العودة   شبكة و منتديات بيت المقدس للرقية الشرعية > المنتديات العامــــــــة > المنتدى العــام > منتدى القسم الادبي للشعر الملتزم والخواطر الادبية > منتدى القصص الهادفة

الإهداءات

 
أدوات الموضوع
10-05-2017   #1
راق ومشرف عام للمنتدى
 
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,342
معدل تقييم المستوى: 10
القصاص العادل

هذه القصة ترويها امرأة عن نفسها فتقول :
منذ ثلاثين عاما كنت فتاة مغرورة و زوجة حديثة ترفع شعارات تحرير المرأة و ترى الزواج مجرد إجراء اجتماعي لا يترتب عليه أية واجبات ، و شاء الله أن أقيم مع أم زوجي حتى يوفر لي زوجي سكنا مستقلا بالمواصفات التي أريدها .
و كانت السنوات التي عشتها مع حماتي هي أسوأ سنوات عاشتها تلك السيدة الصابرة ، و كنت أنا للأسف سر هذا السوء ، فقد أعطيت أذني لنصائح الصديقات بأن أظهر لها العين الحمراء منذ البداية ، و لذلك قررت أن أحدد إقامة حماتي داخل حجرتها ، و أتسيد بيتها و أعاملها كضيفة ثقيلة ، كنت أضع ملابسها في آخر الغسيل ، فتخرج أقذر مما كانت ، و أنظف حجرتها كل شهر مرة ، و لا أهتم بأن أعد لها الطعام الخاص الذي يناسب مرضها ، و كانت كجبل شامخ تبتسم لي برثاء و تقضي اليوم داخل حجرتها تصلي و تقرأ القرآن و لا تغادرها إلا للوضوء أو أخذ صينية الطعام التي أضعها لها على منضدة بالصالة و أطرق بابها بحدة لتخرج و تأخذها .
و كان زوجي مشغولا في عمله ، و لذلك لم يلحظ شيئا و لم تشتكي هي إليه ، بل كانت تجيبه حين يسألها عن أحوالها معي بالحمد ، و هي ترفع يديها إلى السماء داعية لي بالهداية و السعادة .
و لم أجهد نفسي كثيرا في تفسير صبرها و عدم شكايتها مني لزوجي ، بل أعمتني زهوة الانتصار عن رؤية الحقيقة ، حتى اشتد عليها المرض و أحست هي بقرب الأجل ، فنادتني و قالت لي و أنا أقف أمامها متململة : لم أشأ أن أرد لك الإساءة بمثلها حفاظا على استقرار بيت ابني و أملا في أن ينصلح حالك ، و كنت أتعمد أن أسمعك دعائي بالهداية لك لعلك تراجعين نفسك ، لكن دون جدوى ، و لذلك أنصحك كأم بأن تكفي عن قسوتك على الأقل في أيامي الأخيرة لعلي أستطيع أن أسامحك . قالت كلماتها و راحت في غيبوبة الموت ، فلم تر الدموع التي أغرقت وجهي و لم تحس بقبلاتي التي انهالت على وجهها الطيب ، ماتت قبل أن أريها الوجه الآخر و أكفر عن خطاياي نحوها ، ماتت و زوجي يظن أنني خدمتها بعيني .
و كبر ابني و تزوج و لم يستطع توفير سكن خاص ، فدعوته للعيش معي في بيتي الفسيح الذي أعيش فيه وحدي بعد وفاة أبيه . و أدارت زوجته عجلة الزمن ، فعاملتني بمثل ما كنت أعامل حماتي من قبل ، فلم أتضجر ، لأن هذا هو القصاص العادل و العقاب المعجل ، بل ادخرت الصبر ليعينني على الإلحاح في الدعاء بأن يغفر الله لي .
__________________
لا حول و لا قوة إلا بالله
 
10-05-2017   #2
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 276
معدل تقييم المستوى: 1
رد: القصاص العادل

بارك الله فيكم
__________________
= 350) this.width = 350; return false;"/>
 
10-05-2017   #3
راق ومشرف عام للمنتدى
 
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,342
معدل تقييم المستوى: 10
رد: القصاص العادل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارزاق اليمن مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكم
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
شاكرا لك مرورك الكريم و دعاءك الطيب
__________________
لا حول و لا قوة إلا بالله
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2018, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لشبكة ومنتديات بيت المقدس للرقية الشرعية
MGC Chatbox Evo -تعريب العيسائي