العودة   شبكة و منتديات بيت المقدس للرقية الشرعية > المنتديات الاسلاميـــــــة > المنتدى الاسلامي العام > العقيدة والتوحيد

الإهداءات

 
أدوات الموضوع
05-23-2015   #1
مشرفا للقسم الاسلامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 916
معدل تقييم المستوى: 3
خطبة في اركان الايمان وبيان انه قول وعمل ونية

خطبة عن أركان الايمان

الخطبة الأولى


وبعد: إخوة الإيمان، نتكلم ـ بإذن الله وعونه ـ عن الطاعات كما وعدنا، وأساس الطاعات وأهمها الذي لا قيمة للطاعات الأخرى بدونه الإيمان.

نتحدث اليوم عن الإيمان معناه وأركانه، ونتكلم في الخطب القادمة ـ بإذن الله ـ عن بعض جوانبه، ثم نتكلم عن مجموعة من الطاعات والخصال الإيمانية، أسأل الله أن يعيننا في الكلام عن هذا الأمر العظيم، وأن يغفر لنا أي خطأ أو تقصير.

فأركان الإيمان هي أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، هذا هو الإيمان كما بينه رسول الله ، وهذه هي أركانه.

أما معنى الإيمان كلفظ فهو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان ـ أي: القلب ـ والعمل بالأركان، يزيد هذا الإيمان بالطاعة، وينقص بالمعصية، فلا بد لكي يكون الإيمان فاعلا من اجتماع الإقرار باللسان ـ أي: أن تقرر حقائق الإيمان بلسانك ـ والتصديق بالقلب وإتباع ذلك بالعمل، وليس صحيحا ما يقوله كثير من الناس الذين يتركون ما فرض الله عليهم من أعمال ثم يقولون: الإيمان في القلب، فما قيمة إيمان لا يحرك صاحبه إلى الامتثال وإلى الطاعة والأعمال الصالحة.

إن الله تعالى قرن الإيمان في غالب الآيات التي ذكر فيها بالأعمال الصالحة كأمرين متلازمين، كقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً [الكهف:107]، وقوله: وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [العصر:1-3]، فلا بد أن نعي هذه الحقيقة حتى نكون مؤمنين حقا.

الركن الأول من أركان الإيمان: الإيمان بالله، والإيمان بالله معناه الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه، وأنه الذي يستحق وحده أن يفرد بالعبادة من صلاة وصوم ودعاء ورجاء وخوف وذل وخضوع، وأنه المتصف بصفات الكمال كلها المنزه عن كل نقص، فالإيمان بالله سبحانه يتضمن توحيده في ثلاثة أمور: في ربوبيته وفي ألوهيته وفي أسمائه وصفاته، ومعنى توحيده في هذه الأمور اعتقاد تفرده سبحانه بالربوبية والخلق والتدبير وغيرها من أمور الربوبية، فهو القائل سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:21، 22]. ومعنى توحيده أيضا اعتقاد تفرده بالألوهية والعبادة، يقول سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]، ويقول سبحانه: وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنْ الظَّالِمِينَ [يونس:106]. ومن توحيده أيضا اعتقاد تفرده في صفات الكمال وأسماء الجلال، يقول سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، ويقول سبحانه عن نفسه: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم:65].

هذه إخوة الإيمان ركائز الإيمان بالله جل وعلا، فلا يكون العبد مؤمنا بالله حتى يعتقد أن الله رب كل شيء ولا رب غيره، وإله كل شيء المعبود حقا ولا إله غيره، وأنه الكامل في صفاته وأسمائه ولا كامل غيره.

الركن الثاني من أركان الإيمان: الإيمان بالملائكة الكرام، والملائكة عالم غيبي مخلوقون عابدون لله تعالى، وليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء، خلقهم الله تعالى من نور، ومنحهم الانقياد التام لأمره والقوة على تنفيذه، قال تعالى: وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ [الأنبياء:19، 20]، وهم عدد كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه في قصة المعراج أن النبي رفع له البيت المعمور في السماء يصلي إليه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه إلى آخر ما عليهم.

والملائكة مخلوقات عظيمة الخلق، فقد رأى النبي جبريل على صورته وله ستمائة جناح قد سد الأفق، وقد يتحول الملك بأمر الله تعالى إلى هيئة رجل كما حصل لجبريل حين أرسله تعالى إلى مريم فتمثل لها بشرا سويا، وحين جاء إلى النبي وهو جالس في أصحابه بصفة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه أحد من الصحابة، فجلس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخديه، وسأل النبي عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأماراتها، فأجابه النبي ، فانطلق ثم قال النبي: ((هذا جبريل، أتاكم يعلمكم دينكم)) أخرجه مسلم.

ومن الملائكة جبريل الأمين على وحي الله تعالى، يرسله إلى الأنبياء والرسل، وميكائيل الموكل بالقطر أي: المطر والنبات، وإسرافيل الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق، وملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت، ومالك الموكل بالنار، هؤلاء ملائكة نعرفهم بأسمائهم، ومن الملائكة من نعرفهم بوظائفهم، مثل الملائكة السياحين في الأرض الذين يلتمسون حلق الذكر والعلم، والملائكة الموكلين بالجنة والنار، وقد ذكرنا منهم مالكا خازن النار، والملائكة الذين يكتبون أعمال الناس، والملائكة الذين يتعاقبون على بني آدم في الليل والنهار، والملائكة الركع السجد في السماء، والملكين اللذين يسألان الإنسان في قبره عن ربه ودينه ونبيه، وفي بعض الأحاديث عند الترمذي وغيره أن اسمهما المنكر والنكير إلى غير ذلك من ملائكة كرام.

أما الركن الثالث من أركان الإيمان ـ أيها المسلمون ـ فالإيمان بالكتب التي أنزلها الله تعالى على رسله رحمة للخلق وهداية لهم، ليصلوا بهذه الكتب إلى سعادتهم في الدنيا والآخرة. فعلينا الإيمان بما علمنا اسمه من هذه الكتب باسمه، كالقرآن الذي نزل على رسول الله ، والتوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام، والإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام، والزبور الذي أوتيه داود عليه السلام، وصحف إبراهيم وموسى عليهما السلام، وما لم نعلم اسمه من كتب الله فنؤمن به إجمالا.

أما الركن الرابع فهو الإيمان بالرسل عليهم صلوات الله وسلامه، حيث لم تخل أمة من رسول يبعثه الله بشريعة مستقلة إلى قومه أو نبي يوحى إليه بشريعة من قبله ليجددها، قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36]، وقال تعالى: وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خلا فِيهَا نَذِيرٌ [فاطر:24].

فعلينا الإيمان بمن سمى الله تعالى في كتابه من رسله، والإيمان بأن الله تعالى أرسل رسلا سواهم لا يعلم أسماءهم وعددهم إلا الله الذي أرسلهم، فعلينا الإيمان بهم جملة، يقول تعالى: وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ [النساء:164]، وعلينا الإيمان أيضا بأنهم بينوا ما أرسلهم الله به بيانا لا يسع أحدا ممن أرسلوا إليه جهله ولا يحل خلافه، قال تعالى: فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ [النحل:35].

وأما أولو العزم من الرسل فعن ابن عباس أنهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم صلوات الله وسلامه، وهم المذكورون في قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا [الأحزاب:7].

وأفضل الرسل إمام المرسلين وخاتمهم صاحب الشفاعة العظمى نبينا محمد ، يقول كما في الترمذي من حديث أبي سعيد: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر)).

الركن الخامس: الإيمان باليوم الآخر، اليوم الذي يُبعث الناس فيه للحساب والجزاء، وسمي باليوم الآخر لأنه لا يوم بعده حيث يستقر أهل الجنة في منازلهم وأهل النار في منازلهم، ذكر الله تعالى هذا اليوم في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فقال سبحانه: وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا [النساء:136]، وقال: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ [النساء:87]، وقد قال الكافرون مستبعدين للبعث: أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا [الإسراء:49]، أي: كيف نبعث ونخلق مرة أخرى بعد أن نصبح عظاما ورفاتا؟! فرد عليهم الله سبحانه من نفس منطقهم أن بعثهم وخلقهم بعد أن يصيروا عظاما ورفاتا أيسر من خلقهم أول مرة من العدم، يقول سبحانه: وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ [يس:78، 79].

الركن الأخير من أركان الإيمان: الإيمان بالقدر خيره وشره من الله سبحانه والرضا به، والقدر تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته، وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل، فكل شيء بقضاء وقدر، يقول تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر:49]، ويقول: وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا [الفرقان:2]، فلا يكون إلا ما شاء سبحانه وتعالى وقدره بعلمه، فهو العليم الحكيم.

فاتقوا الله عباد الله، وحققوا الإيمان في قلوبكم، واعلموا أن هذه الأركان وغيرها من أصول عقيدتكم مبثوثة في كتاب ربكم سبحانه وسنة نبيكم ، فاعتصموا بهما تفلحوا.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، إنه هو الغفور الرحيم.








الخطبة الثانية


الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

إخوة الإسلام، تكلمنا عن أركان الإيمان الأساسية في عقيدتنا الإسلامية، وما نريد أن نوجه الاهتمام إليه أن هذه الأركان ليست للعلم النظري والاستظهار اللفظي بحيث إذا سألك أحد عن أركان الإيمان سردتها له، بل هذه الأركان يجب أن يتيقنها الإنسان، ويجب أن يعيها، ويجب أن يغرسها في قرارة نفسه، ويضعها نصب عينيه، ويطبع حياته على أساسها، ويخضع نفسه للشرع، ولا يُخضع الشرع لهواه، ويمتثل كلام الله وكلام رسوله .

فمعرفتنا بأركان الإيمان تقتضي عملا وخوفا وصدقا في التوجه إلى الله، فما فائدة أن تعرف أن الله مولاك ومصورك ورازقك وأنه يراك ويسمعك وأنه أقرب إليك من حبل الوريد ثم أنت تعصيه بالليل والنهار وتجاهر بالمعصية؟! هل هذا مقتضى الإيمان بالله؟! وما فائدة أن تعرف أن لله ملائكة كراما وأن منهم من وكلهم الله بكتابة أعمال الناس وكسبهم يلازمونك طيلة حياتك ثم أنت لا تتورع عن إيذائهم بالخبائث وترتكب في السر والعلانية الموبقات التي تسجل عليك وتراها في كتابك يوم الحشر؟! وما معنى أن تؤمن باليوم الآخر وبأن الناس سيقفون بين يدي الله رب العالمين ليقتص للمظلوم من الظالم وليوفي كل نفس ما كسبت وليعطي كل ذي حق حقه ثم أنت تظلم الناس وتغشهم وتسرق أموالهم وتسبهم وتؤذي جيرانك إلى غير ذلك من معاص؟! وما فائدة أن تؤمن بالقضاء والقدر ثم أنت تجزع إذا أصابك مكروه وتعترض على حكم الله وقضائه؟!

فالمقصود ـ بارك الله فيكم ـ أن لا نأخذ هذه الحقائق السامية على أنها معلومات تحفظ وتردد فقط، ولكنها عقيدة، كل من ادعى الإسلام ملزم بأن يحيا على ضوئها ولا يحيد عنها قيد أنملة حتى يلقى الله سبحانه وهو راض عنه، فإذا تشرب القلب هذه العقيدة فلا بد أن تظهر آثارها في أخلاق المسلم وسلوكه مع ربه ومع الناس والعكس بالعكس؛ فإن المسلم إذا تخلق بالأخلاق الحسنة وجاهد نفسه في تحقيقها فإنه يحقق الإيمان أو يزيد فيه، يقول في الحديث الحسن الذي أخرجه أحمد والترمذي عن أبي هريرة: ((اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب)).

اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها... منقول
__________________
اكثروا قراءة الاخلاص وسبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه،سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله مثل ذلك وسبحان الله وبحمده عددخلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته واكثروا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
 
05-23-2015   #2
مشرفا للقسم الاسلامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 916
معدل تقييم المستوى: 3
رد: خطبة في اركان الايمان وبيان انه قول وعمل ونية

الإيمان قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح
وأنه يزيد وينقص



الإيمان قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح وأنه يزيد وينقص.



والإيمان في اللغة:

قال في لسان العرب: والإيمانُ ضدُّ الكفر، والإيمان بمعنى التصديق، ضدُّه التكذيب، يقال: آمَنَ به قومٌ، وكذَّب به قومٌ، وهو مشتقٌّ من الأمن.



الأَمانُ والأَمانةُ بمعنًى، وقد أَمِنْتُ فأَنا أَمِنٌ، وآمَنْتُ غيري من الأَمْن والأَمان، والأَمْنُ ضدُّ الخوف، والأَمانةُ ضدُّ الخِيانة.



قال شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله:

"فإن الإيمان مشتق من الأمن، فإنما يستعمل في خبرٍ يُؤتَمن عليه المخبر؛ كالأمر الغائب الذي يؤتَمَن عليه المخبر؛ ولهذا لم يوجد قط في القرآن وغيره لفظ آمن له إلا في هذا النوع، والاثنان إذا اشتركا في معرفة الشيء يقال: صدق أحدهما صاحبه، ولا يقال: آمن له؛ لأنه لم يكن غائبًا عنه ائتمنه عليه؛ ولهذا قال: ï´؟ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ï´¾ [العنكبوت: 26]، ï´؟ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا ï´¾ [المؤمنون: 47]، ï´؟ آمَنْتُمْ لَهُ ï´¾ [طه: 71]، ï´؟ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [التوبة: 61]، فيصدقهم فيما أخبروا به مما غاب عنه، وهو مأمون عنده على ذلك، فاللفظ متضمن معنى التصديق، ومعنى الائتمان والأمانة؛ كما يدل عليه الاستعمال والاشتقاق؛ ولهذا قالوا: ï´؟ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا ï´¾ [يوسف: 17]؛ أي: لا تقر بخبرنا ولا تثق به ولا تطمئن إليه ولو كنا صادقين؛ لأنهم لم يكونوا عنده ممن يؤتمن على ذلك، فلو صدقوا لم يأمن لهم.



وقال أيضًا: إن لفظ الإيمان في اللغة لم يقابَل بالتكذيب؛ كلفظ التصديق، فإنه من المعلوم في اللغة أن كل مخبِر يقال له: صدقْتَ أو كذبْتَ، ويقال: صدقناه أو كذبناه، ولا يقال لكل مخبر: آمَنَّا له أو كذَّبْنَاه، ولا يقال: أنت مؤمن له، أو مُكذِّب له، بل المعروف في مقابلة الإيمان لفظ الكفر، يقال: هو مؤمن أو كافر، والكفر لا يختص بالتكذيب، بل لو قال: أنا أعلم أنك صادق لكن لا أتَّبِعُك، بل أعاديك وأبغضك، وأخالفك ولا أوافقك، لكان كفره أعظم، فلما كان الكفر المقابل للإيمان ليس هو التكذيب فقط، عُلِمَ أن الإيمان ليس هو التصديق فقط، بل إذا كان الكفر يكون تكذيبًا ويكون مخالفة ومعاداة وامتناعًا بلا تكذيب، فلا بد أن يكون الإيمان تصديقًا مع موافقة وموالاة وانقياد، لا يكفي مجرد التصديق، فيكون الإسلام جزءَ مُسَمَّى الإيمان، كما كان الامتناع من الانقياد مع التصديق جزءَ مُسَمَّى الكفر، فيجب أن يكون كل مؤمن مسلمًا منقادًا للأمر، وهذا هو العمل".



وذهب مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه وسائر أهل الحديث، وأهل المدينة وأهل الظاهر وجماعة من المتكلمين: إلى أنه تصديق بالْجَنان، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان؛ انتهى.



وهذا يدل على أن التصديق والأعْمال والأقوال داخِلةٌ فِي مُسمَّى الإِيمانِ وتُمثِّل معناه، فعلى هذا يكون الْإِيمانُ قابِلاً لِلزِّيادةِ والنُّقْصان؛ فهُو يزِيدُ بِالطَّاعةِ وينْقُصُ بِالْمعْصِيةِ؛ كما أشارت إلى ذلك الأدلة الصرِيحة مِن الْكِتابِ والسُّنَّةِ، وكما هُو معروف ومُشاهد من ظواهِر المسلمين فِي تفاوتهم بدرجات الإيمان قولاً وعملاً.



ومن الأدلة على زيادة الإيمان ونقصه أن الله قسم المؤمنين ثلاث طبقات، فقال سبحانه: ï´؟ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ï´¾ [فاطر: 32].



فالسابقون بالخيرات هم الذين أدوا الواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات والمكروهات، وهؤلاء هم المقرَّبُون، والمقتصِدون هم الذين اقتصروا على أداء الواجبات وتَرْك المحرمات، والظالمون لأنفسهم هم الذين اجترؤوا على بعض المحرمات، وقصَّروا ببعض الواجبات، مع بقاء أصل الإيمان معهم.



وأما من ذهب إلى أن الإيمان مجرد التصديق بالقلب، وأنه غير قابل للزيادة أو النقص، فهو محجوج بما ذكرنا من الأدلة، قال الرسول عليه الصلاة السلام: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة؛ أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)).



قال الآجُرِّيُّ: باب القول بأن الإيمان تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح، لا يكون مؤمنًا إلا أن تجتمع فيه هذه الخصال الثلاث، قال محمد بن الحسين: اعلموا - رحمنا الله وإياكم - أن الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح، ثم اعلموا أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقًا، ولا تجزئ معرفة بالقلب، ونُطْق باللسان، حتى يكون عَمَلٌ بالجوارح، فإذا كَمُلت فيه هذه الثلاث الخصال كان مؤمنًا، دل على ذلك القرآن والسنة وقول علماء المسلمين؛ انتهى كلام الآجري.



قال الله سبحانه وتعالى: ï´؟ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ï´¾ [الأحزاب: 22].



وقال جل ذكره: ï´؟ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ï´¾ [المدثر: 31].



وقال الله تبارك وتعالى: ï´؟ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا ï´¾ [التوبة: 124].



وقال عز وجل: ï´؟ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ï´¾ [الفتح: 4].



وقوله سبحانه وتعالى: ï´؟ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ï´¾ [فاطر: 10]؛ أي: يرفع العمل الصالحُ الكلامَ الطيب.



وقال تعالى: ï´؟ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ï´¾ [الأنفال: 2 - 4].



وقوله تعالى: ï´؟ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ï´¾ [المؤمنون: 1 - 9].



قال البَغَوِيُّ في تفسيره: عن عَبْدِالرَّحْمَنِ بنِ عَبْدٍ القارِيِّ قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كان إذا نزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحيُ يُسْمَع عند وجهه دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النحْل، فمكثنا ساعة، وفي رواية: فنزل علينا يومًا فمكثنا ساعة، فاستقبل القبلة، ورفع يديه وقال: (( اللهم زدنا ولا تَنْقُصْنا، وأكرمنا ولا تُهِنَّا، وأعْطِنا ولا تَحْرِمْنا، وآثِرْنا ولا تُؤْثِر علينا، وارضَ عنا))، ثم قال: ((لقد أُنْزِلَ عليَّ عشرُ آيات، من أقامَهُنَّ دخل الجنة))، ثم قرأ: ï´؟ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ï´¾ [المؤمنون: 1] إلى عشر آيات.



ورواه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وجماعة عن عبدالرزاق، وقالوا: ((وأعطِنْا، ولا تحرمنا، وأَرْضِنَا وارْضَ عنا))؛ أخرجه الترمذي والإمام أحمد.



عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بِضْعٌ وسبعون شعبة، وأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان))، هذا حديث صحيح؛ أخرجه مسلم عن زهير بن حرب عن جرير، وأراد بإماطة الأذى عن الطريق: ما يتأذى به المارَّةُ من شوك أو حجر أو نحوه.



عن أبي جعفر الخطمي عن أبيه عن جده عمير بن حبيب قال: "الإيمان يزيد وينقص، قيل: وما زيادته ونقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله عز وجل وحمدناه وسبَّحْنَاه، فذلك زيادته، وإذا غفلنا وضيَّعْنا ونَسِينا فذلك نقصانه"؛ تهذيب سنن أبي داود.



عن عبدالله بن عكيم قال: سمعت عبدالله بن مسعود يقول في دعائه: "اللهم زدني إيمانًا ويقينًا وفِقهًا، أو قال: فَهمًا"؛ تهذيب سنن أبي داود.



وفي تفسير علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: ï´؟ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ï´¾ [الفتح: 4]، قال: "إن الله بعث محمدًا بشهادة أنْ لا إله إلا الله، فلما صدَّقَ بها المؤمنون زادهم الصلاة، فلما صدَّقوا بها زادهم الصيام، فلما صدقوا به زادهم الزكاة، فلما صدقوا بها زادهم الحج، فلما صدقوا به زادهم الجهاد، ثم أكمل لهم دينهم فقال: ï´؟ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ï´¾ [المائدة: 3].



ولما كانت الأعمال والأقوال داخلة في مسمى الإيمان، كان الإيمان قابلاً للزيادة والنقص، فهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية؛ كما هو صريح الأدلة من الكتاب والسنة، وكما هو ظَاهِرٌ مُشَاهَدٌ من تفاوت المؤمنين في عقائدهم وأعمال قلوبهم وأعمال جوارحهم.



قال شيخ الإسلام رحمه الله في كتاب الإيمان أيضًا:

وأصل الإيمان في القلب، وهو قول القلب وعمله، وهو إقرار بالتصديق والحب والانقياد، وما كان في القلب فلا بد أن يظهر مُوجِبُه ومقتضاه على الجوارح، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دلَّ على عدمه أو ضعفه؛ ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجِب إيمان القلب ومقتضاه، وهي تصديقٌ لِمَا في القلب، ودليل عليه وشاهد له، وهي شعبة من الإيمان المطلق وبعضٌ له.



قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الصلاة:

الكفر والإيمان متقابلان، إذا زال أحدهما خَلَفَه الآخر، ولما كان الإيمان أصلاً، له شُعَبٌ متعددة، وكل شعبة منها تسمى إيمانًا؛ فالصلاة من الإيمان، وكذلك الزكاة والحج والصيام، والأعمال الباطنة؛ كالحياء، والتوكل، والخشية من الله، والإنابة إليه، حتى تنتهي هذه الشُّعَب إلى إماطة الأذى عن الطريق، فإنه شعبة من شعب الإيمان، وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها؛ كشعبة الشهادتين، ومنها ما لا يزول بزوالها؛ كترك إماطة الأذى عن الطريق، وبينهما شعب متفاوتة تفاوتًا عظيمًا؛ منها: ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون إليها أقرب، ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى ويكون إليها أقرب، وكذلك الكفر ذو أصل وشُعَب، فكما أن شُعَب الإيمان إيمان، فشُعَب الكفر كفر، والحياء شعبة من الإيمان، وقلة الحياء شُعبة من شُعَب الكفر، والصدق شعبة من شعب الإيمان، والكذب شُعبة من شُعَب الكفر، والصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الإيمان، وتَرْكها من شُعَب الكفر، والحكم بما أنزل الله من شعب الإيمان، والحكم بغير ما أنزل الله من شُعَب الكفر، والمعاصي كلها من شعب الكفر، كما أن الطاعات كلَّها من شعب الإيمان.



وشُعَب الإيمان قسمان: قولية وفعلية، وكذلك شُعَب الكفر نوعان: قولية وفعلية، ومن شُعَب الإيمان القولية شُعَبٌ يُوجِبُ زوالُها زوالَ الإيمان، فكذلك مِنْ شُعَبِهِ الفعلية ما يوجب زوالُها زوال الإيمان، وكذلك شُعَب الكفر القولية والفعلية، فكما يكفر بالإتيان بكلمة الكفر اختيارًا، وهي شعبة من شعب الكفر، فكذلك يَكْفُر بفعل شعبة من شُعَبه؛ كالسجود للصنم، والاستهانة بالمصحف، فهذا أصل، وها هنا أصل آخر: وهو أن حقيقة الإيمان مركَّبة من قول وعمل، والقول قسمان: قول القلب: وهو الاعتقاد، وقول اللسان: وهو التكلم بكلمة الإسلام.



والعمل قسمان: عمل القلب، وهو نيته وإخلاصه، وعمل الجوارح، فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله، وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء، فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة، وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق، فهذا موضع المعركة بين الْمُرْجِئَة وأهل السُّنة؛ فأهل السنة مُجمِعون على زوال الإيمان، وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب، وهو محبته وانقياده، كما لم ينفع إبليسَ وفرعونَ وقومَه واليهودَ والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدقَ الرسول، بل ويُقِرُّون به سرًّا وجهرًا، ويقولون: ليس بكاذب، ولكن لا نَتَّبِعُه ولا نؤمن به.



فإذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب فغير مستنكَر أن يزول بزوال أعظم أعمال الجوارح، ولا سيما إذا كان ملزومًا لعدم محبة القلب وانقياده، والذي هو ملزِم لعدم التصديق الجازم كما تقدم تقريره، فإنه يلزم من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح؛ إذ لو أطاع وانقاد أطاعت الجوارح وانقادت، ويلزم من عدم طاعته وانقياده عدم التصديق المستلزِم للطاعة، وهو حقيقة الإيمان، فإن الإيمان ليس مجرد التصديق كما تقدَّم، وإنما هو التصديق المستلزم للطاعة والانقياد، وهكذا الهُدى ليس هو مجرد معرفة الحق وتبيينه، بل هو معرفته المستلزِمة لاتباعه والعمل بموجبه، وإن سُمِّي الأول هدى، فليس هو الهدى التامَّ المستلزِمَ للاهتداء، كما أن اعتقاد التصديق وإن سُمِّي تصديقًا، فليس هو التصديقَ المستلزِمَ للإيمان؛ فعليك بمراجعة هذا الأصل ومراعاته.


منقول منتدى سبيل الاسلام
__________________
اكثروا قراءة الاخلاص وسبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه،سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله مثل ذلك وسبحان الله وبحمده عددخلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته واكثروا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
 
منذ أسبوع واحد   #3
راق ومشرف عام للمنتدى
 
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,324
معدل تقييم المستوى: 10
رد: خطبة في اركان الايمان وبيان انه قول وعمل ونية

بارك الله فيك أستاذنا الفاضل و أحسن الله إليك
__________________
لا حول و لا قوة إلا بالله
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:10 AM.


www.roqyahsh.com®
جميع الحقوق محفوظة لشبكة ومنتديات بيت المقدس للرقية الشرعية
MGC Chatbox Evo -تعريب العيسائي