لنعفوا و نصفح الصفح الجميل.....
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
في رحلة الحياة يتعرض الإنسان لإساءات متعددة....قد يرمى بسهم الكلمة التي تحرق بشرارة.....او يؤذى في أهله...او في عرضه....بل في دينه....فبعض الناس مبتلى بتصنيف عقائد الآخرين حسب الأهواء...و بقدر من الجهل المركب....و يكون الجرح عميقا بعمق البحار إذا أتتك أذية من اقرب الناس إليك....شخص توسمت فيه الخير.....يكون جرحك غائر و تنزف بغزارة.....تفاجئ بجيوش البشر تشجعك...على الاقتصاص..او على الظلم و البطش و رد الصاع بألف صاع.....
ستشعر لا محالة بالقوة و التمكن لا لشيء إلا لأن الحق معك.....هناك فقط أخي القارئ تتذكر قدرة الله عليك....فيعظم عندك رجاء عظم الثوب.......
فمن منطلق اننا لا نعيش في الدنيا وحدنا...و ان احتكاكنا بالناس قد يولد بعض التصادمات في الآراء...في الأخلاق...في الطباع و العادات...او نتيجة سوء فهم من كلا الطرفين....فلا بد من توطين النفس على مواجهة هذه المواقف و تحملها....و ان يكيف الإنسان نفسه على السيطرة على الانفعالات حسب ما يمليه علينا الدين.....ليتوج ذلك بالعفو....فالعفو مغفرة لا ترد...حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز- و ليعفوا و ليصفحوا الا تحبون ان يغفر لكم الله و الله غفور رحيم-و يكون العفو اولا بقهر الشيطان...فان العفو عمن يسيء إلينا يؤلمه اشد الإيلام...لما يترتب على هذا الفعل من اجر عظيم استنادا لقوله تعالى –فمن عفا و أصلح فأجره على الله انه لا يحب الظالمين-
لكن العفو ليس مفهوما مطلقا حيث انه لا يجب العفو على ظالم لا يزيده العفو الا تجبرا على الله...أو ظلما للعباد.... والعفو عند المقدرة هو أن تصفح عمن هو مثلك أو دونك.....ولذلك أكدت الأحاديث على ضرورة العفو عند المقدرة..... فعندما يكون الإنسان المؤمن مقتدرا .... فان صفة العفو لابد أن تتجلى عنده لأنه سيعفو عن الإنسان الذي هو دونه في حين إن يده هي العليا.... وهو قادر على أن يأخذ حقّه.....و العفو عند المقدرة يعتبر حكمة الاهية لمحاولة إبعاد أجواء الذنب و الجريمة عن المجتمع.....حيث أن الإسلام يتوخى بها القضاء على الذاتية و الأنانية فأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة....
فهل ندرك معناها؟؟؟؟أن يأتيك اجر من الله....فالله تكفل بأجرك و ضمنه لك و هو طريقك الى الحظ العظيم.....لان عفوك عمن ظلمك إحسان منك ترتجي به إحسان الله إليك -فهل جزاء الإحسان الا الإحسان...فان من عفا عن عباد الله عفا عنه الله.....و العفو يزيد الله به عزة المرء و رفعته في الدنيا و الآخرة فقد قال رسولنا الكريم....و ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا...و ما تواضع احد لله الا رفعه الله...و هل هناك أفضل ممن تواضع لله فرفعه عمن ظلمه...فهيئا لمن عفا..... هنيئا له العز و الرفعة.....؟؟؟؟؟؟؟