها على مكانها الذي جعلها الله عليه في الأيه فلا يحتاج الأمر الى أصرح من الأيه وانما الذي يحتاج الى بيان أن يدخل في الأيه على وفاطمة وأبنائهما
وفي روايه أخرى - لم يذكرها الرافضه أيضا - (قال وأنت)
ونص الروايه : ( قال الإمام أحمد 6/296 حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن أبي المعدل عن عطية الطفاوي عن أبيه قال إن أم سلمة رضي الله عنها حدثته قالت بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي يوما إذا قالت الخادم إن فاطمة وعليا رضي الله عنهما بالسدة قالت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومي فتنحي عن أهل بيتي قالت فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل علي وفاطمة ومعهما الحسن والحسين رضي الله عنهم وهما صبيان صغيران فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما واعتنق عليا رضي الله عنه بأحدى يديه وفاطمة رضي الله عنها باليد الأخرى وقبل فاطمة وقبل عليا وأغدق عليهم خميصة سوداء وقال اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي قالت فقلت وأنا يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم وأنت) ..... وتأمل حرص النبي على أزواجه وغيرته حيث أمر أم سلمه أن تتنحى حيث كان علي رضي الله عنه معهم فأمرها بالتنحي وتامل تأويلات الرافضه فهل كانو يريدون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل زوجته مع علي رضي الله عنه في الكساء وهوه أشد حياء وأحرص على اتباع أمر الله الذي قال للمؤمنين ( واذا سألتموهن متاعا فاسئلوهن من وراء حجاب )
وفي روايه أخرى قال أنت من أهلى
ونص الروايه ( عن أبي كريب عن وكيع عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن أم سلمة رضي الله عنها بنحوه طريق أخرى قال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا خالد بن مخلد حدثني موسى بن يعقوب حدثني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وعن عبد الله بن وهب بن زمعة قال أخبرتني أم سلمة رضي الله عنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع عليا وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ثم أدخلهم تحت ثوبه ثم جأر إلى الله عز وجل ثم قال هؤلاء أهل بيتي قالت أم سلمة رضي الله عنها يا رسول الله أدخلني معهم فقال صلى الله عليه وسلم أنت من أهلي
وأما مرواه مسلم (برقم 2424) عن أبي بكر ابن أبي شيبة عن محمد بن بشر به طريق أخرى قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا سريج بن يونس أبو الحارث حدثنا محمد بن يزيد عن العوام يعني ابن حوشب رضي الله عنه عن ابن عم له قال دخلت مع أبي على عائشة رضي الله عنها فسألتها عن علي رضي الله عنه فقالت رضي الله عنه الله عنها تسألني عن رجل كان من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تحته ابنته وأحب الناس إليه لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا رضي الله عنهم فألقى عليهم ثوبا فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت فدنوت منهم فقلت يا رسول الله وأنا من أهل بيتك فقال صلى الله عليه وسلم تنحي فإنك على خير ) فإن الجواب فيه واضح من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد من عائشة أن تدخل معهم في الغطاء وعلي فيه وأخبرها النبي أنها على خير لماذكره الله في الأيه صريحا في أنها من أهل البيت وانما رحمة من رسول الله ورغبة في أن يدخل عليا وفاطمة وابنائهما في الفضل العظيم الذي ذكره الله لنسائه فذكرهم حتى يشملهم الله بذلك الفضل فيدخلو في أهل بيته
حديث آخر وقال مسلم في صحيحه(برقم 2408) حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية قال زهير حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حبان قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن سلمة إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يازيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يازيد خيرا كثيرا حدثنا يازيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حدثتكم فاقبلوا ومالا فلا تكلفوا فيه ثم قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطيبا بماء يدعى خمسا بين مكة والمدينة فحمد الله تعالى وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد ألا أيها الناس فأنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله تعالى فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله عز وجل ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثا فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس رضي الله عنهم قال كل هؤلاء حرم الصدقة بعده قال نعم ) وتأمل قول الصحابي جوابا زيد على السؤال بقوله ((نساؤه من أهل بيته)) ثم عقب بان أهل بيته لايقتصر عليهن بل ان من أهل بيته من ذكرهم
قال بن كثير بعد أن ذكر الروايات المختلفه للأحاديث :
(وجمعا أيضا بين القرآن والأحاديث المتقدمة إن صحت فإن في بعض أسانيدها نظرا والله أعلم ثم الذي لا يشك فيه تدبر القرآن أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فإن سياق الكلام معهن ولهذا قال تعالى بعد هذا كلهواذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة أي واعملن بما ينزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم في بيوتكن من الكتاب والسنة قاله قتادة وغير واحد واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس أن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس وعائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما أولاهن بهذه النعمة وأحظاهن بهذه الغنيمة وأخصهن من هذه الرحمة العميمة فإنه لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي في فراش امرأة سواها كما نص على ذلك صلوات الله وسلامه عليه خ3775 قال بعض العلماء رحمه الله لأنه لم يتزوج بكرا سواها ولم ينم معها رجل في فراشها سواه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها فناسب أن تخصص بهذه المزية وأن تفرد بهذه المرتبة العلية ولكن إذا كان أزواجه من أهل بيته فقرابته أحق بهذه التسمية كما تقدم في الحديث وأهل بيتي أحق وهذا يشبه ما ثبت في صحيح مسلم 1398 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم فقال هو مسجدي هذا فهذا من هذا القبيل فإن الآية إنما نزلت في مسجد قباء كما ورد في الأحاديث الأخر ولكن إذا كان ذاك أسس على التقوى من أول يوم فمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بتسميته بذلك والله أعلم)



13-لم اختار الله أبا بكر على علي (رضي الله عنهم)

لقد كان ادعاء محبة آل البيت والتشيع لهم هو الباب الذي ولجت منه العديد من الفرق بين صفوف المسلمين . لذلك تجد أن الفرق التي خالفت أهل السنة والجماعة ، ولجت من هذا الباب ، وكلا من تلك الفرق تزعم أنها تتشيع لآل البيت ، وأنهم يهتدون بهديهم ، ولكن لو نظرنا إلى عقيدة كل فرقة ، ولوجدنا أنها تختلف عن الأخرى تماماً ، بل كلاً منا يكفر الآخر. فمثلاً : هناك الإثني عشرية و الإسماعيلية و الزيدية و الكيسانية و كثير غيرهم. كل هذه الفرق تدعي التشيع ونصرة آل البيت ، كل من هذه الفرق تدعي التشيع واتباع آل البيت ، لكن تجد أن كل فرقة لها عقيدة تختلف تماماً عن الأخرى ، ولو كان الاختلاف فقهياً لقلنا الأمر طبيعي ، لكن المصيبة أن الاختلاف في أسس العقيدة . و ليس هذا فحسب، بل كل فرقة لديها نظام الإمامة الخاص بها، فلو كان هناك من نص على الأئمة لما اختلفت الشيعة تلك الاختلافات الشديدة على تحديد أئمتهم.
وهنا نسأل الشيعة جميعاً : ما هي الفرقة التي على حق في اتباع آل البيت ؟ ولماذا تفرقوا وقد كانوا من منبت واحد ؟ ولماذا صار لكل منها عقيدة تختلف عن الأخرى ؟
الأمر الآخر : يسأل سائل و يقول ، أليس علي رضي الله عنه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ، أليس هو زوج بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان الأمر كذلك ، فلماذا لا يكون هو الخليفة بعد رسول الله ؟
فأقول :
1- أن أبو بكر وعمر أفضل منه ، فقد جاءت أحاديث كثيرة تبين فضلهم لا يتسع المقام لذكرها . تحدثنا عن بعضها و تحدث الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه عن بعضها أيضاً.
2- الأمر الآخر ، أن في انتقال الخلافة إلى غير آل البيت ، كان بعلم الله ، ولا شك أن الله لا يشأ شيئاً إلا لحكمة أرادها سبحانه . ولعل السر أو الحكمة ، هو حماية الرسالة النبوية. يقول ابن القيم رحمه الله :
( السر في خروج الخلافة عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وعمر وعثمان أن علياً لو تولى الخلافة بعد موته لأوشك أن يقول المبطلون : أنه ملك ورث ملكه أهل بيته فصان الله منصب رسالته ونبوته عن هذه الشبهة وتأمل قول هرقل لأبي سفيان هل كان في آبائه من ملك ؟ قال : لا ، فقال له : لو كان في آبائه ملك لقلت رجل يطلب ملك آبائه فصان الله منصبه الرفيع من شبهة الملك في آبائه وأهل بيته ، وهذا هو السر والله أعلم في كونه لم يورث هو والأنبياء قطعاً لهذه الشبهة لئلا يظن المبطل أن الأنبياء طلبوا جمع الدنيا لأولادهم وورثتهم كما يفعله الإنسان من زهده في نفسه وتوريثه ماله لولده وذريته فصانهم الله عن ذلك جميعاً ) .
أقول : ولعل ذلك أيضاً الحكمة من موت أولاد النبي صلى الله عليه وسلم ، فتأمل رعاك الله ، وإني أسال لو كان أحد أبناء النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعده ، فماذا سيكون حال الشيعة ؟!
و أما قول الرافضة الإمامية أن هناك نص على تولية علي رضي الله عنه فلم يصح ذلك أبداً. و عندما أراد المسلمون الموالون لعلي أن يُبايعوه على الإمامة - إنظـــــــــروا مـــــــــاذا قـــــــــال لـــــــــهم :
(( دعوني والتمسوا غيري فأن أكون لكم وزيــراً ، خير لكم من أكون لكم أميــــراً )) - كتاب نهج البلاغة ج 1/ ص 181 : 182. شرح العلامة الشيعي الشريف المرتضى، طبعة بيروت.
قولوا لي أيها الإمامية بالله عليكم : أهذا قول من تكون له الولاية بالنص؟ إن قلتم نعم كذبتم بهذا الكلام - وغيره من الأدلة القادمة:
وقال علي رضي الله عنه أيضاً : (( والله ما كان لي في الولاية رغبة ولا في الإمارة إربة ، و لكنكم دعوتموني إليها. و حملتموني عليها )) - نهج البلاغة ج 1/ ص 322.
و الله ليس بعد ذلك الكلام إلا الضلال!

ما لا يصح في فضائل علي
باسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و أصحابه أجمعين:
دأب الرافضة على التمسك بالأحاديث الواهية والموضوعة التي لا تغني من الحق شيئاً قال الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.

قال الحافظ أبو يعلى الخليلي في كتاب "الإرشاد" (1\420): «قال بعض الحفاظ: تأمّلتُ ما وضعه أهل الكوفة في فضائل علي وأهل بيته، فزاد على ثلاثمئة ألف». وعلق على هذا الإمامُ ابن القيم في المنار المنيف (ص161): «ولا تستبعد هذا. فإنك لو تتبعت ما عندهم من ذلك لوجدت الأمر كما قال».

قال ابن الجوزي في الموضوعات (1\252): «فضائله (أي علي) كثيرة، غير أن الرافضة لم تقتنع، فوضعت له ما يَضَعُ ولا يَرفَع». وقال الذهبي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال في ترجمة "أبان بن تغلب": «ثم بدعةٌ كبرى كالرفض الكامل والغلو فيه والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما والدعاء إلى ذلك: فهذا النوع لا يُحتجّ بهم ولا كرامة. وأيضاً فما استحضر الآن في هذا الضرب رجلاً صادقاً ولا مأموناً، بل الكذب شعارهم والتقية والنفاق دثارهم. فكيف يُقبل نقل من هذا حاله؟ حاشا وكلا».

قال الإمام ابن تيمية في الفتاوى (13\31): «فأصل بدعتهم (أي الرافضة) مبنية على الكذب على رسول الله –صلى الله عليه وسلم– وتكذيب الأحاديث الصحيحة. ولهذا لا يوجد في فرق الأمة أكثر كذباً منهم».

ومكانة علي بن أبي طالب رضي الله غنية عن دجل الرافضة وأكاذيبهم. ففضائل رابع الخلفاء وصهر رسول الله –كما ثبتت بالأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرها– كثيرة جداً رضي الله عنه وأرضاه، ولكن أبت عقول الرافضة إلا الكذب.
وإليك بعض تلك الأحاديث الموضوعة (التي هي غيضٌ من فيض) مع الإشارة إلى المراجع التي فيها بيان ضعف تلك الأحاديث:
1_) في تفسير قوله تعالى { إنما أنت منذر ولكل قوم هاد }، وأن المنذر هو النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والهادي هو علي.
منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية للإمام بن تيمية (7/141)، تفسير بن كثير (2/458)الطبعة العصرية، مختصر التحفة الإثنا عشرية (157)، الضعيفة للألباني (10-2/535)، زاد المسير لإبن الجوزي (4/307)، لسان الميزان (2/199) و (6/55).
2_) حديث " خلقت أنا وعلي من نور وكنا عن يمين العرش قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام ثم خلق الله آدم فانقلبنا في أصلاب الرجال ثم جعلنا في صلب عبد المطلب ثم شق أسماءنا من اسمه فالله محمود وأنا محمد والله الأعلى وعلي علي "
اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة لجلال الدين السيوطي (1/294)، تنزيه الشريعة عن الأحاديث الموضوعة لابن عراق الكناني (1/351)، الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني (343).
3_) حديث " لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين ذلك أنه لم يصلي معي رجل غيره "
الموضوعات (1/354)، تنزيه الشريعة (1/376)، الفوائد (343) اللآلئ المصنوعة ( 1/294).
4_) قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن نفسه: " أنا عبدا لله وأخو رسول الله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب صليت قبل الناس سبع سنين "
اللآلئ المصنوعة (1/295) الفوائد (343- 344).
5_) حديث " عرضت علي أمتي في الميثاق في صور الذر بأسمائهم وأسماء آبائهم وكان أول من آمن بي وصدقني علي بن طالب وكان أول من آمن بي وصدقني فهذا الصدق الأكبر "
الآلئ المصنوعة (1/295)، تنزيه الشريعة (1/351)، موضوعات بن الجوزي ( 1/356).
6_) حديث " يا علي أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك أحد من قريش أولهم إيماناً بالله وأوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله وأقسمهم بالسوية وأعدلهم في الرعية و أبصرهم في القضية وأعظمهم عند الله مزية "
اللآلئ (1/296)، الموضوعات ( 1/356)، التنزيه ( 1/352)، ميزان الاعتدال (1/313)، الضعيفة (10-2/570).
7_) حديث " من لم يقل علي خير البشر فقد كفر "
الموضوعات (1/260 )، اللآلئ (1/300)، التنزيه (1/353)، الميزان حديث رقم (1782)، المغني في الضعفاء للذهبي ترجمة رقم (1362).
8_) حديث " أولكم وروداُ على الحوض وأولكم إسلاماً علي بن أبي طالب رضي الله عنه "
اللآلئ (1/298)، تنزيه الشريعة (1/377)، الفوائد (346)، الموضوعات (1/259)، العلل المتناهية لابن الجوزي (1/211).
9_) حديث " ستكون من بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من يراني وأول من يصافحني وهو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين "
اللآلئ (1/298)،الموضوعات (1/257)، تنزيه الشريعة ( 1/352)، الفوائد (344).
10_) حديث " أنا مدينة العلم وعلي بابها "، وقد جاء بألفاظ مختلفة.
اللآلئ (1/301)، تفسير القرطبي (9/366)، الجرح والتعديل (6/99)، العلل للإمام أحمد (3/9)، الموضوعات ( 1/262)، تنزيه (1/377)، الفوائد (348)، التحفة الإثنا عشرية (165).
11_) حديث " يا علي أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك بعدي "
السلسلة الضعيفة للإمام الألباني (10-2/522)، تنزيه الشريعة (1/398).
12_) حديث " هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله يمد بها صوته أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب "
اللآلئ (1/303)، الموضوعات (1/264)،الكشف الإلهي للعلامة السندروسي (2/500).
13_) حديث " أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي "
الضعيفة (10-2/515 )، تلخيص المستدرك للذهبي المطبوع مع المستدرك حيث جزم بوضعه (3/122)، والحديث لا يصح.
14_) قصة رجوع الشمس حين لم يصل علي رضي الله العصر فقال النبي صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم " اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس " قالت أسماء فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت.
اللآلئ (1/308)، تنزيه الشريعة (1/378/379)، الفوائد المجموعة (350-3554 )، منهاج السنة (4/185) من الطبعة القديمة دار الكتب العلمية.
15_) حديث النظر لعلي عبادة، وقد روى بألفاظ.
الموضوعات ( 1/269)، اللآلئ (1/313)، تنزيه الشريعة ( 1/382)، الفوائد (359)، تحذير المسلمين من أحاديث لا تصح للأزهري (183).
16_) قصة سد الأبواب إلا باب علي رضي الله عنه.
تفسير بن كثير (1/502)، الموضوعات ( 1/273)، مسند البزار (2/144)، الفوائد المجموعة (361)، لسان الميزان (4/164).
17_) حديث " أنا أقاتل على تنزيل القرآن وعلي يقاتل على تأويل القرآن "
الضعيفة (10-2/569)، العلل المتناهية (1/242)، وبنحوه في التحفة الإثنى عشرية (174).
18_) حديث " حب علي بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب "
الموضوعات (1/277)، تنزيه الشريعة (1/355)، الفوائد (367)،اللآلئ (1/325).
19_) حديث " من أراد أن ينظر إلى أدم في علمه وإلى نوح في حكمه وإلى إبراهيم في حلمه فلينظر إلا علي بن أبي طالب "
اللآلئ ( 1/325)، الموضوعات ( 1/277)، الضعيفة (10-2/545)، الفوائد (376)،التحفة الإثنا عشرية (165-166)، الضعيفة (10-2/545).
20_) أحاديث الوصية وهي بألفاظ مختلفة، ومنها " لكل نبي وصي، وإن علياُ وصيي ووريثي "
الموضوعات (1/280-28/2)، تنزيه (2/256-257)، الفوائد المجموعة ( 369)، اللآلئ ( 1/327-328)، أـحاديث مختارة للذهبي (36-37) تحقيقي الفريوائي.
21_) حديث الطير " الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللم ائتني بأحب الناس إليك يأكل معي هذا الطير "
مختصر التحفة الإثني عشرية(165)، الفوائد (382)،البداية والنهاية لاين كثير (7/375-377).
22_) حديث النبي يوم أحد وقوله لعلي " أنا منه وهو مني " ثم نادى مناد من السماء " لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي بن أبي طالب "
الموضوعات (1/286)، اللآلئ ( 1/333)، تنزيه الشريعة (1/385 )، الفوائد المجموعة (371).
23_) حديث " إن حافظي علي بن أبي طالب ليفتخران على جميع الحفظة بكينونتهما مع علي، إنهما لم يصعدا إلى الله بشيء يسخطه منه "
تنزيه الشريعة (1/360)، الموضوعات (1/287)، اللآلئ (1/334).
24_) حديث " من مات وفي قلبه تغض لعلي فليمت يهودياً أو نصرانياً "
اللآلئ (1/335)، الموضوعات (1/288)، تنزيه ( 1/360) الفوائد (373) ميزان الاعتدال (3/151).
25_) حديث " أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة "
الضعيفة (10-2/540-541)، الموضوعات (1/287)، تنزيه الشريعة (1/360)، اللآلئ (1/343)، الفوائد (373).
26_) حديث " من أحب أن يتمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله بيده في جنة عدن فليتمسك بحب علي بن أبي طالب "
اللآلئ (1/337)، الموضوعات (1/290)، تنزيه الشريعة (1/361)، الفوائد (375).
27_) حديث " إنه لن يرى عورتي إلا علي"
الموضوعات (1/294)، تنزيه الشريعة (1/363-364)، الفوائد (378)، اللآلئ (1/242).
28_) حديث " حمله الراية يوم القيامة " يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلي عهداً في علي بن أبي طالب فقال " إنه الهدى ومنار الإيمان وإمام أوليائي يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غداً في القيامة وصاحب رايتي يوم القيامة، علي مفاتيح خزائن رحمة ربي "
الموضوعات (1/291)، الضعيفة (10-2/507)، تنزيه ( 1/359)، اللآلئ (1/332).
29_) حديث منع القطر " إن الله منع القطر على بني إسرائيل بسوء رأيهم في أنبيائهم، وإنه يمنع قطر مطر هذه الأمة ببغضهم علي بن أبي طالب عليه السلام "
الموضوعات (1/290)، تنزيه (1/361)، الفوائد (374) اللآلئ (1/336).
30_) حديث النخلة " يا علي إنما سمي نخل المدينة صحائياً لأنه صاح بفضلي وفضلك "
الموضوعات (1276)، اللآلئ (/324) تنزيه (1/354355).

ما ورد في الحديث عن أهل البيت

بسم الله الرحمان الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد خير الخلق و المرسلين. أما بعد:
من الأحاديث الصحيحة التي وردت في صحيحي بخاري و مسلم:
عن ‏ ‏زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ ‏ ‏مَكَّةَ ‏ ‏وَالْمَدِينَةِ ‏ ‏فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ ‏ ‏أَمَّا بَعْدُ أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ‏ ‏ثَقَلَيْنِ ‏ ‏أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي ((( أَهْلِ بَيْتِي ))) أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي ((( أَهْلِ بَيْتِي ))) أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي ((( أَهْلِ بَيْتِي ))) فَقَالَ لَهُ ‏ ‏حُصَيْنٌ ‏ ‏وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا ‏ ‏زَيْدُ ‏ ‏أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ قَالَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ قَالَ وَمَنْ هُمْ قَالَ هُمْ آلُ ‏ ‏عَلِيٍّ ‏ ‏وَآلُ ‏ ‏عَقِيلٍ ‏ ‏وَآلُ ‏ ‏جَعْفَرٍ ‏ ‏وَآلُ ‏ ‏عَبَّاسٍ ‏ ‏قَالَ كُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ قَالَ نَعَمْ
و هذا الحديث يدل على دخول أمهات المؤمنين في أهل البيت الذين استوصى رسول الله بهم خيراً.
و أخرج مسلم أيضاً في حديث حادثة الإفك عن عائشة رضي الله عنها:
فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏عَلَى الْمِنْبَرِ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ ‏ ‏قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ‏ ‏مَنْ ‏ ‏يَعْذِرُنِي ‏ ‏مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَ أَذَاهُ فِي ((( أَهْلِ بَيْتِي ))) فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي فَقَامَ ‏ ‏سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ‏ ‏الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ أَنَا ‏ ‏أَعْذِرُكَ ‏ ‏مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَ مِنْ ‏ ‏الْأَوْسِ ‏ ‏ضَرَبْنَا عُنُقَهُ وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا ‏ ‏الْخَزْرَجِ ‏ ‏أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ قَالَتْ فَقَامَ ‏ ‏سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ‏ ‏وَهُوَ سَيِّدُ ‏ ‏الْخَزْرَجِ ‏ ‏وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا وَلَكِنْ ‏ ‏اجْتَهَلَتْهُ ‏ ‏الْحَمِيَّةُ فَقَالَ ‏ ‏لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ‏ ‏كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَا تَقْتُلُهُ وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ فَقَامَ ‏ ‏أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ ‏ ‏وَهُوَ ابْنُ عَمِّ ‏ ‏سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ‏ ‏كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنْ الْمُنَافِقِينَ
و هذا الحديث يدل على دخول أمهات المؤمنين في أهل البيت، و يدل على وجوب قتل من سب أمهات المؤمنين. و أن كل من يدافع عمن يسب أمهات المؤمنين هو منافق.
و أخرج أحمد:
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ لَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَهُوَ دَاخِلٌ عَلَى الْمُخْتَارِ أَوْ خَارِجٌ مِنْ عِنْدِهِ فَقُلْتُ لَهُ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ قَالَ نَعَمْ.
التجريح: الحديث صحيح بإذن الله.
و أخرج الحاكم في مستدركه و صححه السيوطي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ((تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض)).
و بعد هذا فأحب أن أسوق لكم بعضاً من الأحاديث الضعيفة التي يستشهد بها الرافضة مع بيان أسباب ضعفها بإذن الله، و كلها قد أخرجها الإمام أحمد:
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُلَائِيَّ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.
التجريح: أَبُو إِسْرَائِيل سئ الحفظ نسب إلى الغلو في التشيع قال عنه يحيى بن معين "ضعيف" عَطِيَّةَ الْعَوْفِيّ يخطئ كثيراً و كان شيعياً مدلساً قال عنه أحمد بن حنبل "ضعيف الحديث" و وافقه أبو حاتم الرازي و أبو داود السجستاني.
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ طَلْحَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنِّي أُوشِكُ أَنْ أُدْعَى فَأُجِيبَ وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِتْرَتِي كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ أَخْبَرَنِي أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُونِي بِمَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا.
التجريح: عَطِيَّةَ الْعَوْفِيّ يخطئ كثيراً و كان شيعياً مدلساً قال عنه أحمد بن حنبل "ضعيف الحديث" و وافقه أبو حاتم الرازي و أبو داود السجستاني الْأَعْمَشِ (سليمان بن مهران) كان يدلس و قال عنه يحيى بن معين "ضعيف"
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي أَلَا إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.
التجريح: عَطِيَّةَ الْعَوْفِيّ يخطئ كثيراً و كان شيعياً مدلساً قال عنه أحمد بن حنبل "ضعيف الحديث" و وافقه أبو حاتم الرازي و أبو داود السجستاني.
حَدَّثَنَا زَكَرِيِّا بْنُ عَدِيٍّ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ مَا بَالُ أَقْوَامٍ تَقُولُ إِنَّ رَحِمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَنْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهِ إِنَّ رَحِمِي لَمَوْصُولَةٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَإِنِّي أَيُّهَا النَّاسُ فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ.
التجريح: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قال عنه سفيان بن عيينة "رأيته يحدث نفسه، فحملت على أنه تغيّر" و قال عنه أحمد بن حنبل "مُنْكَرُ الحديث"
حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الرُّكَيْنِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ خَلِيفَتَيْنِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَوْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.
التجريح: شَرِيكٌ قال عنه أبو داود السجستاني "يخطئ" و قال عنه أبو حاتم الرازي "له أغاليط" و قال عنه يحيى بن سعيد القطان "رأيت في أصوله تخليطاً" و قال عنه صالح بن جزرة "صدوق، و لمّا ولي القضاء اضطرب
14-حادثة تصدق علي بخاتمه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وقال للمؤمنين { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين -إلى قوله- إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} [ المائدة 55 - 56] ، وقال {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} [سورة التوبة 71] فأثبت الموالاة بينهم وأمر بموالاتهم والرافضة تتبرأ منهم ولا تتولاهم وأصل الموالاة المحبة وأصل المعاداة البغض وهم يبغضونهم ولا يحبونهم .
وقد وضع بعض الكذابين حديثاً مفترىً أنَّ هذه الآية نزلت في "علي" لما تصدق بخاتمه في الصلاة!! وهذا كذبٌ بإجماعِ أهل العلم بالنقل ، وكَذِبُه بَيِّنٌ مِن وجوهٍ كثيرةٍ :
منها : أنَّ قوله {الذين} صيغة جمع و"عليٌّ" واحدٌ .
ومنها : أن الواو ليست واو الحال إذ لو كان كذلك لكان لا يسوغ أن يتولى إلا مَن أعطى الزكاة في حال الركوع فلا يتولى سائر الصحابة والقرابة .
ومنها : أنَّ المدح إنما يكون بعمل واجبٍ أو مستحبٍ ، وإيتاء الزكاة في نفس الصلاة ليس واجباً ولا مستحباً باتفاق علماء الملة ، فإن في الصلاة شغلاً .
ومنها : أنه لو كان إيتاؤها في الصلاة حسناً لم يكن فرقٌ بين حال الركوع وغير حال الركوع ، بل إيتاؤها في القيام والقعود أمكن .
ومنها : أن "عليّاً" لم يكن عليه زكاةٌ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
ومنها : أنه لم يكن له أيضا خاتمٌ ولا كانوا يلبسون الخواتم حتى كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً إلى كسرى فقيل له إنهم لا يقبلون كتاباً إلا مختوماً فاتخذ خاتماً مِن ورِق ونقش فيها (محمَّدٌ رسولُ الله).
ومنها : أنَّ إيتاءَ غيرِ الخاتم في الزكاة خيرٌ مِن إيتاء الخاتم فإنَّ أكثر الفقهاء يقولون لا يجزئ إخراج الخاتم في الزكاة .
ومنها : أن هذا الحديث فيه أنه أعطاه السائل ، والمدح في الزكاة أنْ يخرجها ابتداءً ، ويخرجها على الفور لا ينتظر أن يسأله سائلٌ .
ومنها : أنَّ الكلام في سياق النهي عن موالاة الكفار والأمر بموالاة المؤمنين كما يدل عليه سياق الكلام.
وسيجيء إن شاء الله تمام الكلام على هذه الآية فإن الرافضة لا يكادون يحتجون بحجةٍ إلا كانت حجةً عليهم لا لهم كاحتجاجهم بهذه الآية على الولاية التي هي الإمارة ، وإنما هي في الولاية التي هي ضد العداوة والرافضة مخالفون لها..أ.هـ "منهاج السنة" (2/30-32).
و قد أنكر شيخ الإسلام الكثير من الأحاديث الموضوعة المفتراة عن أهل البيت مثل:
1- نزول آية ( إنما وليكم الله ... ) في علي.
2- نزول ( هل أتى على الإنسان ... ) في أهل البيت.
3- إيجاب مودة أهل البيت بآية ( قل لا أسألكم عليه أجراً... ).
4- حديث المؤاخاة بين رسول الله محمد (صلى الله عليه و سلم) و علي (رضي الله عنه).
5- حديث : فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها من النار.
6- حديث : علي مع الحق والحق يدور معه.
7- قول الرسول (ص) لفاطمة : إن الله يغضب لغضبك.
8- حديث : علي فاروق أمتي. علماً بأن الفاروق هي كلمة سريانية تعني المنقذ، أطلقها أهل الشام على عمر لأنه أنقذهم من ظلم الروم.
9- حديث : ما كنا نعرف المنافقين على عهد النبي إلا ببغضهم علياً.
10- حديث المناقب العشر لعلي بن أبي طالب.
11- حديث : سد الأبواب إلا باب علي.
12- قول الرسول(ص) لعلي : أنت ولي كل مؤمن.

__________________
= 350) this.width = 350; return false;"/>



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
http://www.facebook.com/pages/%D8%A8...69366923110207
 
10-24-2011   #7
مراقبة سابقة متميزة
 
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: في أرض الله الواسعة
المشاركات: 1,245
معدل تقييم المستوى: 7
رد: حوار هادئ مع الشيعة!

15-محبة أهل البيت للخلفاء الراشدين

قد يشعر الكثير بالصدمة عندما يطلعون على حقيقة ظلت مخفية عن البعض وهي وجود ابن لعلي وابن للحسين اسم كل منهما أبو بكر وعمر !!! فقد ذكرت المصادر الشيعية أن ممن ماتوا مع الحسين : أبو بكر بن علي أخو الحسين . وكذلك أبو بكر بن الحسين(1). يقول المجلسي كان عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب ممن استشهد مع الحسين في كربلاء)(2) وخالفه في ذلك الأصفهاني فقال بأن عمر بن الحسين لم يقتل وإنما كان أسيرا)(3)
أما أسماء بعض أهل البيت فهي :
(أ) الخليفة علي رضي الله عنه: فقد سمى بعض أولاده بأبي بكر وعمر وعثمان
(4)
(ب) الحسنان رضي الله عنهما: فقد سمى كل واحد منهم أولاده بأبي بكروعمر.
(5)
(ج) موسى بن جعفر -رحمه الله -: سمى ولده بأبي بكر وابنته بعائشة.
(6)
(د) زين العابدين - رضي الله عنه -: قد سمى ابنته بعائشة.
(7)
(ه) علي بن محمد الهادي : سمى ابنته بعائشة.
(8)
وهذا ان دل فإنما يدل على محبة أهل البيت (ع) لأصحاب الرسول (ص). و أما زعم الرافضة بأن هذه مجرد تسميات فنقول و لماذا لا يسمون أولادهم أبو جهل و أبو سفيان و وحشي و عبد الرحمن بن ملجم و يزيد و الحجاج و زياد و فرعون و هامان؟ ثم لماذا لا يقتدي الرافضة بأهل البيت فيسمو أبنائهم بأبي بكر و عمر و عثمان؟!

يقول جعفر الصادق لإمرأة سألته عن أبي بكر وعمر : أأتولهما!! فقال : توليهما. فقالت : فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما؟؟ فقالها : نعم .(9)
وتعجب رجل من أصحاب الباقر حين وصف الباقر أبا بكر بالصديق!! فقال الرجل : أتصفه بذلك ؟؟؟!!!! فقال الباقر:نعم الصديق فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولا في الآخرة.(10)
فما رأي الشيعة بأبي بكر الصديق؟
*************المرجع والتوثيق **************
(1) جلاء العيون :المجلسي -ص 582
كشف الغمة : الأربيلي - ج2 ص 64
مقاتل الطالبيين : الأصفهاني - ص 87و142
التنبيه والإشراف : المسعودي - ص 263
(2) جلاء العيون :ص 582
(3) مقاتل الطالبيين : ص 119
(4)إعلام الورى : الطبرسي - ص 203
الإرشاد : للمفيد - ص 186
تاريخ اليعقوبي : ج 2 ص 213
جلاء العيون : ص182
كشف الغمة : ج2 ص 64
مقاتل الطالبيين : ص 142
(5)اعلام الورى :ص 213
جلاء العيون : 582
مقاتل الطالبيين :78 و119
تاريخ اليعقوبي : ص 228
التنبيه :ص 263
(6) كشف الغمة : ج2 ص 90 و217
مقاتل الطالبيين : ص 561
(7) كشف الغمة : ج2 ص 334
الفصول المهمة : ص 283
(8) نفسه
(9)روضة الكافي : ج8 ص 101
(10) كشف الغمة :ج 2 ص174



**الشيعة مقارنة مع أهل السنة و الجماعة



1-حقيقة الخلاف بين علماء الشيعة و جمهور علماء المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

[نبذة تاريخية] [القرآن الكريم] [السنة و الحديث] [الإجماع] [أركان الإسلام و أركان الإيمان] [المفهوم الشيعي للإمامة] [أهلالبيت] [الصحابة] [التقية] [نكاحالمتعة] [غديرخم] [وأخيراً] [الهوامش] [المصادر العربية]

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه (و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون، و لا تكونوا كالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات و أولئك لهم عذاب عظيم)

إن الهدف من هذا الكتيب المتواضع هو تقديم فكرة مبسطة ومختصرة جدا عن المسائل الدينية التي اختلف فيها علماء الشيعة مع جمهور علماء المسلمين، وقد وضعته خاصة لمن يدرك أن هناك اختلافات بين هاتين الطائفتين من العلماء و لكن لا يدرى أبعاد تلك الاختلافات ولديه الرغبة في الإلمام بهذه الأبعاد دون بذل وقت كثير. يهدف الكتيب أيضا إلى تبصير أولئك الذين يقفون حيارى حول هذا الأمر دون أن يقدموا على اتخاذ موقف حاسم يعينهم على الفلاح في هذه الدنيا وفى الحياة الآخرة. نسأل الله أن يجعل هذا الجهد المتواضع استجابة لأمره تعالى بالدعوة للخير والنهى عن المنكر و بعدم التفرق. كما نسأله تعالى أن يشملنا جميعا برحمته وعفوه ولطفه وأن يمنحنا الرشد والهداية.
نبذة تاريخية
ـــــــــ
عندما أشرق الإسلام على البشرية يهدى إلى الرشد آمنت به طائفة مختارة من الناس وعملوا مخلصين على نشره والدفاع عنه. فكانت ثمار ذلك أن انتشر الإسلام بسرعة متزايدة في أنحاء المعمورة مما أثار على الإسلام حسد الحاسدين وحقد الحاقدين من الشعوبيين ورجال الدين، ذوى الأفق الضيق خاصة من اليهود. فقد عملوا على التآمر ضد الإسلام بشتى الوسائل والطرق. حاولوا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وإثارة الفتن بين المسلمين، غير أن إيمان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كان من القوة بحيث لم تزعزعه تلك الفتن والمؤامرات. ولكن عندما مضى الجيل الأول من المؤمنين ودخل في الإسلام من كافة الشعوب والأديان أعداد هائلة واتسعت رقعة الأمة الإسلامية وجدت المؤامرات- اليهودية خاصة- فرصة للطفو على السطح متمثلة في شخص عبد الله بن سبأ الذي وجد لدعوته استجابة أولية في المناطق التي لم يتسلح أهلوها بعد بالتعاليم الإسلامية الكافية ثم انطلقت دعوته الخبيثة إلى الأقاليم الإسلامية الأخرى.2 في عهد الخليفتين الراشدين الأول والثاني كان عدد الصحابة ما يزال كبيرا وقد بايع ذوو الحل والعقد من المسلمين أبا بكر خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عمر بن الخطاب ثم بويع عثمان خليفة من بعد عمر بالإجماع ولم يدع أحد بأن عليا كان أحق بالخلافة من غيره وأنه هو الخليفة المعصوم ولكن عندما أخذ يسرى مفعول المؤامرات اليهودية والأحقاد القبلية والشعوبية و يتعاظم خطرها في أواخر خلافة عثمان ظهر من يقول بأن عليا وولديه الحسن والحسين، والبعض من نسل الحسين رضى الله عنهم أجمعين هم أولى بالخلافة الإسلامية من غيرهم وأن الخلافة فيهم إلى يوم الدين.
وقد وجدت هذه الدعوة تربة خصبة في المدائن عاصمة الإمبراطورية الفارسية، خاصة وأن الحسين كان قد تزوج من ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد الذي أطاحت بعرشه جيوش الإسلام الظافرة.3 ولعل هذا كان سبباً في حصر أئمة الشيعة ابتداءا من الإمام الرابع في سلالة الحسين.
وقد بدأت دعوى أحقية علي ابن أبى طالب رضى الله عنه بالخلافة دون أبى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم في أول الأمر كدعوة سياسية وذلك لبث الفتنة في صفوف المسلمين. ولكنها ما لبثت أن تحولت إلى دعوة دينية انشقت عن التعاليم الإسلامية، هذه التعاليم التي ما يزال جمهور علماء المسلمين يتعهدونها بالرعاية والحماية.
وقد خطط لهذا الانشقاق بعض ذوى المصالح بتدبير خبيث منهم كما ذكرت ولكن ذهب ضحيتها الكثير من المسلمين، خاصة العامة منهم والذين اعتمدوا فقط على التقليد والمصادر الثانوية في ثقافتهم الدينية. كما ذهب ضحيتها بعض العلماء الذين لم يتمكنوا من تحرير أنفسهم وعقولهم مما نشأوا عليه من تحيزات خطيرة. فنشأ بذلك مذهب سمى المذهب الشيعي تشيعا لعلى بن أبى طالب و بعض من آله وهم ينقسمون إلى فرق متعددة، منهم الزيدية وهم أقل ابتعادا عن جمهور علماء المسلمين ثم الإسماعيلية والنصيرية العلوية والدروز وهؤلاء قد وصلوا درجة من الغلو حتى جعلوا عليا إلها وخالقا ثم الإمامية الجعفرية الاثنى عشرية. 4 التي سنتناولها في هذا البحث ولهذا فسيكون اهتمام هذا الكتيب منصبا على الخلافات الأساسية بين جمهور علماء المسلمين وعلماء الجعفرية معتمدا على المصادر الموثوقة لدى الطرفين بإذن الله ومشيئته.
القرآن الكريم
ـــــــــ
يقول علماء الجعفرية، المذهب الرسمي لجمهورية إيران الإسلامية إن عدد آيات القرآن الكريم سبعة عشر ألفا كما ورد في كتاب "الأصول من الكافي "ه وقد ورد في الكافي - وهو أوثق مصدر شيعي للحديث- "ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبى طالب (عليه السلام) " و الأئمة من بعده (عليهم السلام).6
ويرخص علماء الشيعة لأتباعهم في قراءة القرآن الذي بأيدي المسلمين حتى يأتيهم من يعلمهم قرآن الشيعة الكامل بزعمهم.7
أما علماء المسلمين فيؤكدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جمع القرآن في ترتيبه وكماله الحالي تلاوة وحفظا ثم جمعه زيد بن ثابت في خلافة أبي بكر الصديق في كتاب واحد.8 وفى خلافة عثمان بن عفان تمت كتابة القرآن بلغة قريش التي بها أنزل وتم تعميمه على الأمصار الإسلامية 9 وهو الموجود اليوم بين أيدي المسلمين هدى وتبيانا، أما فيما يتعلق بالقراءات السبع فإنها اختلافات بسيطة جدا لا يترتب عليها اختلاف جذري في المعنى ومثال تلك الاختلافات: مالك أو ملك، وتعلمون أو يعلمون، يغفر لكم أو نغفر لكم.10 ويجمع علماء المسلمين على أن القرآن الكريم محفوظ إلى الأبد...فالله سبحانه وتعالى يقول: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ، و يقول جل وعلا: (لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه)12، و يقول أيضا: (إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد).13
لقد وعد الله بحفظه وصيانته ليكون نبراسا وهدى للمسلمين في كل مكان وزمان. هذا بالمقارنة إلى الكتب السماوية السابقة والتي لم تحظ بمثل هذا الوعد فرغم كون أصولها موجودة ومحفوظة لكن ما يتداوله الناس منها قد تعرض للتحريف معنى ومبنى.
و يرى علماء المسلمين بتكفير من يعتقد بتحريف القرآن كمن ينكر القرآن جملة.14فالله تعالى يقول: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عتا تعملون)،150
أيها الأخ المسلم والأخت المسلمة أنت تستطيع أن تجد بنفسك أن عدد آيات القرآن الكريم بدون البسملة في أوائل السور هي ألفان ومائتان وستة وثلاثون آية فقط. لهذا فعلماء الشيعة يقولون أن هذا القرآن غير كامل. دعنا نسأل أنفسنا، من نصدق علماء الجعفرية أم نصدق الله سبحانه وتعالى وقد وعد بحفظه. وعلماء المسلمين وقد آمنوا بأن القرآن معصوم من التحريف وأن أي تحريف فيه يتم اكتشافه سريعا. لعل بعض علماء الشيعة ينكرون الاعتقاد بتحريف القرآن تحت ستار عقيدة التقية للحفاظ على الفكر الشيعي فتحقق من المصادر الموثوقة لهم قبل إصدار أي حكم.
السنة و الحديث
ـــــــــ
يعتبر علماء الجعفرية السنة والحديث ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وما قاله أئمة الشيعة "المعصومون "16. ولو ألقينا نظرة إلى الكافي - الذي يعتبره الطبطبائى "أوثق وأشهر مصادر الحديث في العالم الشيعي"17- لوجدنا أن أغلب الأحاديث لا تقول قال الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن قال الإمام كذا وكذا. وكثير منها لا إسناد لها.
وعندما نتمعن في مضمون تلك الأحاديث نجد كثيرا منها يتعارض مع القرآن الكريم.
و يبدو جليا أن الصفة البارزة للمقياس الذي بموجبه يتم تقو يم الأحاديث هو مدى تأييدها للفكر الشيعي أو على الأقل عدم تعارضها معه. و يؤكد الطبطبائى كغيره من علماء الشيعة أن أوثق الأحاديث النبوية ما تعاقب على روايته الأئمة المعصومون مع أن الإمام قد يتوفى عن وريث لا يتجاوز التاسعة أو الثامنة أو الخامسة من عمره.18 فمثلا الحديث الذي يرويه على بن أبى طالب ويجعله البخاري في صحيحه يلقى رفضا من علماء الجعفرية مادام الحديث يتعارض مع العقيدة الشيعية (مثل تحريم نكاح المتعة) و بالعكس، إذا كان الحديث يؤكد الفكر الشيعي فإنه سيلقى قبولا بصرف النظر عمن رواه ونقله وحققه.19
أما علماء المسلمين فيعرفون السنة بأنها ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله أو أقره وصفاته الخلقية.20
و بصفة عامة فهناك طريقتان يعتمد عليهما جمهور علماء المسلمين لتوثيق الأحاديث الشريفة:
أولا: فحص الإسناد لمعرفة مدى الثقة في الرواة. لهذا فالأحاديث منقطعة الإسناد ترفض لتعذر تعديل أو جرح الرواة المجهولين.
ثانيا: فحص المتن للتأكد من عدم مخالفته للقرآن أو لأحاديث أخرى قد تكون أقوى سندا
واستنادا إلى هذه المقاييس ومدى دقتها في اختيار الأحاديث أجمع علماء الحديث عل
أن صحيح البخاري ومسلم هما أوثق مصدرين للسنة النبوية.22
وكما علمنا فقد تم جمع القرآن الكريم في مجلد واحد عقب وفاة الرسول بمدة وجيزة ولكن الجمع العلمي الجاد للحديث لم يبدأ إلا أواخر القرن الهجري الأول.23 وكان لهذا عدد من الأسباب من أهمها أن الحديث تناول التعاليم الإسلامية بالتفصيل و يضعها في صيغها التطبيقية التي يجب أن يتمثل بها المسلم في حياته اليومية الخاصة والعامة وفى علاقته مع الله والناس. وكان الصحابة- رضوان الله تعالى عليهم- لحرصهم الشديد على تطبيق السنة النبوية- في الواقع- مصادر حية متحركة للحديث ماثلة أمام الأعين. ولهذا فقد بدت الحاجة إلى جمعها في مجلدات غير ملحة في ذلك العهد. يضاف إلى ذلك أن بعض كبار الصحابة كان يرى التركيز على تدريس القرآن الكريم أولا تجنبا لاختلاط القرآن بالحديث كما حصل بالنسبة للتوراة والإنجيل.
أيها الأخ وأيها الأخت: دعونا نسأل أنفسنا أي التعريفين اكثر صدقا خاصة ونحن
نعلم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء كما قال تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)24، ولا ينبغي لأحد أن يتلقى وحيا من الله بعده. فالوحي الإلهي خاص بالأنبياء والرسل، وعندما يساوى العالم الشيعي بين أقوال الرسول وأئمة الشيعة فكأنما يقول بأن الأئمة أيضا يتلقون وحيا إلهيا كالرسل والأنبياء، وفى ذلك مخالفة صريحة للقرآن. أما إذا كان القول بأن أولئك الأئمة إنما كانوا يلهمون فإن الإلهام شيء والوحي شيء، فالوحي ملزم والإلهام يشترك فيه الناس ولا يلزم إتباعه. أما الإلهام للأنبياء والرسل فإنه جزء من الوحي.
الإجماع
ـــــ

لعلماء الشيعة موقفان متغايران بالنسبة للإجماع. فهم يحتجون بالإجماع إذا كان يؤلد ما ذهبوا إليه من أقوال. فالطبطبائى مثلا يستعمل كثيرا قول: "كلأ من الشيعة والسنة.. " و ".. واتفق الجميع على إقراره".25

أما من ناحية أخرى فإن علماء الشيعة يرفضون الإجماع فمثلا:

(1) يقولون بأن الصحابة- وهم عشرات الألوف- قد تآمروا على مخالفة الرسول صلى

الله عليه وسلم عقب وفاته ولم يثبت على سنته إلا أقل من عشرة، لهذا يرجحون هذه الأقلية - المكذوب عليها- على الأغلبية الساحقة.

(2) يعتقدون بأن ملايين المسلمين عبر الأزمنة والأمكنة على مر التاريخ لا يتوافر فيهم صفة الإسلام والإيمان لأنهم يرفضون أحد أركان الإسلام والإيمان في اعتقاد الشيعة- وهو الإيمان بركن الإمامة- أي بركن الإيمان بوجود اثني عشر إماما معصومين نص عليهم الرسول لتكون لهم القيادة السياسية والدينية يتوارثونها واحدا بعد الآخر.

(3) يشككون في صحة القرآن وكماله وقد وثقه علماء المسلمين قاطبة.

أما جمهور علماء المسلمين فإنهم يعتبرون الإجماع المصدر الثالث للشريعة الإسلامية بعد القرآن والسنة كما يؤكد ذلك ابن تيمية.26 فأوثق النصوص ما وصل إسناده درجة التواتر حيث يروى مجموعة من الصحابة خبرا يتناقله عنهم مجموعة أخرى من التابعين.27 وأرفع درجات الاستنباط والفتاوى ما أجمع عليه العلماء.28، فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم تنزيله: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)290 و يستنكر الله على أولئك الذين فرقوا دينهم شيعا فيقول مخاطبا نبيه(إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كـانوا يفعلون).30 وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم… عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة".31 ولا شك أن المقصود بجماعة المسلمين علماؤهم وليس عامة المسلمين الذين يعتمدون على التقليد فقط دون الرجوع إلى المصادر الأساسية للإسلام.

وفى حديث آخر قال الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تجتمع أمتي على خطأ"، وقال: "لم يكن الله ليجمع أمتي على الضلالة"، وقال: "ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ". وذلك لأن اتفاق جميع المجتهدين على حكم واحد مع اختلاف خلفياتهم و بيئاتهم لا يحصل إلا أن يجمعهم الحق.32 وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية، والباقي في النار، وعندما سئل عن الفرقة الناجية أجاب في رواية بأنها من كان على مثل ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وفى رواية أخرى أن الفرقة الناجية هم الجماعة.33

أيها الأخ وأيتها الأخت: ألا تعتقدون أن فعالية أي معيار يعتمد على ثبات استعماله واستخلاص النتائج به فلا يقبل مرة و يرفض مرة أخرى، ولهذا فهل يمكن الاعتماد على فقيه يستخدم الدليل ذاته ليحل لنفسه ما يحرمه على الآخرين؟ أو يرفض الاعتراف بالدليل نفسه إذا كان في غير صالحه؟ و يعتمد عليه إذا كان في صالحه؟

أيها الأخ وأيتها الأخت: لنفرض أن مسلما يسأل عن الطريق إلى الجنة فأجابت عليه مجموعة لا تقل عن العشرة من الناس بأنهم يعرفون الطريق حق المعرفة، غير أن واحدا منهم أعطاه وصفا يتعارض مع بقية الأوصاف، فبماذا تنصح هذا المسلم؟ هل يتبع وصف المجموعة التي لا تقل عن العشرة أشخاص أم ذلك المنفرد برأيه وذلك مع افتراض أنه لا يعلم شيئا عن أي من هؤلاء وأن كلا الوصفين قد ظهر معقولا؟

ثم ماذا لو اتضح أن الشخص المنفرد برأيه له مصلحة شخصية في الوصف الذي تفرد به وليس للبقية مصلحة ذاتية؟

وماذا لو علمت أن الشخص المنفرد برأيه سوف يحقد على السائل إذا لم يتبع إرشاداته بينما البقية ترى أن من يخالفها لا يستحق الحقد أو الكراهية؟

أيها الأخ وأيتها الأخت: فكروا في الموضوع وتذكروا أن الموضوعات التي يختلف فيها جمهور علماء المسلمين مع غيرهم تدخل في صنفين:

(1) أن رأى جمهور علماء المسلمين هو الصواب الذي يحتمل الخطأ، وأن رأى سواهم هو الخطأ الذي يحتمل الصواب.

(2) أن رأى جمهور علماء المسلمين هو الصواب الذي لا يتطرق إليه الخطأ، وأن رأى سواهم هو الخطأ الذي لا يحتمل وجها من الصحة مطلقا.

و يقع أغلب الأمور التي اختلف فيها علماء الشيعة مع جمهور علماء المسلمين ضمن الصنف الثاني وتذكروا- أخي المسلم وأختي المسلمة- أن هناك فرقأ بين (جمهور المسلمين) من جهة، (وجمهور علماء المسلمين) من جهة أخرى، فبينما لا يعتبر الأول دليلا ملزما، فإن الآخر يستوجب الإلزام، وهذا هو المقصود بالإجماع.
أركان الإسلام و أركان الإيمان
ــــــــــــــــــــ

يقول علماء الجعفرية الاثني عشرية بأن الإيمان بنظام وراثي لقيادة الأمة الإسلامية ركن من أركان الإيمان له مكانة الإيمان بالله كما يؤكد ذلك دستور الجمهورية الإسلامية لإيران في مادته الثانية. فالإمامة إذا- لدى علماء الجعفرية- ركن من أركان الإيمان التي لا يأتي من بينها الإيمان بالملائكة والقدر خيره وشره وهى أيضا ركن من أركان الإسلام مثل الشهادتين والصلاة والصوم والحج.

أما جمهور علماء المسلمين فيؤكدون انتفاء المفهوم الشيعي للإمامة في القرآن أو السنة والذي ينص على ضرورة النظام الوراثي الشامل في الإسلام في الحكم والخلافة وفهم الدين. بل و يؤكدون أن في القرآن والسنة ما يتعارض مع هذا النظام الوراثي الذي يشمل القيادة السياسية والدينية والروحية. فالقرآن الكريم يمدح المؤمنين فيقول عنهم (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون)34، كما يأمر الله تعالى نبيه الكريم فيقول:، (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين).35

ويجمع علماء المسلمين على أن الإسلام بنى على خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا. 36، كما يجمع علماء المسلمين على أن أركان الإيمان الأساسية هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.37

ولو قرأ المسلم القرآن من أوله إلى آخره لم يجد آية واحدة تؤيد ما يقوله علماء الشيعة من ضرورة هذا النظام الوراثي الشامل والذي يرثه الطفل في التاسعة أو الثامنة... ولو قرأ المسلم الصحيح من السنة لانتهى إلى النتيجة نفسها.

أيها المسلم وأيتها المسلمة: هل الأولى أن نصدق جمهور علماء المسلمين بأدلتهم الواضحة من القرآن الكريم والسنة المعتمدة أم نتبع علماء الشيعة بأقوالهم التي تتعارض مع القرآن الكريم والسنة؟ قبل الإجابة على هذا السؤال دعونا نتأكد من أن هدفنا الوحيد هو إرضاء الله تعالى وحده والبحث عن الحقيقة للنجاة في هذه الدنيا الفانية والفلاح في الحياة الآخرة الأبدية.

أيها الأخ وأيتها الأخت يجب أن لا ننسى أن الله سبحانه وتعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا. يا أيها الذين آمنوا، آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل، ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا).38
المفهوم الشيعي للإمامة
ــــــــــــــ

يعتقد علماء الشيعة بأن الإمامة ركن من أركان الإيمان كالإيمان بوحدانية الله، وتعنى الإمامة لدى علماء الشيعة أن الحياة الروحية والتعليمية والدينية والسياسية للأمة الإسلامية كافة تخضع لنظام وراثي يتعاقب فيه على السلطة اثنا عشر إماما. وتنحصر هذه السلطة في زوج فاطمة الزهراء، وابنيها الحسن والحسين ثم تنحصر في بعض آل الحسين الذي كان قد تزوج من شهبانو ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد الذي قوضت الجيوش الإسلامية أركان عرشه في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.39 فدستور جمهورية إيران الإسلامية مثلا ينص عل أن "الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الاثنى عشري. وهذه المادة غير قابلة للتغيير إلى الأبد".40

و يرتبط ركن الإمامة بالاعتقاد بأن هؤلاء الأئمة معصومون41 ويشاركون الله علمه بالغيب بما في ذلك علمهم بوقت وفاتهم42، وأن الطاعة العمياء للأئمة ضرورية "لدرجة أن عبادة الله لا تصبح ضرورية إذا كان هذا هو أمر الإمام."43 و يقول الخميني في هذا المضمار: "الأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة للمسلمين".44

وهذه العقيدة مرتبطة أيضا بضرورة الإيمان بأن "للأئمة مكانة روحية وخلافة تكوينية على جميع المخلوقات بحيث يخضع لها جميع ذرات الكون، وأن من أساسيات العقيدة الشيعية أنه لا يصل إلى المكانة الروحية للأئمة لا ملك مقرب ولا نبي مرسل".45 و يندرج ضمن هذا الاعتقاد أن جميع خلفاء وحكام المسلمين وقضاتهم طواغيت ما لم يكونوا جعفريين ولا يجوز التحاكم إليهم.46 لهذانجد دستور الجمهورية الإسلامية لإيران يحرص على أن يكون رئيس الجمهورية "مؤمنا ومعتقدا بمبادئالجمهورية الإسلامية والمذهب الرسمي للدولة". كما تنص على ذلك المادة الخامسة عشرة بعد المائة وأن يقسم "أن أكون حارسا للمذهب الرسمي" كما جاء في المادة الواحدة والعشرين بعد المائة.

ولضمان عدم اللجوء إلى القضاة غير الجعفريين أو التشريع غير الجعفري نصت المادة الثانية والسبعون على أنه "لا يستطيع (مجلس الشورى الوطني) أن يسن القوانين المغايرة لقواعد وأحكام المذهب الرسمي للدولة... "

ولما كان الإمام إلحادي عشر قد توفى منذ حوالي أحد عشر قرنا- حسب العقيدة الجعفرية- فعقيدة الإمامة تنص على أن الإمام الثاني عشر، المهدى، قد اختفى وهو في الخامسة- عل أرجح أقوال علماء الشيعة- ولم يمت وسيعود إلى الظهور في آخر الزمان وأن حقه في وراثة السلطة ثابت أثناء غيبته ولهذا نص الدستور في المادة الخامسة بوضوح على أن "تكون ولاية الأمر، والأمة في غيبة الإمام المهدى- عجل الله تعالى فرجه- في جمهورية إيران الإسلامية للفقيه العادل... ".

هذا ما يقوله علماء الشيعة، أما جمهور علماء المسلمين فيقولون بأن النظام الملكي الذي تقتصر فيه الوراثة على السلطة السياسية هي موضع خلاف. فكيف بنظام تجتمع فيه وراثة السلطة الروحية والدينية والسياسية و يرثها الطفل في التاسعة والثامنة والخامسة. ولهذا يرفضون تماما مثل هذا النظام الذي لا تسنده أي آية قرآنية أو حديث صحيح واحد. بل و يتعارض مع مبدأ الشورى الذي أثنى الله عليه وأمر به في القرآن الكريم.47

و يؤكد علماء المسلمين بأن العصمة الكاملة لله وحده ولا شريك له فيها فعصمة الأنبياء والرسل مقصورة على أدائهم الرسالة بأمانة، وعصمتهم من الذنوب التي تخل بالرسالة وعصمتهم من مخالفة ما يدعون إليه الناس. أما فيما عدا ذلك فقد يخطئ الرسول في الاجتهاد وكما حدثنا القرآن عن عتاب الله لمحمد صلى الله عليه وسلم- وهو أفضل الخلق- حين أعرض عن الأعمى في سورة عبس. 48

أما فيما يخص علم الغيب فلو قرأ المسلم القرآن الكريم 49 لوجد العديد من الآيات التي تجعل هذا النوع من العلم من صفات الله التي تفرد بها، فمثلا في سورة الأعراف آية (188) يقول الله تعالى مخاطبا نبيه: (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون).

و يكفر الطحاوي- وهو يمثل عقيدة أهل السنة- كل من يعتقد بأن أحدا من البشر أفضل من الأنبياء، فما بال حكم الذين يدعون بعض صفات الله التي تفرد بها- سبحانه- للبشر كعلم الغيب والعصمة الكاملة والطاعة لهم حتى لو أمروا بعدم ضرورة عبادة الله؟!

وفيما يخص الإمام الثاني عشر الذي يعتقد علماء الشيعة بأنه لا يزال على قيد الحياة لمدة تقارب أحد عثر قرنا فكثير من المؤرخين يؤكدون بأن إمام الشيعة الحادي عشر لم يعقب ولم يكن له نسل، وحتى الأحاديث التي رواها الترمذي وأبو داود ولم يروها أصحاب الصحاح عن المهدى وظهوره في آخر الزمان فإنها تقول بأن اسمه كاسم النبي (محمد)، واسم أبيه كاسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم (عبد الله) بينما اسم الإمام الثاني عشر، محمد المهدى بن حسن، وتقول تلك الأحاديث أيضا إنه سيكون من عقب الحسن وليس من عقب الحسين.52 وليس هناك أي دليل بأن المهدى سيعيش حوالي اثني عشر قرنا.

أيها الأخ وأيتها الأخت: إن علماء الشيعة يعتبرون الإيمان "بالإمامة" ركنا من أركان الإيمان. أي أن المسلم الذي لا يؤمن بذلك سيكون في حكم الكافر، ومن ناحية أخرى فإن الإيمان "بالإمامة" بأبعادها وملابساتها سيجعل المسلم كافرا- أعاذنا الله من الكفر والشرك- كما يجمع على ذلك جمهور علماء المسلمين استنادا إلى القرآن والسنة. يضاف إلى ذلك أن جمهور علماء المسلمين لا يعنيهم في هذا الحكم سوى مرضاة الله، ولا يتحيزون بذلك إلى أسرة معينة أو مجموعة من البشر.

تأكد أخي المسلم وتأكدي أختي المسلمة من اختيار النجاة من النار والفوز بالجنة قبل

أن يأتي اليوم الذي لا تنفع فيه القوميات والمخلوقات.
أهل البيت
ـــــــ

يميل علماء الشيعة إلى حصر أهل البيت النبوي في الابنة الصغرى للنبي صلى الله عليه وسلم، فاطمة، وزوجها علي وابنيها الحسن والحسين وتسعة من نسل الحسين الذي كان قد تزوج من ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد على عهد عمر بن الخطاب، ويخصون هؤلاء بصفات سبق الإشارة إليها مثل الولاية الوراثية الشاملة والعصمة، وعلم الغيب.. إلخ

ثم يعمدون إلى إغفال خلفاء المسلمين وقضاتهم عبر العصور والتقليل من شأن منجزاتهم في نصرة الإسلام والمسلمين، وهذا يشمل مع من يشمل جيل الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين إلا من ثبت لدى علماء الشيعة بالدليل القاطع بأنه قد ناصر عليا رضى الله عنه ولم يعارضه في شيء أبدأ.

أما جمهور علماء المسلمين فإنهم يعتبرون أهل البيت كل من حرمت الصدقة عليه من أقرباء النبي عليه الصلاة والسلام و يشمل هؤلاء النبي وآله، وجعفرا وآله، وعقيلا وآله، والعباس وآله.53

كما يعتبر علماء المسلمين زوجات الرسول من أهل البيت بنص الآية الثالثة والثلاثين من سورة الأحزاب، إذ يخاطبهن الله بقوله (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). هذا فضلا عن كون زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات كل من ادعى أنه مؤمن إذ تقول الآية السادسة من سورة الأحزاب: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم... ). كما أن صالحي أهل البيت لهم مكانة سامية لدى علماء المسلمين وجمهورهم بدون استثناء ففي حديث رواه مسلم54 يروى زيد بن الأرقم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم عند ماء يدعى خما قال: "... فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي". فالرسول صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي يوصى فيه بالتمسك بكتاب الله يوصي بحسن معاملة أهل بيته وهذا من كمال أخلاقه إذ يضرب المثل في صلة الرحم، و يرى علماء المسلمين أن هذا الاحترام لأهل البيت لا يمنع بل يدعو إلى احترام الصحابة وصالحي المؤمنين في كل زمان ومكان.

أيها الأخ وأيتها الأخت: نحن المسلمين هل نستطيع حقا إغفال بقية بنات النبي وأقاربه ونسلهم الصالح؟ هل نستطيع حقا حصر أهل البيت في عدد محدود يختارهم لنا علماء الشيعة؟ هل توجب علينا محبة واحترام صالحي أهل البيت كراهية ولعن آلاف الصحابة الكرام؟ وماذا عن عثمان الذي تزوج اثنتين من بنات النبي وله ابن من واحدة منهن؟ وماذا عن ذريتها؟ وماذا عن ذرية الحفيد الأول للنبي، الحسن؟ ألا تعتقدون أن عليا والصالحين من نسله أول من يستنكرون هذا الغلو الذي يقلب الحب إلى ضده؟ تخيل أنسانا يغالي في المدح لدرجة يمقتها السامعون، أليس ذلك أشبه بالاستهزاء من الثناء، وأقرب من القدح إلى المدح؟

الصحابة
ـــــ
يقول علماء الشيعة في إيران إن الخليفتين الراشدين الأولين أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما قد تآمرا على الإسلام في محاولة للقضاء على الأحاديث حتى يتم لهما تفسير القرآن الكريم حسب مصالحهما الشخصية، كما يقولون أيضا إن الخلفاء الراشدين الثلاثة الأول قد "خانوا عهدهم للرسول صلى الله عليه وسلم ".55

وقد نشرت وزارة الإرشاد الإسلامي بجمهورية إيران كتيباً (56) يصنف فيه جيل الصحابة الكرام إلى:

(1) المجموعة التي رضى عنهم علماء الشيعة ولا يكاد يتجاوز عددهم أصابع اليدين.

(2) المجموعة التي وصفها المؤلف بأنه "أسوأ العناصر وانتحرت تحت أقدام الطغاة"

ومن بينهم عبد الله بن عمر الذي روى نحوا من الأربعة آلاف حديث وكان له دور كبير في الحفاظ على السنة ونشر الإسلام.

(3) المجموعة التي وصفها المؤلف- على شريعتي- بأنه "التي باعت شرفها.. وجمعت نقودها ببيع كل حديث بدينار". ومن بين هذه المجموعة أورد على شريعتي أسماء أبى هريرة وأبى الدرداء، وأبى موسى الأشعري الذين قاموا بدور عظيم في الحفاظ على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشر الإسلام.

وفى مصدر آخر من المصادر الحديثة وصفت جريدة (الجهاد) النبي صلى الله عليه وسلم بالتحيز لعلى في أدائه للرسالة ثم استطردت قائلة "بل إننا نلاحظ أن من ذلك أن الجيل المعاصر للرسول (ص) لم يكن يملك تصورات واضحة محددة حتى في مجال القضايا الدينية التي كان النبي يمارسها مئات المرات وعلى مرأى ومسمع من الصحابة". و يقول عالم جعفري "عبد الرحمن بن عوف عابد المال، وعثمان الأرستقراطي، وخالد بن الوليد عديم المبالاة، وسعد بن الوقاص عديم التقوى"570

أما علماء المسلمين فيقولون بأن جميع الصحابة عدول وقد عصمهم الله من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم و يستحقون كل تبجيل .58 فالله سبحانه وتعالى قد أثنى عليهم وقال: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)59 وقال تعالى: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رض الله عنهم ورضوا عنه وأعد هم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدأ ذلك الفوز العظيم).60 وقال أيضا: (لقد رض الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا)61 وفى الآية التاسعة والعشرين من السورة نفسها قال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء عل الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرأ عظيما). واقرأ أيضا الآية الثامنة من سورة التحريم والآيات من الثامنة والتاسعة والعاشرة من سورة الحشر.

وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.. "62

إن علماء الإسلام لا يشكون في أن الرسول صلىالله عليه وسلم قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة بدون تحيز لقريب أو صديق. وكان جيل الصحابة عموما أعلم بتعاليم الدين الإسلامي من الأجيال المتأخرة. ومن بينهم من قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم: "لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق " وطبعا يخرج من هذا الحب الحب المبالغ فيه، الحب المتحيز الأعمى فمثل هذا الحب يعتبر بغضا. وكان من بين الصحابة من كان أعلم من علي بن أبى طالب أو غيره من آل البيت.63 ومن الصحابة الذين شتمهم علماء الشيعة مبشرين بالجنة ومنهم من قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: "فداك أبي وأمي" أو قال لهم "أنتم منى وأنا منكم ". والأحاديث كثيرة في فضائل الصحابة.

أما إذا كان هناك خلاف بين الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين فكان حسن النية والإخلاص دائما حاضرين، وإنما هو اختلاف في الاجتهاد يؤجرون عليه إن أصابوا أو أخطأوا وقد انتقلوا إلى جوار الله وهو أحكم الحاكمين. وماذا نجني من محاكمتهم ومن نكون حتى نحاكمهم وقد حذرنا الله من ذلك إذ يقول في موضعين من القرآن الكريم: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتهم ولاتسألون عما كانوا يعملون)64 ، و يكفى أن يقرأ المسلم فضائل الصحابة في صحيح البخاري ومسلم ليعرف ما ثبت من فضلهم وتقصيرنا في اتباع خطاهم.

أيها الأخ وأيتها الأخت: هل الأولى أن نصدق الآيات القرآنية الصريحة والأحاديث الواضحة الموثقة أو نصدق علماء الشيعة الذين يحترمون عددا صغيرا من الصحابة و ينالون من كرامة عشرات الآلاف منهم؟

دعونا نتأكد من الطريق الذي نسلكه في موقفنا من الصحابة هل يؤدى إلى الجنة حقا؟ دعونا نتجنب التصرف بغباء وكأننا عملاء لأعداء الإسلام الذين لا يزالون يعملون بكل الوسائل لهدم الإسلام بالتشكيك في أمانة مصادره ومعلميه الأوائل. دعونا نتذكر دائما أن أحمد بن حنبل قال: "إذا رأيت أحدا يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإسلام. وقال إسحاق بن راهويه: "من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعاقب ويحبس، وقال الإمام مالك: "من شتم النبي صلى الله عليه وسلم قتل ومن سب أصحابه أدب "، وقال القاضي أبو يعلى: "الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة إن كان مستحلا لذلك كفر وإن لم يكن مستحلا لذلك فسق "، وقال ابن تيمية: "من زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفر قليل لا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم فلا ريب في كفره ". 65

وقال أبو زرعة الرازي: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ". وقال على رضى الله عنه: "لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر رضى الله عنهما إلا جلدته جلد المفترى". قال ابن حجر الهيثمى: "من غاظه الصحابة فهو كافر.. " ووافقه الشافعي 66 لأن الله قال: (ليغيظ بهم الكفار)
قال ابن عابدين: "من سب الشيخين- أبا بكر وعمر- أو طعن فيهما كفر ولا تقبل توبته " 670


التقية
ــــ
يقول علماء الشيعة: "إن تسعة أعشار الدين في التقية من دين الله ولا دين لمن لا تقية له والتقية في كل شىء إلا في النبيذ والمسح على الخفين ".68 وتعنى التقية التظاهر بالعمل والقول بخلاف ما يضمره الإنسان في قلبه كأن يتظاهر باللطف مع الآخرين بينما يلعنهم في قلبه و بين خلصائه حتى في غياب الأسباب القاهرة. 69 والسبب المحدد للتقية كما يقول الخميني في كتابه "هو الحفاظ على الإسلام والمذهب الشيعي، وأن الشيعة لو لم يلجئوا إليه لكان الفكر الشيعي قد انتهى الأمر به إلى الانقراض "70 بمعنى آخر أن التقية يمكن استخدامها ضد غير الشيعة بما في ذلك المسلمين وذلك للحفاظ على العقيدة الجعفرية.

و يقول أحد كبار علماء الشيعة، الطبطبائي: "إن عقيدة التقية في المذهب الشيعي تستمد جذورها من الآية الثامنة والعشرين من سورة آل عمران والتي تقول: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير). ومن الآية السادسة بعد المائة من سورة النحل: (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم).

أما جمهور علماء المسلمين فيقولون إننا عندما نتدبر القرآن الكريم فإننا نجد أن إظهار الإنسان لغير ما يبطن يعتبر الصفة المميزة للمنافقين و يبغضه الله سبحانه وتعالى، فالآية الرابعة عشرة والخامسة عشرة من سورة البقرة تقول: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون).

و يقول الله تعالى: "أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون، وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون. أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون).71

و يقول الله تعالى: (ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور) 73

لهذا أعد الله للمنافقين الذين يظهرون ما لا يبطنون أشد العقاب إذا يقول تعالى: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا)73

و يعتبرون التظاهر قولا وعملا بغير ما يبطن المسلم نوعا من الكذب، علامة النفاق وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان ."74 وفى حديث آخر ذم النبي صلى الله عليه وسلم ذا الوجهين،75 فالقاعدة الإسلامية العامة أن الكذب على المسلمين محرم وممقوت.

أما فيما يتعلق بالرخصة المذكورة في الآية القرآنية في سورة آل عمران فهي محددة باستخدامها فقط مع الكافرين وفى حالات خاصة ضيقة. 76

أما الآية التي نزلت في عمار بن ياسر في سورة النحل فإنها تعطى رخصة لمثل عمار وفى الظرف الذي كان يعانيه، إذ كان مخيرا فقط بين أن يموت تحت تعذيب المشركين فيلقى مصير والديه أو يتفوه بالكفر لينجو وقلبه مطمئن بالإيمان.

فهذه حالات استثنائية لا يجوز أصلا تعميمها، نحيف بها مبررات لجعل تسعة أعشار الدين في الكذب والنفاق؟!

أيها الأخ وأيتها الأخت: أعطوا الموضوع شيئا من التفكير. ماذا سيحصل لو اعتقد المسلمون بالفعل أن تسعة أعشار الدين في التقية؟ أي أن التظاهر بما يخفيه المسلم يمثل تسعة أعشار دينه، هل يمكنك حينئذ أن تثق بأحد؟

أيها الأخ المسلم والأخت المسلمة: هل نستطيع حقا تلقى تعاليم ديننا من علماء يعتقدون بذلك؟ بل هل نستطيع أن نثق بما يرونه من أخبار أو أحداث تاريخية؟ إذا كمان الإنسان يعتقد أن الكذب على الله وعلى الرسول والمسلمين لخدمة أغراضه المتحيزة يؤلف جزءا أساسيا من ديانته، فهل نستطيع الثقة به؟ فإذا كان هدفنا الأساسي هو النجاة في الآخرة، تلك الحياة الأ بدية، فلنكن حذرين مما نقرؤه لعلماء الشيعة من جدل مبنى على المشوه والمكذوب من النصوص والمراجع.

أيها الأخ والأخت: تذكروا أن رخصة الاتقاء ليس فقط استثناءً من القاعدة العامة بل استثناء مقيدا. فهي لا تعطى رخصة خداع غير المسلمين فحسب ولكن لا تجيز الكذب عليهم إلا في مثل حالة عمار. وما تعنيه الآية هي أن المسلم يستطيع أن يخفى حنقه وغيظه عن أعداء الإسلام بدون كذب إذا كان إظهار ذلك الغيظ يعرض الإسلام أو المجتمع الإسلامي إلى الخطر.

نكاح المتعة
ـــــــــ
يقول علماء الشيعة بإباحة نكاح المتعة لأنها كانت مباحة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. ولم يحرمها سوى عمر بن الخطاب أثناء خلافته.77 والغرض من نكاح المتعة هو إشباع الرغبة الجنسية فقط، وليس في نكاح المتعة طلاق ولا ميراث بين الطرفين ولا يوجب فرض ليلة للمرأة أو نفقة. 78

أما جمهور علماء المسلمين فيقولون التالي:

(1) لقد وضع القرآن الكريم قواعد العلاقة المشروعة بين الرجل والمرأة وحصرها في نوعين:

أولا: الزواج الذي يترتب عليه طلاق وميراث و يوجب فرض ليلة ونفقة للزوجة.

ثانيا: العلاقة بين الرجل وما ملكت يمينه من الجواري. فالله سبحانه وتعالى يقول: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون).79

(2) وقد جاء تأكيد ذلك مفصلا في سورة النساء ابتداء من أول السورة وخاصة الآيتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين حيث يجعل د فع المهر لازما إذا دخل الرجل بزوجته.

و يؤكد جمهور علماء المسلمين أن معنى قوله تعالى (فما استمتعتم به منهن)، هو استمتاع الزوج بزوجته ضمن عقد الزواج ومن هذا المعنى ورد في حديث للنبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري ومسلم قوله: "استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن استمتعت بها استمتعت و بها عوج وان ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها".80

(3) وقد ثبت في الحديث الصحيح أن نكاح المتعة قد أباحه النبي صلى الله عليه وسلم عند الحاجة الطارئة الشديدة مثل الجهاد في سبيل الله. وكان يحرمه بمجرد انتهاء تلك الحاجة، بل وعندما أبيح في المرة الأخيرة أتبعه بإعلان تحريم نكاح المتعة نهائيا. فقد جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله، ولا تاخذوا مما آتيتموهن شيئا". 81

فالإباحة كانت- في الواقع- إباحة مؤقتة واستثناء من القاعدة الأساسية، وقام بهذا الاستثناء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يملك الصلاحية لذلك فهولا ينطق عن الهوى، أما غيره فلا يملك تلك الصلاحية، وكان النبي عليه الصلاة والسلام حريصا على سد هذا الباب بإعلانه تحريم الله لمتعة النكاح إلى يوم القيامة. 82

أما عن قول علماء الجعفرية بأن التحريم كان من عمر فما قاله عمر بن الخطاب هو: "إن الله كان يحل لرسوله ما شاء بما شاء. وإن القرآن قد نزل منازله. فأتموا الحج والعمرة لله كما أمركم الله وابتوا نكاح هذه النساء، فلن أوتى برجل نكح امرأة إلى أجل إلا رجمته بالحجارة."83 وعمر وقد علم بحادثة عمرو بن حريث يؤكد التحريم و يعيد إعلانه لمن لم يبلغه التحريم.

أيها الأخ وأيتها الأخت: هل هناك حقا فرق بين المرأة تؤجر جسدها أو الرجل يستأجر جسد امرأة لبضع دقائق أو أيام أو أشهر.. مادام ذلك لمدة معلومة مسبقا؟ ألا يعتقد المسلم والمسلمة أن نكاح المتعة فيه إهانة كبيرة لأخواتنا المسلمات، وفرصة لكل من ينشد المتعة الجسدية دون تحمل أعباء الزواج؟ أليس فيه هدم لنظام الأسرة في الإسلام؟

أيها الأخ وأيتها الأخت: يجب أن نتذكر أن الأشراف من علماء الشيعة لا يسمحون لقريباتهم بممارسة نكاح المتعة لأن فيه مهانة لهم مع أنهم يسمحون به لغيرهم. وشيء آخر أن نكاح المتعة الذي أباحه الرسول صلى الله عليه وسلم في مناسبات محدودة لم يكن يشترط أن تكون المرأة فيه مسلمة أو كتابية مما يميزه بوضوح عن الزواج الشرعي.

بعد كل هذا كيف يمكن للمسلم أن يشرع إباحة نكاح المتعة أو ممارسته بنفسه؟ خاصة وأنه لا فرق بين الزنا ونكاح المتعة من حيث الهدف، فكلاهما لا ينشد سوى إشباع الرغبة الجنسية؟!
غدير خم
ــــــ

يقول الطبطبائى- أحد كبار علماء الجعفرية في القرن العشرين- إن الحجة الجوهرية في أحقية على بن أبى طالب للخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم هي حادثة غدير خم. وعندما نرجع إلى كتيب لأحد علماء الشيعة أفرده لهذه الحادثة نجد ما يلي:84

1- أن الذين شهدوا خطبة غدير خم كثر من مائة ألف صحابي.

2- ألقى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخطبة عند غدير خم وهو عائد من حجة الوداع إلى المدينة في الثامن عشر من شهر ذي الحجة وأن سبب خطبته هذه هو نزول الآية التالية عليه في هذا المكان: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس، إن الله لا يهدى القوم الكافرين)85

3- لهذا أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم التالي:

ا- أنه سيترك للمسلمين ثقلين: أحدهم كتاب الله. طرفه بيد الله وطرفه الآخر بأيدي المسلمين وأن الآخر هو عترة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ربه أخبره بأنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض.

ب- بعد أن رفع يد علي قال: "من كنت مولاه فعلى مولاه."

ج- وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا قال: "اللهم وال من والاه وعاد من عاد" 51

د- وقال: "اللهم أدر معه الحق حيث دار".

هذا ما يقوله علماء الجعفرية من الشيعة عن حادثة غدير خم. لنتدبر ما يقوله جمهور علماء المسلمين.86

(1) حسب دعوى علماء الشيعة لم يثبت على الإسلام الصحيح بعد وفاة النبي سوى بضعة من الصحابة لا يكاد يتجاوز عددهم البضعة عشر صحابيا.87 وقد حضر خطبة الغدير اكثر من مائة ألف صحابي يعني أن كل هؤلاء المائة ألف قد نقضوا عهدهم وتآمروا على حرمان علي بن أبى طالب من الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم. ما هي نسبة احتمال حصول ذلك؟ ولأي مصلحة؟ لو استعرضنا حتى كتابات علماء الشيعة لما وجدنا أي مصلحة في ذلك!

(2) خطبة غدير خم كانت في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة من العام نفسه الذي حج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، وفى الشهر نفسه الذي نزلت فيه آية (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) في اليوم التاسع من ذي الحجة يوم عرفة فكيف يمكن لهذه الآية الأخيرة الختامية أن تنزل قبل آية يأمر الله فيها نبيه بتبليغ الرسالة؟ 89 خاصة وقد شهد ألوف الحجاج يوم عرفة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة.

و يؤكد جمهور علماء المسلمين بأن آية("يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك..)، قد نزلت قبل حجة الوداع بل وقبل فتح مكة وغزوة خيبر.

(3) و يؤكد ابن تيمية- رحمه الله- بأن الخطبة بالصيغة التي ذكرتها مصادر الشيعة كذب وبهتان جملة.

أما تفصيلا:

أ- فأصل حديث الثقلين كما رواه زيد بن أرقم: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر. ثم قال: "أما بعد. ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب. وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" 90

وكما سبقت الإشارة إليه فإن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لا ينحصر في علي وآل علي إذ يشملون عقيلا وآل عقيل وجعفرا وآل جعفر والعباس وآل العباس وزوجات النبي، أمهات المؤمنين، ولم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم تمسكوا بأهل بيتي أو أنهم الهدى والنور، ولو كان الحديث يحتمل أي معنى يتضمن تخو يل سلطة خاصة لأهل بيته لكانت في جميع أهل بيته ولوجبت بها شرعية خلافة العباسيين الوراثية على أعناق الشيعة ووجب احترام الشيعة لحكم العباسيين بدلا مما في مصادر الشيعة من تسويد لصفحاتهم ظلما وافتراءً.

و يؤكد ابن تيمية أن ما روى من قول النبي "من كنت مولاه فعلى مولاه " قد طعن في صحته الكثير من علماء الحديث ولم يرد في الصحيحين. وحتى لو ثبتت صحة هذا الحديث في مناسبة غير هذه فإنها لا تعنى أكثر من قول الله تعالى مخاطبا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم: (... فإن الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير)91 فهذا لا يعنى أن صالح المؤمنين أوصياء على النبي صلى الله عليه وسلم ولكن أصحابه وناصروه، ثم إن الرسول لم يقل من كنت وليه فعلي وليه ولم يقل من كنت وليه أو مولاه فعلي وليه أو مولاه عقب وفاتي فيحتمل أن تعنى أن الخلافة من بعده لعلي بن أبى طالب. والواقع أن جدل علماء الشيعة في هذه المسألة يظهر عقيما عندما نقرأ ما ورد في الصحيحين عن اقتراح النبي صلى الله عليه وسلم خلافة أبى بكر وعمر وعثمان بتلميحات صريحة أحيانا ولطيفة أحيانا أخرى.

ب- و بالنسبة إلى قول علماء الشيعة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " فيؤكد علماء الحديث كذب هذا الحديث وهو مع ذلك دعاء لا يميز عليا، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لخلق كثير أنواعا من الدعاء لا حصر لها.

ج- أما قول علماء الشيعة إن الرسول قال: اللهم أدر الحق مع على حيث دار، فإن ابن تيمية يؤكد كذب هذا الإدعاء. ونتساءل مع ابن تيمية أي حق هذا الذي يدور مع مخلوق حيث دار و يتلون حسب قراراته وآرائه وخلجات صدره؟ ولو أن الكذبة ادعت بأن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب من الله أن يجعل عليا مع الحق، لبدا ذلك معقولا.

ومع كل هذا نجد الطبطبائي يجادل عن ضرورة النظام الوراثي للخلافة فيقول: "إن أعداء الإسلام الذين عملوا كل ما في وسعهم لتحطيم الإسلام ظنوا أنه بموت النبي صلى الله عليه وسلم- حامي الإسلام- سوف يبقى الإسلام بدون قائد ولهذا فهو حتما سوف ينتهي. ولكن في غدير خم خابت آمالهم حيث قدم الرسول عليه الصلاة والسلام عليا كخليفة وقائد. من بعد علي فإن هذه المسئولية الثقيلة، مسئولية القيادة وقعت على أعناق آله.92

وهنا يناقض الطبطبائي نفسه، فقد أشار في الصفحات الأولى من الكتاب ذاته أن الأئمة عاشوا حياة مظلومين لا يملكون دفع السوء عن أنفسهم بينما هو في هذه الصفحات يقول إن الله قد عينهم كحماة للإسلام وقادة للأمة الإسلامية جمعاء بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأن أعداء الإسلام قد خابت آمالهم بتعيين علي بن أبى طالب رضي الله تعالى عنه خليفة لرسول الله. إذا عجز الأئمة عن الدفاع عن أنفسهم- حسب قول الطبطبائي - فكيف بالله سيدافعون عن الأمة الإسلامية؟ وكيف سيحمون الإسلام؟ لا سيما والعقيدة الشيعية تقول إن الأئمة هم ولاة الأمر في مجال السياسة والدين؟ أم أن هذه تهمة غير مباشرة لله سبحانه وتعالى بسوء الاختيار؟ أستغفر الله العظيم.

وفى الواقع أن علماء الشيعة في سبيل الدفاع عن غلوهم وتحيزهم لم يروا بأسا في تهمة النبي- جهلا- بالخيانة وأنه بدلا من تبليغ الرسالة للناس كافة خص ابن عمه بشيء منها إذ تقول جريدة الجهاد الرسمية: "كان يعد الإمام- عليا- إعدادا إرساليا خاصا كثيرة جدا. فقد كان النبي (ص) يخصه بكثير من مفاهيم الدعوة وحقائقها… ويختلي به الساعات الطوال في الليل والنهار.. " 93

وحتى أئمة الشيعة الجعفريين لم يسلموا من التهم المشينة.. مثل تهمتهم بأنهم قالوا بأن التقية تسعة أعشار الدين وأن من لا تقية له لا دين له.

وأسوأ من ذلك يقول أحد علماء الشيعة إن عليا رضي الله عنه قال: "إن الخلفاء من قبلي قد خالفوا عمدا تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم. وخانوا عهدهم معه و بدلوا سنته. ولو ألزمت الناس الآن بالتخلي عما تعودوه والرجوع إلى ما كانت عليه الحال في عهد النبي (ص) فسيتفرق جيشي من حولي و يتركونى وحيدا.. و باختصار لو أمرت الناس باتباع شريعة الله وسنة نبيه فإنهم سوف يتخلون عنى ويتركونى".94

أنظر كيف وصف علماء الشيعة علي بن أبى طالب الصحابي الجليل، البطل المغوار، الذي لا يخاف في الله لومة لائم وكأنه جبان، يعبد السلطة الدنيوية وعلى استعداد للتضحية في سبيلها بشريعة الله وسنة نبيه، وصحيح أن الغلو الأعمى والتحيز ينتجان اكثر من ذلك. فبدلا من الثناء على الأئمة نجد علماء الشيعة ينساقون إلى وصمهم بأشنع الأوصاف من حيث لا يعلمون، فينقلب حبهم إلى النقيض. ولعل ابن تيمية قد أصاب حيث يقول إن اكبر مصيبة حلت بأهل البيت أن كان أمثال هؤلاء من أتباعهم. إذ جعلوا لبعضهم مكانة أشبه ما تكون بمنزلة المسيح لدى المسيحيين اليوم.
و أخيراً
ـــــ

باختصار فإنه نظرا لعدم وجود أدلة في القرآن الكريم والسنة الموثقة تؤيد ما ذهب إليه علماء الشيعة من التحيز المبالغ والغلو الأعمى فإنهم اضطروا إلى الأساليب التالية للذود عن عقيدتهم لخداع العامة:

ا- الإدعاء بأن القرآن الكريم غير كامل وتعرض للتبديل، وهذا الإدعاء عادة لا يجهرون به لخطورته ولكن يدسونه في كتبهم المعتمدة و يهمسون به إلى من وثقوا من تبعيته.

2- اختلاق الكثير من الأحاديث أو تشويه خلفياتها التاريخية أو نصوصها وذلك لاستخدامها في تشو يه معاني الآيات القرآنية الجلية فضلا عن المتشابه منها أو تسخيرها مباشرة في تبرير دعاواهم المتحيزة.

3- اختلاق أو تشو يه أحداث التاريخ الإسلامي أو ظروفها وملابساتها لتأييد غلوهم والاستعانة بها في تشو يه معاني القرآن الكريم أو الأحاديث الصحيحة. كما أنهم قد استشهدوا بكتب غيرهم ممن تسربت قصصهم المختلقة إلى كتبهم، وقد يلجاؤون إلى الاستشهاد ببعض المصادر غير الجعفرية حتى لو أشار المؤلف إلى الرواية المكذوبة للرد عليها. فمثلا يذكرون في مصادرهم أن المرجع السني كذا وكذا يؤيد القضية أو أن علماء السنة يوافقون على كذا أو مائة من كتب السنة أشارت إلى الرواية المذكورة..

وعندما تعود إلى تلك المصادر المشار إليها تجد إما أن القصة الشيعية وردت للرد عليها من قبل المؤلف أو أن القصة لم ترد بتاتا أو تختلف عنها.

وخلاصة القول فإنه ينبغي على المسلم الذي يخشى على دينه ومصيره في الآخرة أن يحذر من الاعتماد على مصادر علماء يرون الكذب تسعة أعشار دينهم وعقيدتهم، والله الهادي إلى سبيل الرشاد.

كتبه سعيد إسماعيل
الهوامش
ــــــ
(2) إحسان إلهى ظهير: 4- 7
(3) على حسن: صفحة 230- 231
(4) منهاج السنة لابن تيمية: مجلد (1) صفحة 3، ومجلد (2) صفحة 124، الحسينى عبد الله 73- 43 1، والفوزان صفحة 9- 18، الطبطبائى صفحة 75- 82، وعبد الحسين العسكرى.
(5) الكافي من الأصول: مجلد (2) صفحة،63 طبعة 1961. ولزيد من التفاصيل أنظر إحسان إلهي ظهير صفحة 77ـ 152
(6) الكافي من الأصول: مجلد (2) صفحة 228 طبعة 1968.
(7) الكافي في الأصول: مجلد 21) صفحة 633 طبعة 1 96 1، والخطيب صفحة 11.
(8) صحيح البخاري: مجلد (6) صفحة 477- 478.
(9) صحيح البخارى: مجلد (6) صفحة 478- 0 48.
(10) مناع القطان صفحة 170- 185.
(11)الحجر:9
(12) القيامة: 16- 17
(13) فصلت: 41-42- ~
(14) إحسان إلهي ظهير: صفحة 141- 7، 1
(15) سورة البقرة: 85
(16) طبطبائي صفحة 93 ودستور جمهورية إيران الإسلامية: المادة الثانية.
(17) طبطبائي ص 110
(19) طبطبائي صفحة 94،207، 208، 210، 211
(20) أعظمي صفحة 3
(21) أعظمي صفحة 32ـ 72
(22) فتاوى ابن تيمية مجلد 17 صفحة 18، وأعظمي صفحة 87، 96
(23) أعظمي: صفحة 25
(24) الأحزاب 40
(25) طبطبائي: صفحة 40
(26) فتاوى ابن تيمية: مجلد (19) صفحة 5-8
(27) ابن الأثير الجزرى: مجلد (1) صفحة 0 12- 126
(28) فتاوى ابن تيمية: مجلد (9) صفحة 267- 272
(29) آل عمران: 103
(30) الأنعام: 159
(31) أخرجه الترمذي وأحمد، عن ابن الأثير الجزرى مجلد (6) صفحة 669
(32) عمر بليق: صفحة 544
(33) ابن تيمية: منهاج السنة مجلد (2) صفحة 122- 125
(34) ا لشورى: 38
(35) آل عمران: 159
(36) النووى: الأ ر بعون حديثا صفحة 35
(37) النووى: الأ ر بعون حديثا صفحة 30
(38) 1لنساء: 135- 36 1
(39) طبطبائى: 0 19- 211، وعلى حسن: صفحة 0 23- 231
(40) الدستور: المادة الثانية عشرة.
(41) الدستور: المادة الثانية، وعسيفي صفحة 23- 25
(42) الكافي من الأصول: مجلد 1 صفحة 06 2- 262
(43) المكتبة الإسلامية العظمى: صفحة 6
(44) الخميني: الحكومة الإسلاية صفحة 91
(45) الخميني: الحكومة الإسلاية صفحة 64
(46) الخميني: الحكومة الإسلاية صفحة 86- 87
(47) الشورى: 38، آل عمران: 9 5 1
(48) مسلم: مجلد (4) صفحة 1782
(49) آل عمران: 45 1، 179، الأنعام 59؟ يونس: 0 2، ا لنمل: 65، لقمان: 34، الجن: 26
(50) العقيدة الطحاوية: صفحة 557
(51) ابن تيمية: منهاج السنة مجلد (1) صفحة 37
(52) ابن الأثير الجزرى: مجلد (1) صفحة 0 33- 332
(53) صحيح مسلم: مجلد (2) صفحة 1 75-2 75، ومجلد 1 4) صفحة 873 1
(54) صحيح مسلم: مجلد (4) صفحة 873 1
(55) مهدى العسكرى: صفحة 34- 38
(56) علي شريعتي: 28- 30
(57) علي شريعتى: فاطمة هي فاطمة صفحة 207
(58) ابن تيمية: منهاج السنة مجلد (1) صفحة 307
(59) آل عمران: 110
(60) التوبة: 100
(61)1لفتح:18
(62) صحيح البخاري: مجلد 51) سنحة 2
(63) ابن تيمية: منهاج السنة مجلد 13 صفحة 116-73 1
(64) 1لبقرة: 134- 141
(65) أبو معاوية محمد: صفحة 11- 13
(66) أبو معاوية محمد: صفحة 25
(67) أبو معاوية محمد: صفحة 62
(68) الكافي من الأصول: مجلد (2) صفحة 7 1 2- 9 1 2 طبعة 968 1
(69) الكافي في الفروع: مجلد 31) صفحة 188- 189 طبعة 1 96 1
(70) الخميني: ترجمة القارض 144
(71) البقرة: 75- 77
(72) آل عمران: 119
(73) 1 لنساء: 541
(74) صحيح البخارى: مجلد 1 صفحة 31- 32
(75) صحيح مسلم: مجلد 14 صفحة 2011
(76) ابن تيمية: منهاج السنة مجلد (1) صفحة 213، وغير ذلك من كتب التفسير المعتمدة.
(77) طبطبائى: صفحة 227- 0 23
(78) 1 لموسوى: صنعة 81
(79) المؤمنون: 5- 7) المعارج: 28- 31
(80)1 المحمود: صفحة 13
(81) صحيح مسلم: مجلد (2) صنت 1025
(82) العسقلاني: مجلد 9 صفحة 164- 1
(83) صحيح مسلم: مجلد (2) صفحة 885
(84) نجفي: صفحت 9- 9 1، طبطبائى صفحة 78 1- 8 1 2
(85) ا لما ئد ة: 67
(86) للمزيد من التفاصيل راجع ابن تيمية: منهاج السنة مجلد 4 1 صفحة 84-87
(87) على شريعتي: صفحة 28- 30، العسكرى: 34- 3،
(88) 1 لمائد ة: 3
(89) يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك.. المائدة: 67
(0 9) صحيح مسلم: مجلد 4 صفحة 873 1
(91) التحريم:4
(92) طبطائى: صفحة 179
(93) جريدة الجهاد: عدد 56 في 11 سبتمبر 982 1 صفحة 2 1
(94) مرتضى العسكرى: صفحة 37-41
المصادر العربية
1 القرآن الكريم.

2 الحسينى عبد الله. الجذور التاريخية للنصيرية العلو ية، القاهرة: دار الاعتصام، 1980

3 أحمد عسقلانى. فتح البارى: شرح صحيح البخارى، بيروت: د ار المعارف.

4 عز الدين بليق. منهاج الصالحين، بيروت: دار القلم، 1978.

5 محمد بن اسما عيل البخاري. صحيح البخاري، (من ترجمة بالإنجليزية للدكتور محسن خان)، أنقره: هلال ياين لارى، 1976.

6 أحمد الفوزان. أضواء على العقيدة الدرزية، 1979.

7 دكتور عبد الله غريب. وجاء دور المجوس، القاهرة: دار الجيل للطباعة، 1978.

8 دكتورعلى ابراهيم حسن. التاريخ الإسلامى العام، الكو يت: مكتبة الفلاح، 77

9 مسلم بن الحجاج النيسابورى. صحيح مسلم، دارإحياء الكتب العربية، 1955.

10 يحيى بن شرف الدين النووى. من الأ ربعين النوو ية، بيروت: دار القرآن الكريم 1976. (من ترجمة إلى الإنجليزية لعز الدين إبراهيم وجنسون دافيز)

11 عبد الرحمن قاسم وولده. مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، الرباط: مكتبة المعارف ، (37 مجلد).

12 مناع القطان. مباحث في علوم القرآن، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1981. ، سيد سابق. فقه السنة، بيروت: دار الفكر، 1977. (ئلاث مجلدات).

13 مؤسسة الشهيد. الدستور الإسلامى لجمهورية إيران الإسلامية، في جمهورية الإسلامية، 1979.

14إحسان إلهى ظهير. الشيعة والسنة، لاهور: إدارة ترجمان السنة، (الطبحة الحادية عشر

15 عبد الحسين العسكري. العلويون أو النصيريون، 1980.

18 القاضي أبى بكر بن العربي. العواصم من القواصم، (تحقيق وتعليق محب الخطيب)، د ار المعارف

17 أحمد بن تيمية. منهاج السنة النبو ية في نقض كلام الشيعة والقدرية، الرياض: مكتبة الرياض الحديثة، (أربم مجلدات).

18 ابن أثير الجزرى. جامع الأصول في أحاديث الرسول، مكتبة الحلوانى 1978.

19 موسى جار الله. الوشيعة في نقد عقائد الشيعة، القاهرة: مكتبة الكيلانى، 1982.

20 جريدة الجهاد. عدد 56، 11 سبتمبر 1982.

21 محب الدين الخطيب. الخطوط العريضة، ساوث بيرنبى، كندا: مجلس جمعية منشوات الحق.

22 محمد يعقوب الكلينى. الكافي من الأصول، طهران: دار الكتب الإسلامية، (الطبعة الثالثة)، 1968، 1961.

23 عبد الله بن زيد المحمود. بطلان نكاح المتعة، الدوحة، قطر.

24 عبد الحسين الموسوى. مسائل فقهية، بيروت: دار الأندلس




2-الحكم الإسلامي على ساب أمهات المؤمنين الطاهرات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :

إن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن داخلات في عموم الصحابة رضي الله عنهم ، لأنهن منهم ، و كل ما جاء في تحريم سب الصحابة من آيات قرآنية و أحاديث نبوية فإن ذلك يشملهن ، و لما لهن من المنزلة العظيمة و قوة قرابتهن من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ، ولم يغفل أهل العلم عن حكم سابهن و عقوبته ، بل بينوا ذلك أوضح بيان في أقوالهم المأثورة و مؤلفاتهم المختلفة .

أقول : إن أهل العلم من أهل السنة والجماعة أجمعوا قاطبة على أن من طعن في عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه وبما رماها به المنافقون من الإفك فإنه كافر مكذب بما ذكره الله في كتابه من إخباره ببراءتها وطهارتها ، و قالوا إنه يجب قتله .

و قد ساق أبو محمد بن حزم الظاهري بإسناده إلى هشام بن عمار قال : سمعت مالك بن أنس يقول من سب أبا بكر و عمر جلد ، و من سب عائشة قتل ، قيل له : لم يقتل في عائشة ؟ قال : لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين }، قال مالك فمن رماها فقد خالف القرآن ، و من خالف القرآن قتل . قال أبو محمد رحمه الله : قول مالك هانا صحيح و هي ردة تامة و تكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها.[1]

و حكى أبو الحسن الصقلي أن القاضي أبا بكر الطيب قال : إن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبح نفسه لنفسه ، كقوله {و قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه }، و ذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة فقال {ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك } ، سبح نفسه في تبرئتها من السوء كما سبح نفسه في تبرئته من السوء ، و هذا يشهد لقول مالك في قتل من سب عائشة ، ومعنى هذا و الله أعلم أن الله لما عظم سبها كما عظم سبه وكان سبها سباً لنبيه ، و قرن سب نبيه وأذاه بأذاه تعالى ، وكان حكم مؤذيه تعالى القتل ، كان مؤذي نبيه كذلك.[2]

و قال أبو بكر بن العربي : إن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله ، فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله ، و من كذب الله فهو كافر ، فهذا طريق قول مالك ، و هي سبيل لائحة لأهل البصائر ولو أن رجلاً سب عائشة بغير ما برأها الله منه لكان جزاؤه الأدب .[3]

و ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعض الوقائع التي قتل فيها من رماها رضي الله عنها بما برأها الله منه ، حيث يقول : و قال أبو بكر بن زياد النيسابوري : سمعت القاسم بن محمد يقول لإسماعيل بن إسحاق أتى المأمون بالرقة برجلين شتم أحدهما فاطمة و الآخر عائشة ، فأمر بقتل الذي شتم فاطمة و ترك الآخر ، فقال إسماعيل : ما حكمهما إلا أن يقتلا لأن الذي شتم عائشة رد القرآن .

قال شيخ الإسلام : وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه والعلم من أهل البيت وغيرهم .

قال أبو السائب القاضي : كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد الدعي بطبرستان ، و كان بحضرته رجل فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ، فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله إن هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى { الخبيثات للخبيثين و الخبيثون للخبيثات ، والطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات ، أولئك مبرءون مما يقولون ، لهم مغفرة و رزق كريم } ، فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث ، فهو كافر فاضربوا عنقه ، فضربوا عنقه و أنا حاضر .

و روي عن محمد بن زيد أخي الحسن بن زيد أنه قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء فقام إليه بعمود فضرب دماغه فقتله ، فقيل له : هذا من شيعتنا و من بني الآباء ، فقلا : هذا سمى جدي قرنان – أي من لا غيرة له - ، و من سمى جدي قرنان استحق القتل فقتلته .

و قال القاضي أبو يعلى : من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف ، و قد حكي الإجماع على هذا غير واحد ، و صرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم .

و قال أبي موسى – و هو عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن جعفر الشريف الهاشمي إمام الحنابلة ببغداد في عصره - : و من رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة .[4]

و قال ابن قدامة المقدسي : ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء ، أفضلهم خديجة بن خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا و الآخرة ، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم .[5]

وقال الإمام النووي في صدد تعداده الفوائد التي اشتمل عليها حديث الإفك : الحادية و الأربعون : براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك و هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز ، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين ، قال ابن عباس و غيره : لم تزن امرأة نبي من الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين ، و هذا إكرام من الله تعالى لهم .[6]

و قد حكى العلامة ابن القيم اتفاق الأمة على كفر قاذف عائشة رضي الله عنها ، حيث قال : واتفقت الأمة على كفر قاذفها .[7]

و قال الحافظ ابن كثير عند قوله تعالى {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم } ، قال : أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية ، فإنه كافر لأنه معاند للقرآن .[8]

و قال بدر الدين الزركشي : من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها .[9]

و قال السيوطي عند آيات سورة النور التي نزلت في براءة عائشة رضي الله عنها من قوله تعالى { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم .. الآيات } ، قال : نزلت في براءة عائشة فيما قذفت به ، فاستدل به الفقهاء على أن قاذفها يقتل لتكذيبه لنص القرآن ، قال العلماء : قذف عائشة كفر لأن الله سبح نفسه عند ذكره فقال سبحانك هذا بهتان عظيم ، كما سبح نفسه عند ذكر ما وصفه به المشركون من الزوجة والولد .[10]

قلت : هذه الأقوال المتقدمة عن هؤلاء الأئمة كلها فيها بيان واضح أن الأمة مجمعة على أن من سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و قذفها بما رماها به أهل الإفك ، فإنه كافر حيث كذب الله فيما أخبر به من براءتها و طهارتها رضي الله عنها ، و أن عقوبته أن يقتل مرتداً عن ملة الإسلام .

وأما حكم من سب غير عائشة من أزواجه صلى الله عليه وسلم ، ففيه قولان :

أحدهما : أن حكمه كحكم ساب غيرهن من الصحابة ؛وحكم ساب الصحابة و عقوبته هي :

1 – ذهب جمع من أهل العلم إلى القول بتكفير من سب الصحابة رضي الله عنهم أو تنقصهم وطعن في عدالتهم و صرح ببغضهم و أن من كانت هذه صفته فقد أباح دم نفسه و حل قتله ، إلا أن يتوب من ذلك و ترحم عليهم .

و ممن ذهب إلى ذلك : الصحابي الجليل عبد الرحمن بن أزى و عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي و أبو بكر بن عياش ، و سفيان بن عيينة ، و محمد بن يوسف الفريابي و بشربن الحارث المروزي و غير كثير .

فهؤلاء الأئمة صرحوا بكفر من سب الصحابة وبعضهم صرح مع ذلك أنه يعاقب بالقتل ، و إلى هذا القول ذهب بعض العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية .

2 - و ذهب فريق آخر من أهل العلم إلى أن ساب الصحابة لا يكفر بسبهم بل يفسق ويضلل ولا يعاقب بالقتل ، بل يكتفي بتأديبه وتعزيره تعزيراً شديداً يروعه و يزجره حتى يرجع عن ارتكاب هذا الجرم الذي يعتبر من كبائر الذنوب والفواحش المحرمات ، وإن لم يرجع تُكرر عليه العقوبة حتى يظهر التوبة .

و ممن ذهب إلى هذا القول : عمر بن عبد العزيز و عاصم الأحول و الإمام مالك و الإمام أحمد و كثير من العلماء مما جاء بعدهم .

الثاني : و هو الأصح من القولين على ما سيتضح من أقوال أهل العلم أن من قذف واحدة منهن فهو كقذف عائشة رضي الله عنها .

التوضيح : أخرج سعيد بن منصور وابن جرير الطبري و الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قرأ سورة النور ففسرها ، فلما أتى على هذه الآية {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات }، قال : هذه في عائشة و أزواج النبي صلى الله علية وسلم ، ولم يجعل لمن فعل ذلك توبة ، و جعل لمن رمى امرأة من المؤمنات من غير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم التوبة ، ثم قرأ {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء}إلى قوله{إلا الذين تابوا} ، ولم يجعل لمن قذف امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم توبة ، ثم تلا هذه الآية {لعنوا في الدنيا و الآخرة ولهم عذاب عظيم} ، فهمّ بعض القوم أن يقوم إلى ابن عباس فيقبل رأسه لحُسنِ ما فسّر .[11]

قال ابن تيمية : فقد بين ابن عباس أن هذه الآية إنما نزلت فيمن يقذف عائشة وأمهات المؤمنين لما في قذفهن من الطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيبه ، فإن قذف المرأة أذىً لزوجها كما هو أذى لابنها ، لأنه نسبة له إلى الدياثة وإظهار لفساد فراشه ، فإن زناء امرأته يؤذيه أذىً عظيماً ، و لهذا جوز له الشارع أن يقذفها إذا زنت ، و درء الحد عنه باللعان و لم يبح لغيره أن يقذف امرأة بحال .[12]

و قد قال كثير من أهل العلم أن بقية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لهن حكم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .

فقد قال أبو محمد ابن حزم بعد أن ذكر أن رمي عائشة رضي الله عنها ردة تامة و تكذيب للرب – جلا وعلا – في قطعه ببراءتها ، قال : و كذلك القول في سائر أمهات المؤمنين ولا فرق ، لأن الله تعالى يقول { و الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ، أولئك مبرؤون مما يقولون } ، فكلهن مبرآت من قول إفك والحمد لله رب العالمين .[13]

و ذكر القاضي عياض عن ابن شعبان – محمد بن القاسم بن شعبان أبو إسحاق ابن القرطبي من نسل عمار بن ياسر ، رأس الفقهاء المالكيين بمصر ت355هـ – أنه قال : ومن سب غير عائشة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ففيها قولان :

أحدهما : يقتل لأنه سب النبي صلى الله عليه وسلم ، بسب حليلته .

و الآخر : أنها كسائر الصحابة يجلد حد المفتري ، قال : و بالأول أقول .[14]

و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : و أما منسب غير عائشة من أزواجه صلى الله عليه وسلم ففيه قولان :

أحدهما : أنه كساب غيرهن من الصحابة .

والثاني : و هو الأصح أنه من قذف واحدة من أمهات المؤمنين فهو كقذف عائشة رضي الله عنها .. و ذلك لأن هذا فيه عار و غضاضة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أذى له أعظم من أذاه بنكاحهن .[15]

و قال الحافظ ابن كثير رحمه الله بعد قوله تعالى { إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم } : هذا وعيد من الله تعالى للذين يرمون المحصنات الغافلات ، خرج مخرج الغالب المؤمنات ، فأمهات المؤمنين أولى بالدخول في هذا من كل محصنة ولا سيما التي كانت سبب النزول ، و هي عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما – إلى أن قال - : و في بقية أمهات المؤمنين قولان : أصحهما أنهن كهي والله أعلم .[16]

و مما يرجح القول بأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم غير عائشة في الحكم وجوه :

الوجه الأول : أن لعنة الله في الدنيا والآخرة لا تستوجب بمجرد القذف ، وأن اللام في قوله تعالى {المحصنات الغافلات المؤمنات} لتعريف المعهود ، والمعهود هنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن الكلام في قصة الإفك و وقوع من وقع في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، أو قصر اللفظ العام على سببه للدليل الذي يوجب ذلك .

الوجه الثاني : أن الله سبحانه رتب هذا الوعيد على قذف محصنات غافلات مؤمنات ، و قال في أول سورة النور : { و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة .. الآية } فترتب الجلد و رد الشهادة و الفسق على مجرد قذف المحصنات ، فلا بد أن تكون المحصنات الغافلات المؤمنات لهن مزية على مجرد المحصنات و ذلك – والله أعلم – لأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مشهود لهن بالإيمان لأنهن أمهات المؤمنين و هن أزواج نبيه في الدنيا و الآخرة و عوام المسلمات إنما يعلم منهن في الغالب ظاهر الإيمان و لأن الله سبحانه قال في قصة عائشة { و الذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم } فتخصيصه بتولي كبره دون غيره دليل على اختصاصه بالعذاب العظيم ، و قال تعالى {ولولا فضل الله عليكم و رحمته في الدنيا و الآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم } ، فعلم أن العذاب العظيم لا يمس كل من قذف ، وإنما يمس متولي كبره فقط ، و قال تعالى هنا { له عذاب عظيم } فعلم أنه الذي رمى أمهات المؤمنين و يعيب بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وتولى كبر الإفك ، و هذه صفة المنافق ابن أبي سلول.

الوجه الثالث : لمّا كان رمي أمهات المؤمنين أذى للنبي صلى الله عليه وسلم لعن صاحبه في الدنيا و الآخرة ، و لهذا قال ابن عباس : ليس فيها توبة ، لأن مؤذي النبي صلى الله عليه وسلم لا تقبل توبته إذا تاب من القذف حتى يسلم إسلاماً جديداً ، وعلى هذا فرميهن نفاق مبيح للدم إذا قصد به أذى النبي صلى الله عليه وسلم أو أذاهن بعد العلم بأنهن أزواجه في الآخرة ، فإنه ما لعنت امرأة نبي قط .

و مما يدل على أن قذفهن أذىً للنبي صلى الله عليه وسلم ما خرجاه في الصحيحين في حديث الإفك عن عائشة ، قالت : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول ، قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو على المنبر : يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي ، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً ، و لقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً ، و ما كان يدخل على أهلي إلا معي .[17]

فهذه الوجوه الثلاثة فيها تقوية و ترجيح لقول من ذهب إلى أن قذف غير عائشة رضي الله عنها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حكمه كقاذف عائشة رضي الله عنها ، لما فيه من العار والغضاضة على النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أن في ذلك أذى عظيماً للنبي عليه الصلاة والسلام .



[1]المحلى (13/504) .

[2]الشفاء للقاضي عياض (2/267-268) .

[3]أحكام القرآن لابن العربي (3/1356) .

[4]الصارم المسلول ( ص 566-568) .

[5]لمعة الاعتقاد (ص 29 ) .

[6]شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 117-118 ) .

[7]زاد المعاد (1/106) .

[8]تفسير القرآن العظيم (5/76) .

[9]الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (ص 45 ) .

[10]الإكليل في استنباط التنزيل ( ص 190) .

[11]الدر المنثور (6/165) و جامع البيان (18/ 104 ) .

[12]الصارم المسلول ( ص 45 ) .

[13]المحلى (13/504) .

[14]الشفاء للقاضي عياض (2/ 269) .

[15]الصارم المسلول (ص 567 ) .

[16]تفسير القرآن العظيم (5/76) .

[17]البخاري (3/163) ومسلم (4/2129-2136 ) .



3-آية الله الـذي اهـتـدى للإســلام

باسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و أصحابه أجمعين:

آية الله العظمى السيد أبو الفضل إبن الرضا البرقعي من سلالة الحسين رضي الله عنه. كان من أقران الخميني، بل أعلى مرجعية منه في مذهب الشيعة. خرج من التشيع و أعلن السنة في عهد الشاه.

هو من أهل قم و قد أقام أجداده منذ ثلاثين جيلاً فيهاً، و كان جدّه الأعلى موسى المبرقع ابن الإمام محمد التقي بن سيدنا على بن موسى الرضا -عليه السلام- و قد وفد إلى قم و قبره الآن مشهور في قم. و لأن نسبه يصل إلى موسى المبرقع فيقال له البرقعي و لأنه يصل الى سيدنا الرضى سلسلة نسبه و شجرة عائلته كما وردت في كتب الأنساب.

طلب العلم فى قم عند آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي و آية الله حجت كوه كمره اى، و آية الله السيد أبو الحسن الاصفهاني و الحاج الشيخ محمد علي القمي و ميرزا محمد السامرائي و الحاج الشيخ عبد النبي الاراكي و القاسم الكبير القمي، و آية الله شاه آبادي و عدد من العلماء الآخرين. و له عدة إجازات من آيات الله في إيران.

يجب العلم أنّ البرقعى رحمه الله بعد أن اهتدى إلى الحق و السنة و نبذ التشيع أعلن يدعو كل من أدّى إليه من الخمس شيئاً ليردّه إليه ثمّ أفتى بحرمة أخذ الخمس من غير الغنائم الحربية كما لدى أهل السنة والجماعة و بنص من القرآن ( و اعلموا أنما غنمتم من شىء....). و قد سبقه إلى ذلك كسروي الذي هو أول من خرج على التشيع و ألف كتبا قيمة و قوية في الرد على التشيع و التصوف وقال بالحرف الواحد أن الإسلام الصحيح هو ما عليه أهل السنة فضلا عن أنه من أكبر و أوثق المؤرخين الكبار في العصر الأخير في إيران، وقتل في داخل قاعة المحكمة عن عمر يناهز 54 عاما، بفتوى من الخميني. و بعد الكسروي تتابع الخروج من التشيع و تأثر كثير من علماء الشيعة بآرائه الجريئة و نبذوا التشيع جانبا ومنهم آية الله البرقعي الذي كان يكتب الرد عليه لما كان شيعيا!

وقد طورد بعد هدايته إلى المذهب الحق الكتاب والسنة وأطلق عليه أحد حراس الثورة النار وهو في بيته يصلي فدخلت الرصاصة من خده الأيسر وخرجت من خده الأيمن لكنه لم يمت كما أراد القاتل ، فحمل إلى المستشفى وهو مغمى عليه فمُنع من العلاج والمهم أنه بعد شفائه بسنوات حكم عليه بالسجن ثلاثون عاماً وكان عجوزا عجيباً في أمره فقد أحدث في السجن ثورة بلسانه الذي لم يكن يهدأ ولم يسكت على باطل قط ، وبما أنه كان شيخاً بسيطاً ولم تكن له جماعة منظمة لم تشعر الدولة بخطر جسيم فوري تجاهه لأنها كانت مشغولة بالحرب حينذاك ثم توفي بقدر الله بعد موت الشاه وموت الخميني .

وكان للشيخ البرقعي مسجداً يصلي فيه في ( غذر وزير دفتر ) في طهران قريباً من ميدان ( توبخانه ) وأقام صلاة الجمعة فيه بعد ما اهتدى إلى الحق واجتمع مشايخ قم بزعامة مرجعهم حينذاك شريعتمداري وأرسلوا إلى الشاه ستة آلاف توقيع أن هذا ( اليهودي ) يريد هدم دين أهل البيت ( لاحظ الفرية ) فأخذ إلى المحكمة ولما تكلم معه الضابط قال لهم : كيف قلتم هذا يهودي وهو يدافع عن القرآن ؟؟ فأطلق سراحه وعاد إلى مسجده لكنه لم يسلم فهاجموا مسجده وأغروا الأوباش والعوام واستولوا عليه وبعد ذلك كان يصلي الجمعة في بيت في طهران قرب ( ميدان انقلاب ) في شارع جمال زاده ثم ضيقواعليه مع أنه يوجد مقابل بيته في نفس الشارع كنيسة للنصارى ومسبح للعاريات والآن أصبح للمحجبات ولم يكن أحد يعترض على ذلك بشيء .

وكان يكتب في كتبه : إنه في بلدنا هذا يستطيع المسيحي واليهودي والعلماني والذي لا دين له أن يعيش بكل راحة .
أما أهل السنة فلا راحة لهم في بلدنا ولا يستطيعوا العيش بين هؤلاء المشركين ... رحمه الله رحمة واسعة حيث أنقذ نفسه بالرجوع إلى الحق وعدم الخوف في الله من لوم أي لائم .


و قد ترجم آية الله البرقعي مختصر منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية الى الفارسية و ألف كتباً تتعلق بصميم عقائد القوم منها:

1- كسر الصنم: وهو في الرد على أصول الكافي للكليني الشيعي ويقع في 411 صفحة بالفارسية و 360 صفحة بالعربية و هو دراسة حديثيه لكتاب المذكور حيث يقارنه بالقرآن و العقل ثم يفنده و ينقض من خلاله عقيدة القوم بشكل غير مسبوق.
2- تضاد مفاتيح الجنان مع القرآن: مفاتيح الجنان أهم كتاب دعاء لدى القوم و يحملونه معهم في جميع الزيارات و المشاهد و الحج، وهو يدرسه دراسة حديثية، حديثاً حديثاً على أساس المذهب نفسه كالكتاب السابق ثم يعرض أحاديثه تلك على القرآن و العقل ثم يرد عليها و يرد على عقيدة القوم من خلاله و يقع في 209 صفحات.
3- دراسة علمية في أحاديث المهدي: إن أساس عقائد المذهب الشيعي هي عقيدة المهدي المنتظر و يدرس في هذا الكتاب ثلاث مجلدات من كتاب البحار للمجلسي و التي تتعلق رواياته بالمهدي ثم يفندها طبقاً للمذهب أيضاً و يقع في 211 صفحة.
4- دراسة في نصوص الإمامة: يدرس المؤلف فيه النصوص الواردة في الإمامة و الخلافة لدى السنة و الشيعة ثم يفند الروايات الشيعية و يثبت بأدلة قاطعة أن الخلافة حق و الإمامة المنصوصة لا أساس لها و لا دليل و يقع في 170 صفحة.
5- الجامع المنقول في سنن الرسول: وهو عدة مجلدات، و يورد فيه المؤلف الروايات الفقهية الصحيحة لدى السنة ثم يدعمها بما وردت لدى الشيعة أي أن كل ما وردت لدى السنة وردت لدى الشيعة إلا أن الشيعة لا يأخذون بها تعصباً و عناداً و هو يقع في 1406 صفحات.
6- نقد على المراجعات.
7- تضاد مذهب الجعفري مع القرآن و الإسلام.
و نحن بحاجة ماسة الى طبع هذه الكتب باللغتين العربية و الفارسية لأهمية نشرها في أوروبا و الدول العربية و إيران.
ملاحظة: لتحميل كتاب كســــر الصنـــم (نقض كتاب أصول الكافي) اضغط هنا





4-التشيع و الشيعة للإمام الشيعي "الكسروي"

(شيعي سابقا.)..


بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و أصحابه الطيبين الطاهرين ، أما بعد :
فقد وقفت على كتاب بعنوان ( التشيع و الشيعة ) لمؤلف يدعى أحمد الكسروي ، و هو عالم إيراني من كبار شيوخ المذهب الرافضي ( سابقاً ) . و هذا الكتاب كتبه بناء على طلب من شيعة الكويت ، حيث بين فيه حقيقة المذهب و مصادره و أصوله و عقائده و آثاره . و قد قام بمراجعته و تصحيحه و تحقيق نصوصه و التعليق عليها ، كل من فضيلة الشيخ الدكتور : ناصر بن عبد الله القفاري حفظه الله ، و فضيلة العلامة الشيخ : سلمان بن فهد العودة حفظه الله . و للمؤلف كتب كثيرة جداً ، و مقالات منتشرة في الصحف الإيرانية . و قد استقطبت هذه الكتابات والأفكار عدداً كبيراً من الشباب الإيراني ، فأحاط به الآلاف منهم ، و قاموا بنصرته و بث آرائه و نشر كتبه . ولا يزال في المجتمع الإيراني كثير من الشباب المتأثرين بهذه الكتابات ، ولاسيما فيما يتصل بإعجابهم بدعوة الشيخ ( محمد بن عبد الوهاب ) . حتى إن الخميني في كتابه ( كشف الأسرار ص 58 ) قال : هل يحق لنا أن .. نتقبل أفكار ابن تيمية ، و محمد بن عبد الوهاب و من يتبعهما و يقلدهما من الإيرانيين ، الذين تجردوا من العقل و الحكمة ، و أخذوا يقلدونهما تقليداً أعمى ؟ . و مثله في ( ص 73) و قد دفع المؤلف حياته ثمناً لهذه الدعوة ، حيث ضرب بالرصاص من قبل مجموعة من الروافض ، فدخل المستشفى و أجريت له عملية جراحية ، و تم شفاؤه . ثم أخذ خصومه يتهمونه بمخالفة الإسلام ، و رفعوا ضده شكوى إلى وزارة العدل ، و دعي للتحقيق معه ، و في آخر جلسة من جلسات التحقيق في نهاية سنة 1324هـ ضرب بالرصاص مرة أخرى و طعن بخنجر ، فمات على إثر ذلك ، و كان في جسمه تسعة و عشرون جرحاً . و قد عاش المؤلف 57 سنة ، و ترك أفكاره و كتبه و مقالاته حية مع الأحياء.
و في ما يلي استعراض سريع لهذا الكتاب:
المقدمة و تشتمل على :-
- 1 ترجمة مختصرة للمؤلف .
- 2 عرض عام للكتاب و موضوعاته .
- 3 عملنا في إخراج الكتاب .
- 1 المؤلف : هو أحمد مير قاسم بن مير أحمد الكسروي ، ولد في تبريز عاصمة أذربيجان ، أحد أقاليم إيران ، وتلقى تعليمه في إيران ، و عمل أستاذاً في جامعة طهران ، و تلوى عدة مناصب قضائية ، و تولى مرات رئاسة بعض المحاكم في المدن الإيرانية ، حتى أصبح في طهران أحد كبار مفتشي وزارة العدل الأربعة ، ثم تولى منصب المدعي العام في طهران ، و كان يشتغل محرراً لجريدة ( برجم ) الإيرانية ، و كان يجيد اللغة العربية ، والتركية ، و الإنجليزية ، والأرمنية ، والفارسية ، والفارسية القديمة ( البهلوية ) .
و له كتب كثيرة جداً ، و مقالات منتشرة في الصحف الإيرانية .
و كانت مقالاته القوية التي يهاجم بها أصول المذهب الشيعي ، قد جذبت نظر بعض المثقفين ، والجمعيات العامة في البلاد إليه ، و أقبل عليه فئات من الناس من كل أمة و نحلة ، ولا سيما الشباب – من خريجي المدارس – فأحاط به آلاف منهم ، وقاموا بنصرته ، و بث آرائه ، و نشر كتبه .
و وصلت آراؤه بعض الأقطار العربية ، و هي الكويت ، و قد طلب بعض الكويتيين من الكسروي تأليف كتب بالعربية ليستفيدوا منها ، فكتب لهم هذا الكتاب ( التشيع والشيعة ) ، والذي أوضح فيه بطلان المذهب الشيعي ، و أن خلاف الشيعة مع السلمين إنما مستنده التعصب واللجاج ، و ما إن أتم كتابه هذا حتى ضرب بالرصاص من قبل مجموعة من الروافض ، فدخل المستشفى ، وأجريت له عملية جراحية ، و تم شفاؤه .
ثم أخذ خصومه من الروافض يتهمونه بمخالفة الإسلام ، و رفعوا ضده شكوى إلى وزارة العدل ، ودعي للتحقيق معه ، و في آخر جلسة من جلسات التحقيق ، في نهاية سنة 1324هـ ، ضرب بالرصاص مرة أخرى ، و طعن بخنجر ، فمات على إثر ذلك ، و كان في جسمه تسعة و عشرون جرحاً ، وقد عاش سبعاً و خمسين سنة ، و ترك أفكاره و كتبه و مقالاته الكثيرة حية مع الأحياء .
و قد نشر أفكاره الأساسية سنة 1311هـ ، في كتاب بالفارسية سماه ( آيين ) – أي : دستور ، أو دين - ، و نشر أفكاره عن المذهب في كتبه : ( صوفيكاري ) و ( بهائيكري ) و ( شيعيكري ) ، و غيرها (1) ، وكان لهذه الأفكار آثار بعيدة المدى في المجتمع الإيراني ، سنكتب عنها كتابه خاصة – في المستقبل بإذن الله – مع عرض لأعداد غفيرة من العلماء الذين خرجوا عن دين الشيعة و تبرؤوا منه .
- 2 عرض الكتاب ، و موضوعاته :
- أ عرض تفصيل للكتاب :
قام المؤلف بدراسة مذهب الشيعة ، في نشأته و أصوله و كتبه و أئمته و آثاره ، دراسة جمعت بين التحليل العقلي ، والبرهان التاريخي ، والعرض العلمي ، وانتهى – بعد عرض منظم واضح – إلى أن مذهب الروافض قد جاء بمجازفات و أمور منكرة كثيرة ، و أن الرافضة قد انفصلوا عن جماعة المسلمين بعقائدهم و أحكامهم .
و هذا عرض مختصر لمحتويات الكتاب ، نرجو ألا يكون حائلاً بين القارئ و بين قراءة الكتاب نفسه بأسلوب المؤلف الخاص القوي .
يرى الكسروي أن الرافضة قد انحرفوا إلى الغلو في حب علي ، و معاداة أبي بكر و عمر وعثمان بدعوى أن علياً كان أحق بالخلافة منهم ، و كان هذا الانحراف يشتد بمرور الزمن ، و كان التشيع يتطور من جهاد سياسي إلى عقائد مفرطة .
و يتحدث عن غلو الشيعة في أئمتها ، و آثار هذا الغلو في انفصال الشيعة عن المسلمين ، واستقلالهم بعقائدهم و أحكامهم الخاصة .
و يذكر أن شذوذهم هذا دفعهم إلى وضع أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و تأويل آيات من القرآن ، و حريف أخبار الوقائع .
ثم يتحدث عن دعوى الشيعة غيبة إمامهم الثاني عشر ، و بين بالأدلة القوية العقلية والتاريخية أن تلك خرافة ، و يقول إن التعصب كان قد أعمى قلوب الشيعة .
ثم يذكر كتبهم المعتمدة ، والموضوعات التي تهتم بها .
و بعد هذا يعقد باباً كاملاً يضمنه ثلاثة فصول :
الفصل الأول : بطلان مذهب التشيع من أساسه .
الفصل الثاني : فيما اشتمل عليه من الدعاوي الكاذبة .
الفصل الثالث : فيما نتج عنه من الأعمال القبيحة .
- يذكر في – الفصل الأول – أن من أسس مذهب التشيع ( الإمامة ) ، و يقول : إن الإمامة بالمعنى الذي ادعوه دعوى لا يصحبها دليل ، فلسائل أن يسأل : لِمَ لَمْ يُذكر أمر عظيم – كهذا – في القرآن و هو كتاب الإسلام ؟
ثم يذكر أهم ما يتعلقون به من أدلة حول النص على إمامة علي ، ويبطل هذه الأدلة المزعومة بحجج عقلية باهرة من أقواها ، اتفاق الصحابة على بيعة أبي بكر في السقيفة ، ولو كان النبي صلى الله عليه و سلم نص على علي لما خالفوه ، أما دعوى الرافضة ارتداد الصحابة ، فيقول الكسروي : إن هذا اجتراء منهم على الكذب والبهتان ، فلقائل أن يقول : كيف ارتدوا و هم كانوا أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ، آمنوا به حين كذبه الآخرون ، ودافعوا عنه واحتملوا الأذى في سبيله ، ثم ناصروه في حروبه ، و لم يرغبوا عنه بأنفسهم .
ثم أي نفع لهم في خلافة أبي بكر ليرتدوا عن دينهم لأجله ؟ فأي الأمرين أسهل احتمالاً : أكذب رجل أو رجلين من ذوي الأغراض الفاسدة ؟ أو ارتداد بضع مآت من خلّص المسلمين ؟ فأجيبونا - أن كان لكم جواب ! .
وفي - الفصل الثاني – يتحدث عما اشتمل عليه التشيع من الدعاوى الكاذبة ، مثل : دعوى تفويض الأمور للأئمة ، وأنهم يعلمون الغيب ، وادعاء المعجزات لهم ، و دعوى أن الشيعة من طينة خاصة ، ويناقشها بمنطق قوي فيقول مثلاً : ومن الأحاديث المعروفة عند الشيعة ( حب على حسنة لا يضر معها سيئة ) ، و أنتم ترون أنها تخالف القرآن حيث يقول { و من يعمل مثال ذرة شراً يره} مخالفة صريحة ، ثم أليس هذا نسخاً للدين ؟ إن كان حب علي لا تضر معه سيئة فأي حاجة إذا لشرع الأحكام ؟
وفي – الفصل الثالث – ذكر ما نتج عن التشيع من الأعمال القبيحة ، و قال : مما يوجب الأسف أن التشيع فضلاً عن إضلاله الناس ، و سوقهم إلى عقائد باطلة ما أنزل الله بها م سلطان ، قد بعثهم على أعمال كثيرة منكرة ، أعمال تخالف الدين ، والعقل والتهذيب ، وتوجب مضار كثيرة من كل نوع ..
و ذكر من هذه الأعمال الطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و القدح فيهم ، يقول : ولهذه القبيحة تاريخ مؤلم طويل ، فإنه مما أصل العداء بين الفريقين .. ، و لو أراد أحد أن يبحث عن الأضرار الناجمة عن هذه البدعة المشؤومة لاحتاج إلى تأليف كتاب كبير .
ومنها التقية ، و يقول : إنها من نوع الكذب والنفاق ، و هل يحتاج الكذب والنفاق إلى البحث عن قبحهما ؟
و منها إقامة المآتم للحسين ، و ما يجري فيها من ضرب الجسد بالسلاسل ، و جرح الرأس بالسيف و صنع الجنائز ، و إقفال البدن و غير ذلك .. و يذكر أن شيخ الشيعة يروون في فضلها أحاديث كثيرة ، والحقيقة أنها بدعة في الإسلام ، و ما يروون من الأحاديث افتراء على الله ، و هذه الروايات تجرئ الناس على المعاصي ، و تصرفهم عن التقيد بالحلال والحرام ، والاهتمام بأمر الدين
ومنها عبادة القبب التي يصورها بقوله : فقد شادوا على قبر كل واحد من أئمتهم قبة من الذهب أو الفضة ، وبنوا مباني و نصبوا خداماً فيقصدها الزائرون من كل فج عميق ، فيقفون أمام الباب متواضعين ، و يستأذنون متضرعين ، ثم يدخلون فيقبلون القبر ، و يطوفون حوله ، و يبكون و يبتهلون و يسألون حاجات لهم فهل هذه إلا العبادة ؟
و يرد على جوابهم بأنهم يستشفعون بهم فيقول : إن الله لا حاجة إلى الاستشفاع عنده .. ثم إن هذا الجواب هو عين جواب المشركين في قولهم كما حكى الله عنهم { هؤلاء شفعاؤنا عند الله }
- ب جوانب تستحق الإشادة :
في الكتاب جوانب كثيرة من الجدير بالقارئ أن يمعن النظر فيها لما تدل عليه من عمق نظرة المؤلف و قوته ، و شجاعته ، نشير إلى بعضها بإيجاز :
- فمن ذلك ما يبرز في الكتاب من إيمان الرجل بالله ، و صحة تدينه ، و نظرته الصحيحة لكثير من قضايا الاعتقاد ، كتوحيد الربوبية و توحيد الألوهية ، والنبوات .. وغير ذلك و لعل هذا أثر لتعلقه بالقرآن ، ذلك التعلق الذي يتضح من كثرة استشهاده بالآيات القرآنية على ضلالات الرافضة ، ومن رده لقضية الإمامة بأنها لو كانت حقاً - بالصورة التي يعتقدونها هم – لورد في القرآن ما يدل عليها ، و ذلك لخطورتها و عظم شأنها في دين الرافضة .
بل إنه يذكر في بعض قصصه و مناظراته أنه كان يتلوا بعض سور القرآن ، و ذلك في مناظرته مع أحد الشيخين ، و هي مناظرة عميقة الدلالة في متانة دين المؤلف و قوة حجته .
و لا التفات بعد ذلك لما يرميه به الرافضة من الإلحاد ، فقد ذكر هو في الكتاب هذا أنه حينما أنكر عليهم زيارة المشاهد ، و بذل الأموال الطائلة فيها ، وصفه أحد علمائهم بأنه لا دين له .
و قد أنكر المؤلف كثيراً من الضلالات الرافضية كزيارة المشاهد و عبادة القبب والقبور ، و شد الرحال إليها والطواف حولها ، والبكاء والتضرع والتوسل بالموتى .
و أثنى على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، و أنها أثرت في طائف المسلمين كلهم غير الروافض ، فإنهم لم يكترثوا بما كان و لم يعتنوا بالكتب المنتشرة و الدلائل المذكورة أدنى اعتناء ، ولم يكن نصيب الوهابيين منهم إلا اللعن والسب كالآخرين ! .
- ومن الجوانب البارزة في الكتاب بروزاً تاماً براءة المؤلف من دين الرافضة ، و إنكاره له ، ونعيه على منتحليه فهو يسميهم : الرافضة ، أو الروافض في أغلب المواضع ، حتى قال : و لكي يزيد القارئون بصيرة في أمر هؤلاء الروافض آتي هنا بخلاصة منها ( يعني من أسطورة الأسد ) .
و يقول : التشيع ليس إلا طريقاً للضلالة والعوج ! و هؤلاء ( يعني الأبواب ) ليسوا إلا ملومين ، ويستحقون الذم ! .
و يصف النواب و غيرهم من مقدمي الشيعة بأنهم كانوا ضعفاء الإيمان بالله ، و النبي و دينه ، ويستدل على ذلك باجترائهم على الله والدين ، و جعل الأكاذيب و تأويل الآيات و تحريف الأخبار و إنكار المشهودات ، و إحداث البدع و شق عصا المسلمين ، و أخذ الأموال المحرمة من الناس و تهارشهم عليها ! .
و ينكر على الأئمة المزعومين عدم مجاهرتهم بحقهم المدعي ، و يخاطب الرافضة قائلاً : إن كان إمامكم لم يقر بحقه ، و لم ينل الخلافة ، فكيف كان يتسمى بالخليفة ؟ و يدعو أناساً إلى طاعته ، صارفاً إياهم عن طاعة الخلفاء المعاصرين ؟ أم يكن هذا منه شقاً لعصا المسلمين ؟ ألم يكن هذا هدماً لأساس الدين ؟
و ينتقد الشاه إسماعيل الصفوي الذي أجرى من دماء أهل السنة أنهارا . و هذا يوضح ميل المؤلف الصريح لأهل السنة و دولتهم ، وانتقاده صرف زعماء الشيعة للناس عن طاعة خلفاء الإسلام ، و شقهم العصا ، و تفريقهم الكلمة ، و هدمهم الدين .
و يصف الرافضة بالكفر و الإلحاد ؛ لأنهم أفرطوا في إسباغ الأوصاف الخيالية على أئمتهم المزعومين و يقول : نحتاج إلى كلام طويل لنوضح ضلال هذه الطائفة عن الدين ، و توغلهم في الكفر .
و هو أخيراً يخاطب الرافضة خطاب البريء منهم ، الخارج من جملتهم ، و من ذلك قوله عن ( كريم خان ) : إنه يضرب السكة باسم إمامهم .
- و من الجوانب البارزة عناية المؤلف بالنقد العقلي لأصول الرافضة ، و بيان ما هو الحق ، و هو مبرز في هذا بشكل ظاهر ، وإليك هذه الأمثلة المتفرقة :-
- أ إن العوام لا يحسبون من الله إلا كل أمر خارق للعادة ، أو شاذ لا يقع إلا نادراً ، فترونهم يرون الأشجار قد ازدهرت في الربيع فلا يتعجبون ، ولا يحسبونه من آثار قدرة الله ، و لكن إن ازدهرت شجرة في الخريف أخذتهم الهزة ، فترونهم يحركون رؤوسهم ، و يقولون : انظر إلى قدرة الله .
- ب إنكاره أن يتبرأ النبي صلى الله عليه و سلم من علم الغيب ، و يدعيه هؤلاء !
- جـ في المناظرة البديعة التي جرت له مع رجل من علماء الشيعة ممن ينسبون إلى علي دعوى التصرف في الكون ، فقال له المناظر : أتكذّب علياً ؟ فرد المؤلف : لابد لنا من أحد أمرين : تكذيب علي ، أو تكذيب البرسي ، فاختر أيهما شئت ! .
- د ما ذا كان يفعل الإمام الغائب بالمال ، و هو معتزل عن الأمور لا يقوم بها ؟
- هـ إذا كان الأئمة المستورون حججاً لله على خلقه ، فكيف يكونون كذلك و هم مستورون لا يعرفهم الناس ؟
- و لماذا لم يظهر المهدي في بعض الفرص المواتية ، عندما استولى آل بويه على بغداد ؟ ثم عندما قام إسماعيل الصفوي ؟ ثم عندما كان كريم خان يضرب على السكة اسم صاحب الزمان ؟
- ز و في دعوى النص على الخليفة يقول : إن كنتم تحادثوننا عن الإسلام فأتوا بدليل منه ، و إن كنتم تحادثوننا عن آرائكم فصرحوا به ! .
- حـ و في الرد على دعواهم وصية النبي صلى الله عليه و سلم عند موته لعلي ، يقول : ليت شعري هل كان النبي صلى الله عليه و سلم لا هم له إلا ذكر علي ، و سوقه إلى الخلافة من بعده ؟ ثم يقول : والرزية أن يسند ذوو أهواء إلى الله و رسوله كل ما يهوون !
- و نرى ضرورة الإشارة الخاصة إلى احترامه لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم – على سبيل العموم – و نقده الرافضة لوقيعتهم فيهم نقداً قوياً .
- و قد تحدث في موضوع خاص ضمن الأفعال القبيحة الناتجة عن التشيع عن _ القدح في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – و ذلك في الفصل الثالث .
- و قد اعتبر المؤلف زعم الشيعة بأن أبا بكر و عمر من المنافقين من الوقاحة .
- و قال إن من فضائع الشاه إسماعيل الصفوي بعثه الناس على ثلب أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم .
- و دافع عن عمر و ما قاله ساعة موت النبي صلى الله عليه و سلم ... ، و قال : فأي ذنب أتى عمر حتى يرتد أو ينكشف كفره ونفاقه ؟
- و من جملة كلامه في هذا قوله : و أما ما قالوه عن ارتداد المسلمين بعد موت النبي صلى الله عليه و سلم إلا ثلاثة أو أربعة منهم ، فاجتراء منهم على الكذب و البهتان ، فلقائل أن يقول : كيف ارتدوا و هم كانوا أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ؟ آمنوا به حين كذبه الآخرون ، ودافعوا عنه ، و احتملوا الأذى في سبيله ، و ناصروه في حروبه ، و لم يرغبوا عنه بأنفسهم .
ثم أي نفع كان لهم في خلافة أبي بكر ليرتدوا عن دينهم لأجله ؟ فأي الأمرين أسهل احتمالاً : أكذب رجل أو رجلين من ذوي الأغراض الفاسدة ؟ أو ارتداد بضع مآت من خلص المسلمين .
و مع هذا الموقف المشرف الذي يشاد به إلا أن للمؤلف طعنات و وخزات في بعض الأصحاب ، تأتي الإشارة إليها في الموضوع التالي .
- جـ استدراكات .. .. و ملحوظات :-
لا يخلوا الكتاب منزلات و أخطاء نابعة من عدم الوضوح العقدي لدي المؤلف في بعض الجوانب ، و هي في الغالب نتيجة لتأثره بالبيئة الرافضية من حوله ، التأثير الذي يأخذ اتجاهين :- أولهما : تقبله لبعض تصوراتهم نتيجة كثرة طرقها ، و الإلحاح عليها في مجتمعاتهم ، و مؤسساتهم العلمية ، و مناسباتهم المختلفة ، و ذلك كوقيعته في بعض رجالات الصدر الأول ، و من بعدهم . والثاني : و هو الأغلب الرفض المبالغ فيه لما عليه مدعو التشيع ، ذلك الرفض الذي يعمى في بعض الأحيان عن تمييز الحق من الباطل ، و قد يكون للأمر أصل في الشرع فزادت عليه الرافضة من جرابها ما زادت فيرفض المؤلف الأمر كله ، و هو ما يسمى بـ ( ردة الفعل ) .
كما أن غيبة بعض المصادر الصحيحة التي يمكن التلقي عنها جعلت المؤلف يعتمد على معلوماته الناقصة ، أو آرائه الخاصة .
و من هذه الملحوظات :-
- 1 لمزه لبعض الصحابة المشاركين في الحروب الدائرة بين المسلمين ، خاصة ممن كانوا في الطرف الآخر المواجه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، و قد يفسر دوافعهم تفسيراً جاهلياً ، و ينقل بعض الروايات عن علي رضي الله عنه ، في الطعن فيهم ، و هي روايات مختلقة ، و من ذلك طعنه في طلحة والزبير و عائشة و معاوية رضي الله عنهم أجمعين .
- 2 نقده لرجالات الإسلام الذين ادعتهم الرافضة ، و تصديقهم فيما يقولون فيهم مع اعترافه بأنهم كذابون ، يختلقون ما يقولون ، ولا يتورعون عن الدس و الافتراء و التزوير .
فهو يطعن في جعفر و يروي أنه اغتر بأقوال من حوله ، و صار يحسب أن الله قد اختاره لإرشاد عباده ، و أنه حجة الله على خلقه ، و صار يدعي علم الغيب .
و يظن المؤلف أن هذه الدعاوى التي ادعاها جعفر قد ادعاها أبوه من قبل .
و قد صدق المؤلف في ذلك روايات وردت عنهم في الكافي و بحار الأنوار و غيرهما ، من أبشعها ما وضع على ألسنتهم من أنهم قالوا : اجعلوا لنا رباً نتوب إليه و قولوا فينا ما شئتم .
و قال عن موسى إنه أعاد سيرة أبيه .
- 3 و من زلاته - عفا الله عنا و عنه – إنكار نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان ، واعتبار ذلك خرافة نزل الدين لإنقاذ الناس منها ، و هذه مخالفة لما هو ثابت عند أهل السنة بالنقل المتواتر ، و لما دلت عليه آيات القرآن في ذلك ، وانظر التعليق عليها هناك .
و مثله إنكاره المهدي ، و اعتبار الأحاديث التي وردت فيه أحاديث موضوعة ، و أن الاعتقاد بذلك سرى بين المسلمين عن طريق الشيعة .
و هذا تطرف من المؤلف في رفض هاتين الحقيقتين سببه ما أضفته عليها الرافضة من التهاويل والمبالغات ، فالمؤلف ف يذلك كمن ينكر الجن لما ألصقته بهم العامة من القصص المنسوجة .
ومن عادة الثائرين من أغلب الأعصار والأمصار أن يكون لديهم من الاستعجال ، و دفعة التمرد والانفعال ، ما يحول بينهم و بين التريث والتثبت والتمييز .
- 4 و منها إنكاره الاستشفاء بالقرآن الكريم ، و بالأدعية و غيرها ، و قد اعتبر استعمال هذا عصياناً لله ، و خروجاً عن أمره ، و قال : إن هذه الضلالة قد أودت من الناس مالا يحصيهم إلا الله .
- 5 و منها موقفه من قصص الأنبياء ، واعتبارها من المتشابه ، و خاصة ما يخالف منها العقول والعلوم – كما يظن هو - .
و على القارئ لهذا الكتاب أن يضع هذه الاستدراكات وأمثالها مما ند عن البال في موضعها الصحيح ، فلا يقبلها أو يطمئن إليها ، فالحق أحق أن يتبع ، و كل يؤخذ من قوله و يترك إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وأن يدرك الأسباب التي أدت بالمؤلف إلى مثل هذه الآراء الغريبة والتي من أهمها المجتمع الذي نشأ فيه ، والتحدي الذي واجهه ، و طبيعة تلك المرحلة من تاريخ الأمة .
بل إن المتأمل يثور عجبه و إعجابه باستمساك المؤلف بالدين ، و دعوته إلى القرآن ، و رفضه للخرافة ، مع أن كثيراً ممن نشؤوا في مجتمعات رافضية تشيع منها الخرافات والأساطير ، يؤدي بهم الأمر إلى الإلحاد الكامل والكفر بالدين كله ، و لكن الله يمن على من يشاء من عباده .
- 3 عملنا في هذا الكتاب :-
نلخص عملنا في الكتاب في النقاط الآتية :-
- أ إثبات النص كما هو دون أي تعديل سوى ما يتعلق بالآيات القرآنية ، أو تصحيح الأخطاء النحوية أو الإملائية لأنها لا تؤثر على عمل المؤلف بحال .
و قد اعتمدنا على طبعة طهران ، المطبوعة عام 1364هـ ، بمطبعة بيمان ، ومنها نسخة محفوظة في مكتبة المدرسة القادرية العامة في بغداد .
- ب عزو الآيات إلى مواضعها في المصحف الشريف ، و كتابتها صحيحة إن كان المؤلف أخطأ فيها ، و هذا قليل ، مع الإشارة إليه في الهامش .
- جـ تخريج الأحاديث ، بعزوها إلى مصادرها ، والحكم عليها .
- د نسبة الأقوال والروايات إلى مصادرها سواء كانت تاريخية ، أو من كتب الرافضة ، أو غيرها
- هـ التعليق على المواضع التي تحتاج إلى تعليق و توضيح .
- و الترجمة لما يحتاج إلى ترجمة من الأعلام .
- ز إعداد دراسة تشمل المؤلف والكتاب ، و هي هذه .
و هذا الكتاب هو الحلقة الأولى في سلسلة ( دراسات في الفرق ) التي نسأل الله أن يعين على إتمامها و يجعل القصد منها خالصاً ، إنه جواد كريم .
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على عبده و رسوله الذي بلغ البلاغ المبين ، و على آله وصحبه و أزواجه أجمعين ..
المحققان
24/7/1408هـ
الهوامش ..
(1) أنظر : يحيى ذكاء / في مقدمته لمقالات الكسروي – بالفارسية - واسم الكتاب ( كاروند كسروي ) ، أي : مقالات الكسروي ، طهران عام 1352هـ .









__________________
= 350) this.width = 350; return false;"/>



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
http://www.facebook.com/pages/%D8%A8...69366923110207
 
10-27-2011   #8
مراقبة سابقة متميزة
 
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: في أرض الله الواسعة
المشاركات: 1,245
معدل تقييم المستوى: 7
رد: حوار هادئ مع الشيعة!

5-قصة شيعي اهتدى للإسلام

اخوتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشأت في اسرة رافضية في مجتمع رافضي في احدى قرى البحرين. فشربت التشيع وعشت في الوهم عاشق للحسين مبغضا للصحابة الكرام لأنهم سلبو آل محمد حقهم والكثير من الإفتراءات التي ملئت عقلي وقلبي فأضحى اسود كالفحم عافاكم الله. وشددت الرحال منذ نعومة اضفاري الى القبور في العراق وأيران والبحرين طالبا المدد والعون من غير الله.

وغير هذه الإشياء من الأمور التي هي ليست الا شرك وكفر بالمولى الرحمن.


كيف اهتديت:
كنت منذ صغري اهوى القراءة وكانت قرائتي دوما لكتب الشيعة المخدرة المنافقة التي تسبل على التشيع اسمى معاني الإنسانية كجواد مغنية واشرطة احمد الوائلي وعبد الحميد المهاجر وغيرهم.


وقع يدي كتاب فاضح الروافض في القرن العشرين احسان الاهي ظهير رحمه الله وجعل جنات عدن مثواه. لم أصدق ما قرأت وبغظته بغظا شديدا. لكن هذه القراءة نكتت في قلبي نكتة بيضاء فسعيت احاول ان اقرب في قلبي الشيعة والسنة فصب علي الأمر لأني كنت احاول ان اجمع بين نقيضين بين الظلمات والنور وأصبح في قلبي شعور خافت بأن الحق هو مع اهل السنة ولكن أن اترك ديني ودين أبائي لايمكن لايمكن.

ما هو الحل أذا؟

الغفلة واللهو نعم هو ما تجهت اليه لهو وغفلة هروبا من الحقيقة الكامنة في القلب ولكن ويأبى الله الا ان يتم نوره.
فبعد ليلة صاخبة انتهت عند مطلع الفجر ذهبت للنوم كالعادة رأيت في المنام ان ملك الموت ينزع روحي فصرخت بملئ في رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت مكررا هذه الآيه وأفقت مرعوبا خائفا فأذا بأذان الظهر من مسجد اهل السنة القريب من بيتي فقمت من فوري واغتسلت وتوجهت الى المسجد لا ادري ماذا حدث ساقتني رجلاي الى مسجد اهل السنة وصليت الجماعة.
وكذلك صلاة العصر ولازلت كذلك الى يومنا هذا اسأل الله الثبات.


ومما ساعدني كذلك انتقال اهلي للسكنى بالمنامة في مناطق السنة مما سهل علي الأمر كثيرا.

المواجهة

لم يعجب اهلي الأمر فبدأت رحلة العذاب وهو الهجر والعداء. هجمت علي امي باكية ومزقت ثيابي وألقت بنفسها امام رجلي تنوح وتبكي ,ابي وأعمامي وأخواني وأصدقائي الكل هجرني.

كنت احس في قلبي بحلاوة الإيمان ولكن في نفس الوقت احس بالحزن والكآبة للوعة الهجران.

الرئيا الثانية

في يوم حزين في المساء رفعت يدي الى السماء ودعوت المولى عز وجل سائلا الثبات شاككيا اليه ضعفي ثم توجهت للنوم.

رئيت نفسي في المنام اني أمشي في سكة الحديد والمكان مظلم ومغلق من جميع النواحي واذ بي اسمع بصوت القطار خلفي فقمت اجري لأهرب من القطار وانظر يمينا وشمالا ولا أجد مهربا وعندما قارب القطار أن يدهسني رأيت فرجة صغيرة فألقيت نفسي فيها لأنجو من القطار ورأيت القطار فإذا هو أسود حالك السواد فنجوت به.

فإذا بي أسمع هاتفا يناديني ولكني لاأراه يسألني من تريد فقلت دونما شعور أريد عمر لملذا قلت عمر لا أدري.

فقال لي الهاتف اصعد الدرج وكان درجا طويلا فصعدت الدرج راكضا شوقا الى رؤياه فلمل صعدت رئيته جالسا على الأرض فتصافحنا بكل شوق. فسئلته دونما سابق ميعاد اين رسول الله عليه الصلاة والسلام فأشار الى الغرفة خلفه. فذهبت راكضا متلهفا فرئيت رسول الله نعم رئيته فأمسك بيدي مبتسما لم يقل شيئا كان ماسكا بيدي وهو مبتسم والتم من حولنا الصحابة الكرام هكذا حسبتهم مبتسمين وانا لا يسعني الفرح ثم افقت من النوم.

فوجدت حلاوة الإيمان في قلبي وذهبت المرارة والحزن ووجد ت القوة والعزيمة الشديدة0 اسال الله سبحانه الهداية والثبات على الحق.
والحمد لله ان هداني لاتباع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم.
وهدى الله على يدي ثلاث من أخوتي فضلا منه وجودا وكرم. وأرجو كل من يقرأ هذا المقال ان يدعوا لوالدي بالهداية.


وختاما قول لجميع الشيعة لا تعيشوا في الوهم اقرئوا كتب احسا الهي ظهير ومحمد مال الله والكثيير من المراجع التي لاتخلو منها مكتبة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وائل الحجيري


إحصائيات عن الشـيعة (7.58% من المسلمين شيعة و الباقي سنة)


*الدفاع عن خير البرية
1-قـصـة الـغـار

بسم الله الرحمان الرحيم


توجه رسول الله (ص) بصحبة أبي بكر الصديق إلى غار ثور و هو على ثلاثة أميال من جنوب غربي مكة المكرمة. و لما انتهينا إلى الغار قال أبو بكر رضي الله عنه للنبي (ص): "مكانك يا رسول الله أستبرئ لك الغار."
و دخله أبو بكر و جعل يسد الأحجار كلها، فبقى منها جحر واحدة ألقمه كعب رجله، ثم نادى رسول الله (ص)، فدخل عليه الصلاة و السلام و وضع رأسه في حجر أبي بكر الصديق و نام لشدة ما اعتراه من تعب.


و لدغ أبو بكر رضي الله عنه من ذلك الجحر الذي وضع عليه رجله، فلم يتحرك لئلا يوقظ رسول الله (ص)، و لكن دموعه سقطت من شدة الألم على وجه رسول الله (ص) فانتبه عليه السلام، و قال لأبي بكر الصديق:

"مالك؟" قال : "لدغت فداك أبي و أمي"، فوضع عليها من ريقه الشريف فزال الألم.

و لما أصبحا قال النبي (ص) لأبي بكر الصديق : "أين ثوبك؟"، فأخبره أنه مزقه و وضعه في الحجار، فرفع النبي (ص) يديه و قال: "اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي في الجنة".

و لما علم المشركون بخروج رسول الله (ص) و أبي بكر الصديق، ذهبوا في طلبهما كل مطلب، و جعلوا لمن ردهما مائة من الإبل الذي هما فيه، و جعلوا يمرون من باب الغار و لا يرونهما، فلم يدخلوه إذ رأوا على بابه نسيج العنكبوت، كما رأوا حمامتين قد عششتا على بابه، و كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يرى القوم فيعتر الخوف على رسول الله (ص) و كان عليه الصلاة و السلام يطمئنه و يقول:"لا تحزن إن الله معنا."



2-دفاعاً عن الصحابة

1. أبو بكر الصديق: خير هذه الأمة بعد نبيها:
لقد زكّى الله صحابة الرسول عموماً و المهاجرين و الأنصار خاصة وأشار إلى بعضهم مثل أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي نصّ القرآن صراحة أن الله معه :
إِلاّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا(40) التوبة
فمن يكون أفضل من اثنين الله ثالثهما ؟ وهل يكون أحد أفضل من أبي بكر إلا النبي صلى الله عليه وسلم ؟! فما من أحد يعادي أبا بكر الصديق إلا كان عدواً لله ، فقد نص القرآن أن الله مع أبي بكر، كما أخبره الرسول صلى الله عليه و سلم بالغار، و وصفه الله أنه صاحب رسول الله، و قد أجمع السنة و الشيعة و الخوارج على أن أبو بكر هو صاحب رسول الله (صلى الله عليه و سلم) في الغار. و لم ينل أحد هذا الفضل إلا أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

و من أفضال أبو بكر أن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) قد جعله أميراً للحج. قال بن القيّم:
ثم أقام رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعد رجوعه من تبوك -بقيّة رمضان و شوّال و ذي القعدة- ثم بعث أبا بكر رضي الله عنه أميراُ على الحج ليقيم للناس حجهم. و أهل الشرك على دينهم و منازلهم من حجهم. فخرج أبو بكر في ثلاثمائة من المدينة. و بعث رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بعشرين بدنة. قلّدها و أشعرها بيده، ثم نزلت سورة "براءة" في نقض ما بين رسول الله (صلى الله عليه و سلم) و بين المشركين من العهد الذي كانوا عليه، فأرسل بها علي بن أبي طالب على ناقته العضباء، ليقرأ "براءة" على الناس. و ينبذ إلى كل ذي عهد عهده, فلمّـا لقي أبا بكر قال له: "أمير, أو مأمور؟ فقال علي: بل مأمور", فلمّـا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب، فقال: يا أيها الناس! لا يدخل الجنة كافر, و لا يحج بعد العام مشرك، و لا يطوف بالبيت عريان. و من كان له عهد عند رسول الله (صلّى الله عليه و سلّم) فهو إلى مدّته.
زاد المعاد (1 / 186).

و بعد ذلك، و في آخر أيّـامه صلّى الله عليه و سلّم عندما مرض يأمر أبا بكر ليصلّي بالناس بدلاُ عنه صلّى الله عليه و سلّم و علي و العبّاس رضي الله عنهما كانا حاضرين.


و إن كان أحد قد توهم أن نص القرآن بفضل أبي بكر و ما ذكرناه من إمامة أبو بكر (رضي الله عنه) لا علاقة له بأحقيته في الخلافة، فإن علي (رضي الله عنه) قد تكفل في الرد على هذا الزعم. فقد قال علي (رضي الله عنه) عن الخلافة في كتاب نهج البلاغة و هو أصدق الكتب عند الشيعة:
(((( و إنا لنرى أبا بكر أحق بها - أي بالخلافة - إنه لصاحب الغار. و إنا لنعرف سنه. و لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالصلاة خلفه و هو حي )))). نهج البلاغة، تحقيق العالم الشيعي الشريف الرضي 1 / 132


و يقول علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) و هو يذكر بيعته لأبي بكر ((... فمشيت عنـد ذلك إلى أبـي بكر فبـايعته و نهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل و زهق و كانت ( كلمة الله هي العليا و لو كره الكافرون ) فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر و سدد و قارب و اقتصد فصحبته مناصحاً و أطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً )). الغارات للثقفي (2 / 305).

و يقول عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( لله بلاء فلان فقد قوم الأود، و داوى العمد، خلف الفتنة و أقام السنة، ذهب نقي الثوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال ولا يستيقن المهتدي )). نهج البلاغة ص (509).
و انظر شهادة الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه في فضل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن سائر صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم. و انظر أيضاً إلى محبة أهل البيت (الذين يدعي الشيعة الإنتماء لهم) لأبو بكر الصديق رضي الله عنه.

2. أم المؤمنين عائشة: أحب الناس إلى رسول الله:

لقد زكّى الله أزواج النبي وعلى رأسهن عائشة بنت أبي بكر، و برأها في سورة النور من حديث الإفك، و جعلها الله وبقية أزواج النبي أمهات للمؤمنين، فمن كان مؤمناً فإن عائشة أمّه، و لا ينال منها إلا من أعلن أنّ التي سمّاها الله ( أم المؤمنين) ليست أمّه ، وبذلك فهو يعلن أنه ليس من المؤمنين.

النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (6) الأحزاب

ستحمل عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها لقب ( أم المؤمنين) إلى يوم القيامة رغماً عن كل راغم، فمن لم يعجبه كلام الله ، فليمت في غيظه ، ولن يعالج مرضه سوى الكيّ بنار جهنم.

و من أحسن من أم المؤمنين عائشة (ر) و هي أرجح نساء رسول الله (ص) عقلاً و أفقههم ديناً و أحبَّهنَّ إليه؟ أخرج البخاري: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كَانَتْ لاَ تَسْمَعُ شَيْئًا لاَ تَعْرِفُهُ إِلاَ رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ.

و أخرج أيضاً: أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَام.

و أخرج مسلم في صحيحه: عَنْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قُلْتُ مِنَ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ عُمَرُ فَعَدَّ رِجَالاً.

3. صحابة رسول الله من المهاجرين و الأنصار:

زكّى الله صحابة الرسول عموماً ورضي عنهم :

محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما (29) الفتح

فمن أغاظه الصحابة ، فليراجع دينه ، فالآية صريحة و واضحة.

والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم (100) التوبة

لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا (18) الفتح.

و الصحابة كانو ألفاً و أربعمئة. و الرضا من الله صفة قديمة، فلا يرضى إلا عن عبد علم أن يوافيه على موجبات الرضا -و من رضي الله عنه لم يسخط عليه أبداً- فكل من أخبر الله عنه أنه رضي عنه فإنه من أهل الجنة، و إن كان رضاه عنه بعد إيمانه و عمله الصالح؛ فإنه يذكر ذلك في معرض الثناء عليه و المدح له. فلو علم أنه يتعقب ذلك بما سخط الرب لم يكن من أهل ذلك. فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما في قلوبهم، و رضي عنهم، و أنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم أو الشك فيهم البتة. و عن عمرو عن جابر قال : كنا يوم الحديبية ألفاً وأربعمائة فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : (( انتم اليوم خير أهل الأرض )).

لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم (117) التوبة

لا يختلف اثنان أن كبار الصحابة أمثال الخلفاء الراشدين والمهاجرين والأنصار ، أنهم أول من شملتهم هذه الآيات الكريمة، فضلاً عن بقية الصحابة و عددهم ثلاثين ألفاً. فالسابقون الأولون مشهورون و معروفة أسمائهم و لا يجهلهم أحد على مستوى العالم بأسره، وقد نصّ القرآن أن الله قد رضي عنهم وبشرهم بالجنة، فكيف نترك كلام الله و نسمع لمن في قلبه مرض ، الذي يريدنا أن نبغض من أحبهم الله ؟ هل بلغ بنا الغباء أن نسجُر أنفسنا بنار جهنم فنعادي ونحارب من أحبهم الله.

وهذه آيات عامة تزكي المهاجرين والأنصار وصحابة رسول الله عموماً:

والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (9) الحشر

للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون (8) الحشر

إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم (218) البقرة

فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب (195) آل عمران

والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم (74) الأنفال

الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون (20) التوبة

يجب أن نحب ونقتدي بمن أحبه الله وأنزل به سلطاناً في كتابه العظيم، ولكن لا نعبدهم وندعوهم من دون الله.فأولياء الله يفترض أن يأمرونا بعبادة الله لا بعبادتهم هم .فالجاهل يظن أنه إن عبد وليـّاً لله فسوف يرضى الله عنه. والجاهل يظن أنه لو دعا وليـّاً لله لاستجاب الله له. و لو علم هذا الجاهل أنه بفعله يحرم نفسه من رحمة الله وعفوه إلى الأبد ما دعا من دون الله أحداً.

ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون (79) ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون (80) آل عمران

النبي لا يدعو الناس لعبادته أو لعبادة الملائكة و لكن لعبادة الله. فإذا لم يأمرنا النبي بعبادته أو عبادة الملائكة فكيف نعبد من هم أقل منه وأقل من الملائكة ، كالصالحين والأئمة وغيرهم من الناس ؟


__________________
= 350) this.width = 350; return false;"/>



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
http://www.facebook.com/pages/%D8%A8...69366923110207
 
10-30-2011   #9
مراقبة سابقة متميزة
 
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: في أرض الله الواسعة
المشاركات: 1,245
معدل تقييم المستوى: 7
رد: حوار هادئ مع الشيعة!

3-اعتقاد أهل السنة في الصحابة



إن الحمد لله. نحمده، ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد،

فإن اعتقاد أهل السنة في الصحابة يمثل الركيزة الرئيسة لدراسة تاريخهم رضي الله عنهم. ولابد أن يحصل الانحراف والتشويه لتاريخهم إذا دُرس بمعزل عن العقيدة.
ولأهمية هذا الموضوع نجد عامة كتب الاعتقاد عند أهل السنة تبينه بشكل جلي. ولا يمكن أن نجد كتاباً من كتب أهل السنة التي تبحث جوانب العقيدة المختلفة إلا ونجد هذا المبحث؛ ككتاب ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة)) للألكائي، و ((السنة)) لابن أبي عاصم، و ((السنة)) لعبد الله أحمد بن حنبل، و ((الإبانة)) لابن بطة، و ((عقيدة السلف أصحاب الحديث)) للصابوني. . وغيرها. بل كل إمام من أئمة السنة حينما يذكر عقيدته ولو في ورقة واحدة أو أقل، لا بد وأن يشير إلى موضوع الصحابة؛ إما من جهة فضلهم، أو فضل الخلفاء الرشدين، أو من جهة عدالتهم، والنهي عن سبهم والطعن فيهم، أو الإشارة إلى الكف والإمساك عما شجر بينهم. . الخ (راجع على سبيل المثال: ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة)) للألكائي (ت 418 هـ) (10/151-186) حيث ذكر المؤلف عقيدة عشرة من كبار أئمة أهل السنة، أشاروا إلى ما ذكرت، وقد حققه د. أحمد سعد حمدان الغامدي).
من أجل ذلك أردت في بحثي هذا أن أبرز أهمية هذا الاعتقاد بجوانبه المختلفة، ومدى الخطورة المترتبة على تركه حين بحث تاريخ الصحابة.
فالبحث إذن يركز على الناحية العقائدية، وقد يبحث بعض الجوانب الأخرى إجمالاً؛ لاقتضاء ضرورة البحث ذلك، مثل الإشارة إلى أحكام سب الصحابة، والإشارة إلى ضرورة تحقيق الروايات حول تاريخ الصحابة.
فهذا المبحث يمكن أن أعتبره مدخلاً ضرورياً للنظر في أحول الصحابة، يحتاجه المؤرخ والباحث في مجال الفرق وأقوالهم. وكذلك لمن يريد دراسة سيرة أحد من الصحابة. . وغير ذلك.
وقد إلى عدة مباحث كما يلي:
أولاً: أدلة عدالتهم من القرآن الكريم، ومن السنة المطهرة، فاخترت مايدل على ذلك دلالة ظاهرة من الآيات والأحاديث الصحيحة، مع تعليقات بعض الآئمة.
ثانياً: منزلة الصحبة لا يعدلها شئ، بحثت فيه فضلهم على من بعدهم.
ثالثاً: أنواع سبهم وحكم كل نوع، وضحت فيه الفرق بين السب الذي يطعن في عدالتهم، وما دون ذلك. وكذلك من سب ما تواترت النصوص بفضله، ومادون ذلك. ومن سبهم جملة، أو سب بعضهم. وأشرت في آخر هذا المبحث إلى حكم من سب أم المؤمنين عائشة، بما برأها الله منه. ومن ثم أحكام بقية أمهات المؤمنين.
رابعاً: وأتبعت ذلك ببحث للآثار المترتبة على السب ولوازم السب.
خامساً: الموقف فيما شجر بينهم؛ وضحت فيه بعض الأسس والجوانب التي ينبغي أن ينظر إليها الباحث حين بحثه لما شجر بينهم؛ لكيلا يقع في سبهم.
وبعد، أخي القارئ. . لا أزعم أني سآتي بجديد، وإنما جمعت أقوالاً مختارة للأئمة، ورتبتها ترتيباً معيناً، لهدف محدد، وهو إبراز أهمية اعتقاد أهل السنة في هذا الجانب، والتحذير من كل ما ينافي ذلك بأي نوع من أنواع التنقيص، فهو جهد يُضَم إلى كل الجهود التي سطرها المنتسبون إلى مذهب السلف في هذا المجال، سواء في مجال العقيدة، أو الفرق، أو التاريخ، أو الحديث، أو غيره.
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا حب صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأن يحشرنا في زمرتهم.

ونسأل الله التوفيق والسداد. وصلى الله وسلم وبارك على رسوله محمد وآله وصحبه.
محمد بن عبد الله

مطبعة السفير / الرياض

الـفـهـرس
أدلة عدالة الصحابة :

أولا : من الكتاب العزيز
ثانيا : من السنة المطهرة
خلاصة ماسـبق منزلة الصحابة لا يعادلها شيء : سب الصحابة وحكمه :
أولا : من سب الصحابة بالكفر والردة أو الفسق ، جميعهم أو بعضهم
ثانيا : من سب بعضهم سبا يطعن في دينهم
ثالثا : أما من سب صحابي لم يتواتر النقل بفضله
رابعا : أما سب بعضهم سبا لا يطعن في دينهم وعدالتهم
وقفة مع المنهج الموضوعي
خامسا : حكم سب ام المؤمنين عائشة
سادسا : حكم سب بقية أمهات المؤمنين لوازم الـسـب : الإمساك عما شجر بينهم : أسس البحث في تاريخ الصحابة :
أدلة عدالة الصحابة من الكتاب العزيز
عدالة الصحابة عند أهل السنة من مسائل العقيدة القطعية، أو مما هو معلوم من الدين بالضرورة، ويستدلون لذلك بأدلة كثيرة من الكتاب والسنة.
الآية الأولى: يقول الله عز وجل: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً} (سورة الفتح: 18).
قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: كنا ألفا وأربعمائة (صحيح البخاري: كتاب المغازي -باب عزوة الحديبية- حديث [4154] فتح الباري: 7/507. طبعة الريان).
فهذه الآية ظاهرة الدلالة على تزكية الله لهم، تزكية لا يخبر بها، ولا يقدر عليها إلا الله. وهي تزكية بواطنهم وما في قلوبهم، ومن هنا رضي عنهم. ((ومن رضي عنه تعالى لا يمكن موته على الكفر؛ لأن العبرة بالوفاة على الإسلام. فلا يقع الرضا منه تعالى إلا على من علم موته على الإسلام)) (الصواعق المحرقة: ص 316 ط). ومما يؤكد هذا ما ثبت في صحيح مسلم من قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ((لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد؛ الذين بايعوا تحتها)) (صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة. . حديث [2496]. صحيح مسلم 4/1943.
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((والرضا من الله صفة قديمة، فلا يرضى إلا عن عبد علم أن يوافيه على موجبات الرضا -ومن رضي الله عنه لم يسخط عليه أبداً- فكل من أخبر الله عنه أنه رضي عنه فإنه من أهل الجنة، وإن كان رضاه عنه بعد إيمانه وعمله الصالح؛ فإنه يذكر ذلك في معرض الثناء عليه والمدح له. فلو علم أنه يتعقب ذلك بما سخط الرب لم يكن من أهل ذلك)) (الصارم المسلول: 572، 573. طبعة دار الكتب العلمية. تعليق: محمد محيي الدين عبد الحميد).
وقال ابن حزم: ((فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما في قلوبهم، ورضي عنهم، وأنزلا السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم أو الشك فيهم البتة)) (الفصل في الملل والنحل: 4/148).
الآية الثانية: قوله تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ترااهم رُكعاً سُجدا يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مَثَلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سُوقه يُعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً} (سورة الفتح: 29).
قال الإمام مالك رحمه الله تعالى: ((بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة -رضي الله عنهم- الذين فتحوا الشام، يقولون: والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا. وصدقوا في ذلك؛ فإن هذه الأمة معظمة في الكتب المتقدمة، وأعظهما وأفضلها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد نوه الله تبارك وتعالى بذكرهم في الكتب المنزلة والأخبار المتداولة؛ ولهذا قال سبحانه وتعالى هنا: {ذلك مثلهم في التوراة}. ثم قال: {ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه} أي فراخه. {فآزره} أي: شده {فاستغلظ} أي: شب وطال. {فاستوى على سوقه يعجب الزراع} أي فكذلك أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آزروه وأيدوه ونصروه، فهو معهم كالشطء مع الزراع ليغيظ بهم الكفار)) (الاستيعاب لابن عبد البر 1/6 ط. دار الكتاب العربي بحاشية الإصابة، عن ابن القاسم. وتفسير ابن كثير: 4/204 ط. دار المعرفة -بيروت، دون إسناد).
وقال ابن الجوزي: ((وهذا الوصف لجميع الصحابة عند الجمهور)) (زاد المسير: 4/204).
الآية الثالثة: قوله تعالى: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم} إلى قوله تعالى: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غِلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم} (سورة الحشر: 8 - 10).
يبين الله عز وجل في هذه الآيات أحوال وصفات المستحقين للفئ، وهم ثلاثة أقسام: القسم الأول: {للفقراء المهاجرين}. والقسم الثاني: {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم}. والقسم الثالث: {والذين جاءوا من بعدهم}.
وما أحسن ما استنبط الإمام مالك رحمه الله من هذه الآية الكريمة، أن الذي يسب الصحابة ليس له من مال الفئ نصيب؛ لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء -القسم الثالث- في قولهم: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان} الآية (تفسير ابن كثير: 4/339).
قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: ((الناس على ثلاث منازل، فمضت منزلتان، وبقيت واحدة، فأحسن ما أنتم عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت. قال: ثم قرأ: {للفقراء المهاجرين} إلى قوله: {رضوانا} فهؤلاء المهاجرون. وهذه منزلة قد مضت {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم} إلى قوله: {ولو كان بهم خصاصة}. قال: هؤلاء الأنصار. وهذه منزلة قد مضت. ثم قرأ: {والذين جاءوا من بعدهم} إلى قوله: {ربنا إنك رءوف رحيم} قد مضت هاتان وبقيت هذه المنزلة، فأحسن ما أنتم كائنون عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت. يقول: أن تستغفروا لهم)) (الصارم المسلول: 574، والأثر رواه الحاكم 2/3484 وصححه ووافقه الذهبي).
وقالت عائشة رضي الله عنها: ((أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فسبوهم)) (رواه مسلم في كتاب التفسير-حديث [3022] صحيح مسلم 4/2317).
قاال أبو نعيم: ((فمن أسوأ حالاً ممن خالف الله ورسوله وآب بالعصيان لهما والمخالفة عليهما. ألا ترى أن الله تعالى أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- بأن يعفو عن أصحابه ويستغفر لهم ويخفض لهم الجناح، قال تعالى: {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} (سورة آل عمران: 159). وقال: {واخفض جناحك لمن تبعك من المؤمنين} (سورة الشعراء: 215).
فمن سبهم وأبغضهم وحمل ما كان من تأويلهم وحروبهم على غير الجميل الحسن، فهو العادل عن أمر الله تعالى وتأديبه ووصيته فيهم. لا يبسط لسانه فيهم إلا من سوء طويته في النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته والإسلام والمسلمين)) (الإمامة: ص 375-376. لأبي نعيم تحقيق د. علي فقهي، مكتبة العلوم والحكم بالمدينة ط1 عام 1307 هـ).
وعن مجاهد، عن ابن عباس، قال: ((لا تسبوا أصحاب محمد، فإن الله قد أمر بالاستغفار لهم، وقد علم أنهم سيقتتلون)) (الصارم المسلوم: 574. وانظر منهاج السنة 2/14 والأثر رواه أحمد في الفضائل رقم (187، 1741) وصحح إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية، ونسب الحديث لابن بطة منهاج السنة 2/22).
الآية الرابعة: قوله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} (سورة التوبة: 100).
والدلالة في هذه الآية ظاهرة. قال ابن تيمية: (فرضي عن السابقين من غير اشتراط إحسان. ولم يرض عن التابعين إلا أن يتبعوهم بإحسان) (الصارم المسلول: 572). ومن اتباعهم بإحسان الترضي عنهم والاستغفار لهم.
الآية الخامسة: قوله تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتوا وكلا وعد الله الحسنى} (سورة الحديد: 11).
والحسنى: الجنة. قال ذلك مجاهد وقتادة (تفسير ابن جرير: 27/128. دار المعرفة 0بيروت ط الراعبة 1400 هـ).
واستدل ابن حزم من هذه الآية بالقطع بأن الصحابة جميعاً من أهل الجنة لقوله عز وجل: {وكلا وعد الله الحسنى} (الفصل: 4/148، 149. ط).
الآية السادسة: قوله تعالى: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم} (سورة التوبة: 117).
وقد حضر غزوة تبوك جميع من كان موجوداً من الصحابة، إلا من عذر الله من النساء والعجزة. أما الثلاثة الذين خُلفوا فقد نزلت توبتهم بعد ذلك.
الـفـهـرس


أدلة عدالة الصحابة من السنة المطهرة
الحديث الأول: عن أبي سعيد، قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شئ، فسبه خالد. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تسبوا أحداً من أصحابي؛ فإن أحدكم لو أنفق مثل اُحُد ذهباً ما أدرك مُد أحدِهم ولا نصِيفَه)) (رواه البخاري: كتاب فضائل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- باب قول النبي لو كنت متخذاً خليلاً- حديث/ 3673. ومسلم: كتاب فضائل الصحابة -باب تحريم سب الصحابة- حديث/ 2541. صحيح مسلم 4/1967م. والنصيف هو النصف. والسياق لمسلم ط. عبد الباق).
قال ابن تيمية في الصارم المسلول: وكذلك قال الإمام أحمد وغيره: كل من صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة أو شهراً أو يوماً أو رآه مؤمناً به، فهو من أصحابه، له من الصحبة بقدر ذلك.
فإن قيل: فلِمَ نَهى خالداً عن أن يسب أصحابه إذا كان من أصحابه أيضاً؟ وقال: ((لو أن أحدكم انفق مثل اُحُد ذهباً ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه))؟ قلنا: لأن عبد الرحمن بن عوف ونظراءه من السابقين الأولين، الذين صحبوه في وقت كان خالد وأمثاله يعادونه فيه، وأنفقوا أموالهم قبل الفتح وقاتلوا، وهم أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا، وكلا وعد الله الحسنى. فقد انفردوا من الصحبة بما لم يشركهم فيه خالد ونظراؤه، ممن أسلم بعد الفتح الذي هو صلح الحديبية وقاتل. فنهى أن يسب أولئك الذين صحبوه قبله. ومن لم يصحبه قط نسبته إلى من صحبه، كنسبة خالد إلى السابقين، وأبعد (الصارم المسلول: ص576).
الحديث الثاني: قال -صلى الله عليه وسلم- لعمر: ((وما يدريك، لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) (صحيح البخاري فتح الباري: حديث 3983. وصحيح مسلم: حديث 2494. عبد الباقي).
قيل: ((الأمر في قوله: ((اعملوا)) للتكريم. وأن المراد أن كل عمل البدري لا يؤاخذ به لهذا الوعد الصادق)). وقيل: ((المعنى إن أعمالهم السيئة تقع مغفورة، فكأنها لم تقع)) (معرفة الخصال المكفرة لابن حجر العسقلاني: ص 31 تحقسق جاسم الدوسري -الأولى 1404 هـ).
وقال النووي: ((قال العلماء: معناه الغفران لهم في الآخرة، وإلا فإن توجب على أحد منهم حد أو غيره أقيم عليه في الدنيا. ونقل القاضي عياض الإجماع على إقامة الحد. وأقامه عمر على بعضهم -قدامة بن مظعون قال: وضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- مسطحاً الحد، وكان بدرياً)) (صحيح مسلم بشرح النووي: 16/56، 57).
وقال ابن القيم: ((والله أعلم، إن هذا الخطاب لقوم قد علم الله سبحانه أنهم لا يفارقون دينهم، بل يموتون على الإسلام، وأنهم قد يقارفون بعض ما يقارفه غيرهم من الذنوب، ولكن لا يتركهم سبحانه مصرين عليها، بل يوفقهم لتوبة نصوح واستغفار وحسنات تمحو أثر ذلك، ويكون تخصيصهم بهذا دون غيرهم؛ لأنه قد تحقق ذلك فيهم، وأنهم مغفور لهم. ولا يمنع ذلك كون المغفرة حصلت بأسباب تقوم بهم، كما لا يقتضي ذلك أن يعطلوا الفرائض وثوقاً بالمغفرة. فلو كانت حصلت بدون الاستمرار على القيام بالأوامر لما احتاجوا بعد ذلك إلى صلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة ولا جهاد وهذا محال)) (الفوائد لابن القيم: ص 19، المكتبة القيمة، الأولى 1404 هـ).
الحديث الثالث: عن عمران بن الحصين رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذيم يلونهم)). قال عمران: ((فلا أدري؛ أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثاً)) (البخاري: حديث [3650]. ومسلم: حديث [2535]. وهذا سياق البخاري مختصراً).
الحديث الرابع: عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((النجوم أمَنةٌ للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، وأنا أمَنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يُوعَدُون،وأصحابي أمَنَةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يُوعَدُون)) (صحيح مسلم: حديث [2531]. والأمنة هي الأمان).
الحديث الخامس: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أكرموا أصحابي؛ فإنهم خياركم)) (رواه الإمام أحمد، والنسائي، والحاكم بسند صحيح. انظر مشكاة المصابيح: 3/1695. ومسند الإمام أحمد بتحقيق أحمد شاكر: 1/112). وفي رواية أخرى: ((احفظوني في أصحابي)) (رواه ابن ماجة: 2/64. وأحمد: 1/81. والحاكم: 1/114. وقال: صحيح ووافقه الذهبي وقال البوصيري: إسناد رجاله ثقات -زوائد ابن ماجة 3/53 وانظر بقية كلامه).
الحديث السادس: عن واثلة يرفعه: ((لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأي من رآني وصاحبني)) (رواه ابن أبي شيبة 12/178، وابن أبي عاصم: 2/630. في السنة ومن طريق المصنف، ورواه الطبراني في الكبير 22/85. وعنه أبو النعيم في معرفة الصحابة 1/133، وقد حسنه الحافظ في الفتح 7/5، وقال الهيثم في الجمع 10/20: رواه الطبراني من طرق رجال أحدها رجال الصحيح).
الحديث السابع: عن انس رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الانصار )) ( البخاري 7 / 113 ، ومسلم 1 / 85 ) .

وقال في الأنصار كذلك : (( لا يحبهم غلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق )) ( البخاري 7 / 113 ومسلم 1 / 85 من حديث البراء رضي الله عنه ) .
وهناك أحاديث أخرى ظاهرة الدلالة على فضلهم بالجملة . اما فضائلهم على التفصيل فكثيرة جدا . وقد جمع الإمام أحمد رحمه الله في كتابه (( فضائل الصحابة )) مجلدين ، قريبا من ألفي حديث وأثر . وهو أجمع كتاب في بابه . ( وقد حققه د . وصي الله بن محمد ، ونشرته جامعة أم القرى عام 1403 هـ ) .
الـفـهـرس


خلاصة ما سبق
نستنتج من العرض السابق للآيات والأحاديث في مناقب الصحابة ما يلي:
أولاً: إن الله عز وجل زكى ظاهرهم وباطنهم؛ فمن تزكية ظواهرهم وصفهم بأعظم الأخلاق الحميدة، ومنها: {أشداء على الكفار رحماء بينهم} (الفتح/29). {وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون} (الحشر/9). {ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} (الحشر/10).
أما بواطنهم، فأمر اختص به الله عز وجل، وهو وحده العليم بذات الصدور. فقد أخبرنا عز وجل بصدق بواطنهم وصلاح نياتهم؛ فقال على سبيل المثال: {فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم} (الفتح/18). {يحبون من هاجر إليهم} (التوبة/177). {يبتغون فضلاً من الله ورضواناً} (الفتح/9). {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة} (التوبة/117). فقد تاب عليهم سبحانه وتعالى؛ لما علم صدق نياتهم وصدق توبتهم. والتوبة عمل قلبي مخص كما هو معلوم. . وهكذا.
ثانياً: بسبب توفيق الله عز وجل لهم لأعظم خلال الخير ظاهراً وباطناً أخبرنا أنه رضي عنهم وتاب عليهم، ووعدهم الحسنى.
ثالثاً: وبسبب كل ما سبق أمرنا بالاستغفار لهم، وأمر النبيُ -صلى الله عليه وسلم- بإكرامهم، وحفظ حقوقهم، ومحبتهم. ونُهينا عن سبهم وبغضهم. بل جعل حبهم من علامات الإيمان، وبغضهم من علامات النفاق.
رابعاً: ومن الطبيعي بعد ذلك كله أن يكونوا خير القرون، وأماناً لهذه الأمة. ومن ثم يكون اقتداء الأمة بهم واجباً، بل هو الطريق الوحيد إلى الجنة: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي)) (رواه أحمد 4/126، 127 وأصحاب السنن والدارمي. والحديث صححه جماعة من المحدثين -انظر جامع العلوم والحكم لابن رجب الحديث (38) ص 387، دار الفرقان ط. الأولى 1411هـ وانظر الإرواء (2544) 107/8 للتوسع).
الـفـهـرس


منزلة الصحابة لا يعادلها شيء
تعظيم الصحابة ومعرفة قدرهم أمر مقرر عند كبارهم ، ولو كان اجتماع الرجل به - صلى الله عليه وسلم - قليلا ، وضي الله عنهم .
قال الحافظ بن حجر ذاكرا ما يدل على ذلك : (( فمن ذلك ما قرأت في كتاب " أخبار الخوارج " تأليف محمد بن قدامة المروزي - ثم ذكر سنده - إلى أن قال : عن نبيج العنزي عن ابي سعيد الخدري ، قال : كنا عنده وهو متكئ ، فذكرنا عليا ومعاوية ، فتناول رجل معاوية ، فاستوى أبو سعيد الخدري جالسا ، فذكر قصته حينما كان في رفقة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ابو بكر ورجل من الاعراب - إلى ان قال أبو سعيد - : ثم رأيت ذلك البدوي اتي به عمر بن الخطاب وقد هجا الانصار . فقال لهم عمر : لولا ان له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما ادري ما نال فيها لكفيتكموه ( رواه أحمد 3 / 51 دون كلام عمر ، ورواه بلفظه علي بن الجعد 2 / 956 ، قال الهيثمي 4 / 92 : رجاله ثقات ، وعزاه ابن حجر ليعقوب بن شيبة كما في إسناده عنه ، وعزاه شيخ الإسلام لابي ذر الهروي الصارم المسلول 590 ) قال الحافظ : ورجاله ثقات .

فقد توقف عمر رضي الله عنه عن معاتبته ، فضلا عن معاقبته، لكونه علم أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي ذلك ابين شاهد على أنهم كانوا يعتقدون أن شأن الصحبة لا يعدلها شيء.

حدثنا وكيع ، قال : سمعت سفيان يقول في قوله تعالى : { قل الحمد لله وسلم على عباده الذين اصطفى } قال : هم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . ( الآية في النحل 59 ، والاثر عند الطبري 20 / 3 ط دار المعرفة ، وانظر ابن كثير 3 / 369 ط المعرفة ) . )) .

انتهى من الإصابة . ( 1 / 20 - 22 )
فهذا الاصطفاء والاختيار أمر لا يتصور ولا يدرك ولا يقاس بعقل ، ومن ثم لا مجال لمفاضلتهم مع غيرهم مهما بلغت اعمالهم .
قال ابن عمر : (( لا تسبوا اصحاب محمد ، فلمقام احدهم ساعة خير من عمل أحدكم أربعين سنة )) . ( رواه أحمد في فضائل الصحابة 1 / 57 ، ابن ماجة 1 / 31 ، وابن أبي عاصم 2 / 484 ، والخبر صححه البويصيري في زوائد ابن ماجة 1 / 24 ، والمطالب العلية 4 / 146 ، وحسنه الالباني في صحيح ابن ماجة 1 / 32 ) .

وفي رواية وكيع : (( خير من عبادة احدكم عمره )) .
وقد ذهب جمهور العلماء إلى أن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل ، لمشاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما من اتفق له الذب عنه ، والسبق إليه بالهجرة ، أو النصرة ، أو ضبط الشرع المتلقى عنه وتبليغه لمن بعده ، فإنه لا يعدله أحد ممن يأتي بعده ، لأنه ما من خصلة إلا وللذي سبق بها مثل اجر من عمل بها من بعده ، فظهر فضلهم .( فتح الباري 7 / 7 ) .
قال النووي : (( وفضيلة الصحبة - ولو لحظة - لا يوازيها عمل ، ولا تنال درجتها بشيء ، والفضائل لا تؤخذ بالقياس ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )) . ( شرح أصول اعتقاد أهل السنة للاكائي 1 / 160 ) .
ايضا التزكية الداخلية لهم من الله عز وجل ، العليم بذات الصدور ، مثل قوله تعالى : { فعلم ما في قلوبهم } ، وقبول توبتهم { لقد تاب الله عن النبي والمهاجرين والأنصار} ، ورضاه عنهم { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } . . . ألخ ، كل ذلك اختصوا به ، فانى لمن بعدهم مثل هذه التزكيات ؟
لكن قد يقول قائل : لقد وردت بعض الروايات الدالة على خلاف ما ذكرت ( من أشهر من قال ذلك الإمام ابن عبد البر ، والاستدلال المذكور هو من أقوى استدلالاته ، والجمهور على خلافه كما ذكرنا ) ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابي ثعلبة : (( تاتي ايام للعامل فيهن أجر خمسين )) . قيل منهم أو منا يا رسول الله؟. قال : (( بل منكم )) . ( رواه أبو داوود 4341 ، والترمذي 2 / 177 ، وابن ماجة 4014 ، وابن حبان 1850 ، قال الترمذي : حديث حسن غريب ، صححه الالباني بشواهده -الصحيحة 494 ) .
وكذلك ما روى ابو جمعة رضي الله عنه ، قال : قال أبو عبيدة : يا رسول الله أحد خير منا ؟ اسلمنا معك وجاهدنا معك ؟ . قال : (( قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني )) . ( رواه أحمد والدارمي 4 / 106 ، والطبراني 4 / 22-23 ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي 4 / 85 ، قال ابن حجر : إسناده حسن - الفتح 7 / 6 . انظر الفتح الرباني 1 / 103 -104 ).
وقد جمع العلماء بين هذه الأحاديث والأحاديث السابقة من عدة وجوه ، أهمها :
الوجه الأول : حديث (( للعامل فيهن أجر خمسين )) لا يدل على الأفضلية ، لأن مجرد زيادة الأجر على بعض الاعمال لا يستلزم ثبوت الأفضلية مطلقا .
الوجه الثاني : أن المفضول قد توجد فيه مزايا وفضائل ليست عند الفاضل ، ولكن من حيث مجموع الخصال لا يساوي الفاضل .
الوجه الثالث : يقال كذلك : إن الأفضلية بينهما إنما هي باعتبار ما يمكن أن يجتمعا فيه ، وهو عموم الطاعات المشتركة بين سائر المؤمنين، فلا يبعد حينئذ تفضيل بعض من يأتي على بعض الصحابة في ذلك ، اما ما اختص به الصحابة رضوان الله عليهم وفازوا به ، من مشاهدة طلعته صلى الله عليه وسلم ورؤية ذاته المشرفة المكرمة ، فامر من وراء العقل ، غذ لا يسع احد أن ياتي من الأعمال وإن جلت بما يقارب ذلك فضلا عن أن يمائله . ( الصواعق المحرقة للهيثمي ) .
الوجه الرابع : إن الرواة لم يتفقوا على لفظ حديث ابي جمعة ، فقد رواه بعضهم بلفظ الخيرية كما تقدم ، ورواه بعضهم بلفظ (( قلنا يا رسول الله هل من قوم اعظم منا أجرا ؟ )) اخرجه الطبراني .

قال الحافظ في الفتح : (( وإسناد هذه الرواية أقوى من إسناد الرواية المتقدمة )) ، وهي توافق حديث ابي ثعلبة ، وقد تقدم الجواب عنه والله أعلم .
وأخيرا : ينبغي التنبيه في ىخر هذه الفقرة إلى أن الخلاف بين الجمهور وغيرهم في ذلك لا يشمل كبار الصحابة من الخلفاء ، وبقية العشرة ، ومن ورد فيهم فضل مخصوص ، كاهل العقبة وبدر وتبوك . . ألخ .

وإنما يحصل النزاع فيمن لم يحصل له إلا مجرد المشاهدة . ولذلك استثنى الإمام ابن عبد البر أهل بدر والحديبية .( فتح الباري 7 / 7 ).
الـفـهـرس


سب الصحابة وحكمه
ينقسم سب الصحابة ألى انواع ، ولكل نوع من السب حكم خاص به .
والسبب : هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف ، وهو ما يفهم من السب بعقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم ، كاللعن والتقبيح ونحوهما . ( الصارم المسلول 561) .
وسب الصحابة رضوان الله عليهم دركات بعضها شر من بعض ، فمن سب بالكفر أو الفسق ، ومن سب بامور دنيوية كالبخل ، وضعف الرأي .

وهذا السب أما أن يكون لجميعهم أو أكثرهم ، أو يكون لبعضهم أو لفرد منهم ، وهذا الفرد إما ان يكون ممن تواترت النصوص بفضله أو دون ذلك .
وإليك تفاصيل وبيان أحكام كل قسم :
الـفـهـرس


من سب الصحابة بالكفر والردة أو الفسق ، جميعهم أو بعضهم
فلا شك في كفر من قال بذلك لأمور من أهمها :
إن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق ، وبذلك يقع الشك في القرآن والأحاديث ، لأن الطعن في النقلة طعن في المنقول .
إن في هذا تكذيبا لما نص عليه القرآن من الرضا عنهم والثناء عليهم ( فالعلم الحاصل من نصوص القرآن والأحاديث الدالة على فضلهم قطعي ) . ( الرد على الرافضة ص19 ) . ومن أنكر ما هو قطعي فقد كفر .
إن في ذلك إيذاء له صلى الله عليه وسلم ، لأنهم أصحابه وخاصته ، فسب المرء خاصته والطعن فيهم ، يؤذيه ولا شك . وأذى الرسول صلى الله عليه وسلم كفر كما هو مقرر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية مبينا حكم هذا القسم : (( وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا ، أو أنهم فسقوا عامتهم ، فهذا لا ريب أيضا في كفره ، لأنه مكذب لما نص القرآن في غير موضع ، من الرضا عنهم والثناء عليهم ، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين . . - إلى ان قال - وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام )) . ( الصارم المسلول 586- 587 ) .
وقال الهيثمي رحمه الله : (( ثم الكلام - أي الخلاف - إنما هو في سب بعضهم ، أما سب جميعهم فلا شك في أنه كفر )) . ( الصواعق المحرقة 379 ) .
ومع وضوح الأدلة الكلية السابقة ، ذكر بعضالعلماء أدلة اخرى تفصيلية ، منها :
أولا : ما مر معنا من تفسير العلماء للآية الأخيرة من سورة الفتح ، من قوله { محمد رسول الله والذين معه } إلى قوله { ليغيظ بهم الكفار } استنبط الإمام مالك رحمه الله من هذه الآية كفر من يبغضون الصحابة ، لان الصحابة يغيظونهم ، ومن غاظه الصحابة فهو كافر ، ووافقه الشافعي وغيره . ( الصواعق المحرقة ص317 ، وتفسير ابن كثير 4 / 204 ) .
ثانيا : ما سبق ذكره من حديث أنس عند الشيخين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الانصار )) ، وفي رواية : (( لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق )) .

ولمسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : )) لا يبغض الأنصار رجل آمن بالله واليوم الآخر )) ، فمن سبهم فقد زاد على بغضهم ، فيجب أن يكون منافقا لا يؤمن بالله ولا اليوم الآخر . ( الصارم المسلولص581 ) .
ثالثا : ما ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، انه ضرب بالدرة من فضله على أبي بكر ، ثم قال عمر : (( أبو بكر كان خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في كذا وكذا )) ، ثم قال عمر : (( من قال غير هذا أقمنا عليه ما نقيم على المفتري )) . ( فضائل الصحابة للإمام أحمد 1 / 300 ، وصححه ابن تيمية في الصارم ص585 ).

وكذلك قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب : (( لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري )) . ( فضائل الصحابة 1 / 83 ، والسنة لابن ابي عاصم 2 / 575 عن طريق الحكم بن جحل وسنده ضعيف لضعف أبي عبيدة بن الحكم ، انظر فضائل الصحابة 1 / 83 ، لكن له شواهد أحدهما من طريق علقمة عن علي عند ابن ابي عاصم في السنة 2 / 48 ، حسن الالباني إسناده ، والأخر عن سويد بن غفلة عن علي عند الالكائي 7 / 1295 ) .
فإذا كان الخليفتان الراشدان عمر وعلي رضي الله عنهما يجلدان حد المفتري من يفضل عليا على أبي بكر وعمر ، أو يفضل عمرا على أبي بكر ، مع ان مجرد التفضيل ليس فيه سب ولا عيب ، علم عقوبة السب عندهما فوق هذا بكثير . ( الصارم المسلول ص 586 ) .
الـفـهـرس


من سب بعضهم سبا يطعن في دينهم
كأن يتهمهم بالكفر أو الفسق ، وكان ممن تواترت النصوص بفضله . ( بعض العلماء يقيد ذلك بالخلفاء ، والبعض يقتصر على الشيخين ، ومن العلماء من يفرق باعتبار تواتر النصوص بفضله او عدم تواترها ، ولعله الأقرب والله اعلم ، وكذلك بعض من يكفر ساب الخلفاء يقصر ذلك على رميهم بالكفر ، والآخرون يعممون بكل سب فيه طعن في الدين ) :
فذلك كفر على الصحيح ، لأن في هذا تكذيبا لامر متواتر .

روى ابو محمد بن ابي زيد عن سحنون ، قال : (( من قال في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، أنهم كانوا على ضلال وكفر ، قتل ، ومن شتم غيرهم من الصحابة بمثل ذلك نكل النكال الشديد )) . ( الشفا للقاضي عياض 2/ 1109 ) .
وقال هشام بن عمار : (( سمعت مالكا يقول : من سب ابا بكر وعمر ، قتل ، ومن سب عائشة رضي الله عنها ، قتل ، لأن الله تعالى يقول فيها : { يعظكم الله أن تعودوا لمثله ابدا إن كنتم مؤمنين } فمن رماها فقد خالف القرآن ، ومن خالف القرآن قتل )) . ( الصواعق المحرقة ص384 ) .
أما قول مالك رحمه الله في الرواية الأخرى : (( ومن سب أبا بكر ، جلد ، ومن سب عائشة ، قتل . قيل له : لم ؟ . قال : من رماها فقد خالف القرآن )) .

فالظاهر - والله اعلم - أن مقصود مالك رحمه الله هنا في سب أبي بكر رضي الله عنه فيما هو دون الكفر ، ويوضحه بقية كلامه عن عائشة رضي اللع عنها ، حيث قال : (( من رماها فقد خالف القرآن )) فهذا سب مخصوص يكفر صاحبه - ولا يشمل كل سب - وذلك لأنه ورد عن مالك القول بالقتل فيمن كفر من هو دون أبي بكر . ( الشفا 2 / 1109 ) .
قال الهيثمي مشيرا إلى ما يقارب ذلك عند كلامه عن حكم سب أبي بكر : (( فيتلخص ان سب أبي بكر كفر عند الحنفية ، وعلى أحد الوجهين عند الشافعية ، ومشهور مذهب مالك أنه يجب به الجلد ، فليس بكفر . نعم قد يخرج عنه ما مر عنه في الخوارج أنه كفر ، فتكون المسألة عنده على حالين : إن اقتصر على السب من غير تكفير لم يكفره وإلا كفره )) .( الصواعق 386 ) .
وقال أيضا : (( وأما تكفير أبي بكر ونظرائه ممن شهد لهم النبي صلىالله عليه وسلم بالجنة ، فلم يتكلم فيها أصحاب الشافعي ، والذي أراه الكفر فيها قطعا )) . ( الصواعق 385 ) .
وقال الخرشي : (( من رمى عائشة بما برأها الله منه . . . أو أنكر صحبة أبي بكر ، أو إسلام العشرة ، أو إسلام جميع الصحابة ، أو كفر الأربعة ، أو واحدا منهم ، كفر )) . (الخرشي على مختصر خليل 8 / 74 ) .
وقال البغدادي : (( وقالوا بتكفير كل من أكفر واحدا من العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة ، وقالوا بموالاة جميع أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأكفروا من أكفرهن ، أو أكفر بعضهن )) . ( الفرق بين الفرق ص 360 ) .
والمسألة فيها خلاف مشهور ، ولعل الراجح ما تقدم ، وأما القائلون بعدم تكفير من هذه حاله ، فقد اجمعوا على أنه فاسق ، لارتكابه كبيرة من كبائر الذنوب ، يستحق عليه التعزير والتأديب ، على حسب منزلة الصحابي ، ونوعية السب .
وإليك بيان ذلك :
قال الهيثمي : (( أجمع القائلون بعدم تكفير من سب الصحابة على أنهم فساق )) . ( الصواعق المحرقة ص383 ) .
وقال ابن تيمية : (( قال ابراهيم النخعي : كان يقال : شتم أبي بكر وعمر من الكبائر ، وكذلك قال أبو اسحاق السبيعي : شتم أبي بكر وعمر من الكبائر التي قال الله تعالى فيها : { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه } . وإذا كان شتمهم بهذه المثابة ، فأقل مافيه التعزير ، لأنه مشروع في كل معصية ليس فيها حد أو كفارة . وهذا مما لا نعلم فيه خلافا بين أهل الفقه والعلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين بأحسان ، وسائر أهل السنة والجماعة ، فإنهم مجمعون على أن الواجب الثناء عليهم والاستغفار لهم والترحم عليهم . . . وعقوبة من اساء فيهم القول )) . ( اللالكائي 8 / 1262 -1266 ) .
وقال القاضي عياض : ((وسب أحدهم من المعاصي الكبائر ، ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يعزر ولا يقتل )) . ( مسلم بشرح النووي 16 / 93 ) .
وقال عبد الملك بن حبيب : (( من غلا من الشيعة إلى بغض عثمان والبراء منه أدب أدبا شديدا ، وإن زاد إلى بغض أبي بكر وعمر ، فالعقوبة عليه اشد ، ويكرر ضربه ويطال سجنه حتى يموت )) . ( الشفا 2 / 1108 ) .
فلا يقتصر في السب أبي بكر رضي الله عنه على الجلد الذي يقتصر عليه في غيره ، لأن ذلك الجلد لمجرد حق الصحبة ، فإذا انضاف إلى الصحبة غيرها مما يقضي الاخترام ، لنصرة الدين وجماعة المسلمين وما حصل على يده من الفتوح وخلافة النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك ، كان كل واحدة من هذه الأمور تقتضي مزيد حق موجب لزيادة العقوبة عند الاجتراء عليه . ( الصواعق المحرقة 387 ) .
وعقوبة التعزير المشار إليها لا خيار للإمام فيها ، بل يجب عليه فعل ذلك .

قال الإمام أحمد رحمه الله : (( لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساوئهم ، ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا بنقص ، فمن فعل ذلك وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ، ليس له أن يعفو عنه ، بل يعاقبه ويستتيبه ، فإن تاب قبل منه ، وإن ثبت عاد عليه بالعقوبة ، وخلده الحبس ختى يموت أو يرجع )) . ( طبقات الحنابلة 1 /24 ، والصارم المسلول 568 ) .
فانظر أخي المسلم إلى قول إمام اهل السنة فيمن يعيب أو يطعن بواحد منهم ، ووجوب عقوبته وتأديبه .

ولما كان سبهم المذكور من كبائر الذنوب عند بعض العلماء فحكم فاعله حكم أهل الكبائر من جهة كفر مستحلها .
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، مبينا حكم استحلال سب الصحابة : (( ومن خص بعضهم بالسب ، فإن كان ممن تواتر النقل في فضله وكماله كالخلفاء ، فإن اعتقد حقية سبه أو اباحته فقد كفر ، لتكذيبه ما ثبت قطعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومكذبه كافر ، وإن سبه من غير اعتقاد حقية سبه أو إباحته فقد تفسق، لأن سباب المسلم فسوق ، وقد حكم البعض فيمن سب الشيخين بالكفر مطلقا ، والله أعلم )) . ( الرد على الرافضة ص19 ) .
وقال القاضي أبو يعلي - تعليقا على قول الإمام أحمد رحمه الله حين سئل عن شتم الصحابة، فقال : "ما أراه على الإسلام " ، قال أبو يعلي : (( فيحتمل أن يحمل قوله : ما أراه على الإسلام ،إذا استحل سبهم ، فإنه يكفر بلا خلاف ، ويحمل إسقاط القتل على من لم يستحل ذلك مع اعتقاده تحريمه ، كمن يأتي بالمعاصي . . . )) ثم ذكر بقية الاحتمالات . ( الصارم المسلول ص 571 وما قبلها ).
يتلخص مما سبق فيمن سب بعضهم سبا يطعن في دينه وعدالته ، وكان ممن تواترت النصوص بفضله ، انه يكفر - على الراجح - لتكذيبه امرا متواترا .

أما من لم يكفره من العلماء ، فاجمعوا على أنه من أهل الكبائر ، ويستحق التعزير والتأديب ، ولا يجوز للإمام أن يعفو عنه ، ويزاد في العقوبة على حسب منزلة الصحابي . ولا يكفر عندهم إلا إذا استحل السب .

أما من زاد على الاستحلال ، كأن يتعبد الله عز وجل بالسب والشتم ، فكفر مثل هذا مما لا خلاف فيه ، ونصوص العلماء السابقة واضحة في مثل ذلك .
وباتضاح هذا النوع بإذن الله ، يتضح ما بعده بكل يسر وسهولة ، ولذلك اطلنا القول فيه .
الـفـهـرس


أما من سب صحابي لم يتواتر النقل بفضله
فقد بينا فيما سبق رجحان تكفير من سب صحابيا تواترت النصوص بفضله من جهة دينه ، أما من لم تتوانر النصوص بفضله ، فقول جمهور العلماء بعدم كفر من سبه ، وذلك لعدم إنكاره معلوما من الدين بالضرورة ، إلا أن يسبه من حيث الصحبة .
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب : (( وإن كان ممن لم يتواتر النقل بفضله وكماله ، فالظاهر أن سابه فاسق ، إلا أن يسبه من حيث صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يكفر )) . ( الرد على الرافضة ص19 ) .
الـفـهـرس


أما سب بعضهم سبا لا يطعن في دينهم وعدالتهم
فلا شك أن فاعل ذلك يستحق التعزير والتأديب ، ولكن من مطالعتي لأقوال العلماء في المراجع المذكورة ، لم أر أحدا منهم يكفر فاعل ذلك ، ولا فرق عندهم بين كبار الصحابة وصغارهم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (( واما إن سبهم سبا لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم ، مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن أو قلة العلم أو عدم الزهد ونحو ذلك ، فهو الذي يستحق التأديب والتعزير ، ولا يحكم بكفره بمجرد ذلك ، وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من العلماء )) . ( الصارم المسلول ص 586 ) .
وذكر أبو يعلي من الأمثلة على ذلك اتهامهم بقلة المعرفة بالسياسة . ( الصارم المسلول ص 571 ) .
ومما يشبه ذلك اتهامهم بضعف الرأي ، وضعف الشخصية ، والغفلة ، وحب الدنيا ، ونحو ذلك .
وهذا النوع من الطعن تطفح به كتب التاريخ ، وكذلك الدراسات المعاصرة لبعض المنسوبين لأهل السنة ، باسم الموضوعية والمنهج العلمي .

وللمستشرقين أثر في غالب الدرسات التي من هذا النوع .
الـفـهـرس


وقفة مع المنهج الموضوعي
ولعل من المناسب هنا أن نقف وقفة قصيرة جدا ، نبين فيها فساد هذا المنهج، وخطورة تطبيقه على تاريخ الصحابة .
والمنهج الموضوعي ، عند الغربيين يعني ان يبحث الموضوع بحثا عقليا مجردا ، بعيدا عن التصورات الدينية . ( راجع منهج كتابة التاريخ للعلياني ص 138 ) .
فنقول ردا على ذلك :
أولا : المسلم لا يمكن ان يتجرد من عقيدته بأي حال من الأحوال ، إلا أن يكون كافرا بها . ( راجع في تفصيل ذلك ، وفي الرد على دعوى الموضوعية ، بحث مخطوط للدكتور رشاد خليل 34 -37 ) .
ثانيا : كذلك بالنسبة للتاريخ الإسلامي ، إذا ثبتت الحوادث في ميزان نقد الرواية ، فبأي منهج نفهمها ونفسرها ؟ إذا لم نفسرها بالمنهج الإسلامي ، فلا بد أن نختار منهجا أخر . فنقع في الانحراف من حيث لا نعلم .
وبناء على ذلك ، يجب أن نحذر من تطبيق هذا المنهج على تاريخ الصحابة.

ويجب ان نعلم ايضا أن ما يسمى بالنقد العلمي أو الموضوعية لتاريخ الصحابة ، هو السب الوارد في كتب اهل البدع ، وفي كتب الاخبار ، وتسميته بالمنهج العلمي لا يخرجه من حقيقته التي عرف بها عند أهل السنة ، وأيضا تسميته بذلك لا تعلي من قيمته ، كما لا يعلي من قيمته أن يردده كتاب مشهورون ، وفيهم اولو فضل وصلاح .

وإنما كل ما فعله المحدثون أنهم أحيوا هذا السب الذي أماته أهل السنة عندما كانت الدولة دولتهم . ( هذه الفقرة مأخوذة من البحث القيم للدكتور رشاد خليل ) .
والذي أوصي به نفسي وإخواني الباحثين في تاريخ الصحابة إلا يتخلوا عن عقيدتهم ، ومنها الاعتقاد بعدالة الصحابة وتحريم سبهم عند البحث في تاريخهم ، فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبلهم ، وليعلموا أن لأهل السنة منهجا واضحا في النظر إلى تلكم الأخبار ، كما سيأتي في آخر البحث .
الـفـهـرس


حكم سب ام المؤمنين عائشة
أما من سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه ، فقد أجمع العلماء انه يكفر .
قال القاضي أبو يعلي : (( من قذف عائشة رضي الله عنها بما براها الله منه كفر بلا خلاف )) .
وقد حكي الإجماع على هذا غير واحد من الأئمة لهذا الحكم .

فروي عن مالك : (( من سب أبا بكر جلد ، ومن سب عائشة قتل . قيل له : لم ؟ قال : من رماها فقد خالف القرآن )) . ( الصارم المسلول ص 566 ) .
وقال ابن شعبان في روايته ، عن مالك : (( لأن الله تعالى يقول : { يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابدا إن كنتم مؤمنين } فمن عاد فقد كفر )) . ( الشفا 2 / 1109 ) .
والأدلة على كفر من رمى أم المؤمنين صريحة وظاهرة الدلالة ، منها :
أولا : ما استدل به الإمام مالك ، ان في هذا تكذيبا للقرآن الذي شهد ببراءتها ، وتكذيب ما جاء به القرآن كفر .
قال الإمام ابن كثير : (( وقد اجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية ، فإنه يكفر ، لأنه معاند للقرآن )) . ( راجع تفسير ابن كثير 3 / 276 ، عند تفسير قوله تعالى { إن الذين يرمون المحصنات . . . } ) .
وقال ابن حزم - تعليقا على قول الإمام مالك السابق - : (( قول مالك هاهنا صحيح ، وهي ردة تامة ، وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها )) . ( المحلي 11 / 15 ) .
ثانيا : إن فيه إيذاء وتنقيصا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، من عدة وجوه ، دل عليها القرآن الكريم ، فمن ذلك :

إن ابن عباس رضي الله عنهما فرق بين قوله تعالى { والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء } وبين قوله { إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات } ، فقال عند تفسير الآية الثانية : (( هذه في شأن عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ، وهي مبهمة ليس توبة ، ومن قذف أامرأة مؤمنة فقد جعل الله له توبة . . . إلى آخر كلامه . . . قال : فهم رجل أن يقوم فيقبل رأسه من حسن ما فسر )) . ( انظر ابن جرير 18 / 83 ، وعنه ابن كثير 3 / 277 ) .
فقد بين ابن عباس ، ان هذه الآية إنما نزلت فيمن قذف عائشة وامهات المؤمنين رضي الله عنهن ، لما في قذفهن من الطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيبه ، فغن قذف المرأة أذى لزوجها ، كما هو أذى لابنها ، لأنه نسبة له إلى الدياثة وإظهار لفساد فراشه ، وإن زنى امرأته يؤذيه اذى عظيما . . ولعل ما يلحق بعض الناس من العار والخزي بقذف أهله اعظم مما يلحقه لو كان هو المقذوف . ( الصارم المسلول ص 45 ، والقرطبي 12 / 139 ) .
وكذلك فإيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر بالإجماع .

قال القرطبي عند قوله تعالى { يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابدا } : (( يعني في عائشة ، لأن مثله لا يكون إلا نظير القول في المقول بعينه ، او فيمن كان في مرتبته من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ، لما في ذلك من إذاية رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرضه وأهله ، وذلك كفر من فاعله )) . ( القرطبي 12 / 136 ، عن ابن عربي في أحكام القرآن 3 / 1355 - 1356 ) .
ومما يدل على أن قذفهن أذى للنبي صلى الله عليه وسلم ، ما أخرجه الشيخان في صحييهما في حديث الإفك عن عائشة ، قالت : (( فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبي سلول )) ، قالت : (( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر - : يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في اهل بيتي . . )) كما جاء في الصحيحين .

فقوله : (( من يعذرني )) أي من ينصفني ويقيم عذري إذا انتصفت منه لما بلغني من اذاه في أهل بيتي ، والله أعلم .

فثبت انه صلى الله عليه وسلم قد تاذى بذلك تأذيا استعذر منه .

وقال المؤمنون الذين لم تاخذهم حمية : (( مرنا نضرب اعناقهم ، فإنا نعذرك إذا أمرتنا بضرب أعناقهم )) ، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على سعد استئماره في ضرب أعناقهم . ( الصارم المسلول ص 47 ) .
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : (( ومن يقذف الطيبة الطاهرة أم المؤمنين زوجة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، لما صح ذلك عنه ، فهو من ضرب عبد الله بن أبي سلول رأس المنافقين .

ولسان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يا معشر المسلمين من يعذرني فيمن أذاني في أهلي . { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا مبينا } . . فأين أنصار دينه ليقولوا له : نحن نعذرك يا رسول الله )) . (الرد عل الرافضة 25-26 ) .
كما أن الطعن بها رضي الله عنها فيه تنقيص برسول الله صلى الله عليه وسلم من جانب آخر ، حيث قال عز وجل : { الخبيثات للخبيثين .. } .

قال ابن كثير : (( أي ما كان الله ليجعل عائشة زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيبة ، لأنه أطيب من كل طيب من البشر ، ولو كانت خبيثة لما صلحت له شرعا ولا قدرا ، ولهذا قال تعالى { أولئك مبرءون مما يقولون } أي عما يقوله أهل الإفك والعدوان )) . ( ابن كثير 3 / 278 ) .
الـفـهـرس


حكم سب بقية أمهات المؤمنين
اختلف العلماء في قذف بقية امهات المؤمنين ، والراجح الذي عليه الأكثرون : كفر فاعل ذلك ، لأن المقذوفة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى إنما غضب لها ، لأنها زوجته صلى الله عليه وسلم ، فهي وغيرها منهن سواء . ( البداية والنهاية 8 / 95 ) .
وكذلك فيه تنقيصا وأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقذف حليلته . ( الشفا 2 / 1113 ، وراجع ايضا الصواعق المحرقة ص 387 ) .

وقد بينا ذلك عند كلامنا عن حكم قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
أما أن سب أمهات المؤمنين سبا غير ذلك فحكمهن حكم سائر الصحابة على التفصيل السابق .
الـفـهـرس


لوازم الـسـب
تيقظ السلف الصالح رضوان الله عليهم لخطورة الطعن في الصحابة وسبهم ، وحذروا من الطاعنين ومقاصدهم ، وذلك لعلمهم بما يؤدي إليه ذلك السب من لوازم باطلة تناقض اصول الدين ، فقال بعضهم كلمات قليلة ، لكنها جامعة ، أذكرها في مقدمة هذا المبحث ، ثم أوضح - بعض الشيء - ما يترتب على السب غالبا .

وسأركز في الرد على السب من القسم الأول والثاني ، من نسبة الكفر أو الفسق لمجموع الصحابة أو اكثرهم ، أو الطعن في عدالة من تواترت النصوص بفضله كالخلفاء رضي الله عنهم .
قال الإمام مالك رحمه الله عن هؤلاء الذين يسبون الصحابة : (( إنما هؤلاء اقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يمكنهم ذلك ، فقدحوا في اصحابه ، حتى يقال رجل سوء ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحون )) . ( رسالة في سب الصحابة ، عن الصارم المسلول ص580 ).
وقال الإمام أحمد رحمه الله : (( إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام )) . ( البداية والنهاية 8 / 142 ، وأنظر المسائل والرسائل المروية عن أحمد في العقيدة الأحمدية للأحمدي 2 / 363 ، 364 ) .
وقال أبو زرعة الرازي رحمه الله : (( فإذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلم انه زنديق ، وذلك ان الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق ، والقرآن حق ، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم اولى وهم زنادقة )) . ( الكفاية للخطيب البغدادي 97 ) .
وقال الإمام أبو نعيم رحمه الله : (( فلا يتتبع هفوات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزللهم ويحفظ عليهم ما يكون منهم حال الغضب والموجدة إلا مفتون القلب في دينه )) . ( الإمامة لأبي نعيم 344 ) .

ويقول أيضا : (( لا يبسط لسانه فيهم إلا من سوء طويته في النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والإسلام والمسلمين )) . ( الإمامة لأبي نعيم 376 ) .
وتحذيرالعلماء هنا عام يشمل جميع الصحابة ، وتأمل قول إمام أهل السنة : (( يذكر أحدا من الصحابة بسوء )) ، وقول أبي زرعة : (( ينتقص أحدا )) ، فحذروا ممن ينتقص مجرد انتقاص أو ذكر بسوء ، وذلك دون الشتم أو التكفير ، ثم في واحد منهم وليس جميعهم ، فماذا يقال فيمن سب أغلبهم ؟!
وإليك اخي إيضاح لبعض لوازم السب :
أولا : يترتب على القول بكفر وإرتداد معظم الصحابة أو فسقهم إلا نفرا يسيرا ، الشك في القرآن الكريم والأحاديث النبوية ، وذلك لأن الطعن في النقلة طعن في المنقول ، إذ كيف نثق بكتاب نقله إلينا الفسقة والمرتدون - والعياذ بالله - ولذلك صرح بعض أهل الضلال والبدع ممن يسب الصحابة بتحريف الصحابة للقرآن ، والبعض أخفى ذلك .
وكذلك الامر بالنسبة للاحاديث النبوية ، فاذا اتهم الصحابة رضوان الله عليهم في عدالتهم ، صارت الأسانيد مرسلة مقطوعة لا حجة فيها ، ومع ذلك يزعم بعض هؤلاء الإيمان بالقرآن .

فنقول لهم : يلزم من الإيمان بالقرآن الإيمان بما فيه ، وقد علمت أن الذي فيه أنهم خير الأمم ، وأن الله لا يخزيهم ، وأنه رضي عنهم . . . ألخ ، فمن لم يصدق ذلك فيهم ، فهو مكذب لما في القرآن ، ناقض لدعواه .
ثانيا : هذا القول يقتضي أن هذه الأمة - والعياذ بالله - شر أمة أخرجت للناس ، وسابقي هذه الأمة شرارها ، وخيرها القرن الأول كان عامتهم كفارا أو فساقا وإنهم شر القرون . ( الصارم 587 ) كبرت كلمة تخرج من أفواههم .
ثالثا : يلزم من هذا القول ، أحد أمرين : إما نسبة الجهل إلى الله تعالى عما يصفون ، أو العبث في هذه النصوص التي أثنى فيها على الصحابة .

فإن كان الله عز وجل - تعالى عن قولهم - غير عالم بأنهم سيكفرون ، ومع ذلك اثنى عليهم ووعدهم الحسنى فهو جهل ، والجهل عليه تعالى محال .

وإن كان الله عز وجل عالما بأنهم سيكفرون ، فيكون وعده لهم بالحسنى ورضاه عنهم عبث ، والعبث في حقه تعالى محال . ( انظر إتحاف ذوي النجابة لمحمد بن العربي التباني ص75 ) .

ويتبع ذلك الطعن في حكمته عز وجل ، حيث اختارهم واصطفاهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فجاهدوا معه وآزروه ونصره واتخذهم أصهارا له ، حيث زوج ابنتيه ذا النورين عثمان رضي الله عنه ، وتزوج ابنتي الصديق وعمر رضي الله عنهما ، فكيف يختار لنبيه انصارا واصهارا مع علمه بأنهم سيكفرون ؟!.
رابعا : لقد بذل رسول الله صلى الله عليه وسلم جهودا خارقة في تربية الصحابة على مدى ثلاثة وعشرين عاما ، حتى تكون بفضل الله عز وجل المجتمع المثالي في خلقه وتضحياته وزهده وورعه ، فكان صلى الله عليه وسلم اعظم مرب في التاريخ .

لكن على العكس من ذلك ، فإن جماعة تدعي الإنتماء إلى الإسلام ونبي الإسلام ، تقدم لهذا المجتمع صورة معاكسة ، تهدم المجهودات التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم في مجال التربية والتوجيه ، وتثبت له إخفاقا لم يواجهه أي مصلح أو مرب خبير مخلص لم يكن مأمورا من الله ، كما كان الشأن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( صرح بعض من تولى كبر تلكم المزاعم والتهم والضلالات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينجح ، وأن الذي ينجح في ذلك المهدي الغائب - مهديهم - ) .
إن الإمامية ترى أن المجهودات التي بذلها محمد صلى الله عليه وسلم لم تنتج إلا ثلاثة او أربعة - وفقا لبعض الروايات - ظلوا متمسكين بالإسلام إلى بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، أما غيرهم فقد قطعوا صلتهم بالإسلام - والعياذ بالله - فور وفاته صلى الله عليه وسلم ، وأثبتوا أن صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتربيته اخفقت ولم يعد لها أي تأثير .
وهذا الزعم يؤدي إلى اليأس من إصلاح البشرية ، وعدم الثقة في المنهج الإسلامي وقدرته على التربية وتهذيب الأخلاق ، وإلى الشك في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن الدين الذي لم يستطع أن يقدم للعالم عددا وجيها من نماذج عملية ناجحة بناءة ، ومجتمعا مثاليا في أيام الداعي وحامل رسالته الأول ، فكيف يستطيع أتباعه ذلك بعد مضي وقت طويل على عهد النبوة ؟!

وإذا كان المؤمنون بهذه الدعوة لم يستطيعوا البقاء على الجادة القويمة ، ولم يعودوا أوفياء لنبيهم صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى ، فلم يبق على الصراط المستقيم الذي ترك عليه النبي صلى الله عليه وسلم أتباعه إلا أربعة فقط ، فكيف نسلم أن هذا الدين يصلح لتزكية النفوس وبناء الأخلاق ؟ وانه يستطيع أن ينقذ الإنسان من الهمجية والشقاء ، ويرفعه إلى قمة الإنسانية ؟ .

بل ربما يقال : لو ان النبي صلى الله عليه وسلم كان صادقا في نبوته ، لكانت تعاليمه ذات تأثير ، ووجد هناك من آمن به من صميم القلب ، ووجد من بين العدد الهائل ممن امنوا به بضع المئات ثبتوا على الإيمان ، فإن كان أصحابه سوى بضعة رجال منهم منافقين ومرتدين - فيما زعموا - فمن دام بالإسلام ؟! ومن أنتفع بالرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وكيف يكون رحمة للعالمين ؟ . ( صورتان متضادتان للشيخ أبي الحسن الندوي ص 13 -45 -58-99 ) .
الـفـهـرس


الإمساك عما شجر بينهم
قال صلى الله عليه وسلم : (( إذا ذكر اصحابي فامسكوا ، وإذا ذكر النجوك فامسكوا ، وإذا ذكر القدر فامسكوا )) . ( أخرجه الطبراني في الكبير 2 / 78 / 2 ، وابو نعيم في الحلية 4 / 108 ، وفي الإمام من حديث ابن مسعود ، وقواه الالباني بطرقه وشواهده - السلسلة الصحيحة1 / 34 ) .

ولذلك فمن منهج أهل السنة والجماعة الإمساك عن ذكر هفوات الصحابة وتتبع زلاتهم وعدم الخوض فيما شجر بينهم .
قال ابو نعيم رحمه الله : (( فالإمساك عن ذكر اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر زللهم ، ونشر محاسنهم ومناقبهم ، وصرف أمورهم إلى اجمل الوجوه ، من أمارات المؤمنين المتبعين لهم بإحسان ، الذين مدحهم الله عز وجل بقوله : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان )) .

ويقول ايضا في تعليقه على الحديث المشار إليه : (( لم يأمرهم بالإمساك عن ذكر محاسنهم وفضائلهم ، وإنما امروا بالإمساك عن ذكر أفعالهم وما يفرط منهم في ثورة الغضب وعارض الوجدة )) . ( الإمامة 347 ) .
اذا فالإمساك المشار إليه في الحديث الشريف إمساك مخصوص يقصد منه عدم الخوض فيما وقع بينهم من الحروب والخلافات على سبيل التوسع وتتبع التفصيلات ونشر ذلك بين العامة ، أو التعرض لهم بالتنقص لفئة والانتصار لاخرى . ( منهج كتابة التاريخ الإسلامي لمحمد بن صامل 227 ) .
ونحن لم نؤمر بما سبق / وإنما أمرنا بالاستغفار لهم ومحبتهم ونشر محاسنهم وفضائلهم ، وإذا ظهر مبتدع يقدح فيهم بالباطل فلابد من الذب عنهم ، وذكر ما يبطل حجته بعلم وعدل . ( منهاج السنة 6 / 254 ) .
وهذا مما نحتاجه في زماننا ، حيث ابتليت الأمة المسلمة في جامعاتها ومدارسها بمناهج - يزعم أصحابها الموضوعية والعلمية - تخوض فيما شجر بين الصحابة بالباطل دون التأدب بالأداب التي علمنا إياها ربنا عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم .

وكذلك وللأسف وصلت هذه العدوى إلى بعض الإسلاميين ، حتى إن بعضهم يجمع الغث والسمين من الروايات حول الفتنة التي وقعت بين الصحابة ، ثم يبني أحكامه دون الاسترشاد بأقوال الأئمة الأعلام وتحقيقاتهم .
من أجل ذلك أردت أن أشير إلى بعض الأسس والتوجيهات التي ينبغي أن يعرفها الباحث إذا اقتضت الحاجة أن يبحث فيما شجر بينهم رضي الله عنهم .
الـفـهـرس


أسس البحث في تاريخ الصحابة
أولا : إن الكلام عما شجر بين الصحابة ليس هو الأصل ، بل الاصل الاعتقادي عند أهل السنة والجماعة هو الكف والإمساك عما شجر بين الصحابة ، وذها مبسوط في عامة كتب أهل السنة في العقيدة ، كالسنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل ، والسنة لابن ابي عاصم ، وعقيدة أصحاب الحديث للصابوني ، والإبانة لابن بطة ، والطحاوية ، وغيرها .
ويتأكد هذا الإمساك عند من يخشى عليه الالتباس والتشويش والفتنة ، وذلك بتعارض ذلك بما في ذهنه عن الصحابة وفضلهم ومنزلتهم وعدالتهم وعدم إدراك مثله ، لصغر سنه أو لحداثة عهده بالدين . . . لحقيقة ما حصل بين الصحابة ، واختلاف اجتهادهم في ذلك ، فيقع في الفتنة بانتقاصه للصحابة من حيث لا يعلم .
وهذا مبني على قاعدة تربوية تعليمية مقررة عند السلف ، وهي إلا يعرض على الناس من مسائل العلم إلا ما تبلغه عقولهم .

قال الإمام البخاري رحمه الله : (( باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية ألا يفهموا )) . وقال علي رضي الله عنه : (( حدثوا الناس بما يعرفون ، أتحبون أن يكذب الله ورسوله )) .

وقال الحافظ في الفتح تعليقا على ذلك : (( وفيه دليل على ان المتشابه لا ينبغي أن يذكر عند العامة . ومثله قول ابن مسعود : ( ما أنت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ) . ( رواه مسلم ) .

وممن كره التحدث ببعض دون بعض أحمد في الأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان ، ومالك في أحاديث الصفات ، وأبو يوسف في الغرئب . .

)) ، إلى أن قال : (( وضابط ذلك ان يكون ظاهر الحديث يقوي البدعة ، وظاهره في الأصل غير مراده ، فالإمساك عنه عند من يخشى عليه الأخذ بظاهره مطلوب ، والله أعلم . ( صحيح البخاري 1 / 41 ، الفتح 1 / 199 -200 ، وراجع ايضا كلاما جيدا للسلمي في كتابةالتاريخ 228 ) .
ثانيا : إذا دعت الحاجة إلى ذكر ما شجر بينهم ، فلابد من التحقيق والتثبت في الروايات المذكورة حول الفتن بين الصحابة ، قال عز وجل : { يا ايها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبئأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } . وهذه الآية تأمر المؤمنين بالتثبت في الأخبار المنقولة إليهم عن طريق الفساق ، لكيلا يحكموا بموجبها على الناس فيندموا .

فوجوب التثبت والتحقيق فيما نقل عن الصحابة ، وهم سادة المؤمنين أولى وأحرى ، خصوصا ونحن نعلم أن هذه الروايات دخلها الكذب والتحريف ، أما من جهة اصل الرواية أو تحريف بالزيادة والنقص يخرج الرواية مخرج الذم والطعن .

وأكثر المنقول من المطاعن الصريحة هو من هذا الباب ، يرويها الكذابون المعروفون بالكذب ، مثل ابي مخنف لوط بن يحيى ، ومثل هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، وأمثالهما . ( منهاج السنة 5 / 72 ، وانظر دراسة نقدية " مرويات ابي مخنف في تاريخ الطبري / عصر الراشدين ، ليحيى اليحيى ) .
من أجل ذلك لا يجوز ان يدفع النقل المتواتر في محاسن الصحابة وفضائلهم بنقول بعضها منقطع وبعضها محرف ، وبعضها يقدح فيما علم ، فإن اليقين لا يزول بالشك ، ونحن تيقنا ما ثبت في فضائلهم ، فلا يقدح في هذا أمور مشكوك فيها ، فكيف إذا علم بطلانها . ( منهاج السنة 6 / 305 ) .
ثالثا : إذا صحت الرواية في ميزان الجرح والتعديل ، وكان ظاهرها القدح ، فليلتمس لها أحسن المخارج والمحاذير .
قال ابن أبي زيد : (( والإمساك عما شجر بينهم ، وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج ، ويظن بهم أحسن المذاهب )) . ( مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني ، وانظر تنويرا لمقالة حل إلفاظ الرسالة للتتائي ) .
وقال ابن دقيق العيد : (( وما نقل عنهم فيما شجر بينهم واختلفوا فيه ، فمنه ما هو باطل وكذب ، فلا يلتفت إليه ، وما كان صحيحا أولناه تأويلا حسنا ، لأن الثناء عليهم من الله سابق ، وما ذكر من الكلام اللاحق محتمل للتأويل ، والمشكوك والموهوم لا يبطل الملحق المعلوم )) . ( أصحاب رسول الله ومذاهب الناس فيهم لعبد العزيز العجلان ص360 ) .
هذا بالنسبة لعموم ما روي في قدحهم .
رابعا : أما ما روي على الخصوص فيما شجر بينهم ، وثبت في ميزان النقد العلمي ، فهم فيه مجتهدون ، وذلك ان القضايا كانت مشتبهة ، فلشدة اشتباهها اختلف اجتهادهم وصاروا ثلاثة اقسام :
القسم الأول : ظهر لهم بالاجتهاد أن الحق في هذا الطرف ، وأن مخالفه باغ ، فوجب عليهم نصرته وقتال الباغي عليه ، فيما اعتقدوه ، ففعلوا ذلك ، ولم يكن يحل لمن هذه صفته التأخر عن مساعدة إمام العدل في قتال البغاة في اعتقاده .
القسم الثاني : عكس هؤلاء ، ظهر لهم بالاجتهاد إن الحق مع الطرف الآخر ، فوجب عليهم مساعدته وقتال الباغي عليه .
القسم الثالث : اشتبهت عليهم القضية ، وتحيروا فيها ، ولم يظهر لهم ترجيح احد الطرفين ، فاعتزلوا الفريقين ، وكان هذا الاعتزال هو الواجب في حقهم ، لإنه لا يحل الإقدام على قتال مسلم حتى يظهر أنه مستحق لذلك . ( مسلم بشرح النووي 15 / 149 ، 18 / 11 ، وراجع الإصابة 2 / 501 ، فتح الباري 13 / 34 ) .
أيضا من المهم أن نعلم أن القتال الذي حصل بين الصحابة رضوان الله عليهم لم يكن على الإمامة ، فإن أهل الجمل وصفين لم يقاتلوا على نصب إمام غير علي ، ولا كان معاوية يقول إنه الإمام دون علي ، ولا قال ذلك طلحة والزبير ، وإنما كان القتال فتنة عند كثير من العلماء ، بسبب اجتهادهم في كيفية القصاص من قاتلي عثمان رضي الله عنه ، وهو من باب قتال أهل البغي والعدل ، وهو قتال بتأويل سائغ لطاعة غير الإمام ، لا على قاعدة دينية ، أي ليس بسبب خلاف في أصول الدين . ( منهاج السنة 6 / 327 ) .
ويقول عمر بن شبه : (( إن أحدا لم ينقل ان عائشة ومن معها نازعوا عليا في الخلافة ، ولا دعوا أحدا ليولوه الخلافة ، وإنما أنكروا على علي منعه من قتال قتلة عثمان وترك الاقتصاص منهم )) . ( أخبار البصرة لعمر بن شبه نقلا عن فتح الباري 13 / 56 ) .
ويؤيد هذا ما ذكره الذهبي : (( أن ابا مسلم الخولاني وأناسا معه ، جاءوا إلى معاوية، وقالوا : أنت تنازع عليا أم أنت مثله ؟ . فقال : لا والله ، إني لأعلم أنه أفضل مني ، وأحق بالأمر مني ، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما ، وأنا ابن عمته ، والطالب بدمه ، فائتوه فقولوا له ، فليدفع إلي قتلة عثمان ، وأسلم له . فأتوا عليا ، فكلموه ، فلم يدفعهم إليه )) . ( سير أعلام النبلاء للذهبي 3 / 140 ، بسند رجاله ثقات كما قال الأرناؤوط ) .
وفي رواية عند ابن كثير : (( فعند ذلك صمم أهل الشام على القتال مع معاوية )) . ( البداية والنهاية 8 / 132 ، وانظر كلاما لإمام الحرمين وتعليقا للتباني عليه - إتحاف ذوي النجابة ص 152 ) .
وأيضا فجمهور الصحابة وجمهور أفاضلهم ما دخلوا في فتنة .
قال عبد الله بن الإمام أحمد : (( حدثنا أبي ، حدثنا إسماعيل بن علية ،حدثنا ايوب السختياني ، عن محمد بن سيرين ، قال : هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف ، فما حضرها منهم مائة ، بل لم يبلغوا ثلاثين )) .

قال ابن تيمية : (( وهذا الإسناد من اصح إسناد على وجه الأرض ، ومحمد بن سيرين من أورع الناس في منطقته ، ومراسيله من أصح المراسيل )) . ( منهاج السنة 6 / 236 ) .
فأين الباحثون المنصفون ليدرسوا مثل هذه النصوص الصحيحة ، لتكون لمنطلقا لهم ، لا أن يلطخوا أذهانهم بتشويشات الأخبارين ، ثم يؤولوا النصوص الصحيحة حسب ما عندهم من البضاعة المزجاة .
خامسا : ما ينبغي أن يعلمه المسلم حول الفتن التي وقعت بين الصحابة - مع اجتهادهم فيها وتأولهم - حزنهم الشديد وندمهم لما جرى ، بل لم يخطر ببالهم أن الأمر سيصل إلى ما وصل إليه ، وتأثر بعضهم التأثر البالغ حين يبلغه مقتل أخيه ، بل إن البعض لم يتصور أن الأمر سيصل إلى القتال ، وإليك بعض من هذه النصوص :
هذه عائشة أم المؤمنين ، تقول فيما يروي الزهري عنها : (( إنما أريد أن يحجر بين الناس مكاني ، ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال ، ولو علمت ذلك لم اقف ذلك الموقف أبدا )) . ( مغازي الزهري ) .

وكانت إذا قرأت { وقرن في بيوتكن } تبكي حتى يبتل خمارها . ( سير أعلام النبلاء 2 / 177 ) .
وهذا امير المؤمنين علي بن أبي طالب ، يقول عنه الشعبي : (( لما قتل طلحة ورآه علي مقتولا ، جعل يمسح التراب عن وجهه ، ويقول : عزيز علي أبا محمد أن أراك مجدلا تحت نجوم السماء . . ثم قال : إلى الله أشكو عجزي وبجري . - أي همومي وأحزاني -وبكى عليه هو واصحابه ، وقال : ياليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة )) . ( أسد الغابة لابن الأثير 3 / 88 - 89 ) .

وكان يقول ليالي صفين : (( لله در مقام عبد الله بن عمر وسعد بن مالك - وهما ممن اعتزل الفتنة - إن كان برا إن أجره لعظيم ، وإن كان إثما إن خطره ليسير )) . ( منهاج السنة 6 / 209 ) .

فهذا قول أمير المؤمنين ، رغم قول أهل السنة أن عليا ومن معه أقرب إلى الحق . ( فتح الباري 12 / 67 ) .
وهذا الزبير بن العوام رضي الله عنه - وهو ممن شارك في القتال بجانب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - يقول : (( إن هذه لهي الفتنة التي كنا نحدث عنها )) ، فقال مولاه : أتسميها فتنة وتقاتل فيها ؟! قال : (( ويحك ، إنا نبصر ولا نبصر ، ماكان أمر قط إلا علمت موضع قدمي فيه ، غير هذا الأمر ، فإني لا أدري أمقبل أنا فيه أم مدبر )) . ( فتح الباري 12 / 67 ) .
وهذا معاوية رضي الله عنه ، لما جاءه نعي علي بن أبي طالب ، جلس وهو يقول : (( إنا لله وإنا إليه راجعون ، وجعل يبكي . فقالت امرأته : أنت بالأمس تقاتله ، واليوم تبكيه ؟! . فقال : ويحك ، إنما أبكي لما فقد الناس من حلمه وعلمه وفضله وسوابقه وخيره )) . وفي رواية (( ويحك ، أنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم )) . ( البداية والنهاية 8 / 15 - 133 ) .
وبعد هذه المنقولات كلها ، كيف يلامون بأمور كانت متشابهة عليهم ، فاجتهدوا ، فاصاب بعضهم وأخطأ الأخرون ، وجميعهم بين أجر وأجرين ، ثم بعد ذلك ندموا على ما حصل وجرى .

وما حصل بينهم من جنس المصائب التي يكفر الله عز وجل بها ذنوبهم ، ويرفع بها درجاتهم ومنازلهم ، قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال البلاء بالعبد ، حتى يسير في الأرض وليس عليه خطيئة )) . ( رواه الترمذي 2398 وقال حسن صحيح ، وحسنه ابن حبان والحاكم وسكت عنه الذهبي 1 / 41 ، وحسنه الالباني - المشكاة 1 / 492 من حديث سعد ، وصححه في الصحيحة 144 ، وانظر شواهده 143 145 ، وراجع الفتح 10 / 111 - 112 ) .
وعلى أقل الاحوال ، لو كان ما حصل من بعضهم في ذلك ذنبا محققا ، فإن الله عز وجل يكفره بأسباب كثيرة ، من أعظمها الحسنات الماضية من سوابقهم ومناقبهم وجهادهم ، والمصائب المكفرة ، والاستغفار ، والتوبة التي يبدل بها الله عز وجل السيئات حسنات ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم . ( للتوسع راجع منهاج السنة6 / 205 فقد ذكر عشر أسباب مكفرة ) .
سادسا : نقول اخيرا ان اهل السنة والجماعة لا يعتقدون أن الصحابي معصوم من كبائر الاثم وصغائره ، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة ، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر ، ثم إذا كان صدر من أحدهم ذنب فيكون إما قد تاب منه ، أو أتى بحسنات تمحوه ، أو غفر له بسابقته ، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهم أحق الناس بشفاعته ، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه ، فإذا كان هذا في الدنوب المحققة ، فكيف بالأمور التي هم مجتهدون فيها : إن أصابوا فلهم اجران ، وإن أخطأوا فلهم أجر واحد ، والخطأ مغفور .
ثم إن القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نادر ، مغفور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من إيمان وجهاد وهجرة ونصرة وعلم نافع وعمل صالح . ( أنظر شرح العقيدة الواسطية لخليل هراس 164 -167 ) .
يقول الذهبي رحمه الله : (( فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع بينهم ، وجهاد محاء ، وعبادة ممحصة ، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندعي فيهم العصمة )) . ( سير أعلام النبلاء 10 / 93 ، في ترجمة الشافعي ).
إذن ، فأعتقادنا بعدالة الصحابة لا يستلزم العصمة ، فالعدالة استقامة السيرة والدين ، ويرجع حاصلها إلى هيئة راسخة في النفس تحمل على ملازمة التقوى والمروءة جميعا ، حتى تحصل ثقة النفس بصدقه . . . ثم لا خلاف في أنه لا يشترط العصمة من جميع المعاصي .
ومع ذلك يجب الكف عن ذكر معايبهم ومساوئهم مطلقا - كما مر سابقا - ، وإن دعت الضرورة إلى ذكر زلة أو خطأ صحابي ، فلا بد أن يقترن بذلك منزلة هذا الصحابي من توبته أو جهاده وسابقته - فمثلا من الظلم أن نذكر زلة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه دون ذكر توبته التي لو تابها صاحب مكس لقبل منه . . . وهكذا . ( الإمامة لأبي نعيم 340، ومنهاج السنة 6 / 207 ) .
فالمرء لا يعاب بزلة يسيرة حصلت منه في من فترات حياته وتاب منها ، فالعبرة بكمال النهاية ، لا ينقص البداية ، سيما وإن كانت له حسنات ومناقب ولو لم يزكه أحد ، فكيف إذا زكاه خالقه العليم بذات الصدور .
{ ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم }
اللهم اجعلنا ممن يحب صحابة رسولك صلى الله عليه وسلم ، ويدافع عنهم ، ويتبع منهجهم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .



4-الحكم الإسلامي على ساب أمهات المؤمنين الطاهرات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :

إن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن داخلات في عموم الصحابة رضي الله عنهم ، لأنهن منهم ، و كل ما جاء في تحريم سب الصحابة من آيات قرآنية و أحاديث نبوية فإن ذلك يشملهن ، و لما لهن من المنزلة العظيمة و قوة قرابتهن من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ، ولم يغفل أهل العلم عن حكم سابهن و عقوبته ، بل بينوا ذلك أوضح بيان في أقوالهم المأثورة و مؤلفاتهم المختلفة .

أقول : إن أهل العلم من أهل السنة والجماعة أجمعوا قاطبة على أن من طعن في عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه وبما رماها به المنافقون من الإفك فإنه كافر مكذب بما ذكره الله في كتابه من إخباره ببراءتها وطهارتها ، و قالوا إنه يجب قتله .

و قد ساق أبو محمد بن حزم الظاهري بإسناده إلى هشام بن عمار قال : سمعت مالك بن أنس يقول من سب أبا بكر و عمر جلد ، و من سب عائشة قتل ، قيل له : لم يقتل في عائشة ؟ قال : لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين }، قال مالك فمن رماها فقد خالف القرآن ، و من خالف القرآن قتل . قال أبو محمد رحمه الله : قول مالك هانا صحيح و هي ردة تامة و تكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها.[1]

و حكى أبو الحسن الصقلي أن القاضي أبا بكر الطيب قال : إن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبح نفسه لنفسه ، كقوله {و قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه }، و ذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة فقال {ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك } ، سبح نفسه في تبرئتها من السوء كما سبح نفسه في تبرئته من السوء ، و هذا يشهد لقول مالك في قتل من سب عائشة ، ومعنى هذا و الله أعلم أن الله لما عظم سبها كما عظم سبه وكان سبها سباً لنبيه ، و قرن سب نبيه وأذاه بأذاه تعالى ، وكان حكم مؤذيه تعالى القتل ، كان مؤذي نبيه كذلك.[2]

و قال أبو بكر بن العربي : إن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله ، فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله ، و من كذب الله فهو كافر ، فهذا طريق قول مالك ، و هي سبيل لائحة لأهل البصائر ولو أن رجلاً سب عائشة بغير ما برأها الله منه لكان جزاؤه الأدب .[3]

و ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعض الوقائع التي قتل فيها من رماها رضي الله عنها بما برأها الله منه ، حيث يقول : و قال أبو بكر بن زياد النيسابوري : سمعت القاسم بن محمد يقول لإسماعيل بن إسحاق أتى المأمون بالرقة برجلين شتم أحدهما فاطمة و الآخر عائشة ، فأمر بقتل الذي شتم فاطمة و ترك الآخر ، فقال إسماعيل : ما حكمهما إلا أن يقتلا لأن الذي شتم عائشة رد القرآن .

قال شيخ الإسلام : وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه والعلم من أهل البيت وغيرهم .

قال أبو السائب القاضي : كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد الدعي بطبرستان ، و كان بحضرته رجل فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ، فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله إن هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى { الخبيثات للخبيثين و الخبيثون للخبيثات ، والطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات ، أولئك مبرءون مما يقولون ، لهم مغفرة و رزق كريم } ، فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث ، فهو كافر فاضربوا عنقه ، فضربوا عنقه و أنا حاضر .

و روي عن محمد بن زيد أخي الحسن بن زيد أنه قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء فقام إليه بعمود فضرب دماغه فقتله ، فقيل له : هذا من شيعتنا و من بني الآباء ، فقلا : هذا سمى جدي قرنان – أي من لا غيرة له - ، و من سمى جدي قرنان استحق القتل فقتلته .

و قال القاضي أبو يعلى : من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف ، و قد حكي الإجماع على هذا غير واحد ، و صرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم .

و قال أبي موسى – و هو عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن جعفر الشريف الهاشمي إمام الحنابلة ببغداد في عصره - : و من رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة .[4]

و قال ابن قدامة المقدسي : ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء ، أفضلهم خديجة بن خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا و الآخرة ، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم .[5]

وقال الإمام النووي في صدد تعداده الفوائد التي اشتمل عليها حديث الإفك : الحادية و الأربعون : براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك و هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز ، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين ، قال ابن عباس و غيره : لم تزن امرأة نبي من الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين ، و هذا إكرام من الله تعالى لهم .[6]

و قد حكى العلامة ابن القيم اتفاق الأمة على كفر قاذف عائشة رضي الله عنها ، حيث قال : واتفقت الأمة على كفر قاذفها .[7]

و قال الحافظ ابن كثير عند قوله تعالى {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم } ، قال : أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية ، فإنه كافر لأنه معاند للقرآن .[8]

و قال بدر الدين الزركشي : من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها .[9]

و قال السيوطي عند آيات سورة النور التي نزلت في براءة عائشة رضي الله عنها من قوله تعالى { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم .. الآيات } ، قال : نزلت في براءة عائشة فيما قذفت به ، فاستدل به الفقهاء على أن قاذفها يقتل لتكذيبه لنص القرآن ، قال العلماء : قذف عائشة كفر لأن الله سبح نفسه عند ذكره فقال سبحانك هذا بهتان عظيم ، كما سبح نفسه عند ذكر ما وصفه به المشركون من الزوجة والولد .[10]

قلت : هذه الأقوال المتقدمة عن هؤلاء الأئمة كلها فيها بيان واضح أن الأمة مجمعة على أن من سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و قذفها بما رماها به أهل الإفك ، فإنه كافر حيث كذب الله فيما أخبر به من براءتها و طهارتها رضي الله عنها ، و أن عقوبته أن يقتل مرتداً عن ملة الإسلام .

وأما حكم من سب غير عائشة من أزواجه صلى الله عليه وسلم ، ففيه قولان :

أحدهما : أن حكمه كحكم ساب غيرهن من الصحابة ؛وحكم ساب الصحابة و عقوبته هي :

1 – ذهب جمع من أهل العلم إلى القول بتكفير من سب الصحابة رضي الله عنهم أو تنقصهم وطعن في عدالتهم و صرح ببغضهم و أن من كانت هذه صفته فقد أباح دم نفسه و حل قتله ، إلا أن يتوب من ذلك و ترحم عليهم .

و ممن ذهب إلى ذلك : الصحابي الجليل عبد الرحمن بن أزى و عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي و أبو بكر بن عياش ، و سفيان بن عيينة ، و محمد بن يوسف الفريابي و بشربن الحارث المروزي و غير كثير .

فهؤلاء الأئمة صرحوا بكفر من سب الصحابة وبعضهم صرح مع ذلك أنه يعاقب بالقتل ، و إلى هذا القول ذهب بعض العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية .

2 - و ذهب فريق آخر من أهل العلم إلى أن ساب الصحابة لا يكفر بسبهم بل يفسق ويضلل ولا يعاقب بالقتل ، بل يكتفي بتأديبه وتعزيره تعزيراً شديداً يروعه و يزجره حتى يرجع عن ارتكاب هذا الجرم الذي يعتبر من كبائر الذنوب والفواحش المحرمات ، وإن لم يرجع تُكرر عليه العقوبة حتى يظهر التوبة .

و ممن ذهب إلى هذا القول : عمر بن عبد العزيز و عاصم الأحول و الإمام مالك و الإمام أحمد و كثير من العلماء مما جاء بعدهم .

الثاني : و هو الأصح من القولين على ما سيتضح من أقوال أهل العلم أن من قذف واحدة منهن فهو كقذف عائشة رضي الله عنها .

التوضيح : أخرج سعيد بن منصور وابن جرير الطبري و الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قرأ سورة النور ففسرها ، فلما أتى على هذه الآية {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات }، قال : هذه في عائشة و أزواج النبي صلى الله علية وسلم ، ولم يجعل لمن فعل ذلك توبة ، و جعل لمن رمى امرأة من المؤمنات من غير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم التوبة ، ثم قرأ {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء}إلى قوله{إلا الذين تابوا} ، ولم يجعل لمن قذف امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم توبة ، ثم تلا هذه الآية {لعنوا في الدنيا و الآخرة ولهم عذاب عظيم} ، فهمّ بعض القوم أن يقوم إلى ابن عباس فيقبل رأسه لحُسنِ ما فسّر .[11]

قال ابن تيمية : فقد بين ابن عباس أن هذه الآية إنما نزلت فيمن يقذف عائشة وأمهات المؤمنين لما في قذفهن من الطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيبه ، فإن قذف المرأة أذىً لزوجها كما هو أذى لابنها ، لأنه نسبة له إلى الدياثة وإظهار لفساد فراشه ، فإن زناء امرأته يؤذيه أذىً عظيماً ، و لهذا جوز له الشارع أن يقذفها إذا زنت ، و درء الحد عنه باللعان و لم يبح لغيره أن يقذف امرأة بحال .[12]

و قد قال كثير من أهل العلم أن بقية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لهن حكم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .

فقد قال أبو محمد ابن حزم بعد أن ذكر أن رمي عائشة رضي الله عنها ردة تامة و تكذيب للرب – جلا وعلا – في قطعه ببراءتها ، قال : و كذلك القول في سائر أمهات المؤمنين ولا فرق ، لأن الله تعالى يقول { و الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ، أولئك مبرؤون مما يقولون } ، فكلهن مبرآت من قول إفك والحمد لله رب العالمين .[13]

و ذكر القاضي عياض عن ابن شعبان – محمد بن القاسم بن شعبان أبو إسحاق ابن القرطبي من نسل عمار بن ياسر ، رأس الفقهاء المالكيين بمصر ت355هـ – أنه قال : ومن سب غير عائشة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ففيها قولان :

أحدهما : يقتل لأنه سب النبي صلى الله عليه وسلم ، بسب حليلته .

و الآخر : أنها كسائر الصحابة يجلد حد المفتري ، قال : و بالأول أقول .[14]

و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : و أما منسب غير عائشة من أزواجه صلى الله عليه وسلم ففيه قولان :

أحدهما : أنه كساب غيرهن من الصحابة .

والثاني : و هو الأصح أنه من قذف واحدة من أمهات المؤمنين فهو كقذف عائشة رضي الله عنها .. و ذلك لأن هذا فيه عار و غضاضة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أذى له أعظم من أذاه بنكاحهن .[15]

و قال الحافظ ابن كثير رحمه الله بعد قوله تعالى { إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم } : هذا وعيد من الله تعالى للذين يرمون المحصنات الغافلات ، خرج مخرج الغالب المؤمنات ، فأمهات المؤمنين أولى بالدخول في هذا من كل محصنة ولا سيما التي كانت سبب النزول ، و هي عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما – إلى أن قال - : و في بقية أمهات المؤمنين قولان : أصحهما أنهن كهي والله أعلم .[16]

و مما يرجح القول بأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم غير عائشة في الحكم وجوه :

الوجه الأول : أن لعنة الله في الدنيا والآخرة لا تستوجب بمجرد القذف ، وأن اللام في قوله تعالى {المحصنات الغافلات المؤمنات} لتعريف المعهود ، والمعهود هنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن الكلام في قصة الإفك و وقوع من وقع في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، أو قصر اللفظ العام على سببه للدليل الذي يوجب ذلك .

الوجه الثاني : أن الله سبحانه رتب هذا الوعيد على قذف محصنات غافلات مؤمنات ، و قال في أول سورة النور : { و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة .. الآية } فترتب الجلد و رد الشهادة و الفسق على مجرد قذف المحصنات ، فلا بد أن تكون المحصنات الغافلات المؤمنات لهن مزية على مجرد المحصنات و ذلك – والله أعلم – لأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مشهود لهن بالإيمان لأنهن أمهات المؤمنين و هن أزواج نبيه في الدنيا و الآخرة و عوام المسلمات إنما يعلم منهن في الغالب ظاهر الإيمان و لأن الله سبحانه قال في قصة عائشة { و الذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم } فتخصيصه بتولي كبره دون غيره دليل على اختصاصه بالعذاب العظيم ، و قال تعالى {ولولا فضل الله عليكم و رحمته في الدنيا و الآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم } ، فعلم أن العذاب العظيم لا يمس كل من قذف ، وإنما يمس متولي كبره فقط ، و قال تعالى هنا { له عذاب عظيم } فعلم أنه الذي رمى أمهات المؤمنين و يعيب بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وتولى كبر الإفك ، و هذه صفة المنافق ابن أبي سلول.

الوجه الثالث : لمّا كان رمي أمهات المؤمنين أذى للنبي صلى الله عليه وسلم لعن صاحبه في الدنيا و الآخرة ، و لهذا قال ابن عباس : ليس فيها توبة ، لأن مؤذي النبي صلى الله عليه وسلم لا تقبل توبته إذا تاب من القذف حتى يسلم إسلاماً جديداً ، وعلى هذا فرميهن نفاق مبيح للدم إذا قصد به أذى النبي صلى الله عليه وسلم أو أذاهن بعد العلم بأنهن أزواجه في الآخرة ، فإنه ما لعنت امرأة نبي قط .

و مما يدل على أن قذفهن أذىً للنبي صلى الله عليه وسلم ما خرجاه في الصحيحين في حديث الإفك عن عائشة ، قالت : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول ، قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو على المنبر : يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي ، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً ، و لقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً ، و ما كان يدخل على أهلي إلا معي .[17]

فهذه الوجوه الثلاثة فيها تقوية و ترجيح لقول من ذهب إلى أن قذف غير عائشة رضي الله عنها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حكمه كقاذف عائشة رضي الله عنها ، لما فيه من العار والغضاضة على النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أن في ذلك أذى عظيماً للنبي عليه الصلاة والسلام .


[1]المحلى (13/504) .

[2]الشفاء للقاضي عياض (2/267-268) .

[3]أحكام القرآن لابن العربي (3/1356) .

[4]الصارم المسلول ( ص 566-568) .

[5]لمعة الاعتقاد (ص 29 ) .

[6]شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 117-118 ) .

[7]زاد المعاد (1/106) .

[8]تفسير القرآن العظيم (5/76) .

[9]الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (ص 45 ) .

[10]الإكليل في استنباط التنزيل ( ص 190) .

[11]الدر المنثور (6/165) و جامع البيان (18/ 104 ) .

[12]الصارم المسلول ( ص 45 ) .

[13]المحلى (13/504) .

[14]الشفاء للقاضي عياض (2/ 269) .

[15]الصارم المسلول (ص 567 ) .

[16]تفسير القرآن العظيم (5/76) .

[17]البخاري (3/163) ومسلم (4/2129-2136 ) .


5-معاوية بن أبي سفيان: المهدي كاتب الوحي

إن من المسلم به أن معاوية بن أبي سفيان ýtý كان من كبار الصحابة و كان كاتب الوحـي الذي قال عنه النبي (( اللهم اجـعله هادياً مهدياً واهد به ))(*) . و أخرج مسلم في صحيحه عن ابن عباس أن أبا سفيان طلب من النبي ýrý ثلاثة مطالب (( فقال للنبي : يا نبي الله ثلاثٌ أعطينـهن قـال: نعـم ـ منـها ـ قال: معـاوية، تجعله كاتباً بين يديك، قال: نعـم ...))(9).

وعندما ولي معاوية الشام كانت سياسته مع رعيته من أفضل السياسات وكانت رعيته تحبه ويحبُّهم (( قال قبيصة بن جابر: ما رأيت أحداً أعظم حلماً ولا أكثر سؤدداً ولا أبعد أناة ولا ألين مخرجاً، ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية. وقال بعضهم: أسمع رجل معاوية كلاماً سيئاً شديداً، فقيل له لو سطوت عليه؟ فقال: إني لأستحي من الله أن يضيقَ حلمي عن ذنب أحد رعيتي. وفي رواية قال له رجل: يا أمير المؤمنين ما أحلمك؟ فقال: إني لأستحي أن يكون جرم أحد أعظم من حلمي ))(5)، لذلك استجابوا له عندما أراد المطالبة بدم عثمان وبايعوه على ذلك ووثقوا له أن يبذلوا في ذلك أنفسهم وأموالهم، أو يدركوا بثأره أو ينفي الله أرواحهم قبل ذلك(6).

و معاوية ما أراد الحكم ولا اعترض على إمامة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بل طالب بتسليمه قتلة عثمان ثم يدخل في طاعته بعد ذلك، فقد أورد الذهبي في ( السير ) عن يعلى بن عبيد عن أبيه قال (( جاء بو مسلم الخولاني وناس معه إلى معاوية فقالوا له: أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال معاوية: لا واللـه إني لأعلم أن علياً أفضل مني، وإنه لأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أنّ عثمان قتل مظلومـا، وأنا ابن عمه، وإنمـا أطلب بدم عثمان، فأتوه فقولوا له فليدفـع إليّ قتلة عثمـان وأسلّم لـهُ فأتوْا علياً فكلّموه بذلك فلم يدفعهم إليه ))(7)، طالمـا أكّد معـاوية ذلك بقولـه (( ما قاتلت علياً إلا في أمر عثمان )) ، وهذا هو ما يؤكده عليّ ومن مصادر الشيعة الاثني عشرية أنفسهم، فقد أورد الشريف الرضي في كتاب نهج البلاغة في خطبة لعليّ قوله (( وبدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله، ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء ))(8)، فهذا عليّ يؤكد أن الخلاف بينه وبين معاوية هو مقتل عثمان وليس من أجل الخلافة أو التحكم في رقاب المسلمين كما يدعي غلاة الرافضة و يقرر أن عثمان وشيعته هم أهل إسلام وإيمان ولكن القضية اجتهادية كل يرى نفسه على الحق في مسألة عثمان.

و أما قولهم بأن معاوية أرغم المسلمين بالقوة والقهر على بيعة ابنه الفاسق شارب الخمر يزيد، فهذا من الكذب الظاهر فإن معاوية لم يرغم الناس على بيعة ابنه يزيد ولكنه عزم على الأخذ بعقد ولاية عهده ليزيد وتم له ذلك، فقد بايع الناس ليزيد بولاية العهد ولم يتخلّف إلا الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، وتوفيّ معاوية ولم يرغمهم على البيعة. أما أن يزيد فاسق شارب للخمر فهذا كذب أيضاً وندع محمد بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يجيب على هذا الادعاء لأنه أقام عند يزيد وهو أدرى به، قال ابن كثير في البداية (( لما رجع أهل المدينة من عند يزيد مشى عبد الله بن مطيع وأصحابه إلى محمد بن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدّى حكم الكتاب. فقال لهم: ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة، قالوا: فإن ذلك كان منه تصنّعاً لك. فقال: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا. قالوا: إنه عندنا لحق وإن لم يكن رأيناه. فقال لهم أبى اللـه ذلك علـى أهل الشهادة، فقال { إلا من شهد بالحق وهم يعلمون } ولست من أمركم في شيء، قالوا: فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيرك فنحن نولّيك أمرنا. قال: ما استحل القتال على ما تريدونني عليه تابعاً ولا متبوعاً، فقالوا: فقد قاتلت مع أبيك، قال: جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه، فقالوا: فمر ابنيك أبا القاسم والقاسم بالقتال معنا، قال: لو أمرتهما قاتلت. قالوا: فقم معنا مقاماً نحض الناس فيه على القتال، قال: سبحان الله!! آمر الناس بما لا أفعله ولا أرضاه إذاً ما نصحت لله في عباده قالوا: إذاً نكرهك. قال: إذا آمر الناس بتقوى الله ولا يرضون المخلوق بسخط الخالق، وخرج إلى مكة ))(9).

أما أن معاوية أمر بسبّ عليّ من على المنابر فكذب، ولا يوجد دليل صحيح ثابت بذلك، وسيرة معاوية و أخلاقه تستبعد هذه الشبهة، أما ما يذكره بعض المؤرخين من ذلك فلا يلتفت إليه لأنهم بإيرادهم لهذا التقول لا يفرقون بين صحيحها وسقيمها، إضافة إلى أن أغلبهم من الشيعة.

و قد قلنا أن معاوية لم يقاتل علي إلا في أمر عثمان وقد رأى أنه ولي دم عثمان وهو أحد أقربائه واستند إلى النصوص النبوية التي تبين وتظهر أن عثمان يقتل مظلوماً ويصف الخارجين عليه بالمنافقين إشارة إلى ما رواه الترمذي وابن ماجة عن عائشة قالت (( قال رسول الله ýrý ( يا عثمان! إن ولاّك الله هذا الأمر يوماً، فأَرادكَ المنافقون أن تخْلع قميصك الذي قمَّصَكَ الله، فلا تخلعه ) يقول ذلك ثلاث مرات ))(2)، وقد شهد كعب بن مرة أمام جيش معاوية بذلك فقال (( لولا حديث سمعته من رسول الله ýrý ما قمت ـ أي ما قمت بالقتال بجانب معاوية للقصاص من قتلة عثمان ـ وذكر الفتن فقرّ بها فمر رجل مقنع في ثوب فقال: هذا يومئذ على الهدى. فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفان، فأقبلت عليه بوجهه فقلت: هذا ؟ قال: نعم ))(3)، وأيضاً عن عبد الله بن شقيق بن مرة قال (( قال رسول الله تهيج على الأرض فتن كصياصي البقر. فمر رجل متقنع، فقال رسول الله هذا وأصحابه يومئذ على الحق. فقمت إليه فكشفت قناعه وأقبلت بوجهه إلى رسول الله فقلت يا رسول الله هو هذا؟ قال هو هذا. قال: فإذا بعثمان بن عفان ))(4)، وقد رأى معاوية وأنصاره أنهم على الحق بناء على ذلك، وأنهم على الهدى وخصوصاً عندما نعلم أن المنافقين الثائرين على عثمان كانوا في جيش علي فاعتبروهم على ضلال فاستحلّوا قتالهم متأولين. إضافة إلى أن أنصار معاوية يقولون لا يمكننا أن نبايع إلا من يعدل علينا ولا يظلمنا ونحن إذا بايعنا علياً ظلمنا عسكره كما ظلم عثمان وعلي عاجز عن العدل علينا وليس علينا أن نبايع عاجزاً عن العدل علينا(5) ويقولون أيضاً أن جيش علي فيه قتلة عثمان وهم ظلمة يريدون الاعتداء علينا كما اعتدوا على عثمان فنحن نقاتلهم دفعاً لصيالهم علينا وعلى ذلك فقتالهم جائز ولم نبدأهم بالقتال ولكنهم بدءونا بالقتال.

و كان معاوية يقاتل في ظنه دفاعاً عن الحق و عن دم عثمان المهدور و لم يكن ممن تأخذه العزة بالإثم. فعندما قتل عثمان و بويع علي كتب معاوية إلى علي أن عثمان ابن عمي قد قتل ظلماً و أنا وكيله و الله يقول ]و من قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليِّهِ سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً[ (الإسراء:33) فأرسل إلي قتلة عثمان أقتص منهم. و كان علي يستمهله في الأمر حتى يتمكن ويفعل ذلك. ثم يطلب علي من معاوية أن يسلمه الشام فيأبى معاوية ذلك حتى يسلمه القتلة و أبى أن يبايع علياً هو و أهل الشام. فكان أن جعل الله لمعاوية سلطاناً و جعله منصوراً كما وعد. و لم يعترض معاوية و لا أحد من المسلمين على أحقية علي بالخلافة و إنما أقصر بعضهم عن بيعته لرغبتهم في أن يثأر من قتلة عثمان أولاً كما أسلفنا من قبل. و كان طريقهم الحق و الاجتهاد و لم يكونو في محاربتهم لغرض دنيوي أو لإيثار باطل أو لاستشعار حقد كما قد يتوهمه متوهم و ينزع اليه ملحد و إنما اختلف اجتهادهم في الحق و قد روى البخاري:إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَ إِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ.

و من المسلم عند كل من اطلع على مذهب الإمامية يعلم أنهم يكفرون معاوية لقتاله علياً و لكن الثابت أن الحسن بن علي ـ وهو من الأئمة المعصومين عنـدهـم ـ قد صالح(15) معـاوية و بايعـه علـى الخـلافة فهل صـالح الحسن ( المعصوم ) كافر و سلّم له بالخـلافة؟! أم أصلـح بين فئتـين مسلمتين كمـا قـال النـبي (( ابـني هـذا سيـد، و لعـل اللـه يصـلح به بين فئتين من المسلمين )) (16).

وأخيراً ـ إذا لم يقتنع الرافضة بذلك فسنضطر لكي نستقي من مصادر الإثني عشرية ما يثبت أن علي ومعاوية على حق ومأجورين على اجتهادهما فقد ذكر الكليني في كتابـه ( الروضة من الكافي ) ـ و هو أهم كتاب في أصول وفروعمذهب الإثني عشرية ـ عن محمـد بن يحيى قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول (( اختلاف بني العباس من المحتوم والنداء من المحتوم وخروج القائم من المحتوم، قلت: وكيف النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن علياً وشيعته هم الفائزون، وقال: وينادي مناد في آخر النهار: ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون ))(17).
[COLOR=window************] [/COLOR]
**روايات في فضائل معاوية رضي الله عنه:

إن معاوية رضي الله عنه كان من كتاب الوحي ، و من أفضل الصحابة و أصدقهم لهجة و أكثرهم حلماً فكيف يعتقد أن يقاتل الخليفة الشرعي و يهرق دماء المسلمين من أجل ملك زائل ، و هو القائل : والله لا أخير بين أمرين ، بين الله و بين غيره إلا اخترت الله على سواه .[15]

و روى الترمذي في فضائل معاوية أنه لما تولى أمر الناس كانت نفوسهم لا تزال مشتعلة عليه ، فقالوا كيف يتولى معاوية و في الناس من هو خير مثل الحسن و الحسين . قال عمير و هو أحد الصحابة : لا تذكروه إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم اجعله هادياً مهدياً و اهد به.[16]

و أخرج الإمام أحمد ، عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم علِّم معاوية الكتاب و قِهِ العذاب .[17]

و أخرج أبو داود و البخاري في الأدب المفرد من طريق أبي مجلز قال : خرج معاوية على ابن الزبير و ابن عامر ، فقام ابن عامر و جلس ابن الزبير ، فقال معاوية لابن عامر : اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار .[18]

و أخرج ابن كثير في البداية والنهاية بسند صحيح ، أن معاوية رضي الله عنه ، كان إذا لقي الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : مرحباً بابن رسول الله وأهلاً ، و يأمر له بثلاثمائة ألف ، و يلقى ابن الزبير رضي الله عنه فيقول : مرحباً بابن عمة رسول الله وابن حواريه ، ويأمر له بمئة ألف .[19]

و أخرج الآجري عن الزهري قال : لما قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه و جاء الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية ، فقال له معاوية : لو لم يكن لك فضل على يزيد إلا أن أمك من قريش و أمه امرأة من كلب ، لكان لك عليه فضل ، فكيف و أمك فاطمة بنت رسول صلى الله عليه وسلم ؟! . [20]

و الذين لا يعرفون سيرة معاوية يستغربون إذا قلت لهم بأنه كان من الزاهدين و الصفوة الصالحين ، روى الإمام أحمد بسنده إلى علي بن أبي حملة عن أبيه قال : رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس و عليه ثوب مرقوع . [21]

و أخرج ابن كثير عن يونس بن ميسر الزاهد - و هو أحد شيوخ الإمام الأوزاعي - قال : رأيت معاوية في سوق دمشق و هو مردف وراءه وصيفاً و عليه قميص مرقوع الجيب و يسير في أسواق دمشق . [22]

و قد أوردت هذه الأمثلة ليعلم الناس أن الصورة الحقيقية لمعاوية تخالف الصورة المكذوبة التي كان أعداؤه و أعداء الإسلام يصورونه بها ، فمن شاء بعد هذا أن يسمي معاوية خليفة ، أو أمير المؤمنين ، فإن سليمان بن مهران - الأعمش - و هو من الأئمة الأعلام الحفاظ كان يسمى بالمصحف لصدقه ، كاد يفضل معاوية على عمر بن عبد العزيز حتى في عدله . و من لم يملأ - أمير المؤمنين - معاوية عينه ، و أراد أن يضن عليه بهذا اللقب ، فإن معاوية مضى إلى الله عز وجل بعدله و حلمه و جهاده و صالح عمله ، وكان و هو في دنيانا لا يبالي أن يلقب بالخليفة أو الملك . [23]

و ذكر ابن العربي في كتابه العواصم أنه دخل بغداد و أقام فيها زمن العباسيين و المعروف أن بين بني العباس و بني أمية ما لا يخفى على الناس ، فوجد مكتوباً على أبواب مساجدها خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم معاوية خال المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين . [24]

و قد سئل عبد الله بن المبارك ، أيهما أفضل : معاوية بن أبي سفيان ، أم عمر بن عبد العزيز ؟ فقال : و الله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة ، صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سمع الله لمن حمده ، فقال معاوية : ربنا ولك الحمد . فما بعد هذا؟[25]

و أخرج الآجري بسنده إلى الجراح الموصلي قال : سمعت رجلاً يسأل المعافى بن عمران فقال : يا أبا مسعود ؛ أين عمر بن عبد العزيز من معاوية بن أبي سفيان ؟! فرأيته غضب غضباً شديداً و قال : لا يقاس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد ، معاوية رضي الله عنه كاتبه و صاحبه و صهره و أمينه على وحيه عز وجل . [26]

و كذلك أخرج الآجري بسنده إلى أبو أسامة ، قيل له : أيما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟ فقال : أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقاس بهم أحد . [27]

فوائد .. قال محب الدين الخطيب رحمه الله : سألني مرة أحد شباب المسلمين ممن يحسن الظن برأيي في الرجال ما تقول في معاوية ؟ فقلت له : و من أنا حتى اسأل عن عظيم من عظماء هذه الأمة ، و صاحب من خيرة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، إنه مصباح من مصابيح الإسلام ، لكن هذا المصباح سطع إلى جانب أربع شموس ملأت الدنيا بأنوارها فغلبت أنوارها على نوره . [28]

و قبل أن أختم ، أورد رأياً طريفاً للمؤرخ العلامة ابن خلدون في اعتبار معاوية من الخلفاء الراشدين فقد قال : إن دولة معاوية و أخباره كان ينبغي أن تلحق بدول الخلفاء الراشدين و أخبارهم ، فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة . [29]

و ما ضر المسك – معاوية – عطره ، أن مات من شمه الزبال والجعل. رغم أنف من أبى.




(*) سنن الترمذي كتاب المناقب باب مناقب معاوية برقم (3842) وانظر صحيح الترمذي رقم (3018).

(9) مسلم مع الشرح كتاب فضائل الصحابة ـ باب ـ فضائل أبي سفيان جـ16 برقم (2501).

(5) البداية النهاية جـ8 ص (138).

(6) المصدر السابق جـ8 ص (131).

(7) سير أعلام النبلاء جـ3 ص (140) وقال المحقق: رجاله ثقات.

(8) نهج البلاغة جـ3 ص (648).

(9) البداية والنهاية جـ8 ص (236).

(2) سنن ابن ماجة ، المقدمة ـ باب ـ فضائل أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم برقم (112) وراجع صحيح ابن ماجة برقم (90).

(3) أخرجه الترمذي عن أبي الأشعث الصنعاني كتاب الفضائل برقم (3704) وراجع صحيح الترمذي برقم (2922).

(4) فضائل الصحابة لأحمد جـ1 ص (449 ـ 450) برقم (720) وقال المحقق: اسناده صحيح.

(5) راجع منهاج السنة جـ4 ص (384).

(15) باعتراف التيجاني راجع ثم اهتديت ص (171).

(16) البخاري كتاب الفتن برقم (6629) جـ6.

(17) روضة الكافي ص (177) جـ8.

[15] سير أعلام النبلاء للذهبي (3/151).

[16] رواه الإمام أحمد في المسند (4/216) و صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3/236) . و زاد الآجري في كتاب الشريعة لفظة : ولا تعذبه . كتاب الشريعة للآجري (5/2436-2437) إسناده صحيح .

[17] فضائل الصحابة (2/913) إسناده حسن .

[18] سنن أبي داود (5/398) و الأدب المفرد (ص339) ، الشريعة للآجري (5/2464) .

[19] البداية والنهاية (8/137) .

[20] إنظر كتاب الشريعة (5/2469-2470) إسناده حسن .

[21] كتاب الزهد (ص172) .

[22] البداية و النهاية (8/134) .

[23] انظر حاشية محب الدين الخطيب على العواصم من القواصم (ص217) .

[24] العواصم من القواصم (ص229-230) .

[25] وفيات الأعيان ، لابن خلكان (3 /33) ، و بلفظ قريب منه عند الآجري في كتابه الشريعة (5/2466) .

[26] كتاب الشريعة للآجري ( 5/2466-2467) شرح السنة لللالكائي ، برقم (2785) . بسند صحيح .

[27] كتاب الشريعة (5/2465-2466) بسند صحيح ، و كذلك أخرج نحوه الخلال في السنة ، برقم (666) .

[28] حاشية محب الدين الخطيب على كتاب العواصم من القواصم ( ص95) .

[29] إنظر هذا القول في العواصم من القواصم ( ص213) .



6-دفاع عن ابن تيمية في اتهامه بالطعن في خلافة علي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد و صلى الله و سلم على رسول الله و على آله و أصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد :

فإننا نسمع بين الفينة و الأخرى أقوالاً ونقرأ مؤلفات و كتابات تنقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أقوالاً ظاهرها الطعن في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فلما بحثت أصول تلك الأقوال في كلامه رحمه الله وجدتها على أصناف :

1 - صنف من كذب على شيخ الإسلام و افترى عليه افتراءً واضحاً .

2 - و منهم من نقل عن شيخ الإسلام رحمه الله نقلاً محرفاً مبتوراً .

3 - ومنهم من نقل أقوالاً لابن تيمية رحمه الله ، و كان ابن تيمية قد ذكرها نقلاً عن غيره من باب رد الشبهة بالشبهة و من باب إلزام الخصوم .

4 - منها ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله في سياق الرد على الروافض لا في سياق التقرير والاعتقاد .

5 - ومنها ما كان ملتبساً غامضاً أخذه هؤلاء و فسروه كما يحبون ، و قدموا سوء الظن على حسن الظن .

و أنا هنا لا أريد مناقشة تلك الأقوال التي نقلها بعضهم بتحريف أو بتر ، أو بتجريدها من سياقها العام ؛ وإنما هدفي من هذا كله ، هو أن أبرز الأقوال التي قررها ابن تيمية رحمه الله في خلافة علي رضي الله عنه ، و ذَكَرَها في سياق التبني و التقرير و الاعتقاد ، والتي أغفلها الناقلون عنه لأسباب الله أعلم بها .

و لعل الذين ينقلون عن ابن تيمية رحمه الله تلك الأقوال التي ظاهرها الطعن في خلافة علي رضي الله عنه ، إنما يريدون الانتصار لأهوائهم المنحرفة ، فيذهبون إلى أقوال الشيخ رحمه الله و يخرجونها من سياقها أو يسيئون تفسيرها ، أو يبترونها ثم يستشهدون بها لخدمة آرائهم ، حالهم كحال الذين يستخدمون الأحاديث الموضوعة و ينسبونها للنبي صلى الله عليه وسلم .

و كان الهدف من هذه المقالة هي :

1 – إظهار الأقوال الصحيحة لشيخ الإسلام ابن تيمية ودفاعه عن خلافة علي رضي الله عنه .

2 - الدفاع عن شيخ الإسلام رحمه الله ضد من يتهمونه بالنصب ، مع غمطهم لمثل هذه الأقوال ، أو عدم معرفتهم بها ، و لا أظن منصفاً يعرف هذه الأقوال ثم يتهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بأنه من أعداء علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

3 - الرد على من يحرف أقوال شيخ الإسلام رحمه الله أو يسوقها في سياق لا يريده ابن تيمية ولا يعنيه ، مثل كثير من المؤرخين المعاصرين الذين يوردون أقوالاً لشيخ الإسلام رحمه الله في ظاهرها الطعن في خلافة علي رضي الله عنه ، و يتركون الأقوال المحكمة في إثباتها و يتمسكون بتلك الأقوال المشتبهة أو التي كان سياقها سياق رد و ليس سياق تحرير و تقرير ؛ و هم بهذا العمل يظلمون الحقائق و يظلمون شيخ الإسلام شعروا أو لم يشعروا .

و مما ينبغي التنبيه عليه :

أن كثيراً مما انتقد على ابن تيمية رحمه الله إنما نقله عن غيره كابن حزم وابن بطة و ابن حامد الحنبلي و غيرهم ، فهو يورد الأقوال الضعيفة للرد على أقوال الشيعة الأكثر ضعفاً من باب رد الشبهة بالشبهة - كما ذكرت - ، و لكنه عندما يقرر و يذكر عقيدة أهل السنة و مذهبهم ، لا يذكر تلك الأقوال التي قد يفهم منها – بحق أو بباطل – تنقصاً و طعناً لخلافة علي رضي الله عنه .

و الحقيقة أنني وجدت لابن تيمية رحمه الله أقوالاً كثيرة ، أجزم بأنها تحمل في طياتها براءة كاملة لابن تيمية رحمه الله في دعوى أنه يطعن في خلافة علي رضي الله عنه ، و هي كثيرة جداً ، نذكر منها ما يلي :

1 - أورد شيخ الإسلام حديث سفينة ، فقال : عن سعيد بن جمهان عن سفينة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خلافة النبوة ثلاثون سنة ، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء ) أو قال : ( الملك ) ، قال سعيد قال لي سفينة : أمسك مدة أبي بكر سنتان ، و عمر عشر ، و عثمان اثنتا عشرة ، و عل كذا ، قال سعيد : قلت لسفينة : إن هؤلاء يزعمون أن علياً لم يكن بخليفة ، قال : كذبت أستاه بني الزرقاء ، يعني بني مروان . الحديث صحيح صححه أحمد و غيره من الأئمة . المنهاج (1/515 ) .

2 - و قال رحمه الله : و الصحيح الذي عليه الأئمة أن علياً رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين بهذا الحديث – يقصد حديث سفينة - ، فزمان علي كان يسمي نفسه أمير المؤمنين والصحابة تسميه بذلك ، قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : و من لم يربع بعلي رضي الله عنه في الخلافة فهو أضل من حمار أهله ، و مع هذا فلكل خليفة مرتبة . مجموع الفتاوى (4/479 ) .

3 - و قال رحمه الله : لكن اعتقاد خلافته وإمامته ثابت بالنص وما ثبت بالنص وجب اتباعه وإن كان بعض الأكابر تركه . مجموع الفتاوى (4/440 ) .

4 - و قال رحمه الله : و علي رضي الله عنه لم يقاتل أحداً على إمامة من قاتله ، ولا قاتل أحداً على إمامته نفسه ، ولا ادعى أحد قط في زمن خلافته أنه أحق بالإمامة منه ، لا عائشة ولا طلحة ولا الزبير ولا معاوية وأصحابه ، ولا الخوارج ، بل كل الأمة كانوا معترفين بفضل علي وسابقته بعد قتل عثمان ، و أنه لم يبق في الصحابة من يماثله في زمن خلافته . المنهاج (6/328) .

5 - و قال رحمه الله : وكذلك علي ، لم يتخاصم طائفتان في أن غيره أحق بالإمامة منه ، وإن كان بعض الناس كارهاً لولاية أحد من الأربعة فهذا لابد منه فإن من الناس من كان كارهاً لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فكيف لا يكون فيهم من يكره إمامة بعض الخلفاء . المنهاج (6/329) .

6 - و قال رحمه الله : و ليس في الصحابة بعدهم ( الخلفاء الثلاثة ) من هو أفضل من علي ، ولا تُنازع طائفة من المسلمين بعد خلافة عثمان في أنه ليس في جيش علي أفضل منه ، و لم تفضّل طائفة معروفة عليه طلحة و الزبير ، فضلاً أن يفضل عليه معاوية ، فإن قاتلوه مع ذلك لشبهة عرضت لهم فلم يكن القتال له لا على أن غيره أفضل منه ولا أنه الإمام دونه ولم يتسمَّ قط طلحة و الزبير باسم الإمارة ولا بايعهما أحد على ذلك . المنهاج (6/330) .

7 - وقال رحمه الله : و كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، آخر الخلفاء الراشدين المهديين . مجموع الفتاوى (3/406 ) .

8 - وقال رحمه الله : لكن المنصوص عن أحمد تبديع من توقف في خلافة علي و قال : هو أضل من حمار أهله ، وأمر بهجرانه ، و نهى عن مناكحته ، ولم يتردد أحمد ولا أحد من أئمة السنة في أنه ليس غير علي أولى بالحق منه ولا شكوا في ذلك ، فتصويب أحدهما – علي أو من خالفه – لا بعينه تجويز لأن يكون غير علي أولى منه بالحق و هذا لا يقوله إلا مبتدع ضال فيه نوع من النصب و إن كان متأولاً . مجموع الفتاوى (4/438 ) .

9 - وقال رحمه الله : نصوص أحمد على أن الخلافة تمت بعلي كثيرة جداً . مجموع الفتاوى (35/26) .

10 - و قال رحمه الله : و جماهير أهل السنة متفقون على أن علياً أفضل من طلحة و الزبير فضلاً عن معاوية وغيره . المنهاج (4/358 ) .

11 - و قال رحمه الله عند الكلام على حديث ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ) . حديث صحيح متفق عليه و اللفظ للبخاري .

قال : و هذا أيضاً يدل على صحة إمامة علي و وجوب طاعته و إن الداعي إلى طاعته داع إلى الجنة ، وأن الداعي إلى مقاتلته داع إلى النار ، و هو دليل على أنه لم يكن يجوز قتال علي ، و على هذا فمقاتله مخطئ وإن كان متأولاً أو باغ بلا تأويل و هو أصح القولين لأصحابنا ، و هو الحكم بتخطئة من قاتل علياً و هو مذهب الأئمة والفقهاء الذين فرعوا على ذلك قتال البغاة المتأولين . مجموع الفتاوى (4/437) .

12 - وقال رحمه الله : ثبت بالكتاب و السنة إجماع السلف على أنهم – علي و خالفوه – مؤمنون مسلمون و أن علي بن أبي طالب والذين معه كانوا أولى بالحق من الطائفة المقاتلة له .مجموع الفتاوى (4/ 433) .

13 - و قال رحمه الله : مع أن علياً كان أولى بالحق ممن فارقه ، و مع أن عماراً قتلته الفئة الباغية كما جاءت به النصوص ، فعلينا أن نؤمن بكل ما جاء من عند الله ، و نقر بالحق كله ، و لا يكون لنا هوى ولا نتكلم بغير علم ، بل نسلك سبيل العلم و العدل و ذلك هو اتباع الكتاب والسنة ، فأما من تمسك ببعض الحق دون بعض ، فهذا منشأ الفرقة والاختلاف . مجموع الفتاوى (4/450) .

14 - و قال رحمه الله : و يروى أن معاوية تأول أن الذي قتله – أي عمار بن ياسر – هو الذي جاء به – أي علي بن أبي طالب – دون مقاتليه ، وأن علياً رد هذا التأويل بقوله : فنحن إذاً قتلنا حمزة – يعني يوم أحد - ، و لا ريب أن ما قال علي هو الصواب . مجموع الفتاوى (35/77) .

15 - و قال رحمه الله : والخوارج المارقون الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم ، قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين ، و اتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين و من بعدهم ولم يكفرهم علي بن أبي طالب و سعد بن أبي وقاص و غيرهما من الصحابة ، بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال المسلمين فقاتلهم لدفع ظلمهم و بغيهم ، لا لأنهم كفار و لهذا لم يسب حريمهم ولم يغنم أموالهم . مجموع الفتاوى (3/282) .

16 - و قال رحمه الله : و هؤلاء – أي الخوارج – لما خرجوا في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قاتلهم هو و أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم و تحضيضه على قتالهم و اتفق على قتالهم جميع أئمة الإسلام . مجموع الفتاوى (3/382) .

17 - و قال رحمه الله : و يقولون – أي أهل السنة – أن المسلمين لما افترقوا في خلافته فطائفة قاتلته ، و طائفة قاتلت معه ، كان هو وأصحابه أولى الطائفتين بالحق ، كما ثبت في الصحيحين – ثم ذكر حديث الخوارج ، إلى أن قال - : فهؤلاء هم الخوارج المارقون الذين مرقوا فقتلهم علي و أصحابه فعُلم أنهم كانوا أولى بالحق من معاوية رضي الله عنه و أصحابه . المنهاج (4/358 ) .

18 - و قال رحمه الله : و لم يسترب – أي يشك – أئمة السنة و علماء الحديث أن علياً أولى بالحق و أقرب إليه كما دل عليه النص . مجموع الفتاوى (4/438 ) .

19 - و قال رحمه الله : مع العلم بأن علياً وأصحابه هم أولى الطائفتين بالحق كما في حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين فيقتلهم أولى الطائفتين بالحق) و هذا في حرب الشام . مجموع الفتاوى (35/51 ) .

20 - و قال رحمه الله : و قد أخرجنا في الصحيحين عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( تمرق مارقة من الدين على حين فرقة من المسلمين يقتلهم أولى الطائفتين بالحق ) و هؤلاء المارقون هم الخوارج الحرورية الذين مرقوا لما حصلت الفرقة بين المسلمين في خلافة علي فقتلهم علي بن أبي طالب و أصحابه فدل هذا الحديث الصحيح على أن علي بن أبي طالب أولى بالحق من معاوية و أصحابه . الفرقان بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان ( ص 18 ) .

21 - و قال رحمه الله : و كان في جهال الفريقين – فريق علي ومعاوية – من يظن بعلي و عثمان ظنوناً كاذبة برأ الله منهما علياً وعثمان : كان يُظن بعلي أنه أمر بقتل عثمان ، و كان علي يحلف و هو البار الصادق بلا يمين أنه لم يقتله و لا رضي بقتله ولم يمالئ على قتله ، و هذا معلوم بلا ريب من علي رضي الله عنه . مجموع الفتاوى (35/73 ) .

و بعد ان بينت موقف شيخ الإسلام قدس الله روحه من علي بن ابي طالب رضي الله عنه، وأنه رحمه الله متبع منهج السلف في محبته، اعرض هنا ما نقله الشيخ سليمان بن صالح الخراشي في كتابه (شيخ الإسلام ابن تيمية لم يكن ناصبيا) عن الأسباب التي ادت بهم إلى اتهام ابن تيمية بالنصب.

فالشيخ رحمه الله يبين قول الرافضة وغلوهم في علي ابن ابي طالب وطعنهم في الصحابة، فيدحض قولهم بقول النواصب وقدحهم في علي رضي الله عنه، ثم يعرض قول اهل السنة والجماعة اهل الوسطية في هذا الخلاف، فينقل عنه قدس الله روحه الكلام مبتورا لأن من يطعن في الشيخ ينقل نقله عن النواصب ويعزيه للشيخ.

يقول الشيخ صالح الخراشي ص47؛ (وشيخ الإسلام امام سيل جارف من الغلو المكذوب في علي رضي الله عنه وأمام حمم متدفقه من الأكاذيب في سبيل الطعن في الصحابة – رضوان الله عليهم – فماذا يصنع؟

إن المتأمل لهذه الظروف التي عاشها شيخ الإسلام أمام هذا الكتاب يجد له خيارين:
الخيار الأول؛ وهو المشهور عند العلماء وأصحاب التآليف؛ هو ان يقوم شيخ الإسلام بدفع الطعون عن الصحابة ببيان كذبها وأنها مختلفة، فكلما رمى الرافضي بشبهة أو طعن على صحابي قام شيخ الإسلام بردها أو برده بكل أقتدار لينفيه عن هذا الصحابي…)


وهو خيار جيد ومقبول لو كان الخصم غير الرافضي، أي لو كان الخصم ممن يحتكمون في خلافاتهم إلى النقل الصحيح أو العقل الصريح) والرافضة ليسوا كذلك بالطبع.

قال الخراشي ص48؛ (الخيار الثاني؛ وهو الذي اختاره شيخ الإسلام لأنه يراه مفعول فعال في مواجهة أكاذيب الروافض وغلوهم المستطير…) ثم قال(وهذا الخيار يرى أن أجدى طريقة لكف بأس الروافض هو مقابلة شبهاتهم بشبهات خصومهم من الخوارج والنواصب، أي مقابلة هذا الطرف بذاك الطرف المقابل له، ليخرج من بينهما الرأي الصحيح الوسط.

فكلما قال الرافضي شبهة أو طعنا في أحد الخلفاء الثلاثة – أبي بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم – قابلها شيخ الإسلام بشبهة مشابهة للنواصب والخوارج في علي رضي الله عنه.

وهو لا يقصد بهذا تنقص علي – رضي الله عنه – والعياذ بالله، وإنما بقصد إحراج الروافض، وكفهم عن الإستمرار في تهجمهم على الصحابة، لأنه ما من شيء من الطعون التهم سيثبتونه على واحد من الصحابة إلا وسيثبت الخوارج والنواصب مماثلا له في علي رضي الله عنه.

وهذا يخرس ألسنة الروافض، لأنهم في النهاية سيضطرون إلى أن تضع حربهم على الصحابة أوزارها عندما يرون شبههم وأكاذيبهم تقابل بما يناقضها في علي – رضي الله عنه، فعندها سيبادرون إلى أن يختاروا السلم وعدم ترديد الشبهات حفاظا على مكانة علي أن يمسسها احد بسوء.

فهذه حيلة من شيخ الإسلام ضرب بها النواصب بالروافض ليسلم من شرهم جميعا، وهذا ما لم يفهمه أو تجاهل عنه من بادر باتهامه بتلك التهمة الظالمة.

وهنا أسرد مثالا اظنه كافي لبيان طريقة شيخ الإسلام في رده على الرافضه – خزاهم الله - كما نقله الشيخ الخراشي:
قال شيخ الإسلام قدس الله روحه؛ (وهؤلاء الذين نصبوا العداوة لعلي ومن والاه، وهم الذين استحلوا قتله وجعلوه كافرا، وقتله أحد رؤوسهم (عبد الرحمن بن ملجم المرادي) فهؤلاء النواصب الخوارج المارقون إذا قالوا؛ إن عثمان وعلي أبن ابي طالب ومن معهما كانوا كفار مرتدين، فإن من حجة المسلمين عليهم ما تواتر من إيمان الصحابة، وما ثبت بالكتاب والسنة الصحيحة من مدح الله تعالى لهم، وثناء الله عليهم، ورضاه عنهم، وإخباره بأنهم من اهل الجنة، ونحو ذلك من النصوص، ومن لم يقبل هذه الحجج لم يمكنه أن يثبت إيمان علي بن أبي طالب وأمثاله.


فأنه لو قال هذا الناصبي للرافضي؛ إن عليا كان كافرا، أو فاسقا ظالما، وأنه قاتل على الملك؛ لطلب الرياسة؛ لا للدين، وأنه قتل من اهل الملة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ بالجمل وصفين وحروراء ألوفا مؤلفة، ولم يقاتل بعد النبي صلى الله عليه وسلم كافرا، ولا فتح مدينة، بل قاتل أهل القبلة، ونحو هذا الكلام – الذي تقوله النواصب المبغضون لعلي – رضي الله عنه – لم يمكن أن يجيب هؤلاء النواصب إلا اهل السنة والجماعة؛ الذين يحبون السابقين الأولين كلهم.

فيقولون لهم؛ أبو بكر، عمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، ونحوهم، ثبت بالتواتر إيمانهم وهجرتهم وجهادهم، وثبت في القرآن ثناء الله عليهم، والرضى عنهم، وثبت بالأحاديث الصحيحة ثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليهم خصوصا وعموما، كقوله في الحديث المستفيض عنه: (لو كنت متخذا من اهل الأرض خليلا لأتخذت ابا بكر خليلا)، وقوله: (إنه كان في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن في أمتي فعمر)، وقوله عن عثمان: (ألا يستحي ممن تستحي منه اللائكة)؟ وقوله في لعلي: (لأعطين الرآية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه)، وقوله: (لكل نبي حواريون، وحواريي الزبير) وأمثال ذلك.

وأما الرافضي فلا يمكنه إقامة الحجة على من يبغض عليا من النواصب، كما يمكن ذلك أهل السنة، الذين يحبون الجميع)، انتهى كلام شيخ الإسلام قدس الله روحه ونور ضريحة، (مجموع الفتاوى (4/468 – 469))

والنقولات عن شيخ الإسلام كثيرة تلقم كل من يحاول إتهامه بالنصب حجرا، فرحمه الله رحمة واسعة وجمعه مع بقية اولياء الله والصديقين في جنة الفردوس الأعلى، وجمعنا وياكم مع شيخ الإسلام في دار النعيم الخالد.

و ختاماً أحبتي في الله أتمنى أن أكون قد وفقت في إزالة اللبس الذي أثاره الروافض حول كون أبن تيمية رحمه الله يطعن في خلافة علي رضي الله عنه ، و الله من وراء القصد .


تبرئة هند بنت عتبة من دم أسـد الله حمزة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :

أحبتي في الله كم قرأنا عن غزوة أحد ، و ما صاحبها من أحداث ، لكن هل فكر أحدنا يوماً ما أن يقف مع كل حدث و ينظر إليه نظرة فاحص ناقد ، خاصة بعد أن خرج علينا من يسمون أنفسهم بالمفكرين الناقدين ، خرجوا بآراء و نظريات ، تدعوا إلى عدم قبول كل ما يقال أو يروى ، من معجزات وأمور خارقة للعادة صاحبت تلك الغزوة ، و أنا هنا لست بصدد الرد على تلك النظريات – لها مقال مستقل بإذن الله - ، و لكن للرد على بعض تلك المرويات التي يدندن حولها المستشرقون ، و يصفق و يطبل لها الرافضة ، عليهم من الله ما يستحقون ؛ ألا وهي قصة مقتل حمزة أسد الله رضي الله عنه وأرضاه ، واتهام هند بنت عتبة رضي الله عنها بكونها السبب في تحريض وحشي رضي الله عنه على قتله ، و من ثم قيامها بعد ذلك ببقر بطنه و التمثيل به ، من إخراج كبده و جدع أنفه وأذنه إلى غير ذلك من الأمور .
أولاً : ذكر المرويات الصحيحة في الموضوع:


1 - أخرج البخاري في صحيحه ( برقم 4072) و أحمد في مسنده (3/501) والبيهقي في الدلائل (3/241) و الطبري في تاريخه مختصراً (2/516-517 ) و ابن إسحاق بسند البخاري و حديثه ، أنظر ابن هشام (3/102-105) ، من حديث وحشي نفسه الذي رواه عنه جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال : خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار إلى الشام ، فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله : هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة ؟ قلت : نعم ، و كان وحشي يسكن حمص ، قال : فسألنا عنه فقيل لنا : هو ذاك في ظل قصره كأنه حَميت – أي : زق كبير مملوء - ، قال فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير فسلمنا ، فرد السلام ، قال : و عبيد الله متعجر بعمامته ما يرى وحشي إلا عينيه و رجليه ، فقال عبيد الله : يا وحشي أتعرفني ؟ قال : فنظر إليه ثم قال : لا والله ، إني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال بنت أبي العيص ، فولدت له غلاماً بمكة فكنت أسترضع له – أي أطلب من يرضعه - ، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه فلكأني أنظر إلى قدميك – زاد ابن إسحاق : و الله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذي طوى ، فإني ناولتكها وهي على بعيرها فأخذتك فلمعت لي قدمك حين رفعتك ، فما هي إلا أن وقفت عليّ فعرفتها ، قال الحافظ : و هذا يوضح قوله في رواية الباب (فكأني أنظر إلى قدميك) يعني أنه شبه قدميه بقدم الغلام الذي حمله فكأنه هو ، و بين الرؤيتين قريب من خمسين سنة ، فدل ذلك على ذكاء مفرط ومعرفة تامة بالقافة . الفتح (7/426) – قال : فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال : ألا تخبرنا بقتل حمزة ؟ قال : نعم ، إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ، فقال لي مولاي جبير بن مطعم : إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر ، قال : فلما أن خرج الناس عام عينين – وعينين جبل بحيال أحد بينه و بينه واد – خرجت مع الناس إلى القتال ، فلما اصطفوا للقتال خرج سباع فقال : هل من مبارز ؟ قال : فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب ، فقال : يا سباع يا ابن أم أنمار مقطعة البظور ، أتحاد الله و رسوله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ثم شد عليه ، فكان كأمس الذاهب – أي صيره عدماً و هي كناية عن قتله – قال : و كمنت لحمزة تحت صخرة ، فلما دنا مني رميته بحربتي فأضعها في ثنته – عانته ، و قيل ما بين السرة والعانة – حتى خرجت من بين وركيه ، قال : فكان ذاك العهد به ، فلما رجع الناس رجعت معهم ، فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام ، ثم خرجت إلى الطائف ، فأرسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلاً ، فقيل لي : إنه لا يهيّج الرسل ، قال : فخرجت معهم حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآني قال : أنت وحشي ، قلت : نعم ، قال أنت قتلت حمزة ؟ قلت : قد كان من الأمر ما بلغك ، قال : فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني ؟ - وفي رواية عند الهيثمي في المجمع ( 6/121) و الطبراني في الكبير ( 22/139) بإسناد حسن من حديث وحشي ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لي : وحشي ؟ قلت : نعم ، قال : قتلت حمزة ؟ قلت : نعم ، و الحمد لله الذي أكرمه بيدي ولم يهني بيده ، فقالت له قريش – أي للنبي صلى الله عليه وسلم - : أتحبه و هو قاتل حمزة ؟ فقلت : يا رسول الله فاستغفر لي ، فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض ثلاثة ، ودفع في صدري ثلاثة و قال : وحشي أخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصد عن سبيل الله - . قال : فخرجت ، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذاب ، قلت : لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة ، قال : فخرجت مع الناس ، فكان من أمره ما كان ، قال : فإذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس – أي لونه مثل الرماد من غبار الحرب - ، قال فرميته بحربتي ، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه ، قال : ووثب رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته ، قال : قال عبدالله بن الفضل : فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر قول : فقالت جارية على ظهر بيت : وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود .

2 - عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : كان حمزة يقاتل يوم أحد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيفين و يقول : أنا أسد الله . ابن سعد (3/ 6 ) و الحاكم (3/194) و صححه و وافقه الذهبي ، و انظر سير أعلام النبلاء (1/177) .

3 - ومن حديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد : من رأى مقتل حمزة ؟ فقال رجل أعزل : أنا رأيت مقتله ، قال : فانطلق أرناه ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف على حمزة فرآه وقد شق بطنه ، و قد مثل به ، فقال : يا رسول الله ، مثل به والله ، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر إليه ، و وقف بين ظهراني القتلى فقال : أنا شهيد على هؤلاء ، كفنوهم في دمائهم فإنه ليس جرح يجرح في الله إلا جاء يوم القيامة يدمي ، لونه لون الدم ، و ريحه ريح المسك ، قدموا أكثرهم قرآناً فاجعلوه في اللحد . المطالب العالية ( برقم 4325 ) وقال الهيثمي في المجمع ( 6/ 119) : رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح . و لفظة ( أنا شهيد على هؤلاء ) أخرجها البخاري ( برقم 4079) و أبو داود ( برقم 3138) و الترمذي ( برقم 1036) والنسائي (3/62) وابن ماجة ( برقم 1514) . من حديث جابر .

4 – و في رواية : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يلتمس حمزة ، فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده و مثل به ، فجدع أنفه و أذناه . و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى ما به : لولا أن تحزن صفية ، و يكون سنّة من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير ، و لئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن ، لأمثلن بثلاثين رجلاً منهم ، فلما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم و غيظه على من فعل بعمه ما فعل ، قالوا : والله لئن أظفرنا الله بهم يوماً من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب . رواه ابن إسحاق بإسناد منقطع ، أنظر ابن هشام (3/138-139) و روي عن طريقه و عن طريق آخرين و كلها بأسانيد ضعيفة ، و لهذا الحديث شواهد منها :-

أ - حديث أبي هريرة رواه الحاكم في المستدرك (3/197) ، و ابن سعد في الطبقات (2/13-14) والبزار في مسنده (2/326-327) والطبراني في الكبير (3/156-157) والبيهقي في الدلائل (3/288) والواحدي في أسباب النزول (ص291) و ابن عدي في الكامل (4/1381) ، جميعهم من طريق صالح بن بشير المري ، و هو ضعيف .

ب - حديث ابن عباس ، الذي أخرجه ابن إسحاق ، أنظر : ابن هشام (3/140) بإسناد ضعيف ، لإبهام ابن إسحاق اسم من حدثه .

جـ - و صح من غير هذا الطريق كما رواه الترمذي (5/299-300) و أحمد كما في الفتح الرباني (18/192-193) والحاكم (2/359) و صححه و وافقه الذهبي .

د - و يستأنس بمرسل محمد بن كعب القرظي الضعيف جداً ، و الذي رواه ابن إسحاق ، أنظر : ابن هشام (3/140) و ذلك لعلتي الإرسال و كون شيخه بريدة بن سفيان من المتروكين .

هـ - و كذلك يستأنس بمرسل عطاء بن يسار الضعيف جداً ، والذي رواه ابن إسحاق كما نقله عنه ابن كثير في التفسير (2/592) و ذلك لأنه لم يصح إلى مرسله ، و فيه رجل مبهم لم يسم كما ذكر ابن كثير ، و مثله لا يصح للاستشهاد .

و أصل الحديث أخرجه الترمذي (8/559-560) و عبد الله بن الإمام أحمد في الزوائد (5/135) و الطبراني في الكبير (3/157) وابن حبان في صحيحه (برقم 1695) و الحاكم (2/358-359) ، جميعهم من حديث أبي بن كعب ، قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، و صححه الحاكم وأقره الذهبي و الألباني في السلسلة الضعيفة ( 2/28-29) . وبالجملة فالحديث صحيح لغيره بمجموع هذه الشواهد .

5 - و نزل قول الله تعالى : { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لئن صبرتم لهو خير للصابرين } [النحل /126] ، فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم و صبر ونهى عن المثلة . رواه ابن إسحاق بإسناد منقطع ، أنظر : ابن هشام (3/140) ، و رواه من غير طريق ابن إسحاق : الترمذي (5/299-300) و قال : هذا حديث حسن غريب ، و أحمد في المسند ، الفتح الرباني (18/192-193) والواحدي في أسباب النزول ( ص 191-192) و الحاكم (2/359) بمثل رواية الترمذي و أحمد ، و صححه و وافقه الذهبي . و أنظر : الصحيح المسند من أسباب النزول للشيخ مقبل الوادعي (ص 143) .

6 - ومن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قتل حمزة ، بكى ، فلما نظر إليه شهق . أنظر كشف الأستار ( برقم 1794) و قال الهيثمي في المجمع (6/118) : رواه البزار و فيه عبد الله بن محمد بن عقيل ، و هو حسن الحديث على ضعفه .

7 - و من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : قتل حمزة يوم أحد و قتل رجل من الأنصار ، فجاءته صفية بنت عبد المطلب بثوبين ليكفن فيهما حمزة ، فلم يكن للأنصاري كفن ، فأسهم النبي صلى الله عليه وسلم بين الثوبين ، ثم كفن كل واحد منهما في ثوب . قال الهيثمي في المجمع (6/120) رواه الطبراني و رجاله ثقات ، و انظر الطبراني في الكبير ( برقم 12152) .

8 - ومن حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه قال : إنه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى كادت أن تشرف على القتلى ، قال : فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن تراهم ، فقال : المرأة ، المرأة . قال الزبير : فتوسمت أنها صفية ، قال : فخرجت أسعى إليها ، قال : فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى ، قال : فَلَدَمَتْ في صدري ، و كانت امرأة جلدة ، قالت : إليك عني لا أرض لك ، فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم عليك ، قال : فوقفت وأخرجت ثوبين معها فقالت : هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة ، فقد بلغني مقتله فكفِّنوه فيهما ، قال : فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة فإذا إلى جنبه رجل من الأنصار قتيل فعل به كما فعل بحمزة ، قال : فوجدنا عضاضة و خنى أن يكفن حمزة في ثوبين والأنصاري لا كفن له ، فقلنا لحمزة ثوب و الأنصاري ثوب ، فقدّرناهما ، فكان أحدهما أكبر من الآخر ، فأقرعنا بينهما ، فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي طار له . المسند (1/165) ، كشف الأستار ( برقم 1797) والهيثمي في المجمع (6/118) ، و البيهقي في السنن ( 4/401-402) ، و في الدلائل (3/290) و أبو يعلى في مسنده (برقم 686) . بسند حسن ، و قال الأرنؤوط : إسناده جيد ، أنظر سير أعلام النبلاء (1/173) .

9 - و من حديث أبي سعيد الساعدي رضي الله عنه قال : أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر حمزة بن عبد المطلب ، فجعلوا يجرون النمرة – الثوب المخطط من مآزر العرب – على وجهه فينكشف قدماه ، فيجرونها على قدميه فينكشف وجهه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجعلوها على وجهه و اجعلوا على قدميه من هذا الشجر ، قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فإذا أصحابه يبكون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، لا يصبر على لأوائها و شدتها أحد إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة . المطالب العالية ( برقم 4322) و الهيثمي في المجمع ( 6/119 ) و قال رواه الطبراني و رجاله ثقات .

10 - ومن حديث ابن عمر و أنس بن مالك رضي الله عنهم ، قالا : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد سمع نساء الأنصار يبكين ، فقال : لكن حمزة لا بواكي له ، فبلغ ذلك نساء الأنصار فبكين حمزة ، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم استيقظ و هن يبكين ، فقال : يا ويحهن مازلن يبكين منذ اليوم فليبكين ، ولا يبكين على هالك بعد اليوم . أخرجه ابن ماجة ( برقم 1591) و أحمد ( 7/106-107) وقال الساعاتي سنده جيد ، و الهيثمي في المجمع (6/120 ) ، و صححه الحاكم (3/195) و قال الحافظ ابن كثير في البداية (4/48) : هو على شرط مسلم ، وأنظر سير أعلام النبلاء (1/173) .
ثانياً : ذكر المرويات الضعيفة في الموضوع :


1 - روى موسى بن عقبة ، أن وحشياً بقر عن كبد حمزة وحملها إلى هند بنت عتبة فلاكتها فلم تستطع أن تستسيغها . ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (4/43) دون إسناد ، فهو ضعيف .

2 - وروى ابن إسحاق أن هنداً هي التي بقرت عن كبد حمزة ، و زاد أن هنداً اتخذت من آذان الرجال و أنفهم خدماً ( أي خلاخل ) و قلائد ، و أعطت خدمها و قلائدها و قرطتها وحشياً . ابن هشام (3/133) بإسناد منقطع موقوف على شيخه ابن كيسان ، فهي ضعيفة .

3 - و روى الواقدي أن وحشياً عندما قتل حمزة حمل كبده إلى مكة ليراها سيده جبير بن مطعم . المغازي (1/332) ، والواقدي متروك ، فروايته ضعيفة جداً .

4 - و ذكر الشامي أن الواقدي والمقريزي – في الإمتاع – رويا أن وحشياً شق بطن حمزة وأخرج كبده و جاء بها إلى هند فمضغتها ثم لفظتها ، ثم جاءت معه إلى حيث جثة حمزة ، فقطعت من كبده و جدعت أنفه و قطعت أذنيه ، ثم جعلت مَسَكَتين ومعضدين و خدمتين حتى قدمت بذلك مكة . سبل الهدى والرشاد (4/321) . و لعل رواية الواقدي و المقريزي التي أشار إليها الشامي تفيد الجمع بين روايتي ابن عقبة وابن إسحاق ، وتوافقهما في المضمون . و هي ضعيفة .

و ختاماً أحبتي في الله نستطيع أن نقول : أنه من خلال الجمع بين الروايات الصحيحة والضعيفة ، نخرج بملاحظتين :-

الأولى : أن التمثيل بجثة حمزة فقد ثبت بطرق صحيحة كما ذكرنا ، مما يدل على أن قصة بقر كبد حمزة – التي ذكرها أهل المغازي والسير – لها أصل .

الثانية : أن هنداً بريئة من هذا الفعل المشين ، و ذلك لضعف جميع الطرق التي جاءت تفيد بأن هند هي التي قامت ببقر كبرد حمزة والتمثيل بجثته .

هذا والله أعلم بالصواب و صلى الله على نبينا محمد و على آله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين .










__________________
= 350) this.width = 350; return false;"/>



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
http://www.facebook.com/pages/%D8%A8...69366923110207
 
11-01-2011   #10
مراقبة سابقة متميزة
 
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: في أرض الله الواسعة
المشاركات: 1,245
معدل تقييم المستوى: 7
رد: حوار هادئ مع الشيعة!

**العداء الإيراني الفارسي للإسلام
1-هذا ما يحصل للسنة في ايران

رابطة أهل السنة في إيران –مكتب لندن-
اغتيال علماء السنه ما زال وتوقيفهم المتتالي والعشوائي ما زال مستمرا بعد مجيء خاتمي الى السلطة، وقد بدأت امواج الاضطهاد تتسرب من مدن أتهل السنة في إيران الى قراهم، وفي الأسبوعين الماضيين اقتيد الشيخ نظام الدين روانبد ابن الشيخ عبد الله - رحمه الله - العالم والشاعر الشهير في بلوشستان الايرانيه الى السجن، وكان الشيخ بصدد بناء مسجد، و كان يدير مدرسة صغيرة، ولم يعرف مصيره حتى الان، علما بأن بناء مسجد أو مدرسة دينية للسنة في ايران يعتبر جريمة لا تغتفر.
كما اغتيل في الشهر الماضي الشيخ يار محمد كهروزي إمام جمعية اهل السنة في مدينة خاش الذي كان يدير مدرسة دينية أيضا، و جميع الشواهد تدل على ان المخابرات الرافضية هي التي اغتالته؛ لأنها اعتقلت قبل سنتين مدير المدرسة نفسها: الشيخ عبد الستار - رحمه الله - إمام الجمعة و العالم الشهير لأهل السنة في مدينة خاش البلوشية؛ وذلك ضمن حملة مسعورة بقيادة مرشد الثورة أية الشيطان خامئني لاخلاء ايران من علماء السنة؛ ليتسنى لهم تشييع البلد كليا بعد ذلك كما كتبوا في مخططاتهم الخمسينية السرية.
وأما خليفة الشيخ وهو يار محمد - رحمه الله - فقد كان يخضع لاستجواب المخابرات الرافضية الايرانية كغيره من مشايخ السنة، و طلب منه فصل الطلاب من غير ابناء المنطقة - ليقطعوا أدنى صلة بين السنة في إيران حيث يعيشون في أطراف إيران الأربعة - وحين رفض الشيخ ذلك القي القبض على الطلاب وتم إعادتهم - بعد السجن والتعذيب - إلى بلادهم، وكان للشيخ يار محمد موقف مشهود في الدفاع عن هؤلاء الطلاب.
هذا في بلوشستان الواقعة في جنوب شرق إيران، أما بالنسبة للتركمان السنة الساكنين في شمالي إيران فقد وصانا الخبر التالي:
هاجمت عناصر من المخابرات الإيرانية في الساعة 2:30 ليلا - أغسطس 1997 - منزل الشيخ آخوند ولي محمد ارزانش الذي هرب من إيران ولجأ إلى تركمانستان (أسوه بمئات من طلبة العلم من السنة الإيرانيين إلى الدول المجاورة)؛ وعندما لم يجدوه في المنزل أوسعوا ابنه ضربا، ثم استولوا على بعض الصور والمستندات والوثائق المتعلقة بالتركمان، وغادروا البيت بعدما هددوا أهله بالموت إذا هم اخبروا الشرطة، وهذه الحادثة كانت الثانية من نوعها؛ إذ انه في شهر أبريل 1997م هجم شخص مجهول مسلح بسكين على منزل الشيخ ولي محمد ليقتله و نجا الشيخ بعدما اصيب بجروح خطيرة.
كل هذه الأعمال والقرائن المتعلقة بها تدل على ضلوع المخابرات الرافضية الإيرانية الحاقدة في مثل هذه الأعمال التي بدأت بأمر من أية إبليس الخامنئي - لعنه الله - بالتصفية الجسدية بالاغتيال و ولإعدام و دس السم والقتل بالطرق المتعددة لعلماء السنة في الداخل والخارج.
المصدر: رابطة اهل السنة في إيران
رابطة أهل السنة في إيران –مكتب لندن-
بسم الله الرحمن الرحيم 16/ 3/98=28/11/1419
إلى المتباكين للشيعة والمغترين بهم
نشرت مجلة المجتمع الكويتي في عددها 1341 بيانا بتوقيع كل من الدكاترة (القرضاوي و الهلباوي و التكريتي )، والغنوشي نددوا فيه باغتيال بعض مشايخ الشيعة في العراق ، وقالوا أن الهدف من هذه الاغتيالات هو بث جذور الخلاف بين السنة و الشيعة !!
ونحب أن نسأل حضرات الدكاترة ومن معهم :لماذا لم نسمع تنديداتهم هذه عندما تم –ولم يزل-تصفية عشرات من علماء السنة -الذين لا بواكي لهم- في إيران على يد النظام الطائفي الحاقد فيها، كما فعلت مجلة المجتمع مشكورة، ولماذا هم غير مستعدين حتى مجرد سماع هذه الأخبار مع محاولاتنا المتكررة معهم!! ثم منذ متى كان النظام العراقي هو حامي حمى السنة حتى يتوهم هؤلاء أن القصد هو بث الخلاف وكيف تأكدوا من ذلك؟
ولا ندري ما هذه الازدواجية التي يتعامل بها الأساتذة مع الأحداث ، فينددون هنا –مع احتمال وجود اكثر من جهة و اكثر من دولة وراء هذه الجرائم-ويسكتون هناك سكوت أصحاب الكهف-حيث تمارس إيران علنا ودون تقية أو حياء سياسة التصفية الجسدية مع علماء السنة وطلابها و مثقفيها ودارسيها ، وتدعم الشيعة لبث الفرقة و الخلاف في كل مكان ،حتى قال الخميني لشيعته في أفغانستان : تريثوا مع الروس فإن جهادكم يبدأ بعد خروجهم من أفغانستان ! فهلا تحمس هؤلاء الغيورون مرة واحدة لإخوانهم السنة كغيرتهم على الشيعة !
أليس هذا البيان قبل أن يكون تنديدا بالاغتيالات إنما هو تقرب بارد للطائفة وللنظام الطائفي في إيران، ألم يأخذوا العبرة من كلام إمامهم الخميني لما تجرأ على وصفهم بأجراء بغير أجرة –ونعتذر من نقل بشاعة كلامه-فهلا اعتبر إخواننا من وقاحة كهذه ؟ و هلا أنصفوا إخوانهم السنة المستضعفين في وقت يمد فيه النظام الشيعي إليهم مخلبا ناشبا ، و هلا دققوا النظر في العاصمة الوحيدة طهران –وجميع المدن الشيعية الكبرى في إيران- التي لا يسمح للسنة ببناء مسجد واحد فيها ،لا بل إن مساجدهم و مدارسهم الدينية تطال يد الهدم الشيعية ؟ أم يعدون هذا كله سبب الفرقة ودعايات الأمريكان و مصالحها كما قال لنا واحد من الموقعين !
نرجو أن يقف الدعاة أنفسهم لما ندبهم الله تعالى إليه من الدفاع عن الكتاب والسنة و لا يدخلوا في دوامة المزايدات السياسية العقيمة و لا يكونوا أقل إنصافا من مندوب الأمم المتحدة –وهو غير مسلم – حيث قام بالتنديد لما يجري على أهل السنة في إيران على يد حكومتهم!


بيان رابطة أهل السنة في إيران
بيان هايد بارك –لندن- 99/4/11


إيران دولة طائفية منافقة –غير إسلامية-لكنها تتاجر باسم الإسلام بدليل:

1-لا يوجد في الحكم الإيراني واحد من مسلمي السنة ، لا وزير و لا سفير و لا محافظ و لا مدير بلدية ولا مدير دائرة و لا موظف كبير في إيران كلها مع أن ثلث سكان إيران من أهل السنة وهم من الأكراد و البلوش و التركمان وبعض الفرس وبعض العرب،إذن فهو حكم طائفي بغيض إلى العظم خلافا لما تعلن كذبا

2-إيران دولة منافقة لأنها تدعي الوحدة الإسلامية بالقول و تقوم بقتل علماء السنة و هدم عشرات المساجد للسنة في إيران و بل إنه لا يوجد مسجد واحد لأهل السنة في طهران وفي جميع المدن الكبرى الإيرانية مع وجود عدد من الكنائس و المعابد للنصارى و غير المسلمين مع أن عدد أهل السنة في طهران وحدها يفوق عدد جميع الأقليات غير المسلمة

3-إيران دولة رافضية خبيثة بدليل إهانتها المتكررة لعقيدة المسلمين و منذ نشأتها و سبها و شتمها –كغيرها من الروافض-لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم-سواء في الإعلام المرئي أو المسموع أو في كتب مرشدها –خميني-المليئة بالسب و الشتم للرعيل الأول

4-إيران ليست دولة إسلامية لأن الحاكمية فيها ليست حقا للشرع بل للاستخبارات شأنهافي ذلك شأن جميع الحكومات البوليسيةالمسلطة على المسلمين

5-إن الذين يدعون الوحدة و التقارب مع هذا النظام أو مع هذه الطائفة التي تأخذ التقية والنفاق منهجا لها ، إما جهال أغبياء أو أصحاب المصالح يبيعون الدين بالدنيا، بدليل أعمال حكام إيران مع مسلمي السنة في داخلها بدءا من التصفية من الدوائر الحكومية إلي وصولا إلى القتل و التشريد و هدم المساجد و المدارس الدينية و تهجير مئات من طلبة العلم من السنة ، كلها شواهد على نفلق النظام الإيراني و عدم إسلاميته ، و هو امتداد لحكم الروافض في التاريخ الذين كانوا –ومازالوا-ألد أعداء المسلمين و المتآمرين عليهم مع كل عدو و غازي .


2-قصة التعاون الإسرائيلي الإيراني
كانو الإيرانيون الشيعة يصرون على التظاهر في مكة ضد أمريكا و إسرائيل ثم فضح الله أمرهم بعد أيام من هذا الإصرار فنكشف للعالم أجمع أن سيلا من الأسلحة و قطع الغيار كانت تشحن من أمريكا عبر إسرائيل إلى طهران مع أن أخبارا متقطعة كانت تبرز من حينٍ لآخر عن حقيقة هذا التعاون بين إيران و إسرائيل منذ بداية الحرب العراقية الإيرانية لقد تبين أن الشيخ صادق طبطبائي كان حلقة الوسط بين إيران وإسرائيل من خلال علاقته المتميزة مع يوسف عازر الذي كانت له علاقة بأجهزة المخابرات الإسرائيلية و الجيش الإسرائيلي و قد زار إسرائيل معه في 6 كانون الأول 1980 وانكشف ختم دخوله إلى إسرائيل على جوازه عندما ضبطه البوليس الألماني على المطار و في حقيبته مئة و نصف كيلو من المخدرات مادة الهيروين وذلك في كانون الثاني 1983 و قد عرض ختم دخوله إلى إسرائيل على ملاين الناس في التلفزيون الألماني و كان من جملة الوسطاء في تصدير السلاح الإسرائيلي إلى إيران أندريه فريدل و زوجته يهوديان إسرائيليان يعشان في لندن وقّع فيه خمس صفقات كبيرة مع أكبر شركات تصدير السلاح في إسرائيل إسمها شركة بتاريخ 28-3-1981 TAT والصفقة الثانية بتاريخ 6-1- 1983يعقوب النمرودي الذي وقع صفقة و توجد صورة لكل وثيقة من هذه الصفقات و كذلك العقيد اليهودي أسلحه كبيرة مع العقيد كوشك نائب وزير الدفاع الإسرائيلي.
و في 18تموز1981 إنكشف التصدير الإسرائيلي إلى إيران عندما أسقطت وسائل الدفاع السوفيتية طائرة أرجنتينية تابعة لشركة اروريو بلنتس و هي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنتقل بين إيران و إسرائيل محملة بأنواع السلاح و قطع الغيار و كانت الطائرة قد ضلت طريقها و دخلت الأجواء السوفيتية على أن صحيفة التايمز اللندنية نشرت تفاصيل دقيقة عن هذا الجسر الجوي المتكتم و كان سمسار العملية آن ذاك التاجر البريطاني إستويب ألن حيث إستلمت إيران ثلاث شحنات الأولى إستلمتها في 10-7-1981والثانية في 12-7-1981 والثالثة في 17-7-1981 وفي طريق العودة ضلت طريقها ثم أسقطت و في 28 آب 1981 أعلن ناطق رسمي بإسم الحكومه القبرصية في نقوسيا أن الطائرة الأرجنتينية من طراز (كنادير سي إل 44) رقم رحلتها ( 224 آى آر ) قد هبطت في 11 تموز 1981 في مطار لارنكا قادمة من تل ابيب و قادرته في اليوم ذاته إلى طهران حاملة 50 صندوق وزنها 6750 كيلوغرام و في 12 تموز حطت الطائرة نفسها في مطار لارنكا قادمه من طهران و قادرته في اليوم نفسه إلى إسرائيل يقودها الكابتن (كرديرو) و في 13 من نفس الشهر حطت الطائرة نفسها قادمة من تلابيب وقادر ته إلى طهران في اليوم نفسه يقوده الكابتن نفسه.
و في مقابلة مع جريدة ( الهيرلد تريديون) الإمريكية في 24-8-1981 إعترف الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدر أنه أحيط علماً بوجود هذه العلاقة بين إيران و إسرائيل و أنه لم يكن يستطيع أن يواجه التيار الديني هناك و الذي كان متورطاً في التنسيق و التعاون الإيراني الإسرائيلي و في 3 حزيران 1982 إعترف مناحيم بيجن بأن إسرائيل كانت تمد إيران بالسلاح وعلل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي أسباب ذلك المد العسكري الإسرائيلي إلى إيران بأن من شأن ذلك إضعاف العراق وقد أفادة مجلة ميدل إيست البريطانية في عددها تشرين الثاني 1982 أن مباحثات تجري بين إيران وإسرائيل بشأن عقد صفقة تبيع فيها إيران النفط إلى إسرائيل في مقابل إعطاء إسرائيل أسلحة إلى إيران بمبلغ 100 مليون دولار كانت قد صادرتها من الفلسطينيين بجنوب لبنان و ذكرت مجلة أكتوبر المصرية في عددها آب1982 أن المعلومات المتوفرة تفيد بأن إيران قد عقدة صفقه مع إسرائيل اشترت بموجبها جميع السلاح الذي صادرته من جنوب لبنان وتبلغ قيمة العقد 100 مليون دولار و ذكرت المجلة السويدية TT في 18 آذار 1984 ومجلة الأوبذيفر في عددها بتاريخ 7-4-1984 ذكرت عقد صفقة أسلحه إسرائيلية إلى إيران قالت المجلة الأخيرة إنها بلغت 4 مليارات دولار فهل كانت إسرائيل لترضى بشحن السلاح إلى إيران لو كانت إيران تشكل أدنى خطر على الوجود والكيان اليهودي؟! وهل كانت أمريكا لتعطي السلاح إلى إيران لو كانت أن إيران تشكل الخطر الإسلامي الحقيقي الذي تهابه أمريكا و روسيا و غيرهما؟!
و في سنة 1989 استطاع بعض الشيعة الكويتيين تهريب كمية من المتفجرات و ذلك عن طريق السفارة الإيرانية في الكويت و دخلوا بها الى مكة ثم قاموا بتفجير بعضها و قد أصيب الحجاج بالذعر فقتل من جراء ذلك رجل واحد و جرح عشرات آخرون من الحجاج ثم مالبث أن إنكشف أمرهم و قبض عليهم و كانوا 14 من الأشقياء الذين أخذ بعضهم يبكي و يظهر الندم و التوبة أثناء مقابلة تلفزيونية أجريت معهم اعترفوا خلال ذلك بالتنسيق الذي كان بينهم و بين السفارة الإيرانية في الكويت و أنها سلمتهم المتفجرات هناك.
إن علاقات حسن الجوار الممتازة بين إيران و بين الدول الملحدة المجاورة لها تثير المخاوف و الشكوك في نفوس المراقبين هذه العلاقات الجيدة التي لم يعكر صفوها أبداً موقف الإتحاد السوفيتي المجرم إتجاه إخواننا المجاهدين في أفغانستان بل إن أحسن العلاقات وأطيبها قائمة بين إيران و بين دول جائرة ظالمة تتعامل مع شعوبها بالنار و البطش بل أن إيران نفسها أقامت في أفغانستان بعض الأحزاب الشيعية الأفغانية التي كان لها دور كبير في إعاقة عمل الجهاد في أفغانستان ثم ما لبثت أن استخدمت بعض طوائف من الشيعة في لبنان الذين تم على يدهم قتل الآلاف من المسلمين الفلسطينين و تدمير بيوتهم و ممتلكاتهم و قتل رجالهم و شيوخهم و نسائهم بلا رحمة.
(((الموت لأمريكا الموت لإسرائيل الموت لإيران)))

3-وثائق عن التعاون الإيراني الصهيوني

المواقف المخادعة والكاذبة و ذات الوجهين لأمريكا لا تشكل في الواقع صدمة كبيرة للعرب، لأنها التتمة المنطقية لسياسة الطعن في الظهر التي اتبعها رؤساء الولايات المتحدة على اختلاف احزابهم و فتراتهم.
ولكن المدهش والمذهل حقا أن تلجأ دولة تدعي الأسلام كأيران في عهد الخميني الى اسرائيل، و تعبر منها الى الولايات المتحدة، و تبيع كل القيم و كل الشعارات الثورية والسلامية التي رفعتهامنذ قيامها، لكي تحصل على سلاح تحارب به دولة عربية و اسلامية اخرى. و أن يتم ذلك كلة عبر مفاوضات سرية على اعلى المستويات، و عبر اتصالات تعهد فيها ريغان بدعم ايران، و تعهد الخميني في المقابل بالمحافظة على استمرار تدفق النفط الى الغرب!
نعم اخي القارئ، ان الخميني وغيرة ممن يتشدقون بالإسلام من الرافضة هم في حقيقة الأمر معول اليهود و النصارى لحرب هذا الدين و هدمه.
و السؤال الذي طرح نفسه في الولايات المتحدة في تلك الفترة هو: ما هو الفرق بين المعتدل و المتطرف في ايران؟ و يجيبون: المعتدل هو الذي يريد ان يحلب البقرة الأمريكية الى اخر قطرَُة. أما المتطرف فيريد أكل لحم هذة البقرة ايضاً. و هناك من يقول أن المعتدل الأيراني هو متطرف نفذت ذخيرته.
و لن اطيل عليكم فكأني أرى القراء بين مكذب قد استعد ليرد، و بين مصدق و لكنه متردد، و كلاهما يطلبان البرهان فهذا هو البرهان:
الــــــوثـــــائــــــق :
و قد اطلعت حول هذة الفضيحة على 13 وثيقة دامغة و ما خفي كان اعظم و هي موجودة في الكتب بالصورة و لكني سأكتبها باختصار:
  • الوثيقة الأولى : هي تلكس يطلب اذنا بالسماح لطائرة من شركة ((ميد لاند)) البريطانية للقيام برحلة نقل اسلحة امريكية بين تل ابيب و طهران في الرابع من حزيران (يونيو)1981م . و من هذة الوثيقة يثبت ان الاسلحة الاسرائيلية بدأت بالوصول الى طهران منذ بداية الحرب الأيرانية-العراقية.
  • الوثيقة الثانية : تقع في ثمان صفحات وهي عبارة عن عقد بين الاسرائيلي يعقوب نمرودي و الكولونيل ك.دنغام و قد وقع هذا العقد في يوليو 1981م. و يتضمن بيع اسلحة اسرائيلية بقيمة 135,848,000 دولار. و يحمل العقد توقيع كل من شركة (( اي.دي.اي)) التي تقع في شارع كفرول في تل ابيب و وزارة الدفاع الوطني الاسلامي يمثلها نائب وزير الدفاع الأيراني.
  • الوثيقة الثالثة : هي رسالة سرية جدا من يعقوب نمرودي الى نائب وزير الدفاع الايراني . وفي الرسالة يشرح نمرودي ان السفن التي تحمل صناديق ألاسلحة من امستردام يجب ان تكون جاهزة عند وصول السفن الأسرائيلية الى ميناء امستردام.
  • الوثيقة الرابعة : في هذة الوثيقة هي يطلب نائب وزير الدفاع الايراني العقيد ايماني من مجلس الدفاع تأجيل الهجوم الى حين وصول الأسلحة الاسرائيلية .
  • الوثيقية الخامسة : رسالة جوابية من مجلس الدفاع الايراني حول الشروط الايرانية لوقف النار مع العراق وضرورة اجتماع كل من العقيد دنغام والعقيد ايماني . وفي هذا يتضح ان اي هجوم ايراني ضد العراق لم يتحقق الا بعد وصول شحنة من الأسلحة الأسرائيلية الى ايران .
  • الوثيقية السادسة : رسالة سرية عاجلة تفيد بأن العراق سيقترح وقف اطلاق النار خلال شهر محرم , وان العقيد ايماني يوصي بألا يرفض الايرانيون فورا هذا الأقتراح لاستغلال الوقت حتى وصول الاسلحة الاسرائيلية .
  • الوثيقة السابعة : طلب رئيس الوزراء الايراني من وزارة الدفاع و ضع تقرير حول شراء اسلحة اسرائيلية.
  • الوثيقية الثامنة : وفيها يشرح العقيد ايماني في البداية المشاكل الأقتصادية والسياسية وطرق حلها , ثم يشرح بأن السلاح سيجري نقلة من اسرائيل الى نوتردام ثم الى بندر عباس حيث سيصل في بداية ابريل 1982م .
  • الوثيقة التاسعة : هي صورة لتأشيرة الدخول الأسرائيلية التي دمغت على جواز سفر صادق طبطبائي قريب اية الله الخميني , الذي قام بزيارة لأسرائيل للأجتماع مع كبار المسؤلين الأسرائيلين ونقل رسائل لهم من القادة الأيرانين .
  • الوثيقة العاشرة : رسالة وجهها رئيس الوزراء الأيراني في ذلك الوقت حسين موسوي في يوليو 1983م يحث فيها جميع الوائر الحكومية الايرانية لبذل اقصى جهودها للحصول على اسلحة امريكية من اي مكان في العالم , ويضيف انه على جميع الوزارت والمسؤولين ان يضعوا شهرياكشفا بهذه المحاولات.
  • الوثيقة الحادي عشرة : تلكس الى مطار فرانكفورت هو رحلة الاربعاء التي تقوم بها طائرات اسرائيلية . وفي الوثيقة تفصيل لأرقام الطائرات التي تهبط في مطار فرانفورت في الجزء ب5 وقرب البوابة 42و20 وهنا تبدأ عمليات نقل صناديق الأسلحة مباشرة الى طائرة ايرانية تنتظر في نفس المكان .
  • الوثيقة الثانية عشرة : امر سري من نائب القيادة اللوجستية في الجمهورية الايرانية يطلب ازالة الاشارات الاسرائيلية عن كل الاسلحة الواردة .
  • الوثيقة الثالثة عشرة : طلب صرف مليار و 781 مليون ريال ايراني لشراء معدات عسكرية اسرائيلية عبر بريطانيا. أما مسئلة قصف ايران فالمسئلة كلها لعبه سياسية فالرئيس ريغان (رئيس الولايات المتحدة سابقا) قد واجه ضغوط شديدة من قبل الشعب ومن قبل الكونجرس بعد تسرب اخبار هذة العلاقة، و ذلك لأنه تشجيع للأرهاب. فليتك تعلم ما حدث للرئيس الأمريكي بسبب ذلك.
    شاهدت من فترة فلم وثائقي أميركي بعنوان ((COVER UP: Behind The Iran Contra Affair)) و يفضح هذا الفلم اكذوبة الرهائن الأميركان في إيران. فقد استعمل الرئيس ريغان الأموال التي جناها من عملية بيع الأسلحة إلى إيران و وضع هذه الأموال في حسابات سرية في سويسرا و استعمل بعضها في تمويل مقاتلي الكونترا في نيكاراغوا. و ذكرت محققة مختصة أنه لو لم يأخذ الخميني رهائن لأعطاه لرئيس ريغان رهائن حتى إذا انكشف تعاونه مع إيران، ادعى أنه كان يفعل ذلك ليسترجع الرهائن. أي أن موضوع الرهائن متفق عليه بين الطرفين.
    أما الصحف الأمريكية فإنها تهاجم ريغان حتى ان الوشنطن بوست ظهرت بعنوان ((المنافق الأكبر)) والمقصود هو الرئيس ريغان . واما الشعب فقد اصبحت سمعت الرئيس ملطخة بالفساد ومعاونة الأرهابيين , فعندما اعلن لاري سبيكس (بعد عدة اشهر من الفضيحة) كعادتة جدول الرئيس قائلا ان ريغان سيحضر "مؤتمر الأخلاق" انفجر الصحافيون في البيت الأبيض يالضحك فامتعض سبيكس وتوقف عن القراءة وانسحب . ان هذة المواقف لتعكس ما وصل اليه الرئيس ريغان من شعبية , هذا على الصعيد الداخلي اما على الصعيد الدولي , فقد وصمت الحكومة الأمريكية بالخيانة , ففي احدى الأجتماعات (بعد الفضيحة بفترة يسيرة) بين احد المسؤلين في الأدارة الأمريكية وبين الأمير بندر بن سلطان , حيث قال المسؤل الأمريكي (انه يجب على المملكة ان تثق في الحكومة الأمريكية) فرد الأمير (لقد اثبتم انكم لستم اهل للثقة بعد اليوم) , هذا وغيرة الكثير الذي اصاب الحكومة الأمريكية بالحرج , فكان لا بد من عمل يثبت عكس ذلك ويرجع الثقة للأدراة الأمركية , فكان هذا القصف وغيرة , وحقيقة ان المحللين السياسيين ليرون ان ايران كانت مستعدة لتقبل باكثر من هذا في سبيل مصالحها اثناء الحرب وبعدها.
    و لنذكر أيضاً أن صدام يحارب أمريكا كما يقول و تحاصره أمريكا كما يقال أكثر بكثير من أيران. و أطلق الكثير من الصواريخ على اسرائيل. و دمر في اسرائيل ما عجز العرب عن تدميره في حروبهم كلهما مع اسرائيل. فهل نقول عن صدام قدس الله سره؟!
    هذة هي ايران وهؤلاء هم الرافضة فماذا اعددنا لهم؟
    4-الإمـام الـخمينـي فضح الله سـره

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد بن عبدالله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد:

    فالحمد لله الذي جعل في هذه الأمة علماء ربانيون ، سلفيون يسيرون على كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم ، وما من زمن إلا ويظهر فيه رؤوس للبدع يدعون إلى أنفسهم ويستحلون السيف والله المستعان. و هذا كلام يوضح ضلال الخميني و طعنه في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم و مخالفته لدين الإسلام بالكلية و ياليت أتباعه يتعضون بما سوف نقول و ننقل ، و لكن القلوب إذا عشعش فيها الهوى و الحقد الدفين صعب خروجه من القلب إلا لمن استمع بعين البصيرة و طلب الحق ولكن الرافضة أبعد الناس عن ذلك و الله المستعان.

    إن الخميني الهالك سلك اتجاهات متشعبة في رفض الدين والملة كلها تلتقي في ملة الكفر والضلال و إليكم ما يلي:

    أولاً : الغلو في الرفض و شدة العداء لأهل السنة:

    1 - تفضيله أئمة الشيعة على الأنبياء عامةً:
    الخميني الهالك يسلك في التشيع مسلك الغلاة ( غلاة الروافض ) و مما يدل على ذلك أنه يعتمد مقالة الغلاة في تفضيل الأئمة على أنبياء الله و رسله ، فيقول : ( إن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب و لا نبي مرسل .. و قد ورد عنهم (ع) أن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب و لا نبي مرسل ) . انظر الحكومة الإسلامية ص 52.
    و يقول الخميني الهالك عن الغائب المنتظر : ( لقد جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة لكنهم لم ينجحوا حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية .. لم ينجح في ذلك و إن الشخص الذي سينجح في ذلك هو المهدي المنتظر ) . من خطاب ألقاه الخميني الهالك بمناسبة ذكرى مولد المهدي في 15 شعبان 1400 هـ .
    ويقول أيضاً في خطاب ألقاه في ذكرى مولد الرضا الإمام السابع عند الشيعة بتاريخ 9/8/1984م : ( إني متأسف لأمرين أحدهما أن نظام الحكم الإسلامي لم ينجح منذ فجر الإسلام إلى يومنا هذا ، وحتى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يستقم نظام الحكم كما ينبغي ).
    بل ويتهم الخميني النبي صلى الله عليه وسلم بعدم تبليغ الرسالة كما ينبغي يقول في (كتاب كشف الأسرار ص 55 ) : ( و واضح أن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقاً لما أمر الله به وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك ، ولما ظهرت خلافات في أصول الدين وفروعه ).
    وقال أيضاً : في كتاب كشف الأسرار صفحة 154 : ( و بالإمامة يكتمل الدين والتبليغ يتم ).
    و يصف أئمتهم بقوله ( لا يتصور فيهم السهو والغفلة ) . الحكومات الإسلامية ص 91.
    و يقول الخميني ( تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن ) . الحكومة الإسلامية ص 113.
    و ينسب لهم صفة الألوهية فيقول: (فإن للإمام مقاماً محموداً و خلافة تكوينية تخضع لولايتها و سيطرتها جميع ذرات الكون).
    أما الأنبياء فيصفهم بالعجز فيقول: (و نقول بأن الانبياء لم يوفقوا في تنفيذ مقاصدهم و ان الله سبحانه سيبعث في آخر الزمان شخصاً يقوم بتنفيذ مسائل الانبياء). يقصد بهذا الشخص إمامهم الغائب (الأعور الدجال).
    2- قوله بتحريف القرآن:
    و الخميني الهالك يترحم على الملحد المجوسي صاحب كتاب فصل الخطاب ويتلقى عن كتابه مستدرك الوسائل و يحتج به. انظروا إلى الكفر الصريح في الكلام الآتي ذكره من كتاب كشف الأسرار للخميني الهالك:
    ( إن الذين لم يكن لهم ارتباط بالإسلام والقرآن إلا لأجل الرئاسة والدنيا ، و كانوا يجعلون القرآن وسيلة لمقاصدهم الفاسدة ، كان من الممكن أن يحرفوا هذا الكتاب السماوي في حالة ذكر اسم الإمام في القرآن و أن يمسحوا هذه الآيات منه و أن يلصقوا وصمة العار هذه على حياة المسلمين ). كشف الأسرار ( ص 114 ).
    هذا هو إمام الرافضة الذي يمجدونه ويعتقدون فيه العصمة يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعتقد فيهم أنهم يمكن أن يحرفوا القرآن الكريم !!
    3 - تكفيره الصحابة و كل أهل السنة:
    والخميني الهالك يكفر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم و ينعتهم بالنواصب بل و يأخذ بالرأي المتطرف من آراء قومه في ذلك و هو معاملتهم كالحربي حيث يقول : ( والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به ، بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد ، و بأي نحو كان و وجوب إخراج خمسه ) . تحرير الوسيلة ( 1 / 352 ). و النواصب عندهم هم أنت أيها القارئ السني و أنا و أهل السنة جميعاً كما بينّا في بحث سابق.
    و يقول أيضاً: (وأما النواصب و الخوارج لعنهما الله تعالى فهما نجسان من غير توقف) تحرير الوسيلة–الخميني.
    و لا يتورع عن التبرء من الصحابة و اتهامهم بالكفر و الردة فيقول ( ولولا هذه المؤسسات الدينية الكبرى لما كان هناك الآن أي أثر للدين الحقيقي المتمثل في المذهب الشيعي ، وكانت هذه المذاهب الباطلة التي وضعت لبناتها في سقيفة بني ساعدة وهدفها اجتثاث جذور الدين الحقيقي تحتل الآن مواضع الحق ) كشفالأسرار– للخميني ص 193. هو يقول أنّه على دين يخالف دين الصحابة! فهو إذاً على غير دين الإسلام!
    بل إنه يعتبر القضايا الفرعية كهيئات الصلاة سبباً للتكفير: (التكفير هو وضع احدى اليدين على الاخرى نحو ما يضعه غيرنا وهو مبطل عمدا و لا بأس به في حالة التقية). تحرير الوسيلة –الخميني.
    و لا يقتصر التكفير على أهل السنة بل يتعداه إلى فرق الشيعة الأخرى الذين لا يسبون الصحابة: (غير الاثنى عشرية من فرق الشيعة اذا لم يظهر منهم نصب و معاداة و سب لسائر الائمة الذين لا يعتقدون بإمامتهم طاهرون و اما مع ظهور ذلك منهم فهم مثل سائر النواصب). تحرير الوسيلة –الخميني.
    4 - رفضه لعبادة الله سبحانه و تعالى:
    ( إننا لا نعبد إلهاً يقيم بناء شامخا للعبادة والعدالة والتدين ، ثم يقوم بهدمه بنفسه ، ويجلس يزيداً ومعاوية وعثمان وسواهم من العتاة في مواقع الإمارة على الناس ، ولا يقوم بتقرير مصير الأمة بعد وفاة نبيه ) كشفالأسرار–ص 123.
    يعني الخميني يعلن بصراحة أنه لا يعبد الله تعالى الذي لم يلبي طلباته و أمانيه. هذا الخطاب يتحدث عن الله – سبحانه و تعالى – وهو خال من الأدب والتقديس والتنزيه. و انظر كيف يوجب على الله ما يشاء و ما يريد! ألا قاتل الله أئمة الكفر والضلال.
    ثانياً : اعتقاده تأثير الكواكب والأيام على حركة الإنسان :
    إن الخميني الهالك يزعم أن هناك أياماً منحوسة من كل شهر يجب أن يتوقف الرافضي فيها عن كل عمل ، وإن لانتقال القمر إلى بعض الأبراج تأثيراً سلبياً على عمل الإنسان فليتوقف الرافضي عن القيام بمشروع معين حتى يتجاوز القمر ذلك البرج المعين .
    وهذا اعتقاد كفري مخرج من الملة كما هو معلوم عند من درس ولو ذرة من التوحيد !!
    ومما يشهد لهذا الاتجاه الكفري ما جاء في تحرير الوسيلة حيث يقول : ( يكره إيقاعه " يعني عقد الزواج " والقمر في برج العقرب ، وفي محاق الشهر ، وفي أحد الأيام المنحوسة في كل شهر وهي سبعة : يوم 3 ، ويوم 5 ، ويوم 13 ، ويوم 16 ، ويوم 21 ، ويوم 24 ، ويوم 25 ( وكذلك من كل شهر ) ) . تحرير الوسيلة ( 2 / 238 ) .
    هذا هو معتقد الخميني الهالك في الكواكب وهو الكفر بعينه باتفاق السنة و الشيعة.

    ويروى عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في نهج البلاغة (و هو أصدق كتبهم): <<أيها الناس إياكم وتعلم النجوم إلا ما يهتدى به في بر أو بحر فإنها تدعو إلى الكهانة والمنجم كالكاهن والكاهم كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار...>>. نهج البلاغة (1/157).

    ثالثاً : حقيقة الشرك عند الخميني :
    اذا كان شرك المشركين ليس بشرك عند الخميني فما هو ياترى الشرك عنده ؟

    يقول : ( توجد نصوص كثيرة تصف كل نظام غير إسلامي بأنه شرك ، و الحاكم أو السلطة فيه طاغوت ، و نحن مسؤولون عن إزالة آثار الشرك من مجتمعنا المسلم ، و نبعدها تماماً عن حياتنا ) . الحكومة الإسلامية ص 33 - 34 .
    هذا هو مفهوم الشرك عنده وهو أن يتولى على بلاد المسلمين أحد من أهل السنة فحاكمها حينئذ مشرك وأهلها مشركون .ولذلك نرى الشرك ومظاهره في بلاد الرافضة من الطواف حول القبور وتقديم القرابين لها واعتقاد النفع والضر في الأموات !


    رابعاً : الغلو في التصوف ( أو القول بالحلول والاتحاد ) :
    و تتمثل نظرة الخميني لصورة التصوف في أوضح مظاهرها في كتابه ( مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية ) ، و إليكم بعضاً من هذا الكتاب و ما فيه:
    1 - قوله بالحلول الخاص :
    يقول الخميني عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه : ( خليفته ( يعني خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم ) القائم مقامه في الملك والملكوت ، المتحد بحقيقته في حضرت الجبروت واللاهوت ، أصل شجرة طوبى ، وحقيقة سدرة المنتهى ، الرفيق الأعلى في مقام أو أدنى ، معلم الوحانيين ، ومؤيد الأنبياء والمرسلين علي أمير المؤمنين ) . مصباح الهداية ص 1.
    انظر إلى قوله هذا الذي هو بعينه قول النصارى الذين قالوا باتحاد اللاهوت بالناسوت ، ومن قبل زعمت غلاة الرافضة أن الله حلَّ في علي ولا تزال مثل هذه الأفكار الغالية والإلحادية تعشعش في أذهان هؤلاء الشيوخ كما ترى . و من هذا المنطلق نسب الخميني الهالك إلى علي قوله : ( كنت مع الأنبياء باطناً ومع رسول الله ظاهراً ) . مصباح الهداية ص 142 . و يعلق عليه الخميني قائلاً : ( فإنه عليه السلام صاحب الولاية المطلقة الكلية والولاية باطن الخلافة .. فهو عليه السلام بمقام ولايته الكلية قائم على كل نفس بما كسبت ، ومع الأشياء معية قيومية ظلية إلهية ظل المعية القيومية الحقة الإلهية ، إلا أن الولاية لما كانت في الأنبياء أكثر خصهم بالذكر ) . مصباح الهداية ص 142 .
    أنظروا كيف يعلق الخميني على تلك الكلمة الموغلة في الغلو و المنسوبة زوراً لأمير المؤمنين بما هو أشد منها غلواً و تطرفاً فهو عنده ليس قائماً على الأنبياء فحسب بل على كل نفس . و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
    ويقول تحت قوله تعالى ( يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون ) قال : ( أي ربكم الذي هو الإمام) . مصباح الهداية ص 145. و هذا الكلام تأليه صريح لعلي رضي الله عنه و لو كان علي موجوداً لأحرقهم بالنار و لقتلهم أشد قتلة كما فعل بأسلافهم.
    2 - قوله بالحلول والاتحاد الكلي :
    و تجاوز الخميني مرحلة القول بالحلول الجزئي ، أو الحلول الخاص بعلي إلى القول بالحلول العام ، و انظروا ماذا يقول بعد أن تحدث عن التوحيد و مقاماته حسب تصوره : ( النتيجة لكل المقامات و التوحيدات عدم رؤية فعل و صفة حتى من الله تعالى و نفي الكثرة بالكلية و شهود الوحدة الصرفة .. ) . مصباح الهداية ص 134 . ثم ينقل عن أحد أئمته أنه قال : ( لنا مع الله حالات هو هو ونحن نحن ، وهو نحن ، ونحن هو ) . مصباح الهداية ص 114 . ثم يعلق بقوله : ( وكلمات أهل المعرفة خصوصاً الشيخ الكبير محي الدين مشحونة بأمثال ذلك مثل قوله : الحق خلق ، والخلق حق ، والحق حق ، والخلق خلق ) . ثم نقل جملة من كلام شيخه وإمامه ابن عربي ( النكرة ) الملحد الهالك ، وقال : ( لا ظهور ولا وجود إلا له تبارك وتعالى والعالم خيال عند الأحرار ) . مصباح الهداية ص 123 . و الخميني الهالك تراه يستدل كثيراً على مذهبه بأقوال ابن عربي الملحد الوجودي والذي يصفه بالشيخ الكبير ( مصباح الهداية ، ص 84 ، 94 ، 112 على سبيل المثال لا الحصر )
    و بهذا يتبين لنا أن الخميني قد ورث عقيدة الحلول من أئمته ابن عربي و القونوي و كلاهما من دعاة وحدة الوجود و من الصوفية الغلاة و قد أفتى كثير من أهل العلم بكفر ابن عربي حتى ألف فيه مؤلف للإمام برهان الدين البقاعي بعنوان (تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي).
    خامساً : دعوى النبوة :
    أفرزت لوثات التصوف و خيالات الفلسفة عنده دعوى غريبة خبيثة و كفراً صريحاً حيث رسم للسالك أسفاراً أربعة :
    ( ينتهي السفر الأول إلى مقام الفناء وفيه السر الخفي والأخفى .. ويصدر عنه الشطح فيحكم بكفره فإن تداركته العناية الإلهية .. فيقر بالعبودية بعد الظهور بالربوبية ) كما يقول انظر مصباح الهداية ص 148 .
    وينتهي السفر الثاني عنده إلى أن ( تصير ولايته تامة ، وتفنى ذاته وصفاته وأفعاله في ذات الحق وصفاته وأفعاله ، وفيه يحصل الفناء عن الفنائية أيضاً الذي هو مقام الأخفى ، وتتم دائرة الولاية ) . مصباح الهداية ص 148 - 149 .
    أما السفر الثالث فإنه ( يحصل له الصحو التام ويبقى بإبقاء الله ، ويسافر في عوالم الجبروت والملكوت والناسوت ، ويحصل له حظ من النبوة وليست له نبوة التشريع وحينئذ ينتهي السفر الثالث ويأخذ في السفر الرابع ) . مصباح الهداية ص 149 .
    وبالسفر الرابع ( يكون نبياً بنبوة التشريع ) . مصباح الهداية ص 149 .


    انظروا إلى الكفر الصريح في كلام الخميني الهالك و الإلحاد المكشوف ، كفر بالنبوة وبالأنبياء و خروج عن دين الإسلام . و قد ذكر ( أن الفقيه الرافضي بمنزلة موسى و عيسى ) . انظر الحكومات الإسلامية ص 95. و قد قال أحد مسؤلي إيران : ( إن الخميني أعظم من النبي موسى وهارون ) . و قد قارن الرافضي المعاصر ( محمد جواد مغنية ) بين الخميني الهالك ونبي الله موسى مقارنة سيئة توضح مدى تقديمهم الخميني و حبه على أنبياء الله تعالى .
    و موسى عليه السلام أكرم و أعظم من أن يقارن بصفوة الصالحين فكيف يفضل عليه الخميني الهالك ، و لكنه منطق الغلاة الذين فرغت قلوبهم من حب الأنبياء و أشبعت بحب الخميني و الأئمة حتى قدموهم على أنبياء الله و العياذ بالله من سوء العاقبة . انظروا بعين البصيرة إلى كلام الخميني الهالك الذي ليس فيه ذرة علم بل هو فلسفة ورثها أباً عن جد من إمامه و شيخه ابن عربي ( النكرة ) الملحد الوجودي !!


    سادساً: الاتجاه الوثني:
    في كتابه كشف الأسرار ظهر الخميني داعياً للشرك ومدافعاً عن ملة المشركين حيث يقول :
    تحت عنوان ( ليس من الشرك طلب الحاجة من الموتى ) .


    قال : ( يمكن أن يقال إن التوسل إلى الموتى وطلب الحاجة منهم شرك ، لأن النبي والإمام ليس إلا جمادين فلا تتوقع منهما النفع والضرر ، والجواب : إن الشرك هو طلب الحاجة من غير الله ، مع الاعتقاد بأن هذا الغير هو إله ورب ، وأما طلب الحاجة من الغير من غير هذا الاعتقاد فذلك ليس بشرك !! ، ولا فرق في هذا المعنى بين الحي والميت ، ولهذا لو طلب أحد حاجته من الحجر والمدر لا يكون شركاً ، مع أنه قد فعل فعلاً باطلاً . ومن ناحية أخرى نحن نستمد من أرواح الأنبياء المقدسة والأئمة الذين أعطاهم الله قدرة . لقد ثبت بالبراهين القطعية والأدلة النقلية المحكمة حياة الروح بعد الموت ، والإحاطة الكاملة للأرواح على هذا العالم ) . كشف الأسرار ص 30 .

    انظروا إلى هذا الكلام الكفري ، الذي يعتقد صاحبه أن دعاء الأحجار والأضرحة من دون الله ليس بشرك إلا إذا اعتقد الداعي أنها هي الإله والرب. و هذا باطل من القول وزورا ، بل هو الشرك الأكبر بعينه الذي أرسل الله الرسل وأنزل الكتب لإبطاله وهو بعينه شرك المشركين الذين جاهدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    سابعاً: نهب الخميني لأموال الناس:
    الجدير بالذكر أن جريدة كيهان لندن الإيرانية الرسمية ذكرت أن خامنئي قال في خطبةٍ على قبر الخميني: إن الإمام الراحل صرف مائة مليون تومان من أمواله الشخصية على المحتاجين ، ومن جهة أخرى إن الخميني كما ادعى كان قد أرسل قائمةً بأمواله في حياته لرئيس القضاء الأعلى ، ويذكر فيها أسماء إخوته من عائلات بسند يده و هندي زاده.

    و للعلم فإن أمه قد تزوجت أربع مرات وأخوته المذكورون هم من غير أبيه – لكن لا يوجد في الفهرس المذكور المنشور في "كيهان لندن" 1% من الحقيقة المذكورة ، ولذا نحب أن نعرف من هو الكاذب أهو خامنئي أم خميني لما قدم صورة من أمواله الشخصية؟! ومن طرف آخر نشرت الإذاعة الإيرانية في حياته أنه قدم مائة مليون تومان إلى الحكومة قرضاً ، ولا شك أن الأموال الشخصية لا تشمل الملايين التي يملكونها ويتصرفون فيها مما يحصدونه من الخمس ، وأما في الظاهر يعيش مراجعهم كالزهاد وحساباتهم وجيوبهم مليئة بالملايين التي أتت من أكناف الأرض من الشيعة المُضحى بهم باسم الخمس لإمام الزمان وهذا هو فقرهم وزهدهم المـدَّعى.

    ثامناً: شذوذات الخميني:
    قالالخميني :
    1 - "
    ماءالاستنجاءسواءكانمنالبولأوالغائططاهر "
    2 - "
    صلاةالجنازةتصحمنالجنب "
    3 - "
    المشهوروالأقوىجوازوطءالزوجةدبرا " يعنياللواطبها .
    4 - "
    لايجوزوطءالزوجةقبلاكمالتسعسنين،وأماسائرالايمتاعاتكاللمسبشهوةوالضموالتفخيذفلاباسبهاحتىفيالرضيعة "
    5 - "
    لايجوزنكاحبنتالأخعلىالعمةوبنتالأختعلىالخالةإلابإذنهما . ويجوزنكاحالعمةوالخالةعلىبنتيالأخوالأخت "
    6 -
    فيالمتعة : " يجوزالتمتعفيالزانية " ، " يجوزانيشترطعليهاوعليهالاتيانليلاأونهاراوأنيشترطالمرةوالمراتمعتعيينالمدةبالزمان "

    --- منكتابتحريرالوسيلةجـ2 منصفحة 241 الى 291 ---


    هذا غيض من فيض من أقوال الهالك الخميني ، نقلتها لكم معزوة بالجزء و الصفحة من كتبه التي ملأت السوق ، و التي حواها الكفر الصريح و الردة عن الإسلام و العياذ بالله. و للإستزادة فاليراجع كتاب "الخميني و الثورة الإيرانية" الشيخ سعيد الحوى و كتاب "و جاء دور المجوس" للشيخ محمد سرور. هذا لمن كان له قلب سليم و عقل واع يدرك حقيقة الأمور ، أما من طبع على قلبه و ختم الله على بصره فليس هناك أي فائدة من ذكر هذا الكلام له فهو يتلقى من أئمته و قد جعلوه أصم الأذن أعمى البصر و البصيرة إلا بكلامهم و القول ما قالوه و الرأي ما رأوه و أفتوا به.
***الحقد القومي الفارسي على الإسلام
1-انتساب الرافضة للمجوس الفرس

شتائم لاتنتهي للعرب "الاوباش":

قال الإحقاقي :" إن الصدمات التي واجهها كل من شعبي إيران و الروم الكبيرين نتيجة لحملات المسلمين و المعاملة التي تلقوها من الأعراب , البدائيين الذين لا علم لهم بروح الإسلام العظيمة , أورثت في نفوسهم نزعة صدود عن العرب , و شريعة العرب , فطبيعة سكان البادية الأوباش الخشنة، و ذلك الخراب و الدمار اللذين ألحقوهما بالمدن الجميلة , و الأراضي العامرة , في الشرق و الغرب , و غارات عباد الشهوات العطاشى إلى عفة و ناموس الدولتين الملكية و الامبراطورية…الخ" انظر رسالة الإيمان ص 323 - ميرزا حسن الحائري الإحقاقي - مكتبة الصادق - الكويت ط 2 / 1412

هلا تمعنت أخي المسلم في كلام هذا الإحقاقي المعاصر و الذي يصف لنا الصحابة الفاتحين لبلاد فارس بأنهم أعراب بدائيون , و أنهم أوباش , و أنهم عُبّاد شهوات و عطاشى إلى عفة الفارسيات، و لا أدري أي عفة للفرس يبكي عليها و ههم يبيحون نكاح المحارم. أيقول هذا الكلام مسلم ؟

و هذا هو السبب الرئيسي لبغض الشيعة لعمر، و هو تحطيمه دولة فارس، و في مدينة مدينة كاشان الفارسية في شارع الفيروزي هناك مزار مقام في ميدان فيروزي، هو مزار لقبر المجوسي أبو لؤلؤة قاتل سيدنا عمر رضي الله عنه. و يسمون هذا المجوسي بـ (بابا شجاع الدين) و يقيمون التعزيات و اللطميات بذكرى موته. و يدلنا تسميته ببابا شجاع الدين على أمرين: الأول أن هذا المجوسي الفارسي هو الأب الروحي للشيعة. الأمر الثاني أن تلقيبه بشجاع الدين يعني أن الديانة المجوسية هي الديانة الحقيقية لهم. و ما المذهب الرافضي إلا أحد مذاهب المجوسية!

و نجد السبب نفسه في تعظيمهم لأولاد الحسين دون أولاد الحسن، لأن أولاد الحسين أخوالهم الفرس من زوجته شهربانو بنت يزدجرد. انظر بحار الأنوار 329/45 - للمجلسي - مؤسسة الوفاء - بيروت ط2 - 1403.

و يعجب المرء لماذا يبكي الشيعة مقتل الحسين الشهيد ( ض ) ولا يبكون لمقتل أخيه أبي بكر ولا لإبنه أبو بكر رضي الله عنهم أجمعين , اللذان قتلا معه أليس هذان من أهل البيت أيضا , أم أنهما يحملان أسما لا يرغب الشيعة بأذاعتة بين عامة شيعهم حتى لا تنكشف حقيقة المحبة بين أهل البيت والصحابة, وعلى رأسهم أبي بكر وعمر رضي الله عنهم .

أبوا بكر أثنان وعمر يقتلون مع الحسين في كربلاء, لقد ذكر أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبين في صفحة88, 142, 188 طبعه في بيروت , والأربلي في كشف القمة المجلد الثاني صفحه 64 , والمجلسي في جلاء العيون 582 أن ابا بكر بن علي بن أبي طالب كان ممن قتل في كربلاء , وهو أخو الحسين ومن قتل مع الحسين في كربلاْ أبنة أبي بكر بن الحسين بن علي. كل ذلك سطرة كتب الشيعة وأقرته علمائها أنظر كتاب التنبيه و الشراف صفحة 263 وكتاب كشف القمة المجلد الثاني صفحة 74.

لماذا لا يذكر اهل العمامات السود اثناء مجالس عزاء الحسين مقتل هؤلاء؟
عمر بن علي
ابو بكر بن علي بن ابي طالب
عثمان بن علي بن ابي طالب
ابو بكر بن الحسين بن علي
عمر بن الحسين بن علي
عثمان بن الحسين بن علي
ابو بكر بن الحسن بن علي
عمر بن الحسن بن علي
لماذا
!

و قد ذكر محمد علي أمير معزي الباحث الشيعي الإيراني في فرنسا بفخر ((أن المفاهيم الأساسية من الزرادشتية دخلت إلى التشيع حتى في بعض الجزئيات الصغيرة! و أصبح زواج سيدنا حسين ببنت آخر ملوك آل ساسان رمزا لإيران القديمة ، بحيث أصبحت تلك الفتاة هي الأم الأولى لجميع أئمتهم و قد انعقد بها عقد الاخوة بين التشيع و إيران القديمة المجوسية)). هذه شهادة شاهد من أهلها فهل يتعظ دعاة التقريب أم يستمرون في تخريبهم؟

و كذا تعظيمهم لسلمان الفارسي من دون الصحابة حتى قالوا أنه يوحى إليه لا لشي إلا أنه فارسي . انظر رجال الكشي21.

و لهذا يروون في كتبهم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال عن كسرى : إن الله خلصه من عذاب النار, و النار محرمة عليه . انظر بحار الأنوار 14/41.

إنه الحقد الفارسي القديم على العرب. معروف منذ قدم التاريخ و مسجل لنا في حوارات النعمان ملك الحيرة مع كسرى. و إن لله تعالى قد كفانا كيد هؤلاء الذين يرفضون أن يأتي رسول الهدى من بين العرب بقوله:

أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا {53} أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا {54} فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا {55} إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا {56}
سورة النساء
2-التحالف اليهودي الفارسي منذ قدم التاريخ

إعلم يارعاك الله أن اليهود كانو مكروهين من جميع الشعوب التي أحاطتهم. فقد عاداهم المصريون و اللآراميون و الفلسطينيون الكنعانيون و اللآشوريون و البابليون و الكلدانيون و الإغريق ممن خلفو الإسكندر المقدوني و الروم و النصارى و الأنباط ثم العرب المسلمون. و لم يصادق اليهود في كل تاريخهم القديم إلا المجوس الفرس الذين حالفوهم و نصروهم.
في سنة 721 ق.م. قام الآشوريون بنقل سكان مملكة اسرائيل إلى حران و الخابور و كردستان و فارس و أحَلّو محلهم جماعات من الآراميين، ثم اندمج الإسرائيليون تماماً في الشعوب المجاورة لهم في المنفى فلم يبقى بعد ذلك أثر للأسباط العشرة من بني اسرائيل. و لم يبقى إلا مملكة يهودا التي فيها سبطي بنيامين و يهوذا و التي بدورها هوجمت من قبل المصريون و الفلسطينيون العرب ثم سقطت في عام 597 ق.م. بيد نبوخذ نصر (بختنصر) الذي سبى اليهود إلى بابل و أذلهم.
و لاحت الفرصة لليهود للعودة مرة ثانية أخرى إلى فلسطين عندما أسقط الامبراطور الفارسي قورش الثاني الدولة البابلية الكلدانية 539 ق.م. بمساعدة يهودية، و انتصر على ميديا، و مد نفوذه إلى فلسطين التي دخلت في عصر السيطرة الفارسية 539-332 ق.م. فقد سمح قورش بعودة اليهود إلى فلسطين كما سمح لهم بإعادة بناء الهيكل في القدس، غير أن القليل من اليهود انتهزو الفرصة لأن الكثير من السبي أعجبتهم الأرض الجديدة، و لكن القلة المتشددة التي عارضت الاندماج حفظت بني اسرائيل من الاندثار. و تمتع اليهود في منطقة القدس بنوع من الاستقلال الذاتي تحت الهيمنة الفارسية.
و حتى اليوم يقوم الرأي الإيراني حول اليهودية على الأساس نفسه الذي وضعه الإمبراطور قورش عند تحريره اليهود من السَّبْي البابلي، وهو أن اليهود جنس له شبه كبير بالجنس الآري (الفارسي)، ويمكن الاستفادة منه من خلال إغرائه بالمال.
و ما لبثت هذه المدة إلا أن آلت إلى الزوال بقدوم الاسكندر الأكبر ثم السلوقيون الإغريق من بعدهم، و هؤلاء قامو باضطهاد اليهود و طبعوهم بطابع إغريقي. إلى أن جاء الرومان و جاء المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، ثم ثار اليهود على حكم الرومان الظالم في عام 66م و استطاع الرومان إخماد ثورة اليهود و دخلو القدس بعد حصار شديد و أعملو القتل و النهب و الحرق، و دمرو الهيكل حتى لم يبقى حجر على حجر و أصبحت مدينة القدس قاعاً صفصفاً، و بيع كثير من الأسرى عبيداً في أسواق الامبراطورية الرومانية بأبخس الأثمان. ثم ثارو مرة أخرى فنكل الرومان بهم أشد تنكيل، و حظرو عليهم دخول إيلياء، المدينة التي بناها الرومان على أنقاض القدس. ثم دخل الرومان النصرانية فازدادو عداءً لليهود الذين يزعمون قتل المسيح. ثم إن الفرس لما ملكوا بيت المقدس و قتلوا النصارى و هدموا الكنائس أعانهم اليهود على ذلك و كانوا أكثر قتلا و فتكاً في النصارى من الفرس. فلما سار هرقل إليه استقبله اليهود بالهدايا وسألوه أن يكتب لهم عهدا ففعل فلما دخل بيت المقدس شكا إليه من فيه من النصارى ما كان اليهود صنعوه بهم. فقال لهم هرقل : و ما تريدون مني. قالوا : تقتلهم. قال : كيف أقتلهم وقد كتبت لهم عهدا بالأمان وأنتم تعلمون ما يجب على ناقض العهد. فقالوا له: إنك حين أعطيتهم الأمان لم تدر ما فعلوا من قتل النصارى و هدم الكنائس و قتلهم قربان إلى الله تعالى و نحن نتحمل عنك هذا الذنب و نكفره عنك و نسأل المسيح أن لا يؤاخذك به و نجعل لك جمعة كاملة في بدء الصوم نصومها لك و نترك فيها أكل اللحم ما دامت النصرانية و نكتب به إلى جميع الآفاق غفراناً لما سألناك. فأجابهم و قتل من اليهود حول بيت المقدس و جبل الخليل مالا يحصى كثرة.
هذا هو تاريخ اليهود. ضربت عليهم الذلة و المسكنة و باؤو بغضب من الله. هذا الشعب الذي جعل الله منه قردةً و خنازيراً لم يعرفو حليفاً لهم في تاريخهم القديم إلا المجوس الفرس. و ما أشبه اليوم بالبارحة!


__________________
= 350) this.width = 350; return false;"/>



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
http://www.facebook.com/pages/%D8%A8...69366923110207
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:55 AM.

www.roqyahsh.com®
جميع الحقوق محفوظة لشبكة ومنتديات بيت المقدس للرقية الشرعية
MGC Chatbox Evo -تعريب العيسائي