السلام عليكم ورحمة الله

أنا سعيد بتواجدي معكم في أول مشاركاتي في هذا المنتدى المميز..

بصفتي طالب علم مبتدئ في هذا المجال لدي سؤال أحتاج كثيرا لاجابة عنه، فبعد بحث طويل لم أستقر الى ما يجعلني أستوعب جزءا هاما في ما يخص الفرق بين الصورة الثالثة من صور المتقاربين وبين تعريف المتباعدين.

حيث ان الصورة الثالثة من صور المتقاربين تقول : أن يتقارب الحرفان في الصفة ويتباعدا في المخرج.

وفي المقابل نجد أن تعريف المتباعدين : الحرفان اللذان تباعدا مخرجا واختلفا صفة.

انطلاقا من فهمي المتواضع لم أجد فرقا يذكر بين هذين التعريفين، وما زادني حيرة ولبسا هو ما ورد في كتاب أحكام قراءة القرآن الكريم للشيخ محمود خليل الحصري رحمة الله عليه، اذ نجد في الصفحة رقم 135 أنه يضع الكاف والثاء مثالا للمتقاربين. بينما نجد في الصفحة 145 أنه يتكلم عن نفس الحرفين الكاف والثاء بوصفهما حرفين متباعدين.

وجزاكم الله خيرا على اهتمامكم بسؤالي

حياك الله بيننا أخي الفاضل
معك طويلبة علم مبتدئة ايضا في علم التجويد بقراءة ورش نسال الله أن يوفقنا في الإجابة
سابدأ معك بادراج صفات ومخرج كل حرف
فحرف الكاف مخرجه اقصى اللسان مع ما يقابله من الحنك العلوي
وحرف الثاء يخرج من طرف اللسان و أطراف الثنايا العليا
اما صفات كل حرف
فحرف الكاف حرف مستفل مهموس شديد ومنفتح وفيه اصمات
و الثاء ايضا حرف مستفل مهموس رخو منفتح وفيه صفة الاصمات ايضا
أ
______________________________________
نأتي الان لقولكم مايلي :
حيث ان الصورة الثالثة من صور المتقاربين تقول : أن يتقارب الحرفان في الصفة ويتباعدا في المخرج.

وفي المقابل نجد أن تعريف المتباعدين : الحرفان اللذان تباعدا مخرجا واختلفا صفة.


المتن يقول مايلي :
وَإِنْ يَكُونَـا مَخْـرَجًـا تَقَـارَبَـا _ وَفِـي الصِّفَـاتِ اخْتَلَفَـا يُلَقَّـبَـا
مُتَقَارِبَـيْـنِ أَوْ يَكُونَـا اتَّـفَـقَـا _ فِي مَخْـرَجٍ دُونَ الصِّفَـاتِ حُقِّقَـا

يعني المتقاربين هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجا وصفة، أو مخرجا فقط، أو صفة فقط عكس ما اوردته في تعريفك
يعني الثاء و الكاف متقاربين من حيث الصفة فقط


وقال :
وإن يكونا مخرجًا تباعدا
وفي الصفات اختلفا مباعد

اما المتباعدين فهما حرفان ثبت تباعدهما في المخرج واختلافهما في الصفات كالتاء و العين

الان نأتي لقولكم ان الشيخ الحصري قد وصف الحرفين تارة بالمتباعدين وتارة بالمتقاربين فساحاول البحث ان شاء الله
اكيد بعد هذا الشرح سنقف على انه هناك اختلاف بين المتقاربين و المتباعدين

وفقك الله لما يحبه ويرضاه

بارك الله فيك أختي الفاضلة وجزاك الله خيرا على اهتمامك بهذا السؤال..

اعذريني اختي ربما لم أفهم جيدا لكن يبدو لي أن وصف المتقاربين الذي وضعتِه في جوابِك :

(يعني المتقاربين هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجا وصفة، أو مخرجا فقط، أو صفة فقط عكس ما اوردته في تعريفك)

لا يختلف مع ما ذكرتُه : أن يتقارب الحرفان في الصفة ويتباعدا في المخرج.

وهو يجتمع مع الصورة الثالثة للمتقاربين في (أو صفة فقط) بمعنى تقاربا في الصفة وتباعدا في المخرج..

وهذا التعريف هو نفسه تعريف المتباعدين : الحرفان اللذان تباعدا مخرجا واختلفا صفة.


وهنا ما زال الموضوع غامضا بالنسبة لي

الان فهمت تساؤلك
اللبس هو في كلمتين :
نقول اختلاف وليس تقارب وهذا في المتباعد اذ هو تباعد في المخرج واختلاف في الصفة يعني تباعد المخرج و تباعد الصفة

والتقارب يعني تكون نسبة التشابه تزيد عن الخمسين بالمئة
الغموض كان في صفة المتباعدين لا نقول تقارب الصفة بل تباعد ايضا على عكس المتقاربين بحيث نقول تقارب الصفة يعني نسبة كبيرة من التوافق مثل ما شرحت في حرفي الكاف و الثاء

خلاصة المتقاربين هو ان يتقاربا مخرجا او صفة


اضافة هناك من اورد انه هناك حالات قليلة جدا في المتباعدين بحيث يتباعدا في المخرج و يتفقا في الصفات والمقصود بالاتفاق التطابق
كحرفي التاء و الكاف بحيث تطابقتا في الصفات مئة بالمئة و تباعدتا في المخرج

ان شاء الله اكون قد وفقت هذه المرة
فان كنت على جادة الصواب فبتوفيق من الله وان اخطات فمن نفسي و الشيطان

حياك الله ونرحب بك وفي اي وقت

حياك الله أختي الفاضلة أنا ممتن كثيرا لهذه المساعدة القيمة

كلامك مفهوم بشكل واضح لكن هناك اشكال بخصوص قضية نسبة التقارب التي تكلمتِ عليها لأن الاختلاف في الصفة بالنسبة للمتباعدين قد يكون في صفة واحدة فقط كالدال مع الهمزة ( دأبا) فالحرفين يشتركان في جميع الصفات ما عدا القلقلة فهي صفة للدال دون الهمزة مما يعني أن الاختلاف هنا ليس تباعدا وانما تقارب

وعذرا على كثرة الازعاج أختي الفاضلة

ليس ازعاجا أخي الكريم ففي نقاشنا درر يحتاجها طالب العلم بل و حتى المتمكن ليراجع ما اخذه سابقا و يركز بذلك معلوماته حتى لا تضيع مرة أخرى بل وهو دافع للبحث اكثر فما نبحث عنه قطرة فقط في بحر ليس له اول ولا اخر
نعود لما استشكل عليك
هناك قاعدة قيمة لكاتب جزائري الشيخ محمد بن موسى الشرويني امام مسجد وخطيب _كتاب تجويد القران الكريم على رواية ورش يقول فيها :
كل حرفين التقيا اما أن يكونا من عضوين مختلفين او من عضو واحد فان كانا من عضوين مختلفين نقول أنهما متباعدان كأحرف الحلق مع احرف اللسان و الشفتين وان كانا من عضو واحد فهما متقاربان ان لم يوجد مخرج فاصل بينهما كأقصى الحلق مع وسطه وإلا فمتباعدان كأقصى الحلق مع أدناه انتهى كلامه

نعود لمثالك الهمزة و الدال
الهمزة مخرجها أقصى الحلق و الدال طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا نقول انهما متباعدان رغم اشتراكهما في الصفات فقط القلقلة
سيعود الالتباس الاول الذي صادفك في بادئ الامر و تسالني اذن المتقاربان في الصفة فقط هما من نفس تعريف المتباعدان بحيث اقتربا في الصفة و اختلفا في المخرج أقول مستعينة بالله :
قارن بين حرفي الذال و الجيم من حيث المخرج ؟
ستجد أن حرف الذال يخرج من طرف اللسان مع اطراف الثنايا العليا و حرف الجيم وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى يعني نفس العضو لكن اختلاف بسيط فالاول يكون بالثنايا العليا و الثاني مايحاذيه من الحنك الاعلى ان جئنا للصفات سنجد انهما يتطابقان في أربع صفات الجهر و الانفتاح و الاستفال و الاصمات وهي كافية لنقول أنهما متقاربان
يعني حتى المدرجة في الصفة فقط تكون من نفس العضو لكن مع اختلاف بسيط

يعني قبل الخوض في الصفات يتحرى طالب العلم اول شيئ المخرج و نسبة الاختلاف فيه ويصنفه في المتقاربين او المتباعدين
ان كان من المتقاربين خاض في الصفات ليصنفه في اي حالة هو اهي حالة تقارب المخرج و الصفة
ام حالة التقارب في المخرج
ام حالة التقارب في الصفة فقط

__________________________________________________ ___________________________________________

لتقريب الصورة أكثر و ليتسنى لك الفهم ارجو القيام بالبحث التالي :
جد مخرج و صفات الحروف التالية مثنى مثنى :
التاء و العين
الدال و السين
التاء و الثاء
الذال و الجيم

ثم صنف في اي باب تدرج : المتباعدين او المتقاربين _ مخرجا وصفة , مخرجا فقط , صفة فقط

ولي عودة بإذن الله

شكرا جزيلا مرة أخرى أختي الفاضلة والكريمة.. أكرمك الله وأعزك..

بالفعل القاعدة التي ذكرتِها مهمة جدا فالواجب أولا هو تحري المخرج أولا قبل الكلام عن الصفات وقد ساعدتني كثيرا هذه القاعدة وكذلك الامثلة في فهم أفضل..

التاء والعين متباعدين

الدال والسين متقاربين

التاء والثاء متقاربين

الذال والجيم متقاربين

كما فهمت كذلك أن اختلاف المخرج في المتقاربين يكون مع تجاور مخرج الحرفين.. على عكس معنى تباعد المخرج في المتباعدين

لكن لو أستطيع فهم -المثالين القادمين والسؤال بعدهما- سينتهي الاشكال باذن الله :

ماذا نقول في اللام والميم ؟ من المفروض أنهما متباعدين لخروجهما من عضوين حسب القاعدة (كل حرفين التقيا اما أن يكونا من عضوين مختلفين او من عضو واحد فان كانا من عضوين مختلفين نقول أنهما متباعدان) فالأول يخرج من حافة اللسان والثاني من الشفتين. لكن في كتاب أحكام قراءة القرآن الكريم وجدت أنهما من المتقاربين.. كيف ذلك ؟ فالاستثناء الوحيد ليكون هناك تقارب في حالة العضوين المختلفين هو ما بين أدنى الحلق وأقصى اللسان فقط لا غير.

وماذا نقول في الكاف والثاء يخرجان من نفس العضو لكن ليس بين مخرجيهما قربا وهما متقاربان في الصفات. فما حكمهما التقارب أم التباعد ؟

سؤال : ان كان الحرفين يخرجان من عضو واحد لكن مخرجيهما لا يتجاوران. في هذه الحالة هل نتكلم عن المتباعدين أم هناك حالات نتكلم فيها عن المتقاربين ؟

أحسنت أحسن الله إليك أجوبتك صحيحة
نبدأ باسئلتك و الاجابة عليها خطوة بخطوة
اول شيئ الإستثناء المذكور في القاعدة ليس وحيدا بل هو مثال على ما تقدم به الشيخ و قد سبقه بحرف ك يعني كمثال
نأتي لمثالك حرفي اللام و الميم
تقاربا في الصفة و المخرج ايضا وهذه حالة قليلة في التقارب بحيث نقول عن الحرفين اللذان تجاورا في المخرج و تقاربا في الصفة متقاربان و هذا ما تطرق اليه بعض الشيوخ بحيث نلاحظ ان مخرج اللام ادنى حافة اللسان و الميم الشفتين يعني لا يوجد فاصل بينهما فنقول انهما متقاربان
على عكس المتباعدان اللذان يكونا من عضوين مختلفين ومتباعدين كالشفة و الحلق و حافة اللسان و اقصى الحلق و قس عليه

يعني المتقاربان يكونا إما من نفس العضومئة بالمئة أو يكونا عضوا واحدا مع بعض الإختلافات كقولنا حافة اللسان ووسط اللسان و يكون ايضا من عضوين مختلفين لكن متجاورين اي متقاربين كما توصلت في مثالك بين اللام و الميم

وهذا فيه اجابة على سؤالك الاخير
بخصوص حرفي الكاف و الثاء فهما متباعدان لأن مخرج الكاف اقصى اللسان و الثاء طرف اللسان و يوجد فاصل وهو وسط اللسان و الله أعلم هذا هذا جوابي حسب فهمي ان كان بكتابك اجابة على هذين الحرفين ارجوا البحث و التصحيح ان كنت مخطئة

بارك الله فيك

جزاك الله خيرا

هنا المشكل أختي الكريمة في الكاف والثاء.. في كتاب أحكام قراءة القرآن للحصري الكاف والثاء متقاربان، وأنقل لك بالضبط الجملة كما هي مكتوبة : (الصورة الثالثة للمتقاربين : أن يتقاربا في الصفة ويتباعدا في المخرج كالكاف مع الثاء، واللام مع الميم)

ما هو المعيار الذي نعتمده فيما يخص الحرفين اللذين يخرجان من عضوين مختلفين لكن بين مخرجيهما تقارب وتجاور هل يكونان دائما متقاربين أم قد يكونان متباعدين في حالات أخرى ؟

أما بالنسبة للاستثناء المذكور في القاعدة فان ما نجده في كتاب الحصري أنه استثناء وحيد وأنقل لك الآن العبارة كما هي بالضبط : ( ان كان خروجهما من عضوين فهما متباعدان الا الغين والخاء مع القاف أو الكاف).

وجزاك الله خيرا مرة أخرى على اهتمامك المتواصل بالموضوع

يقول الشيخ الحصري في ما نقلته عنه جزاه الله عنا كل خير ان كان خروجهما من عضوين فهما متباعدان الا الغين والخاء مع القاف أو الكاف). هلا تكرمت اخي و نقلت لنا سبب هذا الاستثناء

هل لان هذه الاحرف الأربعة تجاور مخرجاها وهما أقصى اللسان و أدنى الحلق ؟ ولكن لا أعلم لما قال انها الحالة الوحيدة و قد قال من قبل ان حرفا اللام و الميم متقاربان رغم ان مخرج كل حرف مختلف فاللام مخرجها طرف اللسان و الميم مخرجها الشفتان ؟
بخصوص حرفا الكاف و الثاء صحيح قوله هما متقاربان وليسا متباعدان فبعد تحليلي لسبب تقاربهما و استنادا لوجهة نظره وجدت انهما يخرجان من نفس المخرج وهو اللسان ولكن مادفعني لقولي بانهما متباعدان هو وجود فاصل بينهما لاستنادي لقاعدة الشيخ الذي نقلت انا كلامه سابقا حينما قال _ الا يكون فاصل بينهما _ وان يكونا من نفس العضو

طيب حتى أنا ختلط علي الأمر في بعض الحروف التي يكون مخرج كل منهما متجاورا كما قال في حرفي اللام و الميم و استثناءه في حرفي الغين و الخاء مع القاف و الكاف
ولكن بحثت طيلة البارحة و قارنت كلام عدد من الشيوخ و اظنني ان شاء الله خرجت بقاعدة طيبة ستساعد كل منا و من يشاركنا بالقراءة في ازالة هذا اللبس
بين ماتقارب صفة فقط و بين المتباعدان
ولكنني اود مشاركتكك تحليلاتي باجابتك عن هذا المثال و استخراج ان كان متقاربا صفة او متباعدان الحرفان هما : الكاف و الهاء
ولي عودة ان اذن رب البرية